الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بين الأنكشاريه والوهابيه

أياد الزهيري

2016 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


العراق بين الأنكشاريه والوهابيه
يتدوال العراقيون على ألسنتهم حكمه تقول (الجار قبل الدار) وهذه حقيقه يقرها الجميع ويعمل بنصيحتها الكثير, فالجار الطيب والمسالم يضفي على محيطه الطمأنينه والسرور, والعكس هو الصحيح, ولكن الجار الذي لا يبدي أكتراث لجيرانه يمكن حل الأشكال معه بدون كثير من العناء , أصعبها هو أن تنتقل الى بيت أخر بعيدآ عنه وبالتالي تنتهي المشكله , ولكن في عالم البلدان حيث الدول تتجاور مع بعضها منذ فجر التاريخ وليومنا هذا وسيبقون كذلك , وهذه حاله حتميه وأشبه بالقدر المحتوم, لأن البلدان لا يمكن تغيرها والشعوب لا يمكن نقلها أو تبديلها, لذى على الكل الأعتراف بواقع الحال والتسليم له والتكيف معه, ولا مناص من مبدأ حسن الجوار والتعايش بين بلدان الجوار لكي تعيش هذه الشعوب بأمن وأطمئنان وتوفير لنفسها فرص العيش السعيد عبر تنميه تقوم على أساس من الأستقرار والتعايش فيما بينها , وهذا ما ينبغي أن يكون بعد أن قطعت البشريه شوط كبير من التقدم في مجال حقوق الأنسان وحق تقرير المصير, أما نحن في الشرق الأوسط ينبغي أن نسبق غيرنا بلحاظ أن هذه الشعوب تدين بالأسلام وهو صاحب هذه الحكمه والداعي بالألتزام بها , ولكن للأسف واقعنا ينبأنا بغير ذلك حيث حدودنا مشتعله بنيران الحروب, ونحن العراقيون أكثر من أكتوى بنيران دول الجوار, حتى حولوا بلدنا الى كتله من النار , ومن سوء حظ العراق أنه يقع بين فكي كماشه, تركيا الأنكشاريه والسعوديه الوهابيه, فالأولى تحت سطوة شهوة التاريخ العنيف وثانيه تمتلكها شهوة الصحراء المتوحشه, الأولى يحكمها رئيس يعيش التاريخ العثماني بكل جبروته وطغيانه والرغبه الشديده في أعادة أنتاجه وهو من يتحمس شخصيآ لتمثيل دور السلطان سليم الأول بكل جبروته والذي لا يشبع غروره الا أذعان الجميع له والتسليم والولاء والطاعه لجلالته , وآخر جنوبي بكل ما يحمل من جلافة الصحراء وقسوتها وحقد البدوي وصلافته وبما يحمله من مذهب يكفر به مخالفه ويرميه بالشرك الموجب لأستحلال ماله ودمه وعرضه, وهذا ما يفسر ما حصل للعراق من أعتداءات في الماضي والحاضر من قبل هذين الجارين المشاكسين.
كلام لا ندعيه ولم نفتريه على هؤلاء الجيران, فالأول أحتل العراق لمدة أربع قرون من سنة 1500 م الى 1900م مر خلالها العراق بأظلم العصور وأقساها, حيث سجل التاريخ حوادث مروعه قامت بها الأنكشاريه التركيه, فالسلطان سليم مارس الذبح لجميع الشيعه أينما وجدوا وكما ينقله لنا الكاتب البريطاني ستيفن لونكريك في كتابه ( أربعة قرون من أحتلال العراق) وكان السلطان سليم مدفوعآ في مذابحه هذه بقضية تسمى (بطولة القضيه السنيه) وهي حجه يتذرع بها السلطان سليم لأعلان الحرب , وكان عادتآ ما يستحصل السلطان من شيوخ السوء على فتوى بأستباحة دماء الشيعه وحريمهم وأموالهم, وقد ذكر السيد محسن الأميني في كتابه (أعيان الشيعه) أن السلطان سليم قتل أربع وأربعين ألف وقيل سبعين ألف من شيعة الأناضول, بالأضافه الى ما يؤكده لنا ستيفن لونكريك في كتابه (أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث) ص182 بأن الدوله العثمانيه أعلنت مروق الجعفريين وكونهم مباحين لأبناء السنه. هذا السلوك العدواني هو من أسس لما يجري اليوم من مذابح وهتك للحرمات من قبل بعض من يدعي أنتماءه للطائفه السنيه ومنهم داعش , وهذا ما يفسر السلوك الطائفي لحفيدهم أردوغان نحو العلويين والشيعه وأحتضانه للمجرم طارق الهاشمي بالرغم من الأدله الدامغه على تورطه بجرائم حرب. هذا ما يتسع له المقال في ذكر جرائم بني عثمان بحق العراق لكي ننتقل الى الجار الجنوبي والذي لا يقل عدوانيه عن الجار الشمالي. بلد جار تحكمه عائله مالكه ذات مزاج متوحش يختزل كل قساوة الصحراء وعنف البدوي الحقود كحقد بعيره. جار بنى أمبراطوريته بالعقيده الوهابيه , وهو مذهب أيقوني ضيق, معتنقوه غلاظ, حاربوا كل من جاورهم, وحكموا بالشرك كل من خالف معتقدهم من المسلمين وأستحلوا ماله ودمه وسبي ذريته. هذه العقيده هي ما تفسر الهجمات والغزوات التي تعرض لها العراق من قبل دولة آل سعود , وللحقيقه نذكر بعضها , فقد شن الوهابيون غزوات بين عام 1802م و1810م على مدن في غرب الفرات , كما غزوا النجف الأشرف 1803م , وكذلك عام 1806م وفي 1810م, قاد عبد الله بن سعود هجومآ على العراق وصل به الى مشارف بغداد. حتى وحسب تعبير لونكرك أصبحت نجد جارآ صعب المراس لا يرتاح اليه العراق, كما لا ننسى ما قام به سعود بن عبد العزيز من هجوم على كربلاء عام 1216 هجريه , حيث قتل كل من ظفر به وهدم قبر الأمام الحسين (ع) وأقتلع الشباك ونهب جميع ما في المشهد الشريف من ذخائر ونفائس, وهو نفس ما عمله الخليفه المتوكل السيء الصيت في كربلاء. ولم يقفوا عند هذا الحد بل أستمروا بهجماتهم , ففي عام 1222م قام الوهابيون بهجوم بنحو عشرين ألف مقاتل على النجف الأشرف بعد الزياره الشعبانيه , حيث قتلوا الكثير ونهبوا كل ما يملكه الزائرون, مقابل كل هذه الهجمات لم يسجل التاريخ بأن العراقيين هاجموا الجزيره ولو لمره واحده. كما يمكننا أستقراء ما حدث بأن الخلاف السني الشيعي قوي بظهور الدوله العثمانيه القويه ثم ضعف بضعفها , ثم قوي بظهور الدوله السعوديه الأولى , ثم ضعف بضعفها, ثم قوي بشكل بلغ حد التوحش بتعاظم النفوذ المالي للدوله السعوديه بسبب البترول.
أن ما نعيشه من حريق في منطقة الشرق الأوسط أساسه المال السعودي والعقيده الوهابيه والحلم التركي بعودة الطربوش العثماني اليها.
قد يسأل سائل أن خلاصة ما يعرضه المقال هو أن قدر العراقي ان يكون ضحيه للطامعين فيه, والجواب أذا كنت لا ترغب أن تكون ضحيه فكن قويآ, ولكن لا تقل كيف أكون قويآ وأسباب القوه بين يديك أيها العراقي.
أياد الزهيري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال