الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميشال سماحة بين جنون الحاقدين وتفاهة المنافقين

حسن عماشا

2016 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ما أن اصدرت المحكمة العسكرية قرارها بإخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة. حتى جن جنون رموز وأمراء الحرب الأهلية من المجرمين الملطخة ايديهم بالمجازر والاغتيالات. ومستغلي الوظيفة العامة والنفوذ الذين جمعوا ثروات هائلة من المال العام والأملاك العامة والصفقات المشبوهة. أتباع آل الحريري الوهابية وأذنابهم.
ميشال سماحة المتهم بنقل متفجرات من سوريا الى لبنان بسيارته الخاصة. التي ضبطت في مرآب منزله داخل سيارته والذي كان مجهزا بالكاميرات مسبقا من قبل فرع المعلومات لتسجيل الواقعة (؟؟؟!!!). أمضى في السجن قرابة الأربع سنوات وهي المدة التي تمثل اقصى عقوبة على جرم ظل في النوايا ولم ينجم عنه أي ضرر مادي بحق أحد.
بمعزل عن القناعة بأن ميشال سماحة استدرج الى عملية معقدة تهدف الى الايقاع به من قبل مليشيا آل الحريري الوهابية والمسماة "فرع المعلومات" أو "شعبة المعلومات" برئاسة وسام الحسن الذي قضى اغتيالا بعبوة متفجرة. وكان له باع طويل في التدخل المباشر بالأزمة السورية.
الا أن من يعرف لبنان منذ دخول "الثورة الفلسطينية" الى أراضيه كقوة مسلحة في العام 1967 الى يومنا هذا، يدرك أن ليس فيه قوة سياسية واحدة يمكن استثنائها من اعتماد السلاح والمتفجرات كواحدة من ادوات عملها في مواجهة خصومها الداخليين وأعدائها من الخارج. واذا ما كانت قوة سياسسية او زعامة محلية تخلت عن اشهار امتلاكها للسلاح والمتفجرات بسبب انخراطها في منظومة السلطة فهي في الواقع تكشف عن هذا في اوقات احتدام الصراع. مما يعني ان التهمة الموجهة الى ميشال سماحة ليس في لبنان أحد يمكنه الادعاء بانه بريء منها. لكن أن يخرج علينا سمير جعجع المنفذ لمجازر واغتيالات جلها في أبناء جلدته. وعمليات خطف لبنانيين وأجانب لصالح الكيان الصهيوني، والمحكوم من أعلى سلطة قضائية بالاعدام والمفرج عنه بعفو خاص من مجلس النواب. ليحاضر في دولة القانون والحرص على السلم الأهلي والمواطنين الللبنانيين فهذا جنون. أو أن يدفع وليد جنبلاط بجماعته مستنكرا "جرم" سماحة. وهو مرتكب المجازر وهادم القرى المسيحية والكنائس فضلا عن كونه الشريك الأساسي في كل صفقات نهب المال العام ، وله حصص وامتيازات واحتكارات في كل ميادين السوق اللبنانية. أو فؤاد السنيورة سمسار آل الحريري الوهابية وناهب المال العام والعقارات في الجنوب. وأشرف ريفي الموظف الذي جمع الثروات من الرشى وتمرير العصابات المسلحة من خلال موقعه في إدارة قوى الأمن الداخلي. الى أخر السبحة من جوقة الجنون الموجهة الى ميشال سماحة، جنون محض ان يقبل هذا.
في حين أن ميشال سماحة الذي كان عضوا بارزا في حزب الكتائب اللبنانية. والذي انخرط في محور المقاومة والممانعة من تسعينات القرن الماضي ، لم يسجل في تاريخة أي فعل جرمي سواء إبان الحرب الأهلية او بعدها حتى يوم اعتقاله قبل اربع سنوات. ولكنه كان مدافعا بحزم عن المقاومة ولم يخضع للتهديد والقرارات التي اتخذت بحقة من قبل الادارة الأميركية باعتباره يشجع على تقويض حكومة السنيورة المرعية من الولايات المتحدة.
سبق وبيننا في فترة اعتقاله الأولى أن استهداف سماحة جاء في سياق مخطط تجريد المقاومة العناصر التي تدافع عنها من خارج بيئتها الطائفية. فكان اعتقال سماحة وتلفيق التهم له درسا لكل من ينحاز للمقاومة من خارج بيئتها. ونجح المخططون في هذا الأمر نسبيا ولجم العديد من الشخصيات التي إما حيدت نفسها أو التزمت ما يمكن اعتباره خط احمر. مثل عبد الرحيم مراد وكمال شاتيلا الناصريان.
أما المنافقين المفلسين الذين يتباكون على دولة القانون – والتي لم تكن يوما في لبنان منذ تكوينه- يلتحقون في الحملة على ميشال سماحة عله يطالهم نصيب من هذا التحرك الذي يشكل مادة ارتزاق كونها تصب حسب اعتقادهم في اضعاف المقاومة والتشهير بها بما يخدم قوى التأمر عليها من القوى الاستعمارية وأدواتها الإقليمية في مملكة العهر السعودي وحلفائها وأدواتها المحلية.
أي يكن مصير ومستقبل ميشال سماحة ان هذا الجنون ومن ورائه لن يغير في ميزان القوى شيئا. ومحاولات الابتزاز التي تمارسها الوهابية والداعشية السياسية لن ترهب المقاومة وجمهورها في كل المناطق ، ومن كل المذاهب واذا ما سقط منافق من صفوف هذا الجمهور فهو تطهير له يجعله اكثر قوة وتماسك.
حسن عماشا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران