الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وتر الغربة

خالد علوكة

2016 / 1 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وتر الغربة
الحرب لاتحدد من هو صاحب الحق وإنما تحدد من تبقى ...
برتداند راسل
الامل موجود في الانسان وينتقل معه حيثما يسافر لكن تحقيقه صعب المرام بل صار جزء من الخيال . بعد ترك مناطقنا اصبحنا بلا بيوت ولاسقف ولاحيطان ولاجيران قد يعوض سكننا ووضعنا الحالي مقولة (ماحملك هو وطنك وبلدك ) و طول الانتظار يحدث المَلل والضياع . عندما كنا في مناطقنا (بعشيقة وبحزاني) كان الحال ماديا جيد كثر المال واحتار البعض في طريقة التصرف به فمنهم من طور حاله في امل البقاء والعيش الرغيد وفي الاخير كلها ضاعت وبقيت للغير يقرضون بها كالجرذان .
بعد داعش تغير تفكير ونظرت اهالينا لاحوالهم ومستقبلهم بالاتجاه نحو الهجرة والغربة خارج العراق فكل واحد له الحق في اختيار طريقة حياته لكن النظربما يفعل غيرك وتفعل مثله قد ينفع في الرزق والتجارة عندما يكون الطلب اكثر من العرض وعندما تكون في منطقتك مستقرا ومرتاحا . لكن مايحدث الان ونحن نازحين من رغبة الهجرة العائلية قد يثير كثير من الحيرة والقلق والتساؤلات ومنهم من اقترض مالاً ، ومنهم من باع داره لجيرانه او الى اهل منطقته (إن بقى له دار ) رغبة منه ومقابل السفر والهجرة وكل واحد حر في ذلك مجبرا من ضغط النزوح و فقدان الامل بالحياة وابتعاد حلم العودة للديار ونظرت الناس لما حدث للمدن المحررة من هدم البيوت.
حتى من هم في الخارج قبل داعش فقدوا موطنهم ومسقط رأسهم مثلنا ويقولون عندما كان تأتي الطوافات والاعياد وانتم في بعشيقة وبحزاني ترسلون لنا وجودكم والصور وفيديو المناسبات وكاننا معكم لكن اليوم نحن ايضا في الخارج فقدنا مناطقنا وبلدنا وفرحتنا مثلكم ، فاين صور الطوافات وبيبون سه رى سال وصباح العيد وسماعات سنجق الطاووس .
لقد خسرت مثلا بعشيقة وبحزاني كل وجودها ومعابدها وبيوتها واموالها وسرقوها مفلسي الدولة الاسلامية بالف حجة وراية . وصحيح نجى الاهالي جميعا ولكن ثمن ذلك لايعوض ويريح الاهالي طالما شرخ شرف العراق في سبايا سنجارباقياً ، فقدت بعشيقة وبحزاني فقط من خلال الهجرة الحالية ملايين الدولارات لمن هاجروا كافراد بسعر دفتر دولار اواكثر ناهيك عن سفر وهجرة هذه الايام كعوائل وكروبات ، طبعا النفوس اغلى من الفلوس وضمان مستقبل اجيالنا بهجرة مضمونه لهم معقولة .. ولكن حساب الحال يقول غيرنا من بقية الملل لايفعلوها هكذا وينتظروا ، وصون المال ضروري وعدم وضعه في مكان واحد مهم ، وهومصدر وحيد للعيش السعيد في العالم . فقد راحت الضيعة وراح كل شئ معها وبعد النزوح دفع ماتبقى من المال للمهربين وغدا من أين نعود ونبني ويعوض المال والحال المفقود ؟ وكيف يمكن اعادته وافلاس دولة شاهد للعيان ؟ لايمكن التعويض بالاعانه او بِطرق ابواب الهجرة للغرب ليمنحنا قوت حتى لاتموت ونهاجر اليهم مع موجة هجرة شعوب الشرق زاحفا وحافيا طالبا الاقامة واللجوء والامان بعد أن سلبوا كل انواع العيش في بلادنا .
نعرف جميعا ان الوطن غالي ولو انه باعنا ؟ وخاب الامل به بعد ان ضحى كل الشعب من اجله وللاسف - لافائدة ان تكون عراقياً هذه الايام - بعد غلو الطائفية المقيتة وقلة كياسة وثقافة الحكام المسؤولين عن البلد وجاؤوا للتغير فاذ بتغير حال انفسهم فقط وتركوا البلد من سوء الى أسوأ ، مهما يكن كلنا مهاجرين وحتى لو تأجلت هجرتنا الان ، وشعوريا لايمكن هجرة الوطن وكل مغترب مهما طال به الزمن يحترق بالعودة وكثير من رحلوا عن الوطن جسديا لكن ضلت ارواحهم ترفرف هنا وحتى من يموت تعود جثته بجسده مغلفة باناقة ومكفن بغربتة لتريحه وتحضنه تربة ألوطن (الام ) . وبلاد الغربة لاترغب دفنه لانه ليس من سكان البلد الاصلي حتى لو تجنس ويؤخذ ايجار على القبور رغم تطورها وخدمته لها حياً فمثواه الاول والاخير قبورالوطن المفتوحة لبلعه في كل زمان ومن اي مكان حط به الرحال .
وفي الاخر يقول الشاعر احمد الشهاوي : ( وألله ماجئناك ياوطني إلا لنشرب نخب حسرتنا )....

خالد علوكة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق