الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب إختيارا ..

داليا عبد الحميد أحمد

2016 / 2 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




كل شئ بلا إختيار منزوع منه الحب .
كل ما نجبر عليه ماديا أو معنويا يندر فيه الحب .
الحب غير مشروط .
الحب ليس مصير واحد ليس هدف واحد .
الحب ليس سجن ولا سجان ومسجون ولا حزن .
الحب إختيار دائم وليس رباط دائم .
الحب ليس عبث السعادة ، وليس عبور إنتصار ، وليس وصول إمتلاك ، وليس تسلية الفراغ .
الحب يتجدد كل يوم ، يغسل نفسه بنفسه ، لا يطلب المساعدة ، لا علاقة له برأي أو ماضي .
هو حالة وجودها معلق بالإختيار المتجدد النابض بالحياة المتقلبة المتطورة المعقدة البسيطة .

هناك من يأخذ دون عطاء أناني كراهية مغلفة بالحب .
هناك من يُعطِي دون حساب ويُعطَي ما لا يطلبه عاشق ودون أن يدري.
هناك من يأخذ ويعطي دون شروط محب .

ولأن الإختيار متلازمة المعرفة ، فلا إختيار بدونها ، فالإختيار بدائل والمفاضلة بين البدائل من موجبات المعرفة ، وككل العلاقات بما فيها الحب تبدأ بالتعارف حتي الأم لطفلها. تعرف علي الأخر ومنه تعرف علي ذاتنا ، ورغم أن معظم الناس تقف عند تلك الحالة التعارف لعدم السماح للأخر بإختراقها ، وكمعظم الأقارب ليسوا أقرباء ، حتي العاطفة تجاه الثوابت والمقدسات تنكسر هيبتها بإستمرار التفكير والبحث أي بعد ( المعرفة الأولي) ، والأعزار والمبررات التي تنطوي علي سوء تقدير وسوء فهم تُبني علي وهم معرفي ينهار بصدمة الواقع ومفاجأة غير متوقعة . كل رابطة يمر بها الوقت تتحول لتراكم من المواقف والأحداث والتفاعلات أفكار ذكريات سارة وعادية وحزينة وو... فلا يمكن تغافل ما حدث ، ولأن الوقت لا يتوقف فطبيعي أن يكون لأي علاقة مستقبل نصنعه من الحاضر وتراكمات تاريخها وأمل إستمرارها علي نفس الوتيرة ، فلا ينمو ويستمر الحب إلا بذلك ،
ومن يتصور أن الحب كلام فقط ، أو مشاعر وقت الحاجة ، أو افعال روتينية فذلك الشخص الذي يحب صورته المجتمعية أو ذاته أو الاتنين معا ، فعقل الحب إدراك أن لكل إنسان عيوب ومميزات فلا نحاول تغيير الأخر لصالحنا وقولبته ، كما يفعل البعض حتي بتربية أبناءهم ، فذلك مفهوم ضيق للحب ، فجزء من الحب تضحية ، وجزء منه تواصل يعين علي الحياة ، وجزء منه مسئولية ، وكله حرية عقل ، وإشباع روح ، ومؤانسة للقلب ، وجميعهم بدون شروط ، بلا تشابه هو عالم من الأسرار لا يجب البوح بها وإلا فقدت معناها وسحرها ، فالحب في حد ذاته جزء من السلام الداخلي .

ليس هناك حب طول العمر ، إنما تجدد حب طول العمر ، ويعتمد علي فطرة وذكاء كل الأطراف صبر وتسامح وتقدير حتي لو كان حب من طرف واحد ، فلا ينقلب الحب كراهية وإنتقام غير لغير الأسوياء وبالتالي غير المحب أصلا .

الصداقة حب إختيار فكر وعاطفة ، غير القرابة إجبار . فكيف نحول الإجبار إلي إختيار بغير تخطي مرحلة التعارف؟ ثم ليأتي التفاهم الذي ينتج الحب المتجدد وصداقة ناضجة .

من يزعجك تشتيتا ليس حبا .
من يضعفك إنكسارا ليس حبا .
من تخافه دواما ليس حبا .

الثقة بالنفس تصنع حبا عظيما ، الشك هو عدم ثقة بالنفس ومنها للأخر .

الحب ينضج العلاقات والمشاعر ، أما الأنانية والتملك تستنزفها .

الحب الذي لا يتجدد ويجدد يذبل ويموت ،
الحب لا يعيش مع الملل ، ولا التحكم والإجبار ، ولا السطحية والجهالة ، الحب ليس عِشرة

الحب إعجاب وإحتياج وجرأة تواصل متبادل ضد الأنانية والغرور والإهمال وقصر النظر .

الحب في عصر خالي من سيادة القيمة ومن حرية الفكرة منعدم الإنسانية مادي مخلوط بوهم السراب .

الحب معرفة لا تنتهي لإختيار لا يسقط بالتقادم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م