الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة والإعلام والمثقفون يفكرون يتساءلون ينهزمون ..

داليا عبد الحميد أحمد

2016 / 1 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



- ما هي قضايا ومشكلات وأزمات التنوير في مصر؟
-لماذا يكسب طيور الظلام وتضيع فرص التنوير مرات؟
- من أضعف الدولة وغيب الإعلام وشتت المثقفين؟



بعد ما حدث لبرنامج إسلام البحيري (2015)، والحرب عليه من قبل رجال الدين، يتضح أن قبضة الظلاميين لا يقف ضدها تكتل وتيار بل أفراد وفقط أفراد.
وبعقلية التعليم التلقيني، والإعلام الموجه غير مقبول أن يتفاعل ويفكر أحد، بل يستقبل ويحفظ .. وبعقلية مباريات كرة القدم تدار النقاشات، ويجلس المشجعون والمتفرجون لا لتفهّم ما يُقال من الجانبين، ولكن لنُصرة مَن يشجعون، فالنتيجة الفكرية محسومة من البداية، والمطلوب تسديد أهداف ومعركة فعلية تقضي علي الخصم بنصر مدوي، فذلك ما يبحث عنه المشاهد، ومن وراءه الإعلام والإعلانات ..
فلنراجع تسجيل مناظرة فرج فودة (1992) والأديب محمد أحمد خلف الله، ومن الجانب المقابل محمد الغزالي ومحمد عمارة عمالقة الأزهر ومأمون الهضيبي المرشد السادس لجماعة الإخوان الإرهابية. والتي قتل بعدها بأيام فرج فودة وفق فتوي للإرهابي عمر عبد الرحمن بأنه مرتد ويجب قتله ..
وعن ما حِيك لنصر حامد أبو زيد(1995) وقضايا من قبل عبد الصبور شاهين وفريقه ردة وتفريق عن زوجته إنتهت بخروجه من مصر حفاظا علي حياته من القتل ..
وعن طعن نجيب محفوظ (1995) بسكين ومحاولة إغتياله إعتراض علي نشر رواية "أولاد حارتنا" ..والعديد من قضايا تنتهي نهاية بائسة للمجتمع وللحالة الفكرية والتنويرية، وموت معنوي أو مادي للشخص ..
فهذه الأيام تعيد الذاكرة لكل أزمة ومحنة وهزيمة قضايا التنوير في مواجهة الظلام، والغريب حقا الموقف العام للدولة والإعلام والمثقفون فلازالوا متحيرون يفكرون يتخيلون يتساءلون متفرقون صامتون يتهامسون أمام كل قضية وأزمة ومحنة فكرية تنويرية .. لا إطار يجمعهم .. لا إتحاد يضمهم .. لا هدف يرمون إليه .. مع وجود كيانات و وزارات وهيئات ومؤسسات .. فلا رسالة نحو المجتمع تجمعهم ولا حتي التنوير والوعي .. كيف ذلك ؟! ..

تتسرب التجمعات .. تتلاشي التراكمات .. لتعود للبدايات .. وتتوقف لفترة ما .. تتواري الأساسيات .. تظهر مجموعة منافقة تنتحل صفتهم .. مادامت الساحة الثقافية خاوية .. وصوت المثقفين خافت مرتبك في أدق وأهم القضايا لدبح واحد منهم .. فكيف سيكون المستقبل .. وما هو دور الدولة والإعلام والمثقفين .. وما هو الهدف الذي يعملون من خلاله غير رقي وتقدم المجتمع .. وتصحيح مفاهيمه عن الحداثة.. والرجوع به للرشد والقيمة ..

في كل قضية من قضايا الحسبة، ومحاكم التفتيش، وهجمات وحملات التشوية والمنع، والإغتيال المادي والمعنوي لكاتب بات يشكل خطر علي منظومة الجهل والارهاب . نجد الدولة والإعلام و المثقفون ينقسموا داخلهم ، ولا تصدر حملة موحدة لرفض ومقاومة التخلف، ودعم أحدهم بقوة توضح وجودهم وثقلهم وحجمهم علي الساحة الاعلامية والفكرية ..

كل أزمة ثقافية تنتهي لصالح قوي الظلام. وتثبت أقدامهم أكثر وتشعرنا بقلة الحيلة من جانب الدولة والإعلام والمثقفين، والمشكلة والعقدة والقضايا كما هي، كل مرة تتكرر بنفس السيناريو والمواجهة ورد الفعل كما هو بهزله ومحور الهزل هو الفرقة والمصالح الشخصية، فليس الشأن العام هو هم أغلب رجال الدولة والمسئولين من الإعلاميين والمثقفين، ولكن يتم إستغلال المواقف والأزمات لمجد شخصي، وتلميع وتواجد إعلامي، وتمر الأزمات ونفقد كل مرة أحد أهم أعلام الثقافة، فيسحق ويدبح ويسلخ ويمزق إرباً، ولا نثور بقيادة الدولة والإعلام والمثقفين لإنهاء هذه المعارك بين قوي الظلام وأحد التنوريين ..
-أراه وحيدا ..
-إلا من جمع بسيط يصرخ ويبكي عليه لبعض الوقت ..
-وكثير يتشدق بكلمات أن القضية قضية شخصية وليست عامة ..
-ومنهم من يختلف علي الشكل والشخص تاركاً المضمون والقضية ..
-ومنهم من يقف محايد ويلتزم الصمت حتي تمر العاصفة فلا يصيبة ضرر كما يظن ..

ونحن نقف نتابع تفاصيل الحادث، ونعلق فرادي، والقضية محسومة لقوي الظلام، ويدفع ثمنها المجتمع بأسره، ركود وهزيمة وخوف من التجديد والتغيير والتطور، وتيه للعامة في دروب ودوائر عدم جدوي الوعي والنقاش والتناظر والعصف الذهني، وتحجر الفكر وتحجر الخيال، وغيبوبة تؤدي إلي الضحالة والهلاك والموت والفناء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah