الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات عنيدة ( الجزء الثالث )

أميرة مهيوب

2016 / 2 / 15
حقوق مثليي الجنس


19/12/2015


إمتنعت عن الكتابة يوم أمس، خرجت وجلست تتأمل الطبيعة في محاولات منها للتخلص من ذاك الإرهاق النفسي الذي لم يفارقها للحظات طوال الأشهر الأخيرة . أرادت تخليص عقلها من الأوهام المحيطة بها و التشتت الذي تعاني منه. محاولاتها للتفكير ببساطة وهدوء لم ُتفلح في كبح تلك الحرقة في صدرها تحرق معها جمال المنظر المقابل. لم يكن منها إلا أن تمسك بهاتفها و تكب:

" لن أقوم بنشر هذا اليوم لأني قد وعدت نفسي أن اصبر و أن أسمح لك بأخذ الوقت الكافي للتفكير رغم أنك من أخبرني بأنك على علم مسبق بما سيحدث في علاقتك الجديدة حين تحدثنا آخر مرة.
أسائني جداً تجاهلك لي. لم أعرفك بهذا الشكل، لم تكوني متجاهلة لي أو لغيري حتى من لم يكن يسرني تواصلة معكِ في الماضي. أنا ايضاً مستاءة لأني اُعاتبك الأن وقد عزمت أن لا أفعل.

.............................................................................................................


20/12/2015

إستيقظت من نومها مفزوعة من الصراخ في الغرفة المجاورة لتقع عيناها على الورقة المعلقة أمامها على الحائط. كانت تلك الورقة البيضاء الكبيرة التي إقتصتها من كتابها الجامعي الجديد في عجالة لتكتب بها إسم معشوقتها وتُعلقها على الحائط ثم تلتقط صورة بجانبها فقط قبل الركض للخروج من المنزل.
تلتقط هاتفها لترى كم من الوقت قد مضى على نشرها لتلك الصورة التي شاركتها مع إشعار للمعشوقة الغائبة. يرتجف قلبها في لحظات درامية لا مبرر لها. لكنها إعتادتها ، تنتابها كل صباح وهي تتحقق إن كان قد وصلها أي إشعار منها او أية اخبار عنها.
تخيب آمالها بسرعة وهي ترى أن وقت رفعها للصورة كان في الرابع عشر من هذا الشهر أي منذ سبعة أيام بالتحديد. تبتسم إبتسامة شفقة، نعم أصبحت تُشفق على نفسها من خيبات الأمل اليومية التي تصيبها هي وحدها في هذا الصراع.
لكن هل هي المذنبة؟ هل تستحق خيبات الأمل هذه أم هي مظلومة كما قالت لها صديقتها المقربة ليلة أمس؟
قالت لها أن من يحب لا يترك أبداً. فقاطعتها مُدافعة تبرر أنها هي من ارتكب ذاك الخطأ ثم تقص عليها ماحدث بالتفصيل للمرة السادسة إن كانت حسبتها صحيحة..
كانت تشعر بالذنب وتلوم نفسها ليل نهار لكنهها في جزء صغير من إدراكها تعلم أن ذنبها لم يكن بخيانة ولم يكن بعدم ثقة ولا حتى لشعورها بالنقص، كان الأمر سوئ تفاهم وعجلة و تسّرع ندمت عليه لاحقاً. لازالت تشعر ببعض الظلم يقع عليها فهل حقاً ذاك الذنب لا يُغفر؟.
سارعت صديقتها بالتنبية والإشارة قائلة: صدقيني انت تلومّين نفسك أكثر من اللازم فقد حاولتِ لمدة العام أن تصلحي ماحدث وصدقيني من جمعهم الحب دائما ما يجمعهم الطريق مجدداً. لاتحزني.
ردت عليها: أكثر مايحزنني ياصديقتي هو أني خُنت كلمتي التي قلتها في أصدق اللحظات وعنيتها بكل معانيها الصادقة. عشت فترة عصيبة إنقلب فيها حالنا وكان الناتج لحظة مُتسرعة أودت بنا الى ما نحن علية، الى سنة كاملة من محاولات الإصلاح الغير مجدية.

صديقتها: ما لا أفهمة في الأمر هو أنك بذلت الكثير!

هي: نعم بذلت الكثير لكن لم أصل الى ماوصل إليه غيري من إقناع. هي مسألة عدد برأيي فأنا وحدي من يتحدث عن نقطة هي تعلمها أساساً.
لكن ماتسمعة من الكثيرين غيري هو اعتقاداتهم ونصائحهم الجاهزة التي يقدمونها ذاتها للجميع وكأنها وصفة طبية تعالج جميع الحالات. يعتقدون أن العلاقات لها قوانين محددة تعُم الجميع ويقومون بتطبيقها عشوائيا وإجبارياً بدون مراعاة للواقع و المضحك بالأمر هو أنهم يطلقون على هذة العشوائية "واقع".

.............................................................................................................

هل حقاً سيعود ماجمعهم؟و كيف ستمر الأيام القليلة المتبقية في هذة السنة، هل سيبدأ العام الجديد بفرح أم مأساة ؟...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا