الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الحياة والموت فى نص محطات متعاقبة للأديب العراقي/ رعد الفندي

محسن الطوخى

2016 / 2 / 15
الادب والفن


يتميز رعد الفندى الأديب الفنان بالعناية بنصوصه, هو لا يغغل أن القارىء عندما يشرع فى قراءة قصة قصيرة, فإنما يبحث عن المتعة فى المقام الأول, أجواء المحطات والقطارات من الأجواء المغرية لانها تحرك بطبيعتها أشواق النفس الانسانية المتعلقة بالترحال, وما يكتنفها من نذر الفراق, وإرهاصات اللقاء, وشغف التشوف للمجهول. والكاتب البارع الذى يمتلك القدرة على تطويع اللفظ مثل رعد يمكنه صنع لوحة تكشف دخيلة النفس الانسانية وتعريها فى قوتها وضعفها, قوتها الظاهرية, وهشاشتها الداخلية فى مواجهة المجهول. والنص فى جوهرة اتكاء على ذلك الشعور الإنسانى الذى تختلط فيه الرهبة بالتشوف, فالإنسان مكرسٌ للموت منذ لحظة الميلاد, تحلق تلك الحقيقة وتسرى فى الفطرة الإنسانية منذ وورى أول إنسان التراب, ومعظم العقائد فى الميثولوجيا صورت الموت كرحلة الى عالم آخر تتواصل فيه حياة الفرد بشكل ما, وحتى الأديان السماوية اعتبرت الموت رحلة يقطعها الميت من عالم الشهادة الى عالم الغيب. والقصة الجميلة لرعد تصنع من رحلة القطار مشهداً يكافىء رحلة الإنسان من الميلاد إلى الموت .
فنرى القطار يمر بمراحل ثلاثة فى رحلته تتوازى مع الحياة الإنسانية فى عمومياتها .
المرحلة الأولى يصعد فيها القطار فى طريقه إلى القمة, يحتشد ذلك المقطع بصور حية من جمال الطبيعة, أسراب الطيور المرافقة للقطار, والأشجار والحقول والمراعى, أضواء الشمس ومشاعر البهجة والحب للحياة, ويشى الحوار بين الزوجين برحلة الكفاح التى أمضياها سويا, والمصاعب التى واجهتهما وتغلبا عليها يقول الزوج :" كنا نعتقد أن القمم خالية من الأفاعى, ومع ذلك كنت الترياق المشفى من تلك اللدغات". هو الجانب من الرحلة الذى يمثل الاندفاع والمواجهة, يلخصه مشهد سرب الطيور المحلق على هيئة سهم مقلوب بدلالات لفظ السهم المشحون بالإيحاءات, ولا ينسى الكاتب الماهر أن يمهد للمقاطع التالية بالعبارة التى وردت على لسان الزوجة وكأنما بشكل عارض: " لدى شعور دائم كأننى سمعت صوت القطار وأنا فى القماط ", إنه المعنى الذى أشرت إليه فى الجملة الأولى .
تبدأ المرحلة الثانية من الرحلة مع مغادرة القطار للقمة وبدء انحدارة بسرعة على السفح, وهى مرحلة تماثل أزمة منتصف العمر التى يمر بها الإنسان في عمر الأربعين, فيبدأ في مراجعة ما أنجزه, وما أهمله, ويشعر بالعمر الذى يولى هارباً بسرعة, ويسود السرد فى ذلك المقطع جو من الضبابية وفتور الهمة والتأنيب, إذ تسود العتمة ويبدأ الزوجان فى تبادل اللوم, وتلقى مسألة نسيان الطعام بظلها على المشهد, وأنا أراها بمثابة المعادل لكل تلك الأشياء التى يكتشف الانسان أنه أهملها ولم يرعها فى مرحلة بناء الذات كالواجبات نحو الرب أو العائلة أو المجتمع.
يخفت فى ذلك المقطع الدفء الإنسانى ويسود التوتر, ويبدو المزاج العصبى المتشائم للزوج, كما تغرق الزوجة فى حالة من الاستسلام للزجر والضعف والاستكانة .
أما الشطر الثالث والاخير . فيجتاز القطار فيه السفح ويصل إلى محطة بداية الوادى توطئة لرحلته إلى المحطة الأخيرة بما تحمله التسمية من إيحاءات تكاد تتفق فى إشارتها إلى الموت فى كافة اللغات والثقافات, ويغلب على هذا الشطر الصور المرتبطة بالموت, كالأشباح الصحراوية, ومظهر التوابيت الذى تبدو عليه عربات الحمولات المصفوفة بلونها البنى, وكما يحدث فى الرحلة الأخيرة إلى اللحد, تجد العجوز نفسها وحيدة بعد أن غادر الزوج للتسوق, وتعانى من الخوف والوحدة فى سير القطار الرتيب, ثم تغادر القطار خالية من المتاع فى إشارة موحية إلى الموروث الدينى, تنظر حولها فلا يكترث بها أحد, اذ كل من حولها غارق فى همه الخاص .
نص ثرى, لا يهمل رعد توشيته بمظاهر رحلة عادية بالقطار, تحمل هموم المسافرين وأشواقهم, وينتعش النص بالحوارات بين الشخصيتين الرئيسيتين عن الذكريات, وعن الاولاد, ولا يخلو من الدعابة عندما يذكر الزوج العجوز زوجته بأنها فى القماط لم تكن تضع سماعات الاذن, حتى ليمكن للقارىء العادى الذى لا يحفل بالاسقاطات, ولا بالرمزيات أن يستمتع بنص قصصى ملىء بالمتعة والصور المصنوعة بعناية.
نص القصة
محطات متعاقبة
وصل العجوزان إلى القطار متأخرين قبل موعد انطلاقته بدقيقتين يلهثان تعباً، ساعدت العجوز زوجها على حشر حقيبتيهما في السلة التي تعلوهما مباشرة، تنفسا الصعداء، تليا دعاء السفر،سبق اهتزاز انطلاقة القطار صفارته التي أزعجتهما كثيراً، لم تبد العجوز وهي الأقرب للنافذة مطمئنة من موقع جلوسها, بعد أن تراءت لعينيها عبر انعكاس زجاج النافذة تعابير وجهيهما الشاحبين الموحيين باليأس والمرارة، شعرت بالرهبة، التفتت نحو زوجها، هامسة :
- لدي شعور دائم، كأنني سمعت صوت القطار وأنا في القماط .
رد عليها العجوز ساخراً :
- حينها لم تكن سمّاعتا الأذن محشوة في أُذنيك .
انطلق القطار مسرعاً حال خروجه من المحطة الرئيسة، ينفث ببخاره الأبيض وصوت صفارته المتكررة، موحياً للجميع أن الرحلة قد بدأت، رافقت سير القطار أسراب من الطيور المهاجرة، متخذة تشكيل رأس رمح بزاوية منفرجة, كما بدت الأشجار والمزروعات الخضراء, المنتشرة بين الحقول والمراعي رائعة الجمال, ومازالت الشمس تزين السماء بحمرتها، مقتربة نحو أفق التلال والروابي البنية اللون, حتى أمسى المنظر مدهشاً يبعث إلى العجوزين رسائل البهجة والحب والحياة, وكأنهما تلميذان في سفرة طلابية, رغم ذلك ظلت العجوز يغشاها القلق؛ حينما وشوشت بإذنه اليسرى :
- لا أعلم لِمَ جعل مهندسو القطارات النوافذ مغلقة الإحكام هكذا، بعد أن كانت متحركة, ينساب منها الهواء العليل، أحس أن هذه العربة ضيقة الأرجاء، منخفضة السقف، باتت لحداً يعصرني بقوة ،يخنقني رغم التكييف، أتَذكُر، كنا نستقل القطار، نقطع تذاكر الأمل بسرور غامر وكأنه بساط الريح يأخذنا إلى حيث ما نريد نحو محطات السعادة ،كأننا نطير معه خارج مقاييس الزمن المادية، غالباً ما تكون البدايات جميلة، كم هو رائع مرحنا في الصغر، نجري وراء المهر الأبيض حتى يأخذنا التعب، حينها نستظل بشجرة التوت البري التي تلوذ بين أغصانها العصافير الملونة، تغني لنا بزغاريدها أناشيد الحب، نأكل ونلعب حتى المساء؛ ياه ، كنت أكره المساء كثيراً؛ يشعرني بالغثيان، والآن ؛بت انتظره بلهفة، لا أفهم هذه الدنيا تأخذنا إلى ما لا نريد، ونحن نتمسك دوما بما نريد، كلعبة جر الحبل.
لم يرد العجوز عليها في الوهلة الأولى؛ كان شارد الذهن بعيداً، ما لبث أن انتبه قائلاً وهو يتنحنح :
- أترينا على حق بأننا لم نُشعر أحبتنا بموعد السفر سلفاً، أنتِ من ورطني بتلك الفكرة، كان علينا إشعارهم قبل وقت مبكر؛ لا نعلم أية ظروف قد تحيط بهم.
- لا عليك, أحياناً تجري الأمور بسرعة خارج إرادتنا، سيتفهمون الأمر، ما يقلقني تلك المسافة الطويلة التي سيقطعها القطار حتى المحطة الأخيرة، ما هو الوقت التقريبي للوصول ؟
- لا أعلم ، يعتمد ذلك كثيراً على سرعة القطار وجودة ماكينته.
- ثمة شيء غريب يحدث، ألم تنتبه؛ وكأننا وحدنا في هذا القطار.
- لا, يتهيأ لكِ ذلك، المقصورات محشوة بالناس؛ لكن أرقام الماكينة الالكترونية وضعتنا في هذا العربة الفارغة، بعيداً عنهم.
- على قولك، كثيرة هي الأمور التي لا دخل لنا بها، تسير بنا حيث لا نريد .
بدأ القطار يتسلق سكته نحو المرتفعات بسرعة كبيرة، تاركاً خلفه دخاناً كثيفاً يتلاشى تدريجياً مع هبوب الريح، لم يستطع العجوزان تمييز الأشجار المتراصة المتوازية مع حافة السكة ؛ تزداد كثافة كلما تسلق القطار المرتفعات ، تتعانق الأغصان الخضراء فيما بينها، كأن أحدهما يقترن بالآخر, ربما زرعت لتحجب الوديان المخيفة الملاصقة للحضيض .
نهض العجوز من مقعده، ملتفتاً خلفه نحو الوديان العميقة الواضحة عبر النوافذ حتى اختفت عن ناظريه كأن سفوح الجبال قد ابتلعتها تماما ،لم ترق للعجوز حركته ، مستفسرة عن سبب وقوفه:
- لا ، ليس هناك أي شيء مهم؛ لفتت انتباهي تلك الوديان، مهما ابتعد القطار عنها، لكنها ستكون أكثر خطورة من ذي قبل؛ فيما لو تأرجح القطار من أعالي القمم ..
- أَخفتَنِي كثيراً، لِمَ تقول ذلك ؟
- لا ، ولِمَ القلق والخوف ، هو مجرد كلام ليس إلّا.
عاد إلى مقعده محيطاً بذراعه اليمنى كتف عجوزه التي تفاعلت مع الوضع بابتسامة مصطنعة لتخفي قلقها.
- هل تذكرين كفاحنا عندما نحتنا الصخر بأظافرنا سوية، آه يا لذلك الشباب، كما لو كنا نتسلق جبلاً أجرد من دون أية مساعدة، نجري بلا هوادة على سفوحه لندرك القمة، لم ننظر إلى الوادي أبداً، كان هذا مرتكز الخطأ الأساسي الذي فينا؛ كنا نعتقد أن القمم خالية من الأفاعي، و مع ذلك كنتِ لي ذلك الترياق المشفي من تلك اللدغات، أنتِ شمعة عمري الدائمة التي أنارت ظلمة دربي .
احتضنها، واضعاً رأسه على صدرها، حتى غرقا في نوم عميق. أيقظهما صرير العجلات وهدير مفاصل سكة الحديد كما أن إذاعة القطار الداخلية أعلنت عن الوصول إلى محطة القمة، هناك صفوف كثيرة من المسافرين والمستقبلين والمودعين، فُتحت الأبواب، تسارع النازلون والصاعدون، ازدادت أصوات الباعة خارج القطار، لاح لهما من عبر النافذة عروسان يترجلان القطار، يتلقفهم بعض المحتفلين بالموسيقى و الهلاهيل وبالقرب منهم رجال يحملون جنازة لحشوها في عربة الحمولة، وأطفال صغار تقودهم امرأة شابة موشحه بالسواد يتبادلون الحديث مع ثلة كبيرة من الرجال،تأبطوا بمزاليج طويلة،بدت فوضوية الحياة واضحة في تلك المحطة،ابتسمت العجوز بسخرية :
- يا عزيزي، أترى مثلما أرى، أغلب النازلين في تلك المحطة من الشباب وهم بغاية السعادة، وبنفس الوقت هناك الوجوه المصفرة من الصاعدين إلى القطار كأنها أوراق الخريف المبعثرة، منهم مَن اكتفى إلى هذا الحد من السفر إلى المحطات، وآخرون يحملون زلاجات، رغبة في الانحدار، يا للسخرية، أطوار مجنونة متعددة لا يفهما الكثيرون؛ كيف تجتمع الابتسامة مع الدمعة في محطة واحدة بل في جسد واحد ؟
نعق القطار منذراً بالحركة، تزداد سرعته كلما أخذ بالانحدار، بات القطار مظلما بعض الشيء بعد أن أصبحت الشمس متوارية خلف الجبال، شعر العجوز بالجوع ، سائلاً عن متاعهما، صمتت العجوز قليلاً ، ثم ردت عليه بحذر:
- قبل أن احزم أمتعتنا بالسيارة التي أقلتنا إلى المحطة، شعرت أن هناك شيئاً ما ينقصنا؛ وأنت تعرف أنني أمسيت كثيرة النسيان، آسفة، أرجوك سامحني !
استشاط غضباً، فاتحا عينيه على سعتهما :
- وما فائدة المسامحة ؟ كثيراً ما أقول لكِ، لست مهتماً بالطعام؛ بقدر ما أريد تناول دوائي بالوقت المناسب، لِمَ لا تفهمينني ؟ يكاد رأسي أن ينفجر، الله يسامحك، كررها عدة مرات.
ظلت العجوز صامتة ،أشاحت بوجهها عنه، لكنها لم تبد احتجاجاً, ثم أردف قائلاً :
- عزيزتي، السفر مقرون بالتزود الكامل للقوت؛ كيف للمرء أن ينسى قوته وهو على سفر بكل الأحوال ؟ إذن، سأضطر للنزول في المحطة القادمة, لشراء قليل من الماء والطعام، لأنني أجهل موقع مقصورة المطعم في هذا القطار الطويل، هل ارتحتِ ؟
شعر العجوز بألم في صدره وقشعريرة تنتابه بين حين وآخر، حاولت العجوز تدفئته بجزء من شالها الطويل، أمسى القطار أكثر عتمه حينما دخل إحدى الأنفاق القريبة من المحطة القادمة, خافت العجوز كثيرا، حضنت زوجها المتألم، اخذ أحدهما يواسي الآخر، لاح بصيصٌ من الضوء الخافت عبر النافذة، وصفير القطار يزداد عند كل تقاطع ؛ أيقنا أن القطار قد تجاوز النفق ، سرعان ما بدأ القطار يخفض من سرعته؛ عندما وصل محطة بداية الوادي الذي تصل نهايته إلى المحطة الأخيرة, لا يظهر من عبر النافذة أي شيء يوحي بالحياة، كأن هناك صوراً من الأشباح الصحراوية اللون تعكسها الأنوار القوية في المحطة ، بالعكس تماما ما كان يحدث لمن كان خارج القطار يرى ما بداخله بوضوح رغم الإنارة الباهتة ، جعلت الأصوات التي تنفذ من الأبواب المفتوحة قليلاً من الحياة ، تتراءى لهما عربات الحمولات المصفوفة بلونها البني كأنها توابيت متراصة ..
نزل العجوز رغم ما ألمَّ به للتسوق، متعثراً بأقدامه التي تقرقع باضطراب على الرصيف ، أكثر بالنظر ورائه، الوقت يمر على عجوزه بسرعة، بات القلق والخوف يرهقانها كثيراً، مشت نحو الباب، وهي تنتظر زوجها على أحر من الجمر، صرخ القطار ناعقاً بالحركة، غلقت الأبواب، خض القطار العجوز وهي غير متشبثة بمسند ما، سقطت على وجهها، نهضت بصعوبة وهي تنظر من عبر النافذة، أين حل الدهر بزوجها المسكين ؟ رأت شبحاً ما يلوح بيديه و كأنه يناديها :
- لا تجزعي فالوقت قصير لنلتقي مهما بُعدت المحطات.
بدأت صورة الشبح تختفي تدريجياً، انعدمت حدود رؤيته، حتى ابتلعه الظلام، لا تعرف ماذا ستفعل، زادَ القطار من سرعته مع ازدياد حيرتها, و الانحدار بات شديداً هذه المرة لكن ليس أشد من خوفها، حاولت الوصول إلى أقرب كرسي للجلوس, جلست بصعوبة، بكت بصوت عال من دون أن يسمعها أحد في الداخل، و لاشيء عبر النوافذ سوى البق والحشرات الميتة التي بات لون لزوجتها أصفر داكن كالقيح عندما يصطدم بالنوافذ.
ادلهمَّت العربة إلًا من بصيص نور شاحب ينبعث من مصابيح السقف الداخلية ، وكأنه يشق مشيمة الخوف والذهول الذي أنتاب العجوز المتحيرة, خفض القطار من سرعته حتى توقف برجة شديدة، أيقظ العجوز من ذهولها، انفتحت الأبواب، دق ناقوس المحطة عدة رنات ينذر الجميع بالنزول، إنها المحطة الأخيرة كما كررتها إذاعة القطار، كانت الأضواء منيرة واضحة للجميع مَن كان بداخل القطار وخارجه، نزلت العجوز من القطار بصعوبة، فاقدة القوى، متراخية الجسد، تاركة حقيبتها التي لا تقوى على حملها، تنتظر من يساعدها ، التفتت يميناً وشمالاً، لم يكترث لها أحد، كان الجميع مشغولين بحمل حقائبهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع