الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأد الأنثى من جديد !!

عدنان سلمان النصيري

2016 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تشكل الانثى سلاحا خطيراً ذو حدين على البيت والمجتمع ، فا ذا ماغُرِسَتْ بتربة الاخلاق الفاضله ، وسُقيّت بماء المكرمات ستصبح عنصر فخر واعتزاز للاهل والاقارب وجميع المجتمع، واذا ما اهملت اوعتقت كريشه سابحه بمهب الريح تتلاعب بأهواءها دون قيد او شرط ، فانها ستخسف بنفسهاالارض بمن حولها، وستكون سببا بسقوط الامم والشعوب والاوطان ، وكما نقل الينا التاريخ لكثير من الامثله بهذا الصدد .
ولابد من تناول ظاهره خطيره طالما ارقت الضميرالانساني منذ زمن بعيد ، وصارت تطفوا اليوم على السطح وسط المجتمعات التي تدعو الى التطورالحضاري بشكل فوضوي متسرع ، كأصرار مباشر او غير مباشر على ثقافة وأد الانثى التي سرعان ما عادت تطغي من جديد تحت عناويين مفبركه بالحب والشفافيه والرومانسيه ، بدواعي الاستئثار الغريزي الفحولي للرجوله المزيفه التي تذكرنا بنوازع اول جرائم التاريخ كما نقلتها لنا اساطير الاولين ، والتي لايمكن ان نفهم من وراءها الا الانانيه المقيته التي تحاول الفتك بصفاء الروح تحت تفجر لحظات الضعف النزوي بمختلف عناوينه النرجسيه ، وكما روجت له وبكل اسف الادبيات القديمه والصاقها بارادة السماء حينما كانت تنظر لطبيعة الانثى انها الجنس الابخس بموازين الخدمه والحقوق والعبادات وخصوصا بعدما صاروا يتبنون قاعدة القسمة الضيزى تحت عنوان لنا البنون وله الاناث ، مما دعا المسيحيه باول عهدها بتهذيب بعض جزئياتها بتبديد العتمه القائمه للنظره بين الجنسين ، ، وبعد ان وجدوا الخطيئه ليست حكرا على الانثى لتستحق الرجم بدون الرجوع للاسباب (فمن كان منكم بلا خطيئه فليرميها بحجر) .
حتى اخذت تستفحل الظاهره بشكل منفلت في زمن الجاهليه ، الى ان خضعت لمنهاج ثوري اخلاقي في صدر الاسلام، وسرعان ماتراجع عنفوان هذه الاصلاحات الروحيه بعد فتره محدوده ، تحت سقف النوازع الشبقيه الموروثه بالجينات ،وبعناويين وتفسيرات شتى ، اريد من وراءها دفع الشبهه عن حسد فحوله المؤمنين والموالين في غمرة توزيع غنائم الحروب والغزوات . حتى صار الهدف الاسمى في كثير من الاحيان بالجهاد هو الاستئثار بجمال الانثى ،كطريدة ميسره بعد سلبها اهم عناوينها بالسبي والامتلاك ،مما شكل تراجعا قهريا بممارسة اشباع غريزة التوحش بظل تلاشي القيم النبيله.
وبقيت ظاهرة فحولةالغاب تسود اغلب المجتمعات الانسانيه ، حتى تحولت الى ثقافه متجبره في اباحة سبي النساء بين المجتمعات المتحاربه التي تتفاخر بالقوه و الجبروت .و لم تستطع الرسالات السماويه باغلب مراحلها ان تقنع نوازع الاستئثار الفحولي،فاستخدمت المهادنه او اغفال الطرف احيانا ، او الاباحه بالتشريع بحق الامتلاك والاستحواذ ،بحجة تكفير الرأي الاخر او باقامة العدل احيانا اخرى ، لكي يحافظوا على عنصر الولاء مع باقي اسياد القوم المترفين، وخصوصا من المتنفذين بالحكم الشبقيين .
وهنا لابد من تناول تعريف مصطلح الاملاق بمفهومه المتطور، بعد ان صار العنوان الاقتصادي محركا لتفاقم معظم الازمات للفرد وللعائله ولاكثر المجتمعات ، وهو الحاكم الاول على الناس، مهما بلغوا من تطور ورقي مزعوم . وخصوصا تحت النوازع الشريره التي تتربص الايقاع بالاخرين بفعل محرك الطمع والنزوات الوحشيه المنفلته خارج الاطار القيمي والاخلاقي باستغلال حالة الضعف والحرمان لدى الاخرين و على وجه الخصوص الانثى باعتبارها مبعث دائم للاغراء، واطفاء الشهوه الحيوانيه متى توقدت . وهي التي ينظر اليها انها المخلوق الاضعف التي لاتستطيع الدفاع عن نفسها بمعظم الاوقات سواءً بسبب الحرص على سمعتها أوالرغبه بتحقيق حقها المشروع بالحياة ،ضمن مجتمعات لاترحم تعيش بازدواجيه واضحه بين الواقع واالخيال بتسلق سلم التطور لحياة جديده لاتخلوا من التعقيد بعدما ستصبح فيها جل الحاجات الكماليه المترفه اساسيه ومهمه .
تقدمت الحياة بالانسان عبر الازمنه والحقبات المتواليه وبقي لعنصر اثارة الجنس الوازع الاول على اوليات سلَّم سياسة الحياة ،وبدلا من ان تتغير كثير من المفاهيم والمنطلقات نحو الارقى ، بدأت تاخذ منعطفات خطيره بالابتكار لاساليب الهيمنه الانانيه والنرجسيه لتركيع الاخرين ومنهم الجنس الاخرالذي هو في مقدمة الاولويات لهواجس المجتمع الفحولي ، بالرغم من تصدي الكثير من القوانين المرعيه لتفاقم هذه الظاهره التي صارت تزلزل بالمجتمعات . حتى اصبحنا اليوم على ماهو عليه من معطيات ونتائج للتكنلوجيا الانفجاريه تحت عناويين الانفتاح على الجنه ، فصيَّرت كل صامت ينطق، وكل قبيح اجمل ،وكل وحش ملاك ، وكما هو متحقق عبر الاعجازالعلمي التكنلوجي ، وخصوصا على مستوى ابتكار اجهزة النت واخر صرعاته الفيسبوكيه اضافة الى وسائل الاتصال الاخرى الخارقه لجميع اسوار المضاجع بغرف النوم ، والمتحديه لكل امان احزمة العفه واقفال ابواب سجون الانثى المنحدره من ثقافة القرون الوسطى، هذه الوسائل المبتكره التي اصبحت تهدد لاكتساح ماتبقى من التحصينات والمتاريس الاخلاقيه للثقافات والعقائد والادبيات، بظل الفوضى الخلاقه واستشراء فساد الذمم . .
حتى اصبحت اكثر الاسر تعيش كوابيسها خوفا وتشائما على مستقبل الابناء ، بعد تعدد وسائل التصيد بالمياه العكره ، وبطريقة الاغراءات المتبادله في مواصلة لعبة الحب بين الصياد والطريده ، التي غالبا ماتكون الانثى هي الطريده والضحيه الاولى . بعد ان اصبحت عناويين الفروسيه ماضيه على استئثار اكبر عدد من الطرائد لكي تعترف بانتصارها بين الفحول .
من الممكن لنا ان نقول بان ثقافة تنفيذ جريمة وأد البنات قد تحول بعصرنا الحالي من داخل العائله الى خارجها، وبطريقة الاستدراج والايقاع في مصيدة الحب المزيف وبعد ان يصبح مسك اكثرهن على هون او دس ارواحهن الطريه بتربة الرجوله المزيفه بدم بارد. مما انعكست النتائج المأساويه على هروب الانثى فزعه الى الامام، للارتماء في اول فرصه للخلاص من ازمتها ، وهي واقعه تحت سقف محنتها مأسورة ألخيال والعواطف في غمار رومانسيه وعود الحب المعسوله ، غير مكترثه للخطر الا بعد السقوط والاستسلام لشؤم القدر ، بسبب كبت البيت وحصار المجتمع القاسي ،الذي لا يرحم، ولايسمح بالتمتع بابسط الحقوق الانسانيه في مزاولة الهوايات الاجتماعيه ، التي تعزز الثقه بالشخصيه ،وتروّح من الاعباء النفسيه بعيدا من العقد المتراكمه .
وختاما نقول لك ايها الذئب البشري : تذكر بان لك بنتا او اختا اوزوجه تخاف عليهن من نسمة الهواء العابره، فكيف تجيز لنفسك اباحة شرف وعفة غيرهن من بنات الناس .. فانك عندما لاترى الله من فوقك ، فان الله يراك وسينتقم منك بعذاب الدنيا والاخره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة