الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة الكون والإنسان ح 3 التضخم الأبدي

محمد الحداد

2016 / 1 / 31
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


تحدثنا في مقالينا السابقين عن الإنفجار العظيم، ولكن هل حدث فعلا هذا الإنفجار، أم هو فقط فرضية، أم هناك عدة إنفجارت، وهل سيحدث مستقبلا إنفجار عظيم آخر، وهل هذه العملية متكررة، ام هي حالة نادرة.
بالتجربة العملية لا نستطيع أن نثبت ذلك، ولكن بالرياضيات وبالخيال والمنطق ممكن أن نجد إجابات عديدة جدا لذلك، فالعلم يأخذ منحنين أو طريقين لإثبات الحقائق العلمية، فأما أنه يبدأ بالتجربة البسيطة والمشاهدات العلمية المختبرية التي يمكن إعادة تجربتها في أي مختبر فيزيائي حول العالم، ويبدأ بوضع الفرضيات والقوانين التي تفسر او تحاول ان تفسر تلك النتائج المختبرية، وهذا ما تتبعه طريقة ملاحظة الجسيمات الدقيقة الذرية ودون الذرية حتى تم بالنهاية بناء نظرية الكم كقمة لهذا الهرم.
أو أن تبدأ بتفسير ظواهر ضخمة جدا لا يمكن إخضاعها للتجربة المعملية، ولكن يمكن إثبات بعض جزئياتها، وهذا ما أنتج النظرية النسبية العامة والخاصة.
أي بمعنى آخر فإن العلم الفيزيائي له طريق تجارب مثبتة ولها نتائج مثبتة تبحث عن تفسير، أو نظرية موضوعة تبحث عن تجارب للإثبات.
تقريبا إن لم يكن كل ما يتعلق بالجسيمات الصغيرة خاضع للطريقة الأولى، بينما كل ما موجود بالكون من أجسام ضخمة خاضع للطريقة الثانية.
لذا نجد أن بعض الكتاب أو الباحثين ينعتون الطريقة الثانية ونظرياتها بأنها ميتافيزيقية، غير قابلة للتصديق، وهي أقرب للخرافة والإسطورة والخيال منها للعلم، وهم محقون بالكثير مما يقولون لعدم وجود دليل قوي يدحض قولهم.
لذا نجد أن نظرية الإنفجار العظيم برغم تفسيرها لتوسع الكون وإشعاعات الخلفية الكونية، إلا أنها تبقى قاصرة على تفسير ما كان موجودا قبل الإنفجار العظيم هذا، ولم حدث الإنفجار بالوقت ذاك قبل 13.79 مليار سنة، ولم لم يحدث قبله أو بعده، وغيرها كثير من الأسئلة.
فهناك قاعدة منطقية وحقيقة فيزيائية وهي أن لكل فعل فاعل، ولكل سبب مسبب، فلا يمكن أن يحدث شئ دون سبب سبق حدوث الفعل، (طبعا هذه القاعدة قديمة، وهي لا تنطبق على ميكانيك الكم الخاص بالجسيمات الصغيرة جدا).
إعترض كثير من علماء الفلك والفيزياء النظرية على نظرية الإنفجار العظيم، ومنهم من لا يؤمن بها إطلاقا، حيث يقولون إنه لم وجدت القوانين الفيزيائية هذه بهذا الإنفجار، ومن وضع تلك القوانين، ولم هي بهذه الصورة وليست بصورة أخرى.
وهناك من طرح نظريات أكبر وأوسع منها، حيث قال أنه إنفجار متعدد وليس واحد، وأن هناك آلاف الأكوان مثل كوننا هذا، بل ربما ملايين الأكوان، أو مليارت الأكوان، الموضوعة جنبا الى جنب، كأنها البالونات، وكلها تتوسع مثل كوننا، وفي كل كون هناك قوانين تختلف عن الآخر، فلا داعي للسؤال لم القوانين هنا هكذا، لأنها ليست نفس القوانين في كون آخر، وهي غيرها في كون ثالث، وأن محض الصدفة قد وضعتك في هذا الكون بهذه القوانين، وربما بل وأكيد أن هناك شخص آخر بنفس شكلك ومواصفاتك ولكنه يعيش بكون آخر وفق قوانين أخرى، او ربما حتى بنفس قوانين كوننا ولكن مهنته مهنة أخرى غير التي تعملها الآن.
بل وهناك من يزيد ويقول بما أن عدد الاكوان هو عدد لا نهائي، فبالضرورة أن نجد كون مشابه لكوننا بكل ما فيه، حيث كثرة العدد للأكوان تجعل احتمالية التكرار واردة.
هذه الفكرة تجمعها نظرية تسمى نظرية التضخم الأبدي، حيث يمثلونها كأنها جبنة فرنسية ضخمة تحتوي على ثقوب عديدة، الجبنة كلها تمثل كون عظيم جدا، وكل ثقب داخل الجبنة تمثل كون، وكوننا هو أحد هذه الثقوب في الكون العظيم، وهذا الكون العظيم يتوسع مما يؤدي الى أن كل الأكوان التي يحتويها بداخله تتوسع من ضمنه كوننا.
لذا فهذه النظرية تنفي وجود إنفجار عظيم، وتعيد سبب توسع كوننا لتوسع الكون العظيم الذي يحوي كوننا، حيث بدأ كوننا صغيرا ثم بدأ يكبر، وبكل الاتجاهات بنفس صورة توسع الثقب داخل الجبن.

محمد الحداد
31 كانون الثاني 2016














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت