الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في ديوان ليل في مريا البحر للشاعرة السورية سلوى فرح,, بقلم الشاعر: جاسم نعمة مصاول

سلوى فرح

2016 / 1 / 20
الادب والفن


قراءة في ديوان ليل في مريا البحر للشاعرة السورية سلوى فرح,,
بقلم الشاعر: جاسم نعمة مصاول
ــــ يقول الدكتور إحسان عباس (ناقد وشاعر وقاص فلسطيني) الشعر في ماهيته الحقيقية تعبيرٌ أنساني فردي يتمدّدُ ظلّه الوارف في الأتجاهات الأربعة ليشملَ الأنسانية بعموميتها..
قصائد ديوان الليل في مرايا البحر للشاعرة سلوى فرح ، هي حقولٌ مزهرةٌ من النرجسِ والليلكِ والياسمين .. تحملُ موجاتَ بردى التي تٌسكرُ القلبَ وتبعثُ الخِصْبَ والحياةَ والجمالَ .. ونسماتُ قاسيون التي تُنشي النفوسَ ندىً ..
نجد في تلك القصائد ايضاً معبداً للجمال ابدعته سحرُ كلماتِها .. هي سلوةُ العاشقين ونجوى المحبين .. تتغنى الحقولُ نشوى من عطرِ قصائدها وترتشفُ الندى من شفاهِ الكلماتِ ..
تنهل الشاعرة سلوى فرح من عبقِ التاريخ الشامي الموغلُ في القدم لحضارةٍ امتدت الآف السنين ومن حقها ان تفتخر بأنها حفيدة زنوبيا الشامخة وعشتروت العاشقة ..
الشعر عند الاديبة سلوى فرح هو منطلقٌ للتحليق مع فضاءاتِ السُحبْ المفتوحة التي لا يستقر لها مكان في هذا الكون .. كأنها طيورُ الماءِ في زفةٍ عرسٍ اسطوري على الشطآن الخضراء ....
يتميزُ الشعرُ عند سلوى فرح بالعاطفة المشحونة برومانسية عالية .. هو ما يختلجُ في صدرها واطلاقاً لسراح العاطفة .. وتعبيراً عن الذات .. تخرجُ العاطفةُ من اعماقِ روحها لترسمَ صورةً شعريةً تقتربُ الى الاذهانِ ولتُعيدَ رسمَها من جديد في صورةٍ ما وراء الواقع ...
اما الفكرة في قصائد الشاعرة سلوى فرح هو استحضارُ صورةَ المجهولِ .. هو التصورُ والتخيلُ معاً .. فكرتها في القصيدة تقوم على ما تطرحه وتناقشه مع الأنا ثم مع الذات الاخرى ..
فالشعر عندها كالموسيقى من حيث الطرب ولكنه يمتازُ بمعناه .. وفكرتها اصلاً ذائبةٌ في عملِها الفني وهو بناءُ القصيدةِ ولا نجدها بشكل مباشر ... وذوبانُ الفكرةِ في الصورة يخلقُ المثالُ في العمل الفني كما يقول الفيلسوف الالماني هيجل.
وبشأن الخيال والتخيل في النص الشعري لدى سلوى فرح هو اختلاقُ صورٍ لم يشهدُها الحس بذلك التركيب، وانما كانت صوراً اجزاءَها مما جرده العقل واحتفظت به الذاكرة، لهذا فهناك ارتباطٌ وثيقٌ بين التخيلِ والتصوير.. فالشاعرة سلوى فرح تُعبرُّ تعبيراً تصويرياً دقيقاً لانها تتخيل الحالة الشعرية، وبدون هذا التخيل لن نجدَ قصائداً بهذا المستوى من الصورة التعبيرية الخلاقة، فهي تخلقُ الصورة المتخيلة في ذاكرتها أولاً ثم ترسمُها بكلماتها...
عندما نقرأُ قصائَدها نرى هناك بصماتً واضحةً لها في اروقة النص الشعري وهي مستمرةٌ برصف المعاني في نسقٍ مرسومٍ مقدماً في اللحظة ما قبل الكتابة ... اذن لديها اسلوبٌ ادبيٌ ابرزَ صفاتُه: الجمال والخيال وحسن استعمال التراكيب والمفردات والتصوير الدقيق ..
كما تمتلك الشاعرة فرح قدرةً على الجمعِ بين اللفظِ والمعنى بشكلٍ متناسب، ولديها القدرة على استخلاصِ الالفاظ الملائمة للمعنى من ذاكرتها الادبية وترتيبها ترتيباً بلاغياً مستخدمةً اصولَ هذه الاسلوب للخروج بالنص الشعري في اسمى صورة ... ألم تكن هي ابنة الشاعر السوري الراحل موسى فرح الذي تخرجت من مدرسته ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا