الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة المطلقة حلوى مقضومة

سمر محسن

2016 / 2 / 22
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


إحدى قريباتي في العراق حدثتني مرة عن شيء مقرف سمِعتهُ من رجل في أحد الأيام وبقي عالق في ذهنها.
كانت تتحدث مع صديق لها في أحد الأيام فأخبرها أن صديق له أحب بنت وأراد الزواج منها ولكن أهله إعترضوا بشدة على زواجه منها بسبب إنها مُطلقة رغم هيامه بها، فقام هذا الصديق وبقية الشلة بنصح الشاب كي يعدل عن قراره هذا، وحين سألته قريبتي عن السبب أجابها بأبشع رد سمعته في حياتي:
جلسنا معه وقلنا له يا فلان أتعرف معنى إمرأة كانت متزوجة لمدة سنتين وتطلقت؟ يعني إنه لو زوجها في أسوء الأحوال كانت شهوته قليلة فقد مارس معها الجنس بمعدل مرة باليوم، فلنقم بحسبانها رياضياً الآن، السنة فيها 360 يوم، سنتان تساوي 720 يوم، أي إنه مارس الجنس وتمتع بها 720 مرة، فلو قمت بالزواج من عاهرة قد يكون معدل المرات التي تم ركوبها بها أقل من ذلك!
وهذا الحديث كان كافياً كي يقتنع الشاب ويعدل عن قراره (الأحمق).
نعم يا سادة هذهِ هي إحدى جوانب تشوه مجتمعاتنا العربية الفذة، المرأة في مجتمعاتنا لا يُنظر إليها كإنسان بل كجهاز متعة للرجل، حالها كحال السيارة والتلفاز والتلفون وغيره، تقاس بكونها مازالت بالكارتونة أم تم فتحها وبالتالي ينقص سعرها والرغبة في إقتنائها, وهذا يذكرني بقول رائج على ألسنة الناس (إلتزمي بحجابكِ عزيزتي المرأة فالحلوى المغطاة أفضل من الحلوى التي تجمع حولها الذباب), فمن ترى هذا القول صائباً رغم كونه جعل منها مجرد (حلوى) لا إنسانة وجعل من الرجل (ذبابة) غير قادرة على السيطرة على غريزتها الحيوانية من التجمع حول الحلوى, من تقبل بهذا المنطق عليها أن لا تتعجب أن ينتقص منها المجتمع وتخف الرغبة بالزواج بها إذا أصلاً لم تنعدم وذلك لو تطلقت فهي قد أصبحت الآن حلوى قد تم لعقها وقضمها والتلاعب بها وهذا أسوء من مجرد تجمع الذباب حولها.
في حين إن الرجل رجل ولو إرتدى ما يعجبه من الثياب, ولو تزوج وطلق عشر مرات ومارس الجنس آلاف المرات لن ينقص من (قضيبه) شيء.
قد يعترض بعضكم الآن ويخبرني إني لا يجب أن أعمم وأن هناك من يحترم المرأة ويؤمن بمساواتها مع الرجل، سأجيبكم:
وكم عدد هذا البعض نسبة للبقية؟ أنت نفسك يا معترض لو أحببت مطلقة هل ستتزوجها؟ وإن كنت ستفعل فهل سيرضى أهلك؟ وأن رضوا ألن تمر عليك لحظات تتمنى فيها بداخلك لو كانت حبيبتك باكر و(غير مستعملة) ؟
إن هذا التشوه الفكري لم يكن وليد اليوم أو البارحة, بل هو محصِّلة لمنظومة دينية بدوية برمجت العقول على مفاهيمها العوجاء منذ ما يقارب 1400 عام منظومة إسمها (الإسلام), الإسلام الذي يدّعي إنه قد كرم المرأة وأعطاها حقوقها من بعد أن كان يتم وأدها بالتراب من قبل ذويها.
حسناً فلنتكلم قليلاً عن بعض هذه الحقوق التي أعطاها الإسلام لي كإمرأة وتحديداً في موضوع الزواج والطلاق وذلك لإننا نحتاج إلى تأليف كتاب من ألف صفحة ربما لو أردنا الحديث عن كل الإضطهاء الذي تتعرض له المرأة على يد (الإسلام).
جعل لي الإسلام مهراً معجلاً ومؤجلاً, العاجل يدفعه الرجل في البداية والمؤخر يدفعه إذا قرر أن يطلقني.
طبعاً أنا ضد مبدأ البيع والشراء هذا كله فمثلما تطالب المرأة بمساواتها مع الرجل عليها أن تتنازل عن المال الذي يدفع لها في بادئ الزواج وكأنها سلعة وهي فرِحة ومسرورة وتتفاخر بأنه تم تقييمها بعشرة ملايين أو عشرون مليون فهذا المهر في حقيقة الأمر ما هو إلا إنتقاص لكينونتها كإنسانة وإثباتاً على عبودية وطاعة يجب أن تدفعها باقي عمرها لهذا الزوج الذي إشتراها حسب موافقتها منذ بداية الزواج, والآن دعونا نناقش ما قد يحدث في هذا الزواج وهل هناك ما يضمن إنها ستحصل على (مؤخرها) والذي يقال إنه دين مؤجل على الزوج يدفعه حين الميسرة أو حين يقوم بتطليقها ولكننا نادراً ما نسمع عن زوج أعطى زوجته مؤخرها وهي ما زالت على ذمته فكل من يعطي المؤخر يكون قد قام بتطليقها وبهذا إستحقت مؤخرها, ولكن الكيفية التي يتم بها الطلاق هي ما يقصم ظهر المرأة ولو كانت تفهمها حق الفهم لإستغنت عن المهر وكل بنود الزواج الإسلامي , فهذه الحمقاء لم تكن تعلم إنها بقبولها الزواج الإسلامي قد قبلت بشروط الطلاق حسب شريعته وهي إنها غير قاردة على تطليق نفسها وإن الرجل هو الوحيد الذي يحق له التطليق, فحتى إن كانت هي الراغبة بالطلاق عليها إقناعه بالحضور لجلسة الطلاق وإلا لو عارض ولم يحضر جلسة الطلاق ستؤجل لجلسة أخرى وأخرى وإن أصر الزوج على عدم الحضور بعدها سيعطيها القاضي حكماً بالنشوز والذي يجب أن تضل خلاله ثلاثة سنين كالبيت المهجور غير قادرة لا على الزواج ولا على الخطبة من رجل جديد , وبعد أن تتم هذه الثلاث سنين سينظر القاضي في أمرها ولربما أعطاها حكماً بالطلاق, هذا بحد ذاته سيكون لوية ذراع قوية للمرأة لربما لن تستطيع فيها نفسيتها الصمود طويلاً على هذا الجر والعر ولمدة ثلاث سنين وستعود خاضعة له, أما إن كان زوجها (يملك بعض الضمير) فسيحضر الجلسة وسيتم الطلاق الخٌلعي ولكن بعد أن تعيد له كل ما قدمه لها كمهر حتى لو كان قد مر على زواجها خمسون عام إستهلك خلالها الكثير من صحتها وهي تقوم بخدمته كزوجة.
الحالة الوحيدة التي تستطيع فيها الزوجة الإبقاء على مهرها والحصول على مؤخرها هو لو قام الزوج بنفسه بطلب الطلاق, وهذا نادراً ما يحدث فلماذا يقوم بطلب الطلاق وتكليف نفسه كل هذه الخسائر في حين يستطيع أن يطّين عيشتها بالضرب والنهِر والإضطهاد اللفظي والجسدي أو حتى الزواج عليها من أخرى حتى يجعلها تطلب هي الطلاق وتعيد له كل شيء ويخرج من الزواج غير خسران بالمرة, فقد أتاحت له الشريعة الإسلامية كل الوسائل من (حقه في ضرب المرأة وتقويم إعوجاجها وهجرها والزواج بثلاثة غيرها), بصراحة سيكون في غاية النبل والمثالية لو إحتكم إلى ضميره وقرر إختصار كل هذا التعذيب والإهانة عليها وإيفائها حقوقها وتطليقها بالحسنى رغم إني لا أعلم من أين سيأتي الضمير والنبل والمثالية حين تشتد النزاعات الزوجية ويقوم كل طرف من الزوجين بتوجيه الآف التهم للآخر من التقصير بالحقوق الزوجية وإعطاء الحق لنفسه وعدم تغليطها في كل شيء, ومن يشكك في قولي هذا فليذهب ليومٍ واحد إلى أي محكمة ويرى العراك بين الأزواج الراغبين بالطلاق والذي يصل أحياناً إلى السب والصريخ والتضارب الجسدي!
أي نعم سيعارضني البعض ويقولوا ولكن الله أمره بأن يعامل زوجته بالحسنى, ولكن بحقكم أأنتم جادون؟ إن كنتم كذلك حقاً هيا إذن قوموا بترك أبواب بيوتكم ومحلاتكم وأملاككم مفتوحة وغير موصودة وذلك لكون الله قد أمر ايضاً بعدم السرقة وإعتمدوا على ثقتكم بالبشر وضميرهم وورعهم الديني فهم لن يخالفوا شريعة الله ويقوموا بسرقتكم أوليس كذلك؟
أم إنكم في هذه الحالة تحتكمون إلى حذركم وفطنتكم وعقولكم وترون كيف لا يمكن إعتماد الشريعة كقانون ودستور حياة يضمن حقوقكم في الدنيا ولا تؤمنون بدولة السلام والأخاء والتسامح الإسلامية في هذه الحياة؟ بينما في حالة المرأة فيجب تطبيق الشريعة الإسلامية في زواجها وطلاقها فالرجل الذي لم تأمنوه على أموالكم بالإمكان أستئمانه على المرأة وسيوفيها حقوقها ولن يظلمها وذلك إعتماداً على ضميره فقط !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هكذا تحصن الاديان نفسها
ايفان الدراجي ( 2016 / 2 / 22 - 19:51 )
المرأة وابتداءً بحواء هي رمز للغواية وباب من أبواب الجحيم، هي صوت الشيطان في اذن الرجل، ناقصة العقل دنيئة النفس رذيلة الخلق، وان شعرها وجسدها يهددان فوز الرجل بالجنة حيث يكافئ هناك على صبره وعفتّه بحور العين وما لذّ وطاب من الخمر يطوف عليهم غلمانٌ مخلّدون. المرأة تنسى، المرأة ناقصة دين، المرأة يجب ان تُضرب لتتأدب وتُعنف على اي فعل او اي مخالفة لأوامر الرجل، المرأة مكانها الطبيعي هو المنزل فقط حيث هناك سيرتاح الجميع و(يكفون شرّها) !
ان المرأة الآن تشكل خطرا على المجتمعات الشرقية خصوصا تلك القائمة على حكومات اسلامية، لانه بتحريرها سيفقدون السلطة التي منحها إياهم الاسلام بتأييد وترسيخ مبادئ المجتمع الذكوري بامتياز وفقا للكثير من تشريعاته. واذا فقد الرجل (الرب) سلطته على المرأة تحرر نصف المجتمع او اغلبيته والمرأة هي الام والمدرسة وبهذا ستتفتح اذهان الاجيال المستقبليه وتتحرر من عبوديتهم وظلامهم القهري وهذا يعتبرونه تعنيفا بحقهم!

اخر الافلام

.. هل يعاني علم المصريات من الاستعمار الثقافي؟ • فرانس 24 / FRA


.. تغير المناخ.. تحد يواجه المرأة العاملة بالقطاع الزراعي




.. الدكتورة سعاد مصطفى تتحدث عن وضع النساء والأطفال في ظل الحرب


.. بدء الانتخابات التمهيدية الخاصة بالمرأة في الحسكة




.. ضجة في مصر بعد اغتصاب رضيعة سودانية وقتلها