الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إزدراء الأديان / إزدراء الإنسان

عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)

2016 / 1 / 27
المجتمع المدني


إزدراء الأديان / إزدراء الإنسان

للمرة الثانية على التوالي و خلال أيام قليلة يصدر القضاء أحكاما بتهمة إزدراء الأديان بينما تعج أيامنا بكثير إزدراءات لم يصدر بشأنها حكما و كأنها من المسلمات
أصدر القضاء حكما بسجن الكاتبة فاطمة ناعوت لمدة ثلاث أعوام مع دفع غرامة و ذلك بتهمة إزدراء الأديان ، من أيام قليلة صدر حكما مماثلا ضد اسلام بحيري بنفس ذات التهمة
و كأن رسالة الرئيس التي وجهها و سلط عليها الضوء في أكثر من مناسبة بتجديد الخطاب الديني أصبحت تعني القضاء على أي منفذ للفكر و إعمال العقل و الذي هو بالأساس مطلب قرأني تضمنته أكثر من آية كريمة .
الإبتلاء بالتطرف مصيبة كل عصر و لكل عصر ضحاياه ..تجرع سقراط السم لا يختلف عن محاكمات جاليليو و لا تختلف عن مصادرة فكر ابن رشد و حرق مؤلفاته و لا محاكمات نصر حامد أبو زيد
و قتل و ازهاق أرواح من فكروا بفتح نوافذ الاختلاف ، باسم الأديان تم قتل الألاف عبر العصور و باسم حماية الأديان تم مصادرة فكر آلاف مثلهم
من عجب أن كرامة الإنسان تزدرى مع كل لحظة و لا أحد يندد أو يهتم ، الفقر ازدراء لكرامة الإنسان ، الجهل ازدراء لكرامة الإنسان ، المرض و عدم الرعاية الصحية ازدراء لكرامة الإنسان ،
الخوف و عدم الأمان ازدراء لكرامة الإنسان ، أقرب الأمثلة التي تواجهنا للآن حين قامت داعش و هم مرتزقة و أسافل الشعوب بالإدعاء أنهم وجه الدين الحقيقي
و قاموا بمهاجمة الأبرياء من أبناء الأقليات غير الإسلامية و تبعوهم بالمسلمين أيضا و ذبح و اغتصب و انتهك الإنسان أليس هذا ازدراء لكرامة الإنسان ،
لماذا لم تقم لكم قائمة و لم ترفعوا يدا و لا صوتا تنددون بإزدراء الإنسان الذي من أجله كان هذا الخلق جميعا و له نزلت هذه الأديان
التضامن و الدفاع ليس عن أشخاص و أسماء محددة نتفق أو نختلف معهم لكننا لا ننكر أبدا أنهم يرفضون التبعية الفكرية المجتمعية
و الآراء المعدة سلفا لخدمة أفكار معينة و اتجاهات محددة و أعملوا العقل و اقتربوا من الله - الذي سيحاسبهم - بالعقل و الفكر و العمل
التضامن مع الإنسان و حقه الذي منحه له خالقه بالعيش في آمان و سلام و بإعمال العقل و التفكر و التدبر
و حين نصطدم بفكر مختلف عن السائد أن نقابله بالفكر لنخرج بما يفيد مجتمعاتنا باختلاف طائفة ساكنيها لأن الاختلاف رحمة ،
و نحن أولى الناس بإعادة قراءة تراثنا و تنقيته قبل أن يبتلعنا دواعش الفكر ممن ينقبون عن غرائب التراث الذي ارتقى لدى البعض لمصاف المقدس و المعبود
و يستخدمونه كأنه قلب الدين و مقصده و هدفه و أصبح الدين على أيديهم بحق الدين الجديد الذي لم نعرفه من قبل ....
كلمة أخيرة : يذهب الأشخاص بمسمياتهم و ألقابهم و يبقى الفكر.

عايده بدر
26-1-2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لك الحب والتقدير
سامي كاب ( 2016 / 1 / 27 - 08:57 )
رفيقتي السيدة عايدة بدر المحترمة
لك الحب والتقدير على كلماتك العقلانية الانسانية الراقية والنابعة من منطق انساني متحضر راقي ومن فكر انساني مجرد واع ومدرك للحقيقة والواقع
وهنا اضيف لما اتى بموضوعك من فخوى ومضمون بأن الديانات وما تلاها من ايدولوجيات تبعا لتطور حياة الانسان وسلم الرقي الحضاري عبر الازمان فانها لم تعد صالحة لهذا الزمان ولا بأي مكان
ان العولمة والعصرنة والتكنولوجيا والتطور المسعور المتلاحق المتسارع في عالم الرقمية ومعادلات المادة المرئية والمعتمة قلب الموازين المنطقية الحضارية وغير معادلة الحياة بمفهومها الجمعي الشامل الى معادلة الفرد وعلاقته مع الجمع الشامل
وبدلا من مسيرة فهم الاشياء من الخارج باتجاه الداخل انعكست المسيرة واصبحت تفهم الاشياء من الداخل باتجاه الخارج
وبالمختصر فان قدسية القبيلة او الجماعة تحولت الى قدسية الفرد اي ان الفرد هو الانسان وهو المنطلق وهو النموذج للكائن الحي وهو ملك الكون
وفي هذا السياق يصبح الدين موقعا متخلفا جدا بالنسبة لمسيرة حياة الانسان الحضارية على هذه الارض
الدين محطة حضارية تجاوزها الانسان لمسافات طويلة فكريا وتنظيميا واداريا وتربويا


2 - يحيا الأحرار في كل مكان
ماجدة منصور ( 2016 / 1 / 27 - 20:11 )
يحيا الأحرار في كل زمان و مكان
لماذا لا يحاكم الأزهر أنصاف الفقهاء حين يفتون فتاوي تجنن...الجن نفسه!!0
وهل نصب الأزهر نفسه إلها جديدا للبشر!!0
شي بيحط العقل..بالكف
احترامي

اخر الافلام

.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا


.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د




.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي


.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا




.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر