الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ومن الحب ماقتل..؟؟؟

حياة البدري

2016 / 2 / 19
العلاقات الجنسية والاسرية


أحبك، كنبغيك، je t’aime, I love you ، “بحبك”... مرادفات عديدة ومتنوعة، لكنها تصب كلها في نهر الحب والمحبة والهيام والمعزة والتقدير، كلمات لم نكن نسمعها كثيرا لمدى قدسيتها ومصداقيتها واحترامها وتبجيلها، ولكن كنا نسمعها بكل ما أوتينا به من جوارح وحواس...
فقد كنا نراها في كل حركات المحب ونظراته وسلوكياته النبيلة والصادقة ... وكانت تلك المشاعرالسامية والحقة... ترسم على محيا صاحبها هالات الخجل والاحمرار والتلعثم في التحدث إلى الحبيب، وتحوله بقدرة قادر إلى شاعر ينظم الشعر في حبيته وقصاص وروائي ومبدع يكتب قصة حبه الكبيرلمعشوقته، وفنان يرسم بريشته، ويلحن بألحانه الشوق المفعم والنابع من أعماق الاعماق لمن خفق قلبه لها...

أما اليوم فقد تغيرت الاموروتكلست المشاعروجفت منابع المحبة العميقة.... وأصبح الحب مجردا من كل معانيه السامية وتحول فحواه الحق مجرد صفقة غير ناجحة وعملة مثقوبة وأصبح فقط كلمات رثة و باردة ولامعنى لها في زمننا المقيت هذا، يلوكها كل من هب وذب ، بمناسبة وبغير مناسبة وتردد كل ثانية وكل لحظة ولكل امرأة و رجل يتم اللقاء بهما لمدة جد وجيزة أوالتعرف عليهما في الفيس أو بجل معالم العالم الافتراض...؟ !!!

وأمست هذه الكلمةالغالية (أحبك )، التي نظم فيها الشعر وكتبت فيها الروايات الخالدة والقصص الشيقة ... هذه الكلمة التي لطالما هدأت النفوس وقضت على الانتحار وزرعت الطاقة الايجابية ودفعت كم من امرئ نحو التقدم والنجاح والاستقرار وحققت كم من هدنات عائلية ودولية... مجرد كلمة مفرغة من دلالاتها العميقة ومن محتواها النبيل، حيث اصبحت مجرد كلمة أقل من عادية وبطل مفعولها الهادف وأصبح البعض يقولها فقط لغرض دنيء ومقزز ألا وهو الوصول إلى الجسد قبل الروح أو المادة او الراتب الشهري للمرأة أو ما تمتلكه أسرتها من ثروة أو ما يملأ جيب بعض الرجال؟؟ !! …

فكم من كهل يلفظ كلمة "أحبك" وهي تصارع وتصارع محاولة عدم الخروج من بين أسنان اصطناعية، لقاصر في مقاس بناته وحفيداته، وعيناه جاحظتان فقط فيما بين فخذيها ونثوءات صدرها وتضاريس جسدها الغض...

وكم من زوج وزوجة يتشدقون بها لغير زوجاتهم وأزواجهن؟ !!! فقط لإرضاء شهواتهم الحيوانية السادية أو لاسترداد كرامتهم المجروحة وفحولتهم المعطوبة تجاه شريكاتهم اللواتي نسين مع كثرة الاعباء والمسؤوليات... أن يدللنهم ويمارسن في حقهم فعل الاحتواء الاسبق... او بغية الانتقام من شركائهن الذين نسوا العشرة والحب والعلاقة التي جمعت بينهما لسنوات وسنوات وضربوا عرض الحائط تضحياتهن اللامحدودة واللامشروطة... ؟؟؟ !!!... فكان حلهن هو الارتماء في أحضان قناصي الفرص، الذين يفضلون الزوجات بدل الفتيات... وأصبح الكل في سلة واحدة عنوانها الخيانة والرذيلة...

وكم من مشترك في العالم الافتراضي، نساء ورجالا، شبابا وشابات، مراهقين صغارا وكبارا، اكتشفوا لعبة الدردشة والتشدق بهذه الكلمة "المسكينة"، التي "كتب" عليها "المسخ " فتغيرت معالمها ومكانتها السامقة فنزلت إلى الدرك الاسفل، فأصبحت مجرد كلمة بالية وواهية وغير صادقة ... في زمننا الممسوخ هذا ... فأصبح الرجل يقول لرجل اخر يضع صورة امرأة بحسابه، وامرأة تقول لأخرى تضع صورة رجل بحسابها... "أحبك"... وغيرها من الافعال والأفلام المفبركة... التي ظهرت مباشرة يوم عيد الحب وذكراه... وحال سبيلها يسعى نحوالقضاء على المشاعر النبيلة والتهكم منها والحط من مكانتها ومفعولها في المجتمعات... وتلويت حتى ذكراها وتمييعها مع كل ماهو جميل وإنساني و حصد الآلاف من الكليكات وبعض الدريهمات لمخرج وممثلين فاشلين ... مدعين الانتحار والموت وكأنهما قيس وليلى ...

فللأسف لم تعد هناك ليلى ولم يعد يذهب بعقل قيس جنون ... وعادت السلطة في عصرنا المقيت هذا هي ليلى وأصبح المال والقرش، هو قيس؟؟!!! ... فأين نحن من الحب الحقيقي والصادق ... وإلى متى ستستمر هذه الظاهرة المسعورة وهل سيعود الحب الحقيقي وسترجع مكانته الحقة ؟...

حياة البدري
14-2 - 2016










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي


.. بالقمع والضرب.. إيران تفرض -الحجاب- على النساء وتعتقل المخال




.. ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت


.. انهيار امرأة إيرانية خارج محطة مترو -تجريش- في طهران بعد اعت




.. صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام