الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
والدي الغير عزيز...
ايفان الدراجي
2016 / 2 / 10حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
أقول هذا لأنك لست سوى المسؤول البيولوجي عن وجودي في الحياة. اما عن مسألة صرفك عليّ لبضعة سنين ومحاولة برمجتي وتدجيني فهذا هدفك كـ ماكنة ايدلوجية برمجت لتقوم بهذا العمل لا حبا بي بل حبا بأن تكون لك متعة في الحياة وزينة كما يقول دينك الحنيف، وبان تستلذ بالأنا الشرقية بكونك ربّا على اسرة بضعةً منها اناث لتثبت كينونتك الذكورية العشائرية وتؤدي دورك البطولي في تقويمهن وتدجينهن وكسب طاعتهن.
لم أصبح (برلمانية) كما كنت تتساءل سابقا حينما كنت تحاول كسر معنوياتي واحباط عزيمتي: " ماذا تخالين نفسك؟ هل ستصبحين برلمانية؟" فأنا لا يهمني ان اسرق شعبا كل همّه ان ينفي كلما هو مختلف عن قالبه الكونكريتي، كل همّه ان تتقيّد المرأة بدورها كـ عبدة، طبّاخة، غسّالة، مفرخة، تابعة للرجل ومنكوحة منه، لا يهمني ان امثّل مجتمعا لا يحترم ماهيّتي ولن يتردد لحظة بقتلي ان سنحت له الفرصة، ينظر لي كـ مريضة، شاذة، عاهرة وكافرة تستوجب اقصى العقوبات، لماذا؟ فقط لأنني اخترت ان أغرد خارج قطيعه واعيش كما يسعدني وارتاح له. وها أنا حققت ذلك يا والدي الغير عزيز. وعلى فكرة لم انحرف جنسيا واخلاقيا كما تتصور انت وباقي قطيعك حينما خلعت الحجاب ولبست الشورت والتنورة القصيرة، وحينما سهرت بأحد البارات وتناولت بضعة كؤوس من الخمر الذي تعتبرونه شرابا سحريا يأخذنا للجحيم ويجعلنا نتصرف كالحيوانات حاشاها منا!
انا الآن اسكن لوحدي كامرأة ولم اجعل مسكني مرتعا للرجال الذي يحومون حولي لغاية ممارسة الجنس معي كما تتصور انت وقطيعك. اذهب لأي مكان وحدي، استقل سيارة الأجرة وحدي، أزور أصدقائي الشباب والبنات ونسهر ونمرح دون الحاجة لرقيب يجعلني ادقق بساعتي كل قليل خوفا من العودة للبيت متأخرة. لا تقلق لم يحاول احدهم -أيضا- ممارسة الجنس معي او التحرش بي فقط لأني لوحدي وبدون رقيب. اما عن المتحرشين من قطيعك الذين اصادفهم خارج دائرة حياتي التي اخترها فأنا اعرف جيدا كيف اصدهم واحفظ نفسي منهم بإرادتي وليس خوفا من الانحراف، فصدقني لو اعجبني احدهم لكنت اخترت –بإرادتي- قضاء بعض الوقت معه فأنا لست اهتم للرجال كما تعرف ولا يهمني عرض عضلاتي الانثوية السكسية لأعوض نقصا بي عن طريق هؤلاء، ولا أحاول اثبات كوني مرغوبة فأنا اعرف كل هذا مسبقا.
لم أصبح كل ما كنت تعيّرني به او تتصوره وتخاف منه لأنه لا يهمني ولست نموذجا لسيناريو مسبق (stereotype) لك ولقطيعك ليثبت انكم على حق بكل ما تتصورونه لأي بنت متحررة من سجونكم الفكرية والسلوكية البلهاء التي وضعتموها فقط لتتوارثوا نكحنا وفقا للترتيب والاحقيّة التي اتفقتم عليها.
ما يهمني هو انني حلقّت خارج سجونكم لأعيش كما اريد بكل بساطة. ارتدي ما اريد، اخرج وقتما ومع من اشاء. اعمل ما اراه يتفق وامكانياتي وطموحي واخطط لحياتي ومستقبلي بنفسي، اختار شريكا لحياتي بما يتفق وسعادتي ورغبتي وليس وفقا لقوانين النسل والتكاثر والمذاهب خاصتكم. سعادتي والعيش بإرادتي هو بحد ذاته إنجازا كبيرا حققته بحياتي أكبر حتى من الوصول لمنصب برلماني او وزير، فلا يهمني ابدا ان تكون انت وغيرك فخورين بي لأني انتمى لعائلتهم واحمل اسمهم او لأني انتمى لنفس جنسيتهم وطائفتهم. تأكدوا إني لن امنحكم حق الفخر، تلك الجائزة او المرتبة التي يعِد ويخدع بها الشرقيون الآيدلوجيون أولادهم وافرادهم لإثبات اعلى درجات الولاء والانتماء للقطيع.
هل فهمت الآن يا والدي الغير عزيز؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - عظيمة أنت ِ
نضال الربضي
(
2016 / 2 / 10 - 15:11
)
ليس لدي أي إضافة فلقد كتبت ِ في بضع فقرات ملخص وافي لمفهوم: الإنسان، بانفصال تام عن الجنس كمُعرِّف.
أحيك ِ بكل احترام أيتها العظيمة!
2 - نضال الربضي
ايفان الدراجي
(
2016 / 2 / 10 - 16:43
)
شكرا لك ولمتابعتك نعم انه واقع اغلب النساء في شرقنا الاوسخ
3 - لنشجع مثل هذه الكتابات ليقوم البنات بتربية الاباء
الدكتور صادق الكحلاوي
(
2016 / 2 / 10 - 17:49
)
اشد على يديك لتقديمك درسا للاباء غير الاسوياء في تنشئتهم لاولادهم وخصوصا للبنات منهم
انا-وليس دفاعا او تبجحا وبفضل التربيه الاجتماعيه السليمه المتساويه للبنات والاولاد التي قدمها اوائل الشيوعيين في العراق وخاصة بسبب الدراسة الجامعية والعليا في بلد اوربي لم يخطر في بالي يوما التفريق بين ابنتي وابني-الان الابنه بعمر 46وهي طبيبه انسانيه دائما من محبوبه ومحترمه من مراجعيها وابن مهندس بعمر 42سنه محب جدا لاخته وكلاهما متزوج وعنده طفلين فقط ويتععاملان مع اطفالهم بنفس الروحية الانسانية المساواتية-ونضحك احيانا حينما نحاول اقناع زوجة الابن لتلد طفلا ثالثا يكون ذكرا ليكون اخا لاختيه-للحفاظ على لقب العائله كما يحرص
الذكوريون-
4 - !!.. أنت أجمل بلألوان , أحسنت أيها الجميلة
عراقي
(
2016 / 2 / 10 - 18:17
)
أمرأة حرة تتمتع بأنثويتها بعيدا عن التابوهات الدينية والأجتماعية التي تقتل شخصية المرأة وتعتبرها عورة يجب تغليفها بكيس قمامة لايليق بأنسانة حرة لها كرامتها وشخصيتها الذاتية , تبا لكم أيها الذكوريون أصحاب العمائم النتنة التي ,حولت بهجة الحياة الى جحيم بفتاويهم وتخلفهم العقلي والفكري , هنيئا لك ولنا بشجاعتك وصراحتك وتعرية عورة هؤلاء الجهلة في عراقنا الحبيب عراق الغد المشرق ويعود كما كان في العهد الملكي الزاهر
5 - تمرد وشجاعة
فؤاده العراقيه
(
2016 / 2 / 10 - 18:30
)
طبعا كل كلمة كتبتيها لا غبار عليها ومرفوضة رفضا باتا من قبل مجتمعنا ولكني لا ادري هل ما كتبتيه هو فعلا واقع ام مجازا وشكرا
6 - محاربة الأولياء لظلمهم لأولادهم واجب.
salah amine
(
2016 / 2 / 10 - 20:17
)
أشكرك كثيرا على موقفك الشجاع، ولك مني ألف تحية.
7 - فؤاده العراقيه
ايفان الدراجي
(
2016 / 2 / 10 - 21:11
)
نعم عزيزتي انه واقعي الذي تحررت منه
اشكر متابعتك
8 - عراقي
ايفان الدراجي
(
2016 / 2 / 10 - 21:14
)
اشكرك عزيزي عراقي على المتابعة والتعليق غير انني لا اود رفع سقف امالي عاليا تجاه مستقبل العراق لان الامل لا يمكن ان يصلح فكرا صحراويا عمره عقود لدرجة انه اصبح ضمن سلسلة ال DNA عندنا
تحياتي لك
9 - salah amine
ايفان الدراجي
(
2016 / 2 / 10 - 21:15
)
اشكر متابعتك عزيزي كل الهلا
10 - الدكتور صادق الكحلاوي
ايفان الدراجي
(
2016 / 2 / 10 - 21:17
)
شكرا دكتور
اتمنى لكم كل المحبة والخير والصحة
11 - عندما تجد انسانا تجد وطنا
علي
(
2016 / 2 / 12 - 00:31
)
- كما قال نزار قباني نحن مجتمع يخاف من جسد المرأة .. و لذلك يتآمر عليه , و يحاكمه , و يدينه .. و يحكم عليه غيابيا بالإعدام .... أما جسد الرجل , فقد بقي خارج سلطة الشرائع و القوانين , يحكم و لا يحكم عليه , و يشنق و لا يشنق .. و يحمل شهادات حسن سلوك , و حكما بالبراءة من كل تهم الزنى العلنية التي إقترفها خلال التاريخ
ما أعظم ما كتبت يا ايفان كلامك صواريخ عابرة لقارات الجهل البدوي
. .
12 - علي
ايفان الدراجي
(
2016 / 2 / 12 - 13:34
)
نعم نحن مجتمع مريض بالازدواجية والتخلف والتباهي بالصفات السيئة والعنف والسلوكيات الغير حضارية
شكرا لتعليقك عزيزي
.. تمثال إيميلين بانكهراست
.. أول امرأة تترأس مجلس إدارة المركز الإعلامي بأول وأقدم جامعة
.. إحدى النازحات آمنة محمد
.. النازحة م م
.. -ننتظر سن قانون لمكافحة العنف ضد النساء والحركة النسوية متعث