الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات عنيدة ( الجزء الثاني )

أميرة مهيوب

2016 / 2 / 15
حقوق مثليي الجنس


ها هي في أول أيام إجازتها السنوية تجلس خلف مكتبها و النافذة أمامها في الفجر الباكر بعد أن قضت يوم أمس بالتفكير العميق والإنتظار الطويل لكن بلا فائدة.

تمسك هاتفها الذي بات جزئاً منها وهي شاردة، لم تعرف طعم للراحة في الأيام الستة الماضية، منذ أن تركتها معشوقتها على أمل و ذهبت.
تدخل عليها نفحات الهواء الباردة وكأنها حجارة ترجُمها فتأخذ نفساً عميقاً محاولة إيقاظ جسدها به لكن ذاك الهواء لم يعد اكثر من سم يستقبلة جسدها المُنهك.

تفتح مجلد الأغاني، يلفت نظرها أغاني جديدة قامت بإضافتها منذ ستة إيام، لم تكن من عشاق الأغاني الشعبية خاصة تلك التي لم تكن تفهم معاني جميع كلماتها لإختلاف اللهجات بينهما، للكنها الأن بعد عشرة طويلة أصبحت مغرمة بها بلا شك. كل ماينقصها في هذه اللحظات هو سيجارة إعتادت تدخينها في أشهر الإنقطاع الأخيرة لكن الورقة الملصقة على الحائط أمامها وقد كتبت فيها " لستة تحسين الذات" تأخذ بها إلى ذاك اليوم الخريفي قبل عام ونصف حين عاودتها رغبات التدخين بعد إنقطاع طويل دام مايقارب العام وحين أخبرت صديقتها ومعشوقتها سرعان ما نجحت في إقناعها بالتخلي عن هذه الفكرة بل حتى انها حولت تلك الافكار الضارة إلى رغبات جميلة وهكذا شكرت العاشقة حبيبتها بقبلة مقدسة تركتها على شفتيها الطاهرتين.

ها هي الشمس تشرق. لطالما عشِّقت الإستيقاظ قبل طلوع الشمس. حتى إنها أصبحت تُصاب بما يشبه الإكتأب إن سبقتها الشمس بالطلوع.
بدا ضوء النهار مُنهك و حزين تتسائل إن كان حقاً هكذا أم هي عيناها أنهكتهما أحلام الليلة. هل يمكن أن تكون الشمس ايضاً مثلها! تقيدها أغلال مايسمونة الواقع.

تفتح هاتفها وتكتب :

كيف يصبح الوهم واقع في مخيلتك وانتِ على يقين من أن مامضى حقيقة وهذا الذي تحمليه بين اضلعك أيضاً حقيقة وما افعلة حقيقة، هل هو الخوف؟ هل أصبحت معشوقتي تخافني أم هو فقط ما أسميتية الواقع، "السجن" الذي تحاولين صناعته، أنتِ تصنعينه لكنك لا تُتقنيه ولن تتقنيه لأنه ياحبيبتي ليس إلا ما يصنعة غيرنا هو فقط مايليق بهم، هو معادلة لاتنطبق إلا عليهم.
إنتظرت طويلاً حتى تعي ذلك، تمنيت أن تعرفي أن سجنك لي ليست إلا محاولة منك لحشر ثقافتهم في ماقمنا ببنائه السنين الاربع الماضية، بنيناه سوياً و انتهينا به كاملا بلا باب، إكتفينا بالأمان في قلوبنا وشعرنا به وأيادينا متشابكة. قضينا فيه سنين طويلة والأن ها أنتِ تسمحين لهم أن يأخذوا بيديكِ، يشدونك بقوة بعيداً عني وأنا لطالما رفقت بيديكِ، شعرت بالألم كما شعرتِ به صدقيني.
هاهم قد صنعوا بمقايسهم قضبان لي وتركوك وحيدة خارج هذا المكان الجميل الذي تحول بواقعهم إلى سجن.

لست اعرف لم قد تريدين الزج بي خلف قضبان هذا السجن لكني بحظورك أكتفي بسرقة اللحظات القليلة التي تجمعنا. أبقى صامتة، اُمسك بيديكِ عبر القضبان، تتلامس أيادينا مجددا بعد غياب بالشكل ذاته وكأنهما خُلقا لتشتبكا ببعضهم، احادثك و في عينينا حب واشتياق وخوف.


تمسح بيدها عينيها المشتعلتين بحرارة غريبة وتغلق الهاتف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟ • فرانس 24 / FR


.. شبكات | أبو عبيدة يحذر من مصير الأسرى في قبضة القسام.. ما مص




.. ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية


.. -الأغذية العالمي-: غزة ستتجاوز عتبة المجاعة خلال 6 أسابيع




.. التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية: العالم على حافة الهاوية