الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرمينية من الفتح الإسلامي إلي مستهل القرن الخامس الهجري

عطا درغام

2016 / 2 / 22
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


تأليف : الدكتور صابر محمد دياب حسن
الناشر :دار النهضة العربية بمصر
السنة : 1978
يتناول الكتاب بالدراسة تاريخ أرمينية منذ الفتح الإسلامي إلي مستهل القرن الخامس الهجري ، وهو موضوع لم تحفل به الدراسات العربية كثيرا ؛ إذ نجد أخباراً متناثرة بين ثنايا الكتب والمصادر المختلفة عن أرمينية. ولم نجد دراسة مستقلة تتناول أرمينية في تلك الفترة التاريخية.
وبدأ المؤلف الكتاب بتمهيد ، تناول فيه أحوال أرمينية ووضعها قبيل الفتح الإسلامي، كما أوضح تغلغل النفوذين : البريطاني ، والفارسي في أرمينية .
ويعالج الباب الثاني تاريخ أرمينية من الفتح الإسلامي حتي نهاية العصر الأموي(17-132 ه)؛ إذ تناول امتداد حركة الفتح الإسلامي إلي أرمينية ، وكذلك عن قيام الدولة الأموية وأثره في أرمينية ، متتبعاً وضعها كولاية تابعة للخلافة حتي نهاية العصر الأموي (132ه/750 م).
وتناول الفصل الثاني وضعية أرمينية في العصر العباسي ، وأثر قيام الدولة العباسية في أرمينية موضحاً أثر أو ما طرأ من تغير في خطة أو سياسة الدولة الإسلامية ( العصر العباسي ) في سياسة شعب أرمينية وإدارة أموره. وهل كانت هذه الإدارة مركزية كما كانت في العصرين : الراشدي والأموي أم جنحت نحو اللامركزية.
كما تناول في هذا الفصل موقف الخلافة العباسية وولاتها علي أذربجان وأرمينية من الأسرات الأرمينية ذات النفوذ . تلك الأسرات التي تصارع الدولة الإسلامية وومثليها في أرمينية : محافظة علي مكاسبها وامتيازاتها الإقطاعية .
وقد استعانت تلك الأسرات الأرمينية في صراعها ضد النفوذ الإسلامي ( سواء الأموي أو العباسي) تارة بالروم وأخري الكرچ أو الأبخاز( الأفخاز).
وتُشير الدراسة إلي توضيح ما كان هناك من صلات بين كل من الروم والبلغار والأبخاز(الكرچ) من ناحية ، وبين الأرمن وبالتحديد نبلائهم وإقطاعييهم ، أصحاب النفوذ الفعلي في البلاد الأرمينية ،كما بينت ما نشأ من انحياز بعض الأسرات الأرمينية الكبيرة إلي جانب الدولة الإسلامية ( العباسية ) : إما تقويةً لمركز هذه الأسر في صراعها الإقطاعي ضد غيرها من الأسرات أو طلباً لغاية في نفس هذه الأسرة أو تلك .كان تسعي مثلا للسلطة والنفوذ في أرمينية علي أكتاف النظام الإسلامي كخطوة أولي ، ثم بعد ذلك تتجه هذه الأسر نفسها لتصفية الوجود الإسلامي نفسه بعد أن يقوي عودها ويشتد ساعدها ، وهو مانتج عنه قيام أو بدء عصر جديد في أرمينية يُعرف بعصر( الملكية الأرمينية ).
وبالنسبة للملكية الأرمينية وموقف الدولة العباسية وولاتها بأرمينية من هذه الظاهرة الأرمينية هناك. هل عارضتها ، أم سايرتها ...؟ وما ظروف هذه المعارضة أو تلك المسايرة..؟ وما أدي إليه ذلك من انحسار للنفوذ العباسي المباشر عن أرمينية منذ أواخر القرن الرابع ومستها القرن الخامس الهجريين ؛ ليحل محله نفوذ وسلطان أرميني صرف أصبح هو المتصرف الفعلي في أمور البلاد الأرمينية .
وبالتالي ، انسلخت أرمينية من سجلات ولايات الدولة العباسية وخروجها من حظيرة العالم الإسلامي والرعوية الإسلامية السمحة.
وهكذا تصبح أرمينية منذ منتصف القرن الرابع علي وجه التحديد دولة مستقلة تحكمها أسرة أرمينية كبيرة ، هي الأسرة البچراطية ( البچارطة ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عطا درغام
وليد حنا بيداويد ( 2016 / 2 / 22 - 09:16 )
جميل ان تسلط الضوء على مآساة بشرية عاشتها الاقليات فى تركيا وهذا التاريخ يعيد نفسه اليوم حيث تتعرض الاقليات فى الدول المجاورة الى الاضطهاد التركى بالاضافة الى ما تتعرض له فى داخل تركيا ولكن لث اعتراض على مفهوم الفتح الاسلام واعتقد ان هذه الكلمة قد وردت سهوا وهى الغزو الاسلام وليست فتحا.. لاحظ ان الدول تعرضت الى الغزو والابادة فى جنسها وعقيدتها ودينها وهذا ما مارسته الاغلبية التركية والعربية كل فى بلده وبدفع اسلامى
تحية


2 - تصويب البيزنطي بدلاا من البريطاني
عطا درغام ( 2016 / 2 / 26 - 19:06 )
عفوا هناك خطأ في السطر الرابع .. أعتذر عنه ومن المفترض ان تكون ( البيزنطي) بدلا من البريطاني


3 - عنوان الكتاب
عطا درغام ( 2018 / 11 / 29 - 09:29 )
عزيزي الأستاذ / وليد حنا
أحييك أولا علي تعليقك
وثانيا كلمة الفتح هي وردت في عنوان الكتاب

اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص