الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات عنيدة

أميرة مهيوب

2016 / 2 / 15
حقوق مثليي الجنس


في الساعة التاسعة من كل ليلة، تغلق باب غرفتها و تطفئ الأنوار ثم تختبئ تحت لحافها.

تمسك بكفيها هاتفها، تغمض عينيها و تخاطبها، تحكي لها ذكريات العام الماضي و تتسائل إن كانت هي الأخرى تختبئ من العالم بأكملة و تفكر بها.
تعود بأفكارها للحظات الغزل الأولى فتُقلب بأصابعها مجلد الأغاني القديمة التي بدأت تطرب اُذنيها.

تتردد في إغلاق عينيها، تخاف أن تُقلق بفعلتها هذة ذاك الرابط المقدس الذي يجمعها بمعشوقتها كل ليلة.

يا ألهي أي معشوقة هذة التي باتت لا تفارقها! تتسائل دائماً، وما أن تفضح بتساؤلاتها هذة لصديقاتها حتى يتعجبن، لا عجب في ذلك فمن الصعب على غير اثنينهم أن يفهم، كيف يفهم الآخرين ماصنعتاه وحدهما بجهد وتعب السنين الأربع.

تؤنب نفسها على بعض التساؤلات الساذجة، كيف سمحت لنفسها بالتشكيك في قدراتها هي و المعشوقة بعد كل ما مرتا به، بعد أن قيل عنهما انهما من يصنع الرذيلة واتُهِما بالفسق والشذوذ، بعد ان كانتا تواجهان مايقال بحكمة، تطرحا مايقال و يفكرا سوياً بعقلين منفتحين، يدرسون أفكار الغير ويحللون ثقافاتهم. يبحثون لساعات طويلة ثم يعودان لبعضهما ويتحاورن. لحسن حظها لم تكن معشوقتها عنيدة الفكر، كانت مثلها تتقبل الحقيقة ولو كانت هذة الحقيقة مؤلمة. نضجا سوياً وكبرت أفكارهم في السنين الأربع الماضية كما كبرت الروابط المقدسة معهم.

بالطبع هما وحديهما من يمتلك كل الروابط المقدسة، هما من صنع المقدسات في تلك السنين الأربع من عشقهما الممنوع والعقبات الكثيرة واصرارهما على البقاء.

تبتسم وبعينيها بريق، تغلق هاتفها و تبقى مبتسمة وهي على يقين بأن تلك المقدسات التي صنعوها لم ولن تنتهي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في


.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في




.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ