الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين مجلس الامن، اين الأمم المتحدة اين الجامعة العربية، اين المحكمة الدولية من الدم المراق في العراق ؟

طارق رؤوف محمود

2016 / 1 / 31
حقوق الانسان


اين مجلس الامن، اين الأمم المتحدة اين الجامعة العربية، اين المحكمة الدولية من الدم المراق في العراق ؟منذ اكثر من عشر سنوات دم العراقيين من المدنيين ينزف كالأنهار يوميا دون ان يتحرك العالم لإيقاف هذا النزيف وكان الامر لا يعني احد ! رغم وجود قوانين دولية تحرم سفك الدماء والعنف المسبب لإبادة البشر والذي يتسم بالوحشية المفرطة ،
في عصرنا الراهن اقرت قوانين دولية من أهمها
(القانون الدولي الإنساني) الذي جاء للتعبير عن قيم سامية نصت عليها الشرائع السماوية والقوانين البشرية بهدف تكريم الإنسان وبلغة قانونية ألزمت الدول والإفراد احترام هذه القواعد ، . لحماية الإنسان وكرامته . كما ان قواعد حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني كل منهما يكمل الأخر لان الحقوق الأساسية للإنسان كما هي معرفة في القانون الدولي ومدونة في المواثيق الدولية تظل سارية في كل الظروف . .
، ولما كان للقانون الإنساني أهداف تسري معظمها خلال الحرب والنزاع المسلح فان مضمون حقوق الإنسان يتفق مع الضمانات الأساسية التي يكفلها القانون الإنساني ، و منظومة حقوق الإنسان تعمل على ضمان حرية الفرد المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ضد أي تعسف.. وبذلك يتحقق الهدف المشترك مع القانون الإنساني بضمان كرامة الإنسان والحفاظ على سلامته وامنه من خلال القواعد الدولية المستقرة والمتعارف عليها .
ما يحدث الان في العراق من عنف يتجاوز كل هذه القوانين والأعراف الدولية بل حتى القوانين الداخلية وتعد جرائمه من جرائم الإبادة للجنس البشري تخضع للمسائلة امام المحكمة الجنائية الدولية ، ان دماء أبنائنا تسيل على ارض العراق كالأنهار على ايدي المليشيات والعصابات لا فرق بينها وبين جرائم ما يسمى داعش لم تستطع السلطات الثلاث في الدولة إيقاف نزيف الدم وحماية المواطن ، وكذلك الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية المعنيتان بمراقبة تنفيذ قواعد القوانين الدولية الخاصة بحقوق وكرامة الانسان لم تفعل شيء حيال هذه الماسي .
اما الدول الكبرى والتي تتحرك اساطيلها وجيوشها في جميع انحاء العالم بسبب جريمة واحدة أصابت مواطنيها وتقتل وتدمر بصواريخها وطائراتها المناطق التي تشك ان مرتكبي الجريمة انطلقوا منها وتضغط على الأمم لمتحدة باتخاذ اقصى العقوبات بحق هذه الدول ، الغريب ان هذه الدول التي تدعي رعايتها لحقوق الانسان وكرامته لم تتحرك بخطوات جدية لإنقاذ شعب يباد على مر اكثر من عشر سنوات وكان دم هؤلاء يختلف عن دم أبنائهم ، صمت وسكوت غريب ؟ امام اعينهم داعش الإرهابية تقتل وتمزق شعب وتدمر تأريخه وحضارته ومليشيات تقتل وتخطف وتسرق وتشرد تنفيذا لأجندات خارجية مع هذا لم تتحرك هذه الدول ولا الأمم المتحدة ولا ممثلها في العراق . اما الدول العربية وجامعتها فمشغولة بخيبة جهودها التي لم تفلح بحل مشكلة واحدة من قضايا هذه الامة المظلومة. اذن من يوقف هذا الدم المراق ؟ لا الدولة ولا الأمم المتحدة ولا الدول الكبرى ولا مجلس الامن ولا محكمة الجنايات الدولية.؟ عجيب لم تعد هناك عدالة على وجه البسيطة.
شعب يتظاهر في كل محافظات العراق يعلن عن مظلوميته ودم أبنائه وفضائيات تبنت مطاليب الشعب وتصرخ بوجه الفاسدين وتكشف سرقاتهم وتفضح جرائمهم ويتم الرد عليها بغلق مكاتبها وتهديد العاملين فيها ومطاردتهم واختطافهم وقتل مراسليهم .
أصبح الامر واضحا الحكومة برئاسة الدكتور حيدر العبادي لا تستطيع تنفيذ الإصلاحات لان اطراف الفساد تتصدا لها وتفشلها كما انها لا تستطيع احتجاز أي فاسد او مجرم من العصابات لأنه محمي من المليشيات التي تمتلك كل الأسلحة الثقيلة والمقرات والعجلات والملابس العسكرية لهذا عمليا قوى الامن عاجزة عن التصدي لهم وهذا ما لاحظه الشعب في كل الازمات اليومية. والحكومة فقدت الفرصة الأولى عندما خرج الشعب مؤيدا لها عن بكرة ابيه.
بل أصبح الامر أكثر وضوحا بعد ان كشرت دول الجوار انيابها كل يرغب بنهش قطعة من جسد العراق بعد ان اضمحل وأصبح عاجزا عن الدفاع عن نفسه تصدر لنا يوميا سموم الحقد والكراهية والتخلف وعصابات وميليشيات دون وازع من تقاليد الجيرة والأعراف الدولية والإنسانية.
الان لا حل بيد احد الا الشعب هو الذي يستطيع تحويل سفينة العراق الى شاطئ الأمان.. وسيفعل والا فالأعداء يبغون مسح سجله؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة: أي غارة إسرائيلية على رفح توقع شهداء وجرحي لت


.. لحظة اعتقال مواطن روسي متهم بتفجير سيارة ضابط سابق قبل أيام




.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب


.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش




.. برنامج الأغذية العالمي: السودان ربما يشهد -أكبر أزمة غذائية