الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب يضع تونس تحت المجهر .

عبد اللطيف بن سالم

2016 / 1 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الإرهاب
يضع تونس تحت المجهر :
يبدو أن المجتمع التونسي لا يزال في المستوى الأدنى من التطوٌر الطبيعي كغيره من كثير من مجتمعات العالم الثالث وإلا لما ظهرت فيه مثل هذه الحالات الغريبة من التعصٌب ومن التطرٌف الديني والتي تعود في أصلها إلى زمن الأسطورة الذي مضت عليه العديد من الحقب ، هذه الحالات التي بلغت بالإنسان التونسي إلى درجة ممارسة الإرهاب على أهله وإخوته وأقاربه و كأنما هو لا يدري (كان ذلك بدافع من إيديولوجيا دينية أو مذهبية أو بفعل فاعل خارجي أو داخلي )، لا فرق ولا شيء مهما كانت قيمته يبرٌر إقدامنا على قتل إخوتنا في الدين وفي الجنس وفي الوطن وبالأرقى من كل ذلك والأسمى إخوتنا في الإنسانية . وهذا لا ينطبق بالطبع على كامل المجتمع التونسي إذ لابد من الاستثناء من هؤلاء من أدركتهم - بسبب من الأسباب - حالاتٌ من التحول المفاجئ mutation فوجدوا أنفسهم في العالم المتقدم واندمجوا فيه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة واكتسبوا منه خبرة وتجربة وثقافة عامة تخوٌل لهم التأقلم مع من فيه من الناس ومع ما فيه من تطوٌر حضاري . وللعلم فإنه ليس كل من أدركتهم مثل هذه الحالات من التحوٌل قد استفادوا منها بنفس الطريقة إذ الكثير منهم من أحسوا بشدة الصدمة من النقلة الاجتماعية فانقلبوا على أعقابهم وتراجعوا وتمسٌكوا بماضيهم الثقافي رغم انتقالهم إلى هذا العالم المتنوٌر، وربما صعُبت عليهم العودة كما صعُب عليهم التقدٌم فتوقفوا حيث ما كانوا وأوهموا أنفسهم بأنهم بما لديهم فرحون لأنهم في الحقيقة بما لديه قانعون ولأنهم أحسن من ذلك لا يستطيعون.
حذار إذن أبنائي من السقوط في التعصٌب مهما كان نوعه لأنه لا أحد باستطاعته أن يدٌعي امتلاكه وحده للحقيقة . الحقيقة ذات وجوه وكل واحد يراها فقط من جهته . هذا رأيي وإذا كنتُ مخطئا فالرجاء أن تصوٌبوني وتدلٌوني – إذا استطعتم - إلى الحقيقة الكاملة فأنا في انتظاركم مع العلم أن عمرنا الحضاري – كما يشير إلى ذلك علماء التطوٌر – لم يبلغ بعدُ ما يساوي دقيقة من عمر هذا الكون الفسيح الذي لا يزال يتمدٌد أي لا يزال يُوجد وليست له بعدُ ماهية نهائية تذكرُ فتحدٌد وما نحن فيه إلا بمثابة ذرٌات صغيرة جدا لا تُرى حتى بالمجهر الإلكتروني لمن يريد أن يرانا من بعد ملايين من السنين الضوئية .
حدثني صديق لي مرة فقال : ( أظن أن النملة الصغيرة تلك التي نراها تسير على الأرض لا ترانا هي كما نراها نحن كاملة وذلك لضخامتنا نحن بالنسبة إليها ولصغرها هي بالنسبة إلينا وقصر النظر فمن يدري ؟ لعلنا نحن أيضا نعيش بين كائنات ضخمة جدا بحيث هي ترانا ونحن لا نراها أبدا ...) هكذا هي الحقيقة إخواني موغلة في النسبية ...و لهذا أدعوكم إلى مراجعة أنفسكم و نبذ التعصب ،وإلى التفاعل الجيد مع الرأي المخالف وللعلم لهؤلاء المتعصبين للعقيدة فإن هذا ليس متناقضا مع الشريعة الإسلامية إذا من أحاديث الرسول قوله : (إن في اختلاف أمتي رحمة ) – ( يرحمنا ويرحمكم الله رحمة واسعة -)
عبد اللطيف بن سالم
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو