الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران والسعودية .... بدلا من .... امريكا واسرائيل

محمود جابر

2016 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية




لم نعد نسمع كثيرا عن المصطلحات التى حلت مكانها مصطلحات أخرى جديدة، ولم تعد أغنية محمد هنيدى فى فيلم " صعيدى فى الجامعة الأمريكية" والتى غناها للأستاذ المتأمرك هانى رمزى الذى قام بدور الدكتور " سراج" والتى قال فى مطلعها " متأمرك ليه يا سوسو وليه عقلك تخين لو اصلك يوم تدوسه يفضلك بس مين"، ولم نعد نطرب لـ عبد الحليم حافظ وهو يغنى" ابنك يقولك يا بطل هاتلى انتصار ... ولا فيش مكان للامريكان بين الديار".
لم نعد نسمع أغنية (( أضرب أضرب تل أبيب واحرق أحرق تل أبيب)) ....
ولكن الحديث الذى أصبح يشغل الجميع " الوهبنة" و" التشيع" و" التنظيمات التكفيرية" و" التنيظمات الشيعية" ...
التمدد الإيرانى والتبشير الشيعى .. والاستقطاب الداعشى والإمارات الإسلامية ....

... حين تفقد الرؤية:

من النصائح القديمة التى تعلمتها أنك حينما تفقد القدرة على الرؤية واتخاذ القرار ما عليك سوى أن تنظر إلى عدوك كيف يتصرف وما هى وجهته التى يتخذوها وافعل عكس ما يفعل فهذا هو طوق النجاة لك .
ولكن للأسف هذه المرة لا نستطيع أن نفعل ذلك، بمعنى أكثر وضوحا؛ لا نستطيع أن نقف مع الولايات المتحدة لا بموقفها المعادى من إيران ولا بموقفها المعادى من السعودية لان كلا المعركتين على أرضنا وبين أهلنا والخاسر فيها والفائز نحن .

الإمام السجاد ودعاء أهل الثغور :

الإمام السجاد زين العابدين على بن الحسين بن على بن أبى طالب المولود فى شعبان سنة 38هـ، والذى عاش حتى سنة 95 هـ عاصر فيهم خلافة يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد و مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك ....
وحين نقرأ دعاء أهل الثغور نجد فيه ((أللَّهُمَّ عَقِّمْ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ، وَيَبِّسْ أَصْلاَبَ رِجَالِهِمْ، وَاقْطَعْ نَسْلَ دَوَابِّهِمْ وَأَنْعَامِهِمْ، لاَ تَأذَنْ لِسَمَائِهِمْ فِي قَطْر وَلاَ لارْضِهِمْ فِي نَبَات. أللَّهُمَّ وَقَوِّ بِذَلِكَ مِحَالَّ أَهْلِ الإسْلاَمِ ، وَحَصِّنْ بِهِ دِيَارَهُمْ ، وَثَمِّرْ بِـهِ أَمْوَالَهُمْ ، وَفَرِّغْهُمْ عَنْ مُحَارَبَتِهِمْ لِعِبَادَتِكَ وَعَنْ مُنَابَذَتِهِمْ للْخَلْوَةِ بِكَ، حَتَّى لا يُعْبَدَ فِي بِقَاعِ الارْضِ غَيْرُكَ وَلاَتعَفَّرَ لاحَد مِنْهُمْ جَبْهَةٌ دُونَكَ. أللَّهُمَّ اغزُ بِكُلِّ نَـاحِيَـة مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَنْ بِـإزَائِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَمْدِدْهُمْ بِمَلائِكَة مِنْ عِنْدِكَ مُرْدِفِينَ حَتَّى يَكْشِفُـوهُمْ إلَى مُنْقَطَعِ التُّـرابِ قَتْـلاً فِي أَرْضِكَ وَأَسْراً أَوْ يُقِرُّوا بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ. أللَّهُمَّ وَاعْمُمْ بِذَلِكَ أَعْدَاءَكَ فِي أَقْطَارِ الْبِلاَدِ مِنَ الْهِنْدِ وَالرُّومِ وَالتُّـرْكِ وَالْخَزَرِ وَالْحَبَشِ وَالنُّـوبَةِ وَالـزِّنْج والسَّقَالِبَةِ وَالدَّيَالِمَةِ وَسَائِرِ أُمَمِ الشِّرْكِ الَّذِي تَخْفَى أَسْمَاؤُهُمْ وَصِفاتُهُمْ،

وَقَدْ أَحْصَيْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ، وَأَشْرَفْتَ عَلَيْهِمْ بِقُدْرَتِكَ. أللَّهُمَّ اشْغَلِ الْمُشْرِكِينَ بِالمُشْرِكِينَ عَنْ تَنَاوُلِ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ، وَخُذْهُمْ بِـالنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ، وَثَبِّطْهُمْ بِـالْفُـرْقَـةِ عَنِ الاحْتِشَادِ عَلَيْهِمْ.))-

الإمام السجاد يرفع أكُف الدعاء لأهل الثغور المجاهدين ويدعو على اهل الشرك المجرمين الذين خصهم من ((الْهِنْدِ// وَالرُّومِ //وَالتُّـرْكِ// وَالْخَزَرِ// وَالْحَبَشِ//وَالنُّـوبَةِ // وَالـزِّنْج// والسَّقَالِبَةِ وَالدَّيَالِمَةِ // وَسَائِرِ أُمَمِ الشِّرْكِ الَّذِي تَخْفَى أَسْمَاؤُهُمْ وَصِفاتُهُمْ))
إن الهند التى دعى عليها الإمام السجاد فتحها محمد بن القاسم الثقفى فى حياة الإمام، والروم البيزنطيين والترك الذين تبدأ بلادهم من جبال طوروس مرورا بهضبة أرمينيا وكل هذه البلاد فتحت فى عهد الدولة الاموية، ثم الدعاء على الخزر وهى امبراطورية قديمة حكمت الأراضي الواسعة من بحر قزوين من بحيرة وان ومن البحر الأسود إلى كييف، ومن بحر آرال إلى المجر.
وشمل الدعاء الحبش والنوبة وحتى الامم المشركة التى خفى اسمائها والتى كان المجاهدون المسلمون يخضون فى مواجهتهم معارك الدفاع عن بيضة الإسلام، الإمام السجاد الذى لم يكف يوما عن البكاء على أبيه الذبيح ( سلام الله عليه) والذى سقط فى ساحة الجهاد ضد الظلم والبغى والطغيان فى سبيل تجديد الدين واحياء مواته فى النفوس وفى واقع الامة لم ينسى الإمام مظلومية أبوه ولا اجداده سلام الله عليهم، ولكنه اراد أن يعلمنا أمرا هو ... إذا كان الامر يتعلق بالاسلام فى مواجهة الكفر والشرك فالدعاء والمساندة واجبة على الجميع فما بالكم بمكن تكليفه أكبر!!
اعتقد أننى هنا استوفيت ما اردت ان اقوله على عجالة ...

ماذا حدث ؟

عود على بدء.... فى قضية العدو الجديد واستبدال الاعداء ... فقد استضاف "مركز الأطلسي" للأبحاث وزير الدفاع الأميركي لشؤون الاستخبارات، مايكل فيكرز، ورداً على سؤال حول إن كانت لبلاده "خطوط تنسيق استخباراتية" مع جماعة الحوثي في اليمن، أجاب فيكر بالإيجاب. بعد ذلك بأيام، أعلنت واشنطن انها قطعت التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي كانت تقوم به مع الحكومة اليمنية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي في وجه "تنظيم القاعدة".
ويأتي انحياز أوباما لمصلحة إيران ومجموعاتها في اليمن في نفس الوقت الذي كشفت واشنطن سرها حول الموضوع السوري، إذ أعلن وزير الخارجية جون كيري تأييد بلاده لـ"مؤتمر جنييف" المخصص للأزمة السورية، والذي يجمع المراقبون على أنه ينعقد لمصلحة إعادة تأهيل الأسد ضد المعارضة المسلحة.
وبعد كيري أطلت صحيفة "نيويورك تايمز"، في افتتاحيتها، لتدعو الحكومة الأميركية لاعتبار داعش الخطر الداهم في سوريا، ولضرورة تبني سياسة عقلانية تقضي ببقاء الأسد بدلاً من انفلات الأمور في حال رحيله. و"نيويورك تايمز" هي من أقرب الصحف الى الإدارة الأميركية.
والانحياز الأميركي ضد المحور السني بزعامة السعودية في اليمن وسوريا يتكرر أيضاً في العراق، حيث وعدت أميركا العشائر السنية بإقامة "حرس وطني" مستقل من مقاتليها، لتتراجع عن وعدها وتصر علي أن ينخرط المقاتلون السنة في صفوف الجيش العراقي الحكومي، فيما لا يبدو أن الولايات المتحدة تمانع نشاط الميليشيات الشيعية العراقية غير الحكومية، على أنواعها، والمعروفة بالحشد الشعبي.
هذه هي واشنطن أوباما، فوزير الخارجية جون كيري على علاقة ودية واتصال مباشر عبر البريد الالكتروني مع نظيره الإيراني جواد ظريف، وصور اللقاءات الثنائية المتكررة بينهما كثيرة، فيما يكاد يندر أن نعثر على صداقة تجمع كيري ونظرائه في أي من الحكومات ذات الغالبية السنية في منطقة الشرق الأوسط، من تركيا وقطر الى السعودية ومصر.
لماذا ينحاز أوباما للشيعة ضد السنة؟

الإجابات الأولية قد تشير الى "براجماتية قاتلة" " تدفع الرئيس الأميركي الى تقليص التدخل الأميركي، والتعامل مع الوضع القائم، ومصادقة الطرف الأقوى. لكن بعض المتابعين داخل واشنطن قد يشيرون الى أسباب لا تمت الى الواقعية والدهاء السياسي بشيء.
ويقول العارفون إن أقرب المقربين من الرئيس الأميركي يعتقدون، وربما أقنعوه، أن إيران هي امبراطورية عريقة ذات تاريخ طويل، وأن التحالف معها أجدى من التحالف مع باقي دول المنطقة المتأرجحة في آرائها ومواقفها. ومن بين هؤلاء أقرب مستشاري الرئيس، فاليري جاريت، وهي تتمتع بصداقة معه ومع السيدة الأولى منذ عقود. وجاريت هي من مواليد مدينة شيراز الإيرانية الجنوبية، حيث قضت هناك ثماني سنوات الأولى من عمرها، حيث كان والدها يعمل طبيباً أميركياً مبتعثاً في إيران.
إلى جانب جاريت، فهناك " الشيطان الصهيونى العجوز" بريجنسكي، مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الديموقراطي السابق جيمي كارتر، في جلسة استماع في الكونجرس قال: "إيران بدأت في التطور لتصبح دولة حضارية وهامة جداً في التاريخ".وقال بريجنسكي إنه يتشارك هذا الرأي مع برنت سكوكروفت، مستشار الأمن القومي في عهد إدارتي رئيسين جمهوريين سابقين هما جيرالد فورد وجورج بوش الأب.
وبريجنسكي هو مستشار الأمن القومي الأميركي الذي وقعت اثناء عمله في البيت الأبيض الثورة الإيرانية في العام 1979، وهو كان مكلفاً من الرئيس كارتر بمباشرة الانفتاح على رجالات الثورة الإسلامية فى ايران، فالتقى المسؤول الأميركي مسؤولاً إيرانياً رفيعاً، هو مهدي بازركان في الجزائر، لكن تسارع الاحداث أجبر الخميني على قطع الطريق على الشيوعيين بإيعازه لمناصريه باجتياح السفارة الأميركية في طهران واحتجاز دبلوماسيين أميركيين رهائن، أو هذا على الأقل ما تظهره مذكرات كارتر ومسؤوليه.
ومما قاله بريجنسكي، مؤيد إيران كـ"حضارة ودولة هامة" في جلسة الاستماع: "لا أفهم لما نحن بهذا الحرص على الإطاحة بالاسد؟ هل الأسد عدونا؟ هل الأسد أسوأ من الأنظمة الأخرى في المنطقة؟".
أوباما ومسؤولون حاليون وسابقون ينحازون اليوم بشكل واضح لإيران والشيعة ضد السنة وأنظمتهم وتنظيماتهم، المعتدلة منها والمتطرفة. ولكن السؤال لماذا؟
الجواب هناك يرتبط بمنهجين للتفكير الأول سياسى والثانى اقتصادى .

المنهج الاول : أن الولايات المتحدة الامريكية تريد ان تطور مشروعها الاستراتيجى فى الشرق الاوسط من خلال عملية تفكيك وبناء جديدة وهذه العملية تأخذ عدة محاور؛ احد هذه المحاور هى اعادة تمركز " اسرائيل" عبر التطبيع الكامل مع المنطقة العربية بشكل علنى ونفعى وبرجماتى ...
إن سياسة غض الطرف الامريكية عن تمدد إيران في البحر الاحمر والمتوسط كان وما يزال الغرض منه توحيد الخوف الاسرائيلى والعربى من المشروع " الفارسى الايرانى" ومن خلال ابواق الدعاية الامريكية غير المباشرة يصبح المشروع العربى فى مواجهة المشروع الايرانى، هنا يتحد الخوفان العربى والاسرائيلى لمواجهة أو لصد المشروع الايرانى، ولكن هذا الموقف لا يكفل لاحد من الطرفين اعلان الحرب على الاخر هناك يستوجب على الولايات المتحدة الامريكية ان ترفع يدها وتحالفها عن التحالف العربى مع ارسال الطمأنة إلى اسرائيل ودعم ايران فى مواجهة العرب، حينئذ يدرك العرب أنهم بلا غطاء دولى وسياسي فى مواجهة ايران المتحالفة مع روسيا والمدعومة امريكيا، فلا يجد العرب سوى اسرائيل حليف وصديق قريب الصلة بالناتو وبالولايات المتحدة الامريكية فتصبح اسرائيل عرابا عربيا لدى الغرب، وتصبح ايران اكثر قوة وجرأة فى مواجهة الدول العربية، هذا الدافع السياسى له دافع آخر كما ذكرنا اكثر إلحاحاً وهو الدافع الاقتصادى حيث اصبح العجز الامريكى الغربى يحول دون قدرة امريكا على ادراة العالم والمنطقة من خلال اقتصادها الذى يعانى من انهيار تام فى وجه قوى عالمية جديدة مثل الصين، وبالتالى على امريكا ان تخوض حربا بلا جنود وبلا سلاح لانها لا تستطيع ان تتحمل تكلفة تلك الحرب .
وبتالى تكون الحرب بين النظم العربية وايران، وهذه الحرب لابد وان تكون حربا استنزافية وفكرية واعلامية تدفع فى طريق توسيع الهوة بين كلا المعسكرين ولا تترك الفرصة لا للوساطة ولا للعقل ولا للمصالح الاستراتيجية العليا ولكن يكون الصوت والدافع فيها للنبرات الاعلى صوتا والتى تقلب ما هو تاريخى الى ما هو سياسى واقعى وتحول التراث الى معارك حقيقية قائمة .... الامر هنا سيدفع ألسنة اللهب للانطلاق من كل مكان على رقعة المنطقة العربية بينها وبين بعضها وبينها وبين الاخرين وتصبح الحرب داخل الدولة متزامنة مع الحرب على الدولة الوطنية، وهما طريقين لا يتركا للمسئول اى قدر من التعقل فى مواجهة هذا الخطر المركب .
هذه الحرائق تعيد تمركز الولايات المتحدة فى الاقليم وتخلق من اسرائيل دولة كبيرة من خلال تخليق دول جديدة ونظم اكثر سفورا فى عمليات التطبيع مع اسرائيل ومواجهة الازمة الاقتصادية من خلال ضخ مزيد من السلاح واستنزاف ما تبقى من اموال فى هذه المنطقة بأسرها بما فيها ايران بعد فك الحظر عنها سياسيا واقتصاديا وعسكريا بما يسمح لها دخول سوق السلاح الامريكى .
وحتى تتمكن امريكا من هذا دون وجود ادوات ضغط وحماية من زعيمة المحور المواجه لايران وهى السعودية لابد من عملية استيلاء كاملة على اكبر ادواتها السياسية والاستخباراتية القذرة وهى الجماعات الدينية المسلحة وجماعات الاسلام السياسى السنى، من هنا كان لابد للولايات المتحدة الامريكية من ان تفكك العديد من التنظيمات الارهابية وتحرم السعودية منها حتى لا تجد لها الا ملاذا واحدا وهو اسرائيل ....
من هنا جاءت عملية صناعة داعش فى مواجهة القاعدة ثم تفكيك القاعدة والاستيلاء عليها ثم تشويه السعودية نفسيا وسياسيا واخلاقيا حتى تكون عملية تفكيك السعودية وحلفائها واستنزافها ودفعها الى حرب طويلة الامد دون اداوت حمائية سوى اسرائيل وهو ما يساعد فى زيادة معدلات الغضب الشعبى ومن ثم انهيار يتبعه تقسيم وتفكيك وإعادة بناء من جديد ....
ترى هل يقوم المسلمون والمؤمنون برفع أكف الدعاء لأهل الثغور قاصدين بهم مرة اسرائيل وفى الثانية أمريكا ؟!!
اللهم سلم .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا