الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعار واصول: نكسب الشباب لنضمن المستقبل

قاسم الجميلي

2016 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


شعار واصول: نكسب الشباب لنضمن المستقبل

قاسم الجميلي

تركت التجربة النازية في المانيا (1945-1933) اثرا عميقا في الفكر السياسي والثقافي العالمي في فترة مابين الحربين العالميتين. وكان المثقفون العرب من بين من تأثروا بتلك التجربة وبقادتها وافكارها وشعاراتها. لقد رأى هؤلاء المثقفين في نهضة المانيا القوية بعد انتكاستها الهائلة في الحرب العالمية الاولى الانموذج الذي يمكن ان يُحتذى به ليساعد العرب في تحقيق طفرة نهضوية مماثلة. لذا لاغرابة من ان نجد العديد من قادة الفكر ومؤسسي الاحزاب والحركات السياسية العربية الذي عاشوا او تلقوا تعليمهم العالي في فترة مابين الحربين من امثال زكي الارسوزي (مفكر قومي سوري)، انطوان سعاده (مفكر وقائد سياسي لبناني)، ميشيل عفلق (مفكر سياسي سوري)، امين الحسيني (زعيم ديني فلسطيني)، عبد الرحمن بدوي (مفكر مصري)، انور السادات (ضابط مصري ورئيس لاحقا) وغيرهم، قد تأثروا بالتجربة النازية وتبنوا بعضا من افكارها وشعاراتها ومقولات مؤسسها ادولف هتلر، ومنها على سبيل المثال مقولته ذائعة الصيت "ان الذي يملك الشباب هو وحده يكسب المستقبل".
وبسبب قوة تأكيد الشعار على تنشئة الاجيال القادمة، فانه شاع في العراق على نطاق واسع خلال منتصف السبعينيات من القرن الماضي، حيث شهد البلد آنذاك تطورا هائلا في العملية التربوية وفي كل القطاعات من التعليم الابتدائي وصعودا الى التعليم الجامعي. ففي كل صف من صفوف المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية وفي كل قاعة من قاعات الدروس في الجامعات العراقية كان الطالب يجد شعار "نكسب الشباب لنضمن المستقبل" معلقا على الجدران. كان الشعار مؤثرا وبراقا ومحفزا ومؤكدا على دور الشباب في بناء الامم ونهضتها. لكن لم يكن يدر بخلد احد من الطلبة يومذاك ان هذا الشعار هو اصلا للزعيم النازي هتلر. في عام 1977 صدر عن دار الحرية ببغداد كراس بعدد 20 صفحة يحمل عنوان :"نكسب الشباب لنضمن المستقبل". وايضا لم يدقق احد حينها بفحوى الشعار او مصدره.

قد يظن القارئ الكريم ان الغاية المتوخاة من كتابة هذه الاسطر هي ادانة احد ما اوهيئة سياسية بعينها بالنازية لمجرد رفع الشعار. اننا في هذا الموضوع لاندين احدا البتة، بل نتحرى عن اصول الشعار ودوافع تبنيه. تكمن المشكلة في الشعار في انه بالرغم من كونه ذو وقع جميل في النفس وبراق ومحفز وذو بعد تنموي، الا انه صدر من زعيم انتهك الكثير من قواعد الامن والسلم العالمي واقام محارق بشرية. وفي الواقع، انه مع كل القيود الصارمة التي تفرضها الحكومات العالمية على نشر اي اعلان او موضوع محابي للفكر النازي، فان حيوية وجاذبية هذا الشعار مازالت متواصلة. فمثلا اثناء انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في الامارات العربية في عام 2011، طرح احد المرشحين شعار "نكسب الشباب...نضمن المستقبل" لدعم حملته الانتخابية. وفي الولايات المتحدة قامت مجموعة دينية في عام 2014 تتولى تعليم الاطفال في مدينة اوبرن بولاية الباما الامريكية برفع لوحة في مكان تجاري تحوي مقولة الزعيم النازي هتلر "ان الذي يملك الشباب هو وحده يكسب المستقبل" جنبا الى جنب مع مقولة من الانجيل تشجع على تعليم الصغار. لكن بعد تصاعد الانتقادات في المنطقة ضد اللوحة تم رفعها في 3 يونيو/حزيران من العام المذكور. على اي حال، فأنه فيما عدا هذه المقولة، هنالك العديد من افكار وشعارات ومقولات نازية اخرى اقتبسها، او انتحلها، او طورها قادتنا وزعمائنا ومفكرينا ونسبوها لانفسهم او ضمنوها في كتبهم وعقائدهم تستوجب هي الاخرى التحري والتدقيق.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح