الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسفة بوصفها تمرينات روحية وطبابة عند الفيلسوف بيير هادو

محمد قرافلي

2016 / 2 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


"بيير هادو" مدافعا عن الحياة الفلسفية:

أ - في البحث عن الحياة النموذجية :

لاريب إن اعتبر سؤال الحياة مدار التناول الفلسفي الى حد شغل الفكر الفلسفي برمته. إذ ان الفلاسفة لاينبثون مثل الفطر على حد تعبير ماركس بل حينما يقذف بهم في العالم يصطدمون بأشكال وأنماط حياتية متعددة . يجرفهم عالم الحي في دوامة أصناف من تعاطي الحياة تتمظهر عند مختلف الكائنات بدءا بمظاهر صراعها من اجل البقاء، وتعقبا لأشكال تفاعلها، وانتهاء بتمظهرات الحياة في العالم الإنساني . لذلك يجد الفيلسوف نفسه مدعوا -في رهانه الى البحث عن نمط حياتي خاص - الى اجتراح نمط في الوجود يتميز به .
كيف السبيل لذلك ؟ هل من خلال استلهام النماذج الماثلة أمامه؟ أم أنه ينبغي عليه أن يقوم بعملية مسح للطاولة ويبدأ من الصفر؟ الأمر الذي يستلزم ضرورة إنجاز قفزة أو إحداث انقلاب على الأنماط الحياتية والمتداولة وإخضاعها للمراجعة قصد تجاوزها. ألا يؤدي ذلك الرهان الذي ينشد حياة نموذجية إلى السقوط في سلم قيمي تراتبي يرسم حدودا بين أنماط حياتية ويخضعها لاحكام اختزالية على طريقة "بروكست" !.
لعل محاولة المؤرخ الفرنسي بيير هادو تمثل انقلابا ليس فقط في كيفية النظر لتاريخ الفلسفة وفهمه بل في صيغ ممارسة الفلسفة ودواعي تعاطيها وكذا الغاية القصوى من وجودها والاهتمام بها.
تراهن أطروحة المفكر الفرنسي بيير هادو (1922-2010) Pierre hadot الذي اختص بالفلسفة القديمة وخاصة النصوص الهيلينية والرومانية على اعتبار الفلسفة نمطا خاصا في الحياة وشكلا متميزا في تعاطي الوجود. بحيث ينظر الى الفلسفة كجملة من التمرينات الروحية، او الإجراءات التدبيرية التي تروم تحقيق السعادة من خلال تفعيل نمط خاص في الحياة .
لقد اثرت أعماله في العديد من المفكرين خاصة في ميشال فوكو وأعماله الأخير التي انصبت على مختلف أشكال وأنماط تدبير الذات التي عرفها المجتمع الغربي. هكذا توالت اعمال جديدة على نفس المنحى في الآونة الاخيرة تتوخى التركيز على البعد التدبيري في الفلسفة اي بالنظر اليها كطريقة خاصة في الحياة من أمثال" لوكفيري"في أعماله الأخيرة "وفرنسوا بالودي" وآخرين .
الواقع أن اعتبار الفلسفة نمطا خاصا في الحياة لم يمثل مصادرة بل ثمرة تأمل وتجوال في تاريخ الفلسفة تأملا وبحثا ودراسة سواء عند الأقدمين أو لدى المحدثين او تعقبا لقراءات المعاصرين ،من قبل هادو، وتأويلاتهم المختلفة للمتون الفلسفية . لقد ظلت التأويلات المعاصرة للنصوص الفلسفية تؤرقه .
لعل ما أرقه اكثر ذلك التضارب في القراءات الاختزالية للمتون الفلسفية بين المتفلسفة بحيث اختلفوا وتعددوا ليس فقط من حيث فهمهم لتلك النصوص، بل من حيث تحاملهم على أصحابها ورميهم بمختلف الأحكام . يشير الى ذلك قائلا: " لما عدت الى النصوص القديمة ، عند أفلاطون وأرسطو، لم استطع التخلص من تلك الحمولة، أي الحكم المتداول الذي يختزل الفلسفة في التفكير النظري المجرد. السؤال الذي انبثق هو كيف يمكن تفسير ذلك التضارب داخل المتن الفلسفي عند نفس الفيلسوف. إذ يعزي مؤولي النصوص ذلك التناقض إلى قصور عند ذلك الفيلسوف او في تهافت بناء صرحه الفلسفي . لكن إذا ما سلمنا بأن هاجس الفيلسوف ليس هاجسا نظريا بقدر ما هو هاجس بيداغوجي واستشفائي يحرص الفيلسوف على تحقيقه ، أو بعبارة أخرى فإن غاية الفيلسوف التوجه الى أناس محددين والتأثير فيهم ولايتوجه إلى قراء مجهولين . عندئذ ستزول أشكال اللبس والتردد في التعامل مع تلك النصوص "
مكن هذا الدافع المنهجي بيير هادو من رفع المغالطات التي يدفع بها بعض مؤرخي الفلسفة ومؤوليها في التجني على النصوص الفلسفية القديمة واختزالها تارة في مذاهب وتيارات مدرسية لا رابط بينها واخرى ترصيصها في أنساق فلسفية وبناءات هندسية تنشد التماسك والاتساق على منوال الأنساق الرياضية . يضاف المحاولات التي تحول الفلسفة الى توجهات اسكولائية ترافع وتحاجج في حلبات لاتنتهي تشحذ فيها كل أسلحة التحاجج كما الحال مع المدارس التحليلية والتوجهات اللسنية التي لا تعد ولا تحصى . او المحاولات الأخيرة مع جيل دولوز في نظرته للفلسفة كفن لإبداع ونحث المفاهيم الفلسفية والشخصيات الفلسفية.
لاينفصل الحس النظري الذي قاد بيير هادو الى قلب المنظور الفلسفي عن باعث عملي ووجودي. يجده تارة في حميميته وحياته الخاصة وتارة ينجلي في كل إنجازات الفلاسفة عبر مختلف الحقب الفلسفية. إذا كان الفيلسوف الألماني كانط يعلن : " شيئان اثنان يثيران في الإعجاب، السماء المزينة بالنجوم من فوقي والقانون الأخلاقي بداخلي " فإن هادو ما يفتأ بدوره يلتقط تلك الإشارات قائلا : " أذكر التجربة المثيرة التي مررت بها اكثر من مرة مابين سني الثانية والثالثة عشر عند معاينة السماء حيث الفصل شتاء، انتابني شعور مهيب عند رؤية السماء المزدانة بالنجوم وتملكتني الغرابة والرجفة . اندهشت من ذاتي ، من وجودي في هذا العالم الشاسع والمجهول الذي انا جزءا منه وذرة تائهة فيه".
لقد تكرس عند هادو الى حد اليقين ان الهم الحياتي الوجودي يمثل النواة والمبتغى للهم الفلسفي وهو ليس حكرا على التقليد الفلسفي اليوناني والروماني القديم بل يخترق تاريخ الفلسفة برمته . يحفر هادو في آثار ذلك الملمح من خلال مساره الفلسفي معتبرا ان قراءته المبكرة لجون جاك روسو خاصة مؤلفه " رؤى متجول وحيد" الذي يبسط فيه روسو خلاصة تجربته الحياتية قد أثرت فيه.
هكذا اعتبر هادو صاحب الاعترافات مدخلا لهذه الحساسية الفلسفية حيث ستحضر بأشكال مختلفة عند كل من شلينج وكيركيغارد وشوبنهاور ونتشه ، كذا عند برجسون والتوجهات الوجودية ، معتبرة الهم الفلسفي انغراسا في الوجود وتوحدا بالكوسموس وتجسيدا لعبارة سقراط " إن حياة لاتختبر لا تستحق أن تعاش".
يتبين مما سلف ان المراهنة على جعل الهم الفلسفي نمطا حياتيا خاصا ونموذجيا ينهض عند هادو على مقتضيات نظرية تتوخى مراجعة التمثلاث السلبية التي تراكمت حول طبيعة الممارسة الفلسفية من قراءات وتأويلات اختزالية تحاكم تلك الممارسة من خارجها وبالارتكاز على عتاد نظري مما أدى إلى افراغ تلك الممارسة من روحها وفعاليتها العملية وحولها الى مذاهب وصروح نظرية وفعالية نقدية محضة. كما ينهض أيضا على مقتضيات عملية تروم تبوئ الممارسة الفلسفية مكانتها الحيوية كروح تسري في الوجود قابلة للتحقق والاكتمال والتجسد العيني في نموذج حياتي خاص يحدث انقلابا في الذات وعلاقتها بذاتها وفي علاقتها بالآخر والعالم.
ب- الفلسفة بوصفها تمرينات روحية وطبابة:
إذا كانت الممارسة الفلسفية عند هادو نمط حياة وليست مجرد فعالية فإن تحقيق ذلك النمط الحياتي الخاص والمتميز ليس معطى او جاهزا يمكن استلهامه من هذا الفيلسوف أو ذاك بل يقتضي تحصيله مسارا شاقا وتربية خاصة على حد عبارة سبينوزا " كل ما هو متميز وأصيل يعتبر نادرا وصعب المنال".
كذلك الأمر عند بيير هادو يتطلب تحقق ذلك المطلب انقلابا جذريا وعميقا في الذات وعبئا وجوديا على الذات أن تنهض به من خلال أن تلزم ذاتها بما ينعته هادو ب " التمرينات الروحية" أو ما اصطلح عليه ميشيل فوكو" بثقافة الانهمام بالذات" . يعرف بيير هادو التمرينات الروحية بكونها " فعلا إراديا وشخصيا تنجزه الذات على ذاتها قصد إحداث انقلاب جذري في تلك الذات" . إذ تختلف وتتباين تلك التمرينات الروحية منها ما يمتد الى الجسد كالحمية ومختلف طرق ترويض ذلك الجسد ، منها ما يحشذ الاستعدادات النفسية والفكرية من فن المحاورة وتملك لأنواع الخطاب ، منها ما يرتبط بالتأمل والحدس...كل ذلك قصد التحرر من القوالب السائدة ومن اشكال الخداع والوهم المتربصة بالوجود.
يبين هادو في مؤلفه " الفلسفة باعتبارها تمرينات روحية"، ان الفلسفة في التقليدين اليوناني والروماني كان ينظر اليها بكونها حياة فلسفية، اي خطابا مقاصديا يقوم على اختيار وجودي كموقف من العالم ، ونمط في الحياة يروم تأسيس وجود الانسان وعلاقته بالعالم وبذاته والاخرين . بخلاف التصور المدرسي الذي يرى في الفلسفة مجرد ممارسة نظرية. فالفلسفة عند بير هادو بمثابة مقدمة تتوسل من خلال التمرينات الروحية قصد تحصيل الوجود الأصيل، اي تحقيق سعادة الانسان .
يمكن القول ان رهان الخطاب الفلسفي اولا هو رهان اخلاقي، ولايعني ذلك اختزاله في بعده الآمري التنظيمي الذي يحرص على وضع قواعد ومبادئ لضبط السلوك البشري بل بكونه فنا في الحياة كجملة من المواقف والاعتبارات العملية الموجهة نحو تحقيق الحياة السعيدة. أضف الى ذلك ان الإحالة الى هذا البعد العملي الذي يمكن ان يتحقق بدءا بالمحادثة والحوار الى التأمل لاينفصل في جوهره عن بعد استشفائي ، حيث يتم الحديث عن ما يمكن نعته "بمداواة الروح" بحيث ان الفلسفة تروم مداواة وتطبيب الانسان من هيمنة الوهم والانفعالات السلبية .
بعيدا عن التشبت بفرضية جاهزة تميز بين الممارسة الأكاديمية للفلسفة كتصور نظري وبين اعتبارها طريقة خاصة في الحياة، تمكن مقاربة بيير هادو من إبراز إمكانية الحديث عن البعد الأخلاقي الاستشفائي للخطاب الفلسفي، والذي لايمكن قصره على الفلسفة القديمة .
بغض النظر ان هذا النموذج الفلسفي في نظره قد بدأ ينطفئ ويتخافت خلال القرون الوسطى فإنه لايفتأ ان يعاود ظهوره عند بعض المفكرين خلال النهضة وكذا في القرن العشرين.
تجلى ذلك ، كما يبين هادو، عند اوريزم (1467-1546) الذي يرى " انه لايمكن الحديث عن الفيلسوف الإ اذا كان يعيش حياة فلسفية مثلما هو الحال مع سقراط، وديوجين، وكذلك جون باتيست، وعند اليسوعيين"

يبين هادو حضور الفلسفة كفن للعيش عند مونتين الذي يؤسس نمطه الحياتي من خلال استلهام النماذج الفلسفية القديمة كالابيقورية خاصة فيما يتعلق بعلاقة الذات بسؤال الموت. إذ يؤكد مونتين (1533-1592) ان كل فن للعيش مطالب بالاعداد للموت ومواجهته قصد تحرير الذات منه. مما يقود الذات الى الاستمتاع بالحياة بدون الوقوع في التعلق بها والخضوع لإغراءاتها تجسيدا للفكرة الأبيقورية "لا يوجد شر في الحياة بالنسبة لمن يدرك ويفهم ان الحرمان من الحياة ليس شرا في حد ذاته" .
كما يعتبر ديكارت (1596-1605) خلال الفترة الحديثة أنموذجا لممارسة الحياة الفلسفية من خلال التنصيص على جملة من التمرينات الروحية وبخلاف القراءات النظرية والاختزالية التى ترى فيه رائدا للتوجه العقلاني، من خلال حرص ديكارت على انشغال الذات بذاتها من اجل الإعداد والتهيؤ لما هو قادم، حيث سيدشن الكوجيطو لحظة انتقال من الذات التجربانية الى الذات الميتافيزقية.
كدلك الحال عند سبينوزا (1632-1677) الذي يرى في الفلسفة شكلا من الطبابة وانفلاتا انفعالات الجسد وانعتاقا من الوهم الذي يطبع الحياة المألوفة. فالإغراق في حب اللامتناهي يستلزم تجاوز المنظور الفردي الزمني الى المنظور التأبيدي . لقد أسس الفيلسوفان نموذجهما الفلسفي على ضرورة احداث انقلاب جذري في عالم الذات حتى يتأتاها العبور إلى الحقيقي وبالتالي تحصيل السعادة والخير الأسمى . إذ يمثل كتاب " الأخلاق" عند سبينوزا مثالا للفلسفة كنمط في الحياة.
كذلك شهد عصر الأنوار ظهور بعض النماذج الفلسفية التي، مثل شافشتبيري(1671-1713)، الذي نصص على تمرينات المثال الرواقي،عند روسو وفولتير، هذا الأخير الذي حرص على ان تكون الفلسفة في متناول الجميع ، ولكن ابرزهم هو الفيلسوف الألماني كانط، الذي يؤكد ان " الفلسفة بمثابة مذهب وممارسة للحكمة". لذلك يميز كانط بين الفلسفة الكونية المستوحاة من النموذج السقراطي كفلسفة حية تعنى بالهموم والقضايا الانسانية وبين الفلسفة المدرسية التي يحترفها "فناني العقل" والتي تروم التأملات المجردة.
بالنسبة لهادو فإن القرن التاسع عشرسيشهد انفجارا لهذا النموذج من التفلسف وتجديدا للمفهوم القديم للفلسفة كنمط في الحياة، بالخصوص في الثقافة الألمانية يتحلى ذلك أساسا كما يبين هادو في نصوص جوته الشعرية وعند شوبنهاور الذي الف كتابا بعنوان " ضد الفلسفة الجامعية"، كما يعتبر نتشه ابرز هؤلاء إذ يستشهد هادو بهذا المقطع لنتشه" سيأتي زمان سنفضل فيه الرجوع الى النصوص الخالدة لاكسنوفان من اجل تحقيق الكمال العقلي والأخلاقي بدل العودة الى الإنجيل، وسنأخذ من هوراس ومونتين كمعلمين، موجهين ، مرشدين على الدرب الذي سيؤدي الى تفهم الحكيم والمعين الأكثر تواضعا والأكثر أمانا من الكل هو سقراط".
يمكن ان نقيم تقاربا بين المحاولة النيتشوية في نزوعها لقلب القيم ، اي انتقاد قيم الضعفاء لصالح قيم الأقوياء ، ويربط هادو بين المثال النتشوي في نشدانه الإنسان الأرقى وفق المثال القديم للحكيم الذي راهن عليه التفكير الفلسفي، " بخلاف ما قد يتبادر من المتن النتشوي فإن مثال الحكيم الذي ينشده لا علاقة له باخلاق عملية كلاسيكية او بورجوازية ، لكنه يتلاءم بالخصوص ووفق تعبير نتشه مع انقلاب جدري في عالم القيم القائمة والموروثة والتي تتجلى في صيغ واشكال متعددة". على منوال القدماء يستعير نتشه صورتي الحياة السليمة والحياة المرضية للحديث عن مشروعه الفلسفي. كما ان مطمح نتشه لاحدود له إذ يجعل من نفسه معلما وحكيما وطبيبا وصاحب فلسفة حية لها أتباع وفق النموذج الهليني. كذلك يعرج بيير هادو على التوجه الدرائعي متمثلا في وليام جيمس، الذي يرى في فكره محاولة لترميم الأعطاب الشخصية وحالة الاكتئاب التي عاشها وليام جيمس. كما انه يبرر قيمة فكرة ما من خلال فعاليتها العملية مقابل الأحاسيس النفسية والانفعالات الجسدية الفضفاضة . علاوة على استدماجه للمبادئ الاستشفائية من المرجعية المسيحية كمفهوم " العلاج الروحي " الذي عمل على تبنيه في حياته.
حاصل الكلام ان محاولة بيير هادو في بلورة منظور جديد للممارسة الفلسفية يجد سنده في كونه يفتح أفاقا أرحب للفلسفة ويجعلها تتسم بالفاعلية والقصدية . كما يحررها من القراءات الاختزالية ومن القوالب الجامدة التي تراكمت حول طبيعة الممارسة الفلسفية والغاية من وجودها. لا أدل على ذلك من الاهتمام والاقبال الذي ينصب على مشروع بيير هادو من قبل كل المهتمين بالراهن الفلسفي .



محمد قرافلي
كاتب من المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا