الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افغانستان تسبق الصين ببرامج الفضاء

ميثم مرتضى الكناني

2016 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


انها ليست نكتة ..ولكنه احد اصعب الاسئلة في برنامج من سيربح المليون والذي تعذر على المتسابقين التوصل الى الاجابة الصحيحة وهي ان افغانستان قد سبقت الصين بخمسة عشر عاما في ارتياد الفضاء , حيث كان رائد الفضاء الافغاني عبدالاحد مومند اول افغاني يزور الفضاء عام 1988 على متن المركبة الروسية سيوز تي م سكس وليرفع علم بلاده في الفضاء الخارجي بجانب عدد محدود من الدول التي اشتركت بالنادي الفضائي , ولم يتسنى للدولة العظمى الصين الشعبية ذلك الا عام 2003 عندما صعد رائد الفضاء الصيني يانغ لوي ضمن احدى رحلات وكالة الفضاء الاوربية ..المفارقة قد تكون صادمه للبعض ولكنها من منظور علم الاجتماع ليست ذات قيمة كبيرة ..حيث ان معايير التطور لاتحسب بالقفزات الفجائية التي تتخلل حياة الشعوب وانما تعتمد على النمو التدريجي نحو القمة تتخطى فيه الامم المراحل البسيطة للنهضة متمثلة بتوفير البنى التحتية والخدمات وتامين الحقوق الاساسية للمواطنين وتهيئة جو مجتمعي امن ومستقر يحفز الاجيال على التقدم بخطى ثابته نحو المستقبل , ان زيارة الفضاء لمرة واحدة لاتعني غزو الفضاء كما ان الفوز بمباراة واحدة لكرة القدم لا تعني احتراف اللعبة ..كثير من العرب يتساءل عن سر التبعثر العربي الحالي خصوصا بعد مااسمي جزافا (ثورات) وانا اسميها تصدعات العرب , التي كشفت المستور خلف الجدران العالية للانظمة البوليسية التي كانت تحكم قطعانا محبوسة اكرهت على الطاعة وهاهي وبمجرد ان تضعف يد السلطة خرجت لتمارس كل اشكال التدمير والتشويه , كثير من النخب يتساءل لماذا انحدرنا بهذه الصورة عن اوضاعنا في الستينات او السبعينات (اعني طبعا العراق ومصر وسوريا وليبيا ) وفاتهم ان هذه المقارنة تعيدنا للمقارنة بين افغانستان والصين في مجال الفضاء ..فقد توهمنا باننا وبمجرد ارتداء البدلات الافرنجية وحيازة بعض الكلمات الغربية وارتداء بعض بناتنا المني جوب ..توهمنا اننا صرنا غربيين , وهكذا ظل الوهم يتضخم في دواخلنا ونحن مستلقون لا نتحرك في ظل نظم مستنسخة من الحقبة الستالينية تؤله نفسها وتجتر التاريخ تعيش في كذبة وتطعم شعوبها كذبات التفوق العربي والتطور العربي الى ما الى ذلك من تخرصات , حتى جاءت لحظة الحقيقة عندما صرنا متواجهين مع اقدارنا في ظل ديمقراطيات فجائية معلبة جاء بها الاميركي مباشرة بغزو مسلح او بشكل غير مباشر عن طريق افتعال هياجات شعبية اسموها ربيعا (ولا ادري ماعلاقة كل هذه المجازر بالربيع) ..ان المعادلة الحقيقية للتطور عاشها الالمان الذين قاسوا الامرين في خلال الحربين العالميتين الاولى والثانية ..ولم يتكئوا على الحظ ولم ينكفئوا الى استخدام الاحراز والتعويذات لاصلاح واقعهم الكارثي عام 1945 ..وانما برزت اصالتهم الحضارية واثبتوا انهم امة اساسها الانسان والتي مالبثت ان نفضت عنها كل ركام الحرب لتنبعث من جديد قوة اقتصادية عظمى في ظرف سنوات قليلة ..اننا بحاجة الى نقد انفسنا وافكارنا ..والتخلي عن الذات المتضخمة واكذوبة الامة المختارة لان عالم اليوم لايقبل الضعفاء ..ورحم الله المفكر المصري مصطفى محمود حيث قال بان العرب لو لم يبادروا لاصلاح انفسهم بالعمل فانهم سيتحولون الى كائنات مهددة بالانقراض او حيوانات للتجارب كالنسانيس ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة