الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الازهار و الورد بتراث الشعوب ..

عدنان سلمان النصيري

2016 / 2 / 11
الادب والفن


يعتبر الانسان الحلقه الاخيره باكتشاف اهمية الورود والزهورعلى الطبيعه ،او بالتمييز بين الوانها واشكال عطرها واستخلاص فوائدها من بين المروج، فمنذ الازل قد استأثرت الطيور والفراشات والنحل وباقي الحيوانات التي صارت تتمتع من فوائدها ومزاياها وتميز بين اطيابها، حتى اصبح الانسان باختلاف الزمن مقلدا ، ولينقل ماتعلمه بين الاقوام البشريه الاخرى الاقل دراية وادراك لهذه النعمه الالهيه المنعشه للنفوس ، ما دامت تبغي الارتقاء بالاحاسيس والتفاؤل الى شفافية العالم الملائكي . حتى صار قسما كبيرا من الناس يتبادلون ويتوارثون عشق الأزهار والتغني بأنواعها وكل اشكالها والوانها كثقافه جسدت رمزية الإنسان في تعامله مع جمال الطبيعة وتجلي ابداع الخالق فيها وشغفا بانواع عطورها الطيبة. فالزهور لم تغب عن حياة الشعوب، حتى بالنسبة للذين لا يتعاطونها بشكل مباشر .
هناك اختلاط شائع بالتسميه بين الورود والازهار وعدم التفريق بين اصل التسميتين في كثير من الاحيان بين العوام ، ولكن من الممكن الفرز العلمي بينهما حيث ان الازهار هو وصف عام يندرج تحته عدد كبير من الانواع الزهريه التابعه لعوائل مختلفه من النباتات.وان الورد هو نوع خاص من الازهار . وهناك من يقول ان الزهور ذات رائحه ازكى، وهي مصدر مهم للتحول الى اثمار اواستخراج العطور على عكس محدودية طبيعة اكثر الورود التي تتميز بجمال اشكالها والوانها ونوع اطيابها .
وللزهور أسرار ونواميس ، ولألوانها معان وتعابير ، فالابيض غالبا مايرمز للشفافيه والصفاء ، و الاصفر الى الغيره ،والزهري (الوردي ) الى الجديه والاهتمام، والبرتقالي الى الالفه والصداقة، والأحمر الى الإثارة ،... الخ . واصبحت عالم ذات لغه شفافه ميسره ومشتركه يدركها الناس من بعض الاجناس في مشاعرهم واحاسيسهم المترفه ، وصار لها حيزاً متميز في صياغة نتاجات افكار الناس بادبياتهم وفنونهم واكثر عاداتهم ومعتقداتهم .
وقد تناقلت اكثر الشعوب عبر حقباتها المختلفه الكثير من الاخبار عبر الاساطير والمعتقدات حول اهمية الزهور ورمزيتها التي صارت لكثير منها طقوسا متصله بالميتافيزقيا التي تديم تناغم الارواح ، وتبؤ منازل مميزه بالعالم السرمدي .*وكما هو مذكور بالاساطير الاغريقيه القديمه ، بان اللون الابيض هو اصل الوان الورود ، وقد تحول الى اللون الاحمر ، بمجرد تلوثها من دماء جرح الالهه الاغريقيه فينوس بعد عن جرحت قدماها عندما كانت تحمي حبيبها من غضب مارس( اله الحرب). وكان المصريين القدامى من اوائل المهتمين بالازهار وقد تفننوا بطرق انتاج عطورها ، بعد ان كانت تخصص للملكات والاميرات والكهنة ،وكواحده من المظاهر لطقوس المعابد عند التقرب إلى الآلهة في العصور القديمة و كما هو معروف لدى الديانات الهندوسية القديمه وغيرهم .
ومن طرائف العادات التي كانت سائده عند بعض الشعوب منذ وقت طويل كما في جبال الالب بسويسرا عندما صاروا يتخذون من ازهار ( ادولفيس)، رمزا للشجاعة والحب ، وبمجرد قبول الفتاة لباقة من هذه الزهرات من احد الفتيان ،فهذا تعبيرا عن الموافقه على خطبتها من ذلك الشاب . وكذلك من عادات جزر المحيط ،اذا ابتغى أحد الشباب الزواج ، فانه يرتدي على قميصه وردة بيضاء او حمراء.. كما هي رمز للحب والجمال وللالهه فينوس وكيوبيد . ومن المتعارف عليه ايضا في جزر هاواي ، اذا ما وضعت الفتاة زهرة على اذنها اليمنى، فهذا يعني بانها غير مخطوبه ، واذا وضعتها على االيسرى فيعني انها مخطوبه ، أما المتزوجة فانها تضع على كل اذن زهرة . وكذلك من العادات القديمه في اوروبا ، انهم كانوا يعلّقون وردة في السقف عند نهاية المائدة. تعبيرا عن الرمزيه لسرية الجلسة حول المــا ئده . وبالقرن الاول قبل الميلاد قام الإمبراطور الروماني نيرون بانفاق آلاف الجنيهات لشراء الورود التي اتخذها زينة في عيد ميلاد والدته ، كذلك قيام جموع الشعب بالقاء اكاليل الورد على تماثيل (اوكتافيا )مطلقة نيرون في الميادين العامه ،بعد ان تعاطفوا معها ضد احكام زوجها نيرون . كما كان الورد من اهم شعارات العائلات الأوروبية القديمة. بعد ان كان الأباطرة الرومان يسمحون للقادة المنتصرين بإضافة ورود الى نياشينهم ، وصارت الورده الذهبيه رمزا للاخلاص والطهاره في زمن البابا اكسندر الثالث بالقرن الثاني عشر الميلادي . وكما يحدثنا التاريخ ، بان حربا طاحنه استمرت ثلاثين عاما اشتهرت بأسم حرب (الوردتين ) كانت بين فريقين لاسرتين مختلفتين على السلطه بانجلترا ، وانتهت عام 1476 بزواج اليزابيث سليلة اسرة يورك وابنة الملك ادوارد الرابع،التي حملت شعار (الورده البيضاء ) بالملك هنري السابع، سليل اسرة لانكستر الذي ينتمى الى شعار (الورده الحمراء )والذي أطلق عليه لقب( ملك الأزهار). وارتبط الفلكلور الاسباني كذلك بزهرة (القرنفل ) خاصة في جنوب إسبانيا أو الأندلس.، وبعد ان اعتبرت رمزا وطنيا اسبانيا بعد ان كانت تعبر عن المحبه بين العشاق منذ النهضه الاسبانيه بالقرن الرابع عشر ، كما تعتبر رمزاً دينياً يرتبط بالعاطفة المسيحية المتمثل بتاج الشوك. في إسبانيا وأمريكا الإسبانية ،وصارت تعبر عن الرغبه والاماني والعاطفه .
وبات معروفا من خلال ممارسة عشق هذا العالم الخاص لكثير من الشعوب التي اعتمدت بعض انواعه كشعارات ورموزاً لها ، حتى اصبحت أغلب الدول بالعصر الحديث ،تختار رموزها باستخدام زهرة وطنية معينه . بعد ان تخضع لبعض الإجراءات الرسميه ، وفي دول أخرى تقتصر على أخذ نتائج استطلاعات الرأي العام غير الرسمية. ومن اوائل الدول التي استخدم تعبير الزهرة الوطنية كل من أستراليا وكندا. أما في الولايات المتحدة فيستخدم تعبير "زهرة الولاية"، وفي مصر مثلا الزهره الوطنيه هي (اللوتس)وقد صُمم برج القاهرة على شكل هذه الزهرة ، كما صارت زهرة الساكورا شعارا لليابان ، والسوسن هو الزهرة الوطنية لفرنسا ، و الزهرة الوطنية للهند هي جذور اللوتس ،والباسيفلورا للصين ، وزهرة البرتقال لالمانيا ، ولانجلترا الورد التيودور .والياسمين هو الزهرة الوطنية لكل من إندونيسيا والفلبين ، والاردن السوسنة السوداء، وتايوان زهرة الخوخ، وروسيا الاقحوان ، وبلغاريا الجوري ، وعلى علم البانيا صارت شقائق النعمان ، والبوسنه الزنبق ، وبلغاريا وردة الجوري ، واليونان البنفسج ، والمكسيك زهرة الداليا ..وهكذا الخخخخخ
ـــــــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا