الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع المقدسات الاسلامية والمسيحية في ظل الاحتلال

حسام أبو النصر

2016 / 2 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ديباجة :
ان هذا الكتاب انه يبين الاعتداء الإسرائيلية على المقدسات التاريخية والأوقاف الإسلامية والمسيحية منذ احتلال الإسرائيلي لفلسطين ، وتعطي تعريف كامل لأهم المعالم التي تعرضت للعدوان في إطار استكمال العنوان الرئيس للمؤتمر وهو الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي ، فلا يمكن المرور على كافة المراحل من تاريخ العدوان الإسرائيلي على مقدسات فلسطين دون ذكر أهم هذه المعالم ، وما شكلته من قيمة تاريخية ، ودينية ، وحضارية للشعب الفلسطيني على أرضه وستكون دراسة توثيقية لأهم هذه الآثار المغتصبة ، وتفضح سياسات الإسرائيلية اتجاهها .
كما يهدف إلى تعريف بأهم المعالم التاريخية والمقدسات التي تعرضت للعدوان وما ترتب من تغيير لهذه المعالم وحجم الدمار الذي وقع فيها ، وهذا سيكون توصيف هام يحدد الأماكن التي استهدفت ، وإمكانية وضع خطط لحمايتها وترميمها وفق دراسات أخرى توازي هذه الدراسة . وستكون رؤية عامة شمولية لأهم المواقع والأماكن المقدسة التي تعرضت للتدمير إسلامية ومسيحية ، تعد كمرجع للباحثين والمختصين بعد نشرها .
وقد اتبع المنهج التاريخي الوصفي التحليلي ، والاعتماد على جمع البيانات والوثائق والمراجع حول الموضوع بما يشمل كافة التفاصيل المطلوبة لتكون دراسة توثيقية تحقق الأهداف المرجوة منها ، لذلك حرصنا تسليط الضوء على اهم المعالم والمقدسات التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي برؤية تحليلية ووصفية تظهر عمق وحجم التغيير المتسارع فيها لصالح المخططات اليهودية التهويدية للمدينة .
المقدمة
لقد شكلت مدينة القدس حالة حضارية فريدة من نوعها ، بعمقها التاريخي الكنعاني اليبوسي الذي يمتد الى 3000 ق.م ، ثم احتضانها للديانات السماوية الثلاث ، لتكون محط أنظار غزاة العالم ، لتسحرهم بروحانياتها ، ومركزها الجغرافي التاريخي الهام ، فتركت كل حضارة غازية بصمة واثر، جعلته شاهد على مرورها على هذه الارض ، مما أسس لكتابة تاريخ المدينة كقلب وعاصمة لفلسطين . لكن احتلال فلسطين عام 1948 من قِبل اسرائيل أوجد واقع جديد ومتغيرات على الأرض ، حاولت إخفاء الحقائق التاريخية وتغيير المعالم الجغرافية والديمغرافية فيها ، في محاولة لنزع الهوية الوطنية عن المدينة كأي سياسة لأي استعمار في العالم مع ارتفاع وتيرته وحجمه بشكل العدوان الإسرائيلي ، وكي ينجح هذا المخطط كان الاستهداف الأول من قبل قوات الاحتلال لمعالم المدينة وشواهدها التاريخية في محاولة لتجريدها من عمقها الإسلامي والمسيحي العربي الفلسطيني وإيجاد حقيقة توراتية مزورة بأنها ارض يهودية خالصة ، وإفراغها من سكانها الأصليين وطمس وإخفاء آثارها وأوقفها الإسلامية والمسيحية .
فقد تمكنت القوات الصهيونية من احتلال 66.2% من المساحة الكلية لمدينة القدس عام 1948م ، وبقيت البلدة القديمة بحوزة العرب حتى عام 1967م ، ويقول اليهود : "إن أقدامنا تقف عند أبوابك يا قدس ، يا قدس بقيت موحدة". ويتضمن هذا القول أن اليهود وضعوا استراتيجية لتوحيد المدينة المقدسة تحت سيطرتهم قبيل نشوب حرب 1967م ، ومباشرة التهويد نهائياً فيها، ضمن عدد من الإجراءات العسكرية والإرهابية خلافاً لاتفاقيات جنيف وحقوق الإنسان وقرارات الأمم المتحدة .
ان كارثة عام 1948 والتي أدت إلى احتلال 78 بالمئة من فلسطين وتهجير معظم سكانها عن وطنهم وبلداتهم وقراهم ، أوقعت القدس الغربية تحت الاحتلال حتى وصلت إلى تخوم البلدة القديمة . ومع ابتداء وقف إطلاق النار الذي توسطت لإبرامه الامم المتحدة في 17 يوليو 1948 قسمت القدس فعليا إلى منطقة غربية تسيطر عليها اسرائيل ، وشرقية يسيطر عليها شرق الاردن ، وبينهما شريط من الارض الحرام ، يمتد جنوبا من الشيخ جراح ، بمحاذاة الجانب الغربي لاسوار البلدة القديمة ، نزولا في اتجاه طريق الخليل حتى رمات راحيل . . وبدأت إسرائيل باستخدام أنظمة أملاك الغائبين لمصادرة بيوت العرب وأراضيهم وأملاكهم مع تدفق المهاجرين الجدد والاستيطان في المدينة ، إلى أن اعلنت إسرائيل أنها غير محتلة – القدس - وأنها جزء من دولتها .
وهنا اصف القدس بأنها كانت مدينة عصرية قبل تقسيم عام 1948 وذات دور مهم في حياة فلسطين السياسية والاجتماعية والثقافية ويرجع ذلك إلى عملية الحداثة التي بدأت في قرن التاسع عشر ، وأصبحت مدينة مركزية بعد انتقالها من الحكم العثماني إلى الانتداب البريطاني ، فظهرت الأبنية الحديثة والطرقات وسكة الحديد التي أنشات عام 1882 إلى الجنوب من القدس ، لتكون المنطقة الممتدة بي باب الخليل من الخارج وبين المستشفى الفرنسي على الجانب الأخر من باب الحديد احد أهم الأسواق النشيطة الحديثة التي تنشا في المنطقة .
وقدرت أملاك الفلسطينون العرب كأفراد 40 بالمئة من القدس الجديدة لدى إقرار الامم المتحدة لخطة التقسيم في نوفمبر 1947 ، فيما امتلك اليهود 26 بالمئة ، أما الباقي فهي أوقاف دينية ، وفقدت اغلب هذه الأملاك بعد احتلال عام 1948 ، مع رفض اسرائيل عودة المهجرين الذين طردوا من الأحياء الغربية في القدس ، حيث ووصفها هنري كتن بأنها من اعظم السرقات الجماعية في تاريخ فلسطين . وقدرت جامعة الدول العربية عدد السكان الذين طردوا من القدس عام 1948 ب 50000 نسمة وفقدت أملاكهم شاملة : البقعة الفوقا ، والتحتا ، والطالبية وماميلا ، والنبي داود ، والقطمون ، والشيخ بدر، والمصرارة ، والجورة العناب ، وباب الخليل والكولونية الالمانية ، واليونانية ، وغيرها من الضواحي .
في اليوم الخامس من شهر حزيران عام 1967م قامت القوات الإسرائيلية بمهاجمة مدينة القدس ، وبدأت بتنفيذ الخطة السرية العسكرية التي يطلق عليها اسم (السوط) حتى وصلت إلى أسوار المدينة المقدسة ، وبدأت قواتها باقتحامها من باب الأسباط في الشرق ، وانقسمت إلى ثلاثة أقسام ، قسم اتجه إلى باب العامود ، وقسم اتجه إلى المسجد الأقصى ، والقسم الثالث اتجه إلى حارة النصارى. كما دخلت قوات أخرى من باب الساهرة في الشمال ، واقتحمها موشيه دايان وزير الدفاع الإسرائيلي وخطب قائلا: "لقد أعدنا توحيد المدينة المقدسة، وعدنا إلى أكثر أماكننا قدسية، عدنا ولن نبارحها أبدا" ، لكن نظام الأوقاف في القدس الشرقية لم يتم استيعابه في دولة الاحتلال بالطريقة التي اتبعت في استيعاب الأوقاف في إسرائيل . وكانت تهدف من وراء ذلك السيطرة الثقافية والدينية على المدنية أكثر من ان تكون عسكرية ، كما ان الأراضي والأملاك الوقفية الإسلامية والمسيحية كبيرة في القدس الشرقية فرضت طابع المدينة الحضاري والتاريخي والذي وقف في وجه مخططات الاحتلال .










الفصل الاول القدس تاريخيا
المبحث الاول
القدس عبر العصور التاريخية
يرجع تاريخ مدينة القدس إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وهي بذلك تعد واحدة من أقدم مدن العالم، وتدل الأسماء الكثيرة التي أطلقت عليها على عمق هذا التاريخ، وقد أطلقت عليها الشعوب والأمم التي استوطنتها أسماء مختلفة، فالكنعانيون الذين هاجروا إليها في الألف الثالثة قبل الميلاد أسموها "أورساليم" وتعني مدينة السلام أو مدينة الإله ساليم ،واشتقت من هذه التسمية كلمة "أورشليم" التي تنطق بالعبرية "يروشاليم" ومعناها البيت المقدس، وقد ورد ذكرها في التوراة 680 مرة ، ثم عرفت في العصر اليوناني باسم إيلياء ومعناه بيت الله . ومن أهم الأعمال التي قام بها الكنعانيون في القدس شق نفق لتأمين وصول المياه إلى داخل المدينة من نبع جيحون الذي يقع في وادي قدرون والذي يعرف اليوم بعين سلوان.
*سكان مدينة القدس:
سكنت قبيلة اليبوسيين -أحد البطون الكنعانية - المدينة حوالي عام 2500 ق.م فأطلقوا عليها اسم يبوس ، ثم خضعت مدينة القدس للنفوذ المصري الفرعوني بدءا من القرن 16 ق.م .وفي عهد الملك إخناتون تعرضت لغزو "الخابيرو" وهم قبائل من البدو، ولم يستطع الحاكم المصري عبدي خيبا أن ينتصر عليهم، فظلت المدينة بأيديهم إلى أن عادت مرة أخرى للنفوذ المصري في عهد الملك سيتي الأول 1317 – 1301 ق.م.
*العصر اليهودي977-586ق.م
دام حكم اليهود للقدس 73 عاماً طوال تاريخها الذي امتد لأكثر من خمسة آلاف سنة. فقد استطاع داود السيطرة على المدينة في عام 977 أو 1000 ق.م وسماها مدينة داود وشيد بها قصراً وعدة حصون ودام حكمه 40 عاماً ، ثم خلفه من بعده ولده سليمان الذي حكمها 33 عاماً.
وبعد وفاة سليمان انقسمت الدولة في عهد ابنه رحبعام وأصبحت المدينة تسمى "أورشليم" وهو اسم مشتق من الاسم العربي الكنعاني شاليم أو ساليم الذي أشارت التوراة إلى أنه حاكم عربي يبوسي كان صديقاً لإبراهيم. (سفر التكوين- 14: 18-20، والرسالة إلى العبرانيين في الإنجيل 6:20،7:1-5).
*البابليون586-537ق.م:
احتل الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني مدينة القدس بعد أن هزم آخر ملوك اليهود صدقيا بن يوشيع عام 586 ق.م، ونقل من بقي فيها من اليهود أسرى إلى بابل بمن فيهم الملك صدقيا نفسه ، ثم سمح الملك الفارسي قورش عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس.
و قد استولى الإسكندر الأكبر على فلسطين بما فيها القدس عام 333 ق.م، وبعد وفاته استمر خلفاؤه المقدونيون والبطالمة في حكم المدينة، واستولى عليها في العام نفسه بطليموس وضمها مع فلسطين إلى مملكته في مصر عام 323 ق.م ، ثم في عام 198 ق.م أصبحت تابعة للسلوقيين في سوريا بعد أن ضمها سيلوكس نيكاتور، وتأثر السكان في تلك الفترة بالحضارة الإغريقية.
وقد استولى قائد الجيش الروماني بومبيي على القدس عام 63 ق.م وضمها إلى الإمبراطورية الرومانية ، وشهد الحكم الروماني للقدس والذي استمر حتى عام 636م حوادث كثيرة ، ففي الفترة من 66 إلى 70م قام اليهود في القدس بأعمال شغب وعصيان مدني قمعها الحاكم الروماني تيطس بالقوة فأحرق المدينة وأسر كثيراً من اليهود، وعادت الأمور إلى طبيعتها في ظل الاحتلال الروماني للمدينة المقدسة، ثم عاود اليهود التمرد وإعلان العصيان مرتين في عامي 115 و132م وتمكنوا بالفعل من السيطرة على المدينة، إلا أن الإمبراطور الروماني هدريان تعامل معهم بعنف وأسفر ذلك عن تدمير القدس للمرة الثانية، وأخرج اليهود المقيمين فيها ولم يُبق إلا المسيحيين، ثم أمر بتغيير اسم المدينة إلى "إيلياء" واشترط ألا يسكنها يهودي ، ثم نقل الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول عاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى بيزنطة، وأعلن المسيحية ديانة رسمية للدولة فكانت نقطة تحول بالنسبة للمسيحيين في القدس حيث بنيت كنيسة القيامة عام 326م.
وعندما انقسمت الإمبراطورية الرومانية عام 395 م إلى قسمين متناحرين مما شجع الفرس على الإغارة على القدس ونجحوا في احتلالها في الفترة من 614 م إلى 628م، ثم استعادها الرومان مرة أخرى وظلت بأيديهم حتى الفتح الإسلامي عام 636م.
*العصر الإسلامي الأول 636م
في عام 621 تقريباً شهدت القدس زيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أسري به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم صعد إلى السماوات ودخل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدينة القدس سنة 636 /15 هـ (أو 638م على اختلاف في المصادر) بعد أن انتصر الجيش الإسلامي بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح، واشترط البطريرك صفرونيوس أن يتسلم عمر المدينة بنفسه فكتب معهم "العهدة العمرية" وهي وثيقة منحتهم الحرية الدينية مقابل الجزية. وغير اسم المدينة من إيلياء إلى القدس، ونصت الوثيقة ألا يساكنهم أحد من يهود.
واتخذت المدينة منذ ذلك الحين طابعها الإسلامي واهتم بها الأمويون (661 - 750م) والعباسيون (750 - 878م) وشهدت نهضة علمية في مختلف الميادين . ومن أهم الآثار الإسلامية في تلك الفترة مسجد قبة الصخرة الذي بناه عبد الملك بن مروان في الفترة من 682 - 691م، وأعيد بناء المسجد الأقصى عام 709م، وشهدت المدينة بعد ذلك عدم استقرار بسبب الصراعات العسكرية التي نشبت بين العباسيين والفاطميين والقرامطة، وخضعت القدس لحكم السلاجقة عام 1071م.
*القدس في العصر الصليبيي1099م:
سقطت القدس في أيدي الصليبيين عام 1099م بعد خمسة قرون من الحكم الإسلامي نتيجة صراعات على السلطة بين السلاجقة والفاطميين وبين السلاجقة أنفسهم ، وقتل الصليبيون فور دخولهم القدس قرابة 70 ألفاً من المسلمين وانتهكوا المقدسات الإسلامية. وقامت في القدس منذ ذلك التاريخ مملكة لاتينية تحكم من قبل ملك كاثوليكي فرض الشعائر الكاثوليكية على المسيحيين الأرثوذكس مما أثار غضبهم.
ثم استطاع صلاح الدين الأيوبي استرداد القدس من الصليبيين عام 1187م بعد معركة حطين، وعامل أهلها معاملة طيبة، وأزال الصليب عن قبة الصخرة، واهتم بعمارة المدينة وتحصينها. ولكن الصليبيين نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد الملك فريدريك ملك صقلية، وظلت بأيدي الصليبيين 11 عاماً إلى أن استردها نهائياً الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1244م.
*القدس في العهد المملوكي:
وتعرضت المدينة للغزو المغولي عام 1243/1244م، لكن المماليك هزموهم بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس في معركة عين جالوت عام 1259م، وضمت فلسطين بما فيها القدس إلى المماليك الذين حكموا مصر والشام بعد الدولة الأيوبية حتى عام 1517م.
*القدس في ظل الحكم العثماني:
دخلت جيوش العثمانيين فلسطين بقيادة السلطان سليم الأول بعد معركة مرج دابق (1615 - 1616م) وأصبحت القدس مدينة تابعة للإمبراطورية العثمانية. وقد أعاد السلطان سليمان القانوني بناء أسوار المدينة وقبة الصخرة. وفي الفترة من عام 1831 - 1840م أصبحت فلسطين جزءًا من الدولة المصرية التي أقامها محمد علي ثم عادت إلى الحكم العثماني مرة أخرى. وأنشأت الدولة العثمانية عام 1880 متصرفية القدس، وأزيل الحائط القديم للمدينة عام 1898 لتسهيل دخول القيصر الألماني وليام الثاني وحاشيته أثناء زيارته للقدس ، وظلت المدينة تحت الحكم العثماني حتى الحرب العالمية الأولى التي هزم فيها الأتراك العثمانيون وأخرجوا من فلسطين.
*الانتداب البريطاني 1917-1948م :
سقطت القدس بيد الجيش البريطاني في 8 - 9/12/1917 بعد البيان الذي أذاعه الجنرال البريطاني اللنبي، ومنحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني (1920 - 1948) ومنذ ذلك الحين دخلت المدينة في عهد جديد كان من أبرز سماته زيادة أعداد المهاجرين اليهود إليها خاصة بعد وعد بلفور عام 1917. في حين أحيلت قضية القدس إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فأصدرت الهيئة الدولية قرارها في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1947 بتدويل القدس. وفي 3 ديسمبر/ كانون الأول 1948 أعلن ديفيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة وقيام دولة إسرائيل ، ونفس العام أعلنت بريطانيا إنهاء الانتداب في فلسطين وسحب قواتها، فاستغلت العصابات الصهيونية حالة التشرذم العربي واحتلت فلسطين ، في حين خضعت القدس الشرقية للسيادة الأردنية حتى هزيمة يونيو/ حزيران 1967 التي أسفرت عن ضم القدس بأكملها لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.








المبحث الثاني
أهم الأملاك والمقدسات والمؤسسات والمعالم التاريخية والأثرية

1 ـ المقدسات الإسلامية في القدس :
*المسجد الاقصى ، ومسجد قبة الصخرة وأهم مباني المدينة : ان مكانة المسجد الاقصى لها قدسية خاصة لدى المسلمين منذ فجر البشرية امتدادا حتى سيدنا ابراهيم عليه السلام ، وصولا الى خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد ( ص ) حيث اسري به من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ، ببراقه إلى السموات العلا ، ليكون احد المساجد الثلاث التي يشد لها الرحال ، مما جعل مكانة الاقصى كبيرة لدى المسلمين باعتباره المبارك حوله ، وقدر انه يبعد بناءه 40 عاما عن بناء الكعبة ، وسمي بالأقصى لأنه الابعد عن الكعبة ، وجاء الفتح الاسلامي في 15 ه علي يد الخليفة عمر بن الخطاب ، والذي اعطى العهدة العمرية لسكان ايلياء آنذاك ، لتكون رمزا للتعايش والتسامح الديني . حظيت القدس بإهتمام المسلمين الفوري نظرا لأهميتها الدينية لديهم ، وتوافد الصحابة رضوان الله عليهم حيث دفن منهم تسع داخلها .
وبني اول مسجد داخل المدينة بالجزء الجنوبي الغربي من المسجد الأقصى ، في عهد الخليفة الاموي عبد الملك ابن مروان وأكمله ابنه الوليد وكانت مساحته ضعف مساحة البناء الحالي وكان مبنى من الخشب ، والعصر الاموي كان العصر الذهبي لمدينة القدس لما أولها الخلفاء الأموين من اهتمام منذ عهد معاوية بن ابي سفيان واخذ بيعته فيها ، ومن بعده كل من عبد الملك بن مروان وسليمان بن عبد الملك . الا ان أعظم مآثر بني امية هي الابنية التي انشئوها حيث قام عبد الملك ب ن مروان ببناء قبة الصخرة عام 66هـ 685 م واتم ابنه الوليد بناء المسجد القبلي (الاقصى) سنة708م ، كما بنى خارج ساحات الأقصى من الجهة الجنوبية الغربية ستة قصور ويثبت ان الوليد هو من قام بالبناء المسجد القبلي والقصور من خلال رسائل قرة بن شريك أمير مصر الأموي (708م-714م) التي طلب فيها عمال وصناع لعملية البناء في القدس . كما تم خلال العهد الأموي تعبيد الطرق المؤدية إلى مدينة القدس وإنشاء دار سك نقود التي حملت اسم ايلياء واهتموا بأوضاع سكانها وتحسين معيشتهم .
استمر في العهد العباسي الاهتمام بالقدس باعتبارها مدينة إسلامية مقدسة وزارها كل من الخليفة ابو جعفر المنصور والخليفة المهدي وقام كل من الاثنين بإعادة بناء الجامع القبلي(الأقصى) في المسجد الاقصى حيث تعرض للهدم نتيجة للزلازل التي ضربت المدينة إما الخليفة المأمون فأجري ترميمات على قبة الصخرة ووضع اسمه كباني للقبة الصخرة ، وأمر الخليفة المقتدر بصنع أبواب لقبة الصخرة . كما ينسب للعباسيين بناء البوائك من دعمات حجرية حول صحن قبة الصخرة . حكمت فلسطين خلال ضعف الخلافة العباسية من الطولونيون 807 م ثم تبعهم الإخشيديون 940 م حيث حرص الأمراء الاخشيديون على ان يدفنوا داخل مدينة القدس .
وصل الفاطميون - مذهبهم شيعي - الى القدس اول مرة عام 969-1070م والثانية 1098-1099م وبينهم حكم الاتراك السلاجقة (مذهبهم سني شافعي ) ، ورغم اختلافهم المذهبي مع اهل بلاد الشام الا ان ذلك لم يمنعهم من الاهتمام بمباني المسجد الأقصى (الجامع القبلي وقبة الصخرة ) بعد الزلازل التي ضربتهم . حيث قام الظاهر عام 1022 م بإعادة بناء الجامع القبلي وحذف أربعة أروقة من كل جانب أما الواجهة الشمالية من نفس المبنى جددها المستنصر عام 1099م ، كما أنشئ بالمدينة خلال العصر الفاطمي البيمارستان ودار العلم والتي كانت بموقع كنيسة سانت حنا .
في أوائل حزيران عام 1099م وصلت قوات الفرنجة إلى أسوار مدينة القدس وبدئوا حصارها الذي انتهى بعد أربعين يوما بسيطرة على المدينة ، تم ذبح أو طرد السكان الاصليون ، وتغير عمراني حيث غيرت مباني إسلامية مثل قبة الصخرة أصبحت معبد الرب والمسجد القبلي (الأقصى) إلى سكن لرهبان( فرسان الدودارية ) ودار العلم إلى كنيسة سانت حنا لكن الأخيرة هدمت وأعيد بنائها . وبنيت عدة كنائس جديدة في المدينة وأعيد بناء كنيسة القيامة وأصلحت أسوار المدينة ، وإستمرت سيطرة الفرنجة على مدينة القدس حتى عام 1187 م حيث فتحها صلاح الدين الأيوبي وبدأ عملية إعادة الطابع الإسلامي للمدينة بدأً بالمسجد الأقصى حيث أزال بعض الإضافات التي وضعت بساحاته واعاد الجامع القبلي وقبة الصخرة إلى حالهم الاصلي ، ووضع منبر نور الدين زنكي في الجامع القبلي وأعاد دار العلم - كنيسة حنا - الى مدرسة سنية ، بينما بنى اخوه العادل الكأس داخل المسجد الأقصى ، أما ابن العادل الملك المعظم فبنى عدة مباني داخل القدس والمسجد الأقصى وجدد بعض أبواب وقناطر المسجد ، وشهدت تلك الفترة إنشاء العديد من المدارس والمباني الصوفية كما أعيد بناء البيمارستان وبعد ان امر صلاح الدين بترميم الأسوار قام ابن أخيه المعظم عيس بهدم تحصينات المدينة. بينما قام الملك الكامل ابن العادل عام 1229 م بتسليم مدينة القدس الى الفرنجة حيث دفعت القدس لمرات متتالية ثمن صراع العائلة الايوبية على الحكم حتى وصول الملك الصالح نجم الدين ايوب الذي ارسل قبائل الخورازمين الى القدس ليكون التحرير النهائي من الصليبين كما كان موته لصالح إيذانا بنهاية الفترة الايوبية وبداية الفترة المملوكية .
استمر التطوير للمدينة خلال العهد المملوكي الذي دام ما يقارب 260 عام (1253-1516م ) فشهد قيام العديد من المؤسسات الدينية والعلمية التي اعطت المدينة شكلها المملوكي الظاهر الى اليوم . أما المسجد الاقصى فشهد عدة ترميمات على يد المماليك امثال الظاهر بيبرس ، وزين الدين كتبغا ، والناصر محمد ، والظاهر برقوق ، والظاهر جقمق ، والاشرف قيتباي والسلطان لاجين ، والسلطان شعبان ، والسلطان حسن ، والاشرف ينال ، وغيرهم ، كما اهتم المماليك بتزويد القدس بالماء واعادة تعمير قناة المياه الواصلة من العروب . حكم العثمانيون مدينة القدس أربعمائة عام تقريبا من نهاية عام 1516م -1917 م وكانت حظوة المدينة عند السلطان سليمان القانوني الذي أعاد بناء الأسوار ورمم القلعة والمسجد الأقصى ( الجامع القبلي وقبة الصخرة ) وعمّر قناة المياه والبرك وبنا التكية بالإضافة الى عدد كبير من المنشئات العامة واسبلة المياه .
ورغم تراجع قوة الدولة العثمانية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين الا ان أعمال الترميم والعناية في المسجد الأقصى ورعاية الأماكن المقدسة والشؤون الدينية لم تتأثر . وقد شهد القرن التاسع عشر عملية ترميم وتعمير واسعة داخل المسجد الأقصى كما استمر الاهتمام بالأماكن والطرق الصوفية ، وظهور اول بلدية لمدينة القدس عام 1863م .
تغلغل النفوذ الأوروبي بالقدس كما تغلل بالدولة العثمانية وزاد شعور المقدسين بالخطر خاصة من الحركة الصهيونية وانتشرت المباني الأوروبية وظهرت أول مستعمرة صهيونية بالقدس والتي تسمى اليوم حي منتفيوري . انتهى حكم العثمانيين عام 1917 م واستلم البلاد الانتداب البريطاني الذي عمل جهدا على توطين وإتاحة المجال إلى الحركة الصهيونية لتحقيق حلمها بإقامة دولة إسرائيل واحتلال المدينة المقدسة .
*باب المغاربة وحارة المغاربة :
هو أحد بوابات القدس ، وأقربها إلى حائط البراق وجزء من حارة المغاربة ، وهي من أشهر الحارات الموجودة في البلدة القديمة بالقدس، وقد سمي بذلك نظرا لأن القادمين من المغرب الأقصى كانوا يعبرون منه لزيارة المسجد الأقصى. وحينما سئِل صلاح الدين من قبل حاشيته عن سبب إسكان المغاربة بهذه المنطقة، أي عند السور الغربي للمسجد الأقصى، وهي منطقة سهلية يمكن أن يعود منها الصليبيون مجددًا، كون الجهات الثلاث الأخرى وعرة، أجاب بقوله: "أسكنت هناك من يثبتون في البر، ويبطشون في البحر، من أستأمنهم على هذا المسجد العظيم، وهذه المدينة" . وقد عرف هذا الباب أيضاً باسم باب حارة المغاربة، وباب البراق، وباب النبي ، وقد أعيد البناء الحالي لهذا الباب في الفترة المملوكية، في عهد سلطان مصر الملك الناصر محمد بن قلاوون في سنة 713 هجرية/ 1313 ميلادية ، وكان في البداية باب صغير ثم تم توسيعه ، ويصل إلى مدينة داود، نبع الجيحون، بركة سلوان والى قرية سلوان. وفي الغالب كان الباب مقفلاً وفتح فقط عند الحاجة ، مثلا لتمكين سكان سلوان من إدخال الماء إلى القدس.
وقد تبع دائرة الأوقاف الإسلاميّة في القدس تحت الإدارة الأردنيّة التي اتخذت قرار إثر إحراق المسجد الأقصى عام 1969م بمنع دخول غير المسلمين من أبواب المسجد الأقصى جميعًا حتى يُسلّم الاحتلال مفاتيح باب المغاربة التي اغتصبها عام 1967 .
2 ـ المقدسات والأملاك المسيحية :
*كنيسة القيامة وما تضم من اديرة:
ينسب بناء الكنيسة الأولى إلى الإمبراطورة هيلانة التي اختارت تل الجلجثة مكان الصلب لإقامتها ، وقد أمرت الإمبراطورة بهدم التل حتى ساوت ارتفاعه بارتفاع القبر وأقيم حول القبر على دائرة واسعة عشرون عموداَ من الرخام يحيط بها جدار مستدير ينعطف في جهاته الأربعة إلى الهيكلين عن اليمين واليسار وبينهما هيكل ثالث إلى الوراء في مواجهة مدخل الكنيسة ، وقد غطي ذلك بقبة هائلة وسمي البناء كله باسم كنيسة القيامة ، وقد دعا الإمبراطور قسطنطين سائر بطاركة الكراسي الرسولية الموجودة آنذاك ، ومن بينهم الأنبا أثناسيوس الرسولي بابا الإسكندرية لتدشينها في عام 330م ، وبعد ذلك شيدت بالقرب من القبر المقدس كنيسة موازية لها ، قسمت بواسطة أعمدة رخامية إلى خمسة أروقة فسيحة وقد عرفت أنذاك باسم كنيسة الآلام (المرتيرون) وكان يفصلها عن البناء المحيط بالمقبرة عدة أبواب وفيما ترك مكان الجلجثة خالياَ من البناء ، أما المغارة التي وجد بها الصليب فكان الحجاج ينحدرون إلى كنيستها السفلية من منتصف هيكل القيامة . لقد كان هذا البناء أعظم مباني إيلياء وأكثرها قداسة ، فتعرض لتخريب مدمر على أيدي الفرس واليهود ، خلال العصر الفاطمي حيث قام بإعادة تشيد القبة البطريرك يوسف الثاني وفي عام 1010م ، أمر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله على القدس بهدم كنسية القيامة والأوقرانيون وكنيسة قسطنطين ، ثم أجاز للنصارى إعادة البناء بعد سنوات قليلة فأقيمت في ذلك الوقت كنيسة القبر المقدس فقط ، ثم سمح الخليفة الفاطمي المستنصر بالله ببناء الكنيسة من جديد فأعاد تشييدها في عام 1048م ، الإمبراطور قسطنطين مونو ماخوس ، وتم في هذه المرة بناء كنيسة القبر المقدس والجلجثة ومغارة الصليب وكنيسة العذراء وبعد احتلال الصليبين للقدس قاموا في عام 1114م، بجمع كل معابد القيامة تحت سقف واحد وأضافوا أبنية أخرى إلى الكنيسة لتصبح أعظم الأماكن المقدسة عند النصارى كما قاموا بإنشاء كنيسة جديدة شرقي القبر المقدس عرفت باسم كنيسة نصف الدنيا ، حيث أشيع وقتها أنها مركز العالم القديم وشيدوا برجاً للأجراس واستغرق ذلك العمل تسع سنوات ، وقد أورد الإدريسي وصفاً لهذه الأعمال بعد إتمامها بعدة سنوات إذ قال في كتابه "نزهة المشتاق" "إن كنيسة القيامة على مقربة من باب يافا المعروف باسم باب المحراب ويدخل الزائر إلى الكنيسة من بوابة تقع في الطرف الغربي وفي الوسط قبة ولها باب من الناحية الشمالية (باب سانتا ماريا) وإذا ما وصل الزائر إلى داخل الكنيسة يأتي إلى القبر المقدس وله بابان وفوقه قبة زينت بأفخم زينة وأحد هذين البابين في تجاه باب الصليب وفوق هذا الباب يقوم برج الجرس الخاص بالكنيسة" .
سمح صلاح الدين في عام 1192م ، لفرسان الحملة الصليبية الثالثة بزيارة القبر المقدس ليطمئنوا على مراعاة المسلمين لمقدسات النصارى وفي عهده تم تسليم مفاتيح كنيسة القيامة إلى عائلتين مسلمتين هما نسيبة وجودة ، على أن تبقى المفاتيح بيد آل جودة ، بينما عملية فتح الأبواب وإغلاقها من واجب آل نسيبة ، ومازالت مفاتيحها في أيدي أحفاد العائلتين إلى اليوم ويرى البعض أن ذلك قد تم بناء على رغبة الروم حيث كان الخلاف على أشده بين الروم الأرثوذكس واللاتين أثناء الاحتلال الصليبي وبينما نجح اللاتين في السيطرة على الكنيسة أعاد صلاح الدين سيطرة الروم الأرثوذكس عليها بعد طرد الصليبين ولم يمنع ذلك الإجراء استمرار الخلاف بين الطوائف المسيحية ، وقد ضرب الزلازل عنيف القدس في العصور الوسطى والحديثة فتم ترميمها في أعوام 1244م و1400م و1719م، وبعد الحريق الذي امتد في عام 1808م في كنيسة القيامة أعيد بناء بعض أجزاء الكنيسة ، وأزيلت في هذه التجديدات القبور اللاتينية الكثيرة التي شيدها الصليبيون . وعقب الزلزال المدمر الذي وقع في القدس عام 1834م، قام مهندس يوناني بتشييد دعائم ثقيلة عوضاً عن الأعمدة الرخامية الحاملة للقبة وغطى المكان بأكمله ولكن القبة الوسطى تداعت ، وأعيد تجديدها في سنة 1869م، ونجد عند المدخل ثلاث درجات بها بقايا أعمدة المدخل القديم ومنها عمود قائم إلى الآن يؤرخ بالقرن الثالث الهجري ولعله من التجديدات التي أحدثت في عهد المأمون العباسي وبعد ذلك نجد كنيسة مار يعقوب الصغير وكنائس مار يوحنا ومريم المجدلية والأربعين شهيداَ (الثالوث الأقداس) وبداخلها مكان للعماد وقبور لبعض بطاركة الروم الأرثوذكس المسمى دير القديس إبراهيم ، أما الباب الثالث فيؤدي إلى كنيسة الملاك ميخائيل القبطية ثم كنيسة الإفرنج التي يصعد إليها باثنتي عشرة درجة حجرية ، وفي جنوب كنيسة القيامة نجد باب القيامة الرئيسي ونجد إلى اليسار مكان البوابين المسلمين من آل جودة ونسيبة ، أما إلى اليمين فتوجد سلالم الجلجثة ، وإلى الشمال من القبر المقدس يقوم هيكل القديسة مريم المجدلية وبعده نصعد إلى كنيسة ظهور المسيح للعذراء مريم بعد القيامة وبها مذبحان في أحدهما قطعة صخرية يعتقد أنه من العمود الذي جلد عليه الرومان السيد المسيح ، ووراء هذه الكنيسة يقع دير الفرنسيسكان ثم منحنى البتول ، وهو ممر مظلم قائم على سبعة عقود ينتهي إلى هيكل حبس المسيح وهو يعود إلى القرن الثامن الهجري (14م) ، وقد اكتشفت في أوائل القرن الماضي ويلي ذلك هيكل نصف دائري للقديس لونجينوس وبجواره هيكل آخر يسمى هيكل اقتسام الجند لثياب المسيح واقترعهم على قميصه وطبقاً للروايات التاريخية فإن هذا المكان كان به كفن السيد المسيح حتى القرن السابع الميلادي .
* دير السلطان للأقباط الأرثوذكس : يعتبر الدير الوحيد من بين الاديرة القبطية الذي لا يحمل اسما قبطيا ولم يتحدد تاريخيا لأي سلطان يعود انشاءه ، وهو من الأديرة القديمة بالقدس ويغلب الظن أنه جدد في العصر الفاطمي ، وقد ارجعه صلاح الدين للأقباط بعد استرداده لبيت المقدس 1187 م ، وعرف بعدها باسم دير السلطان ، وللدير أهمية خاصة عند الأقباط لأنه طريقهم المباشر للوصول من دير مار أنطونيوس حيث مقر البطريركية المصرية ومنه إلى كنيسة القيامة ، وجميع املاك الأقباط لا تساوي شيئا بضياعه حسب رؤيتهم ، ويضطر الحجاج الزوار إلى المرور في طريق عمومية طويلة ليصلوا إلى كنيسة القيامة وتبلغ مساحته حوالي 1800م2، وتقع ساحته فوق كنيسة القديسة هيلانة وفي الزاوية الجنوبية الغربية . وللوصول من هذا الدير إلى كنيسة القيامة يجب الدخول إلى كنيسة الأربعة حيوانات والنزول منها إلى كنيسة الملاك والخروج من بابها إلى ردهة كنيسة القيامة . وقد ادعى الأحباش ملكيتهم لهذا الدير رغماً عن أن الوثائق التاريخية الإسلامية تثبت ملكية الأقباط والكنيسة المصرية له ، وربما يرجع هذا الادعاء إلى المرسوم الذي أصدره السلطان المملوكي المنصور قلاوون بألا يمنع الأحباش من دخول هياكل القيامة أو دير السلطان بناء على طلب من ملك الحبشة لأن اللاتين الموجودين هناك كانوا يضايقونهم ، وقد سمح لهم الأقباط بالإقامة في الدير لأن الحبشة كانت خاضعة للكرازة المرقصية في الإسكندرية ، وعزز من اعتقاد الأحباش في أحقيتهم بالدير أنهم أقاموا فيه منذ القرن الحادي عشر الهجري ، عندما طردوا من أملاكهم لعجزهم عن أداء الضرائب وقام الأقباط باستضافتهم في الدير ومن وقتها ظهرت مشكلة دير السلطان بين الأقباط والأثيوبيين وقد تدخل البريطانيون في هذا النزاع لصالح الأثيوبيين ونصحوهم بسرقة مفاتيح الدير ، وتم بالفعل في عام 1850م ، ولكن متصرف القدس عقد مجلساً للنظر في أمر النزاع وحضره أعيان القدس وكبار رجال الدين في الطوائف الثلاث (الأرمن الأقباط الحبشة) وانتهى المجلس إلى إعادة مفاتيح الدير إلى الأقباط ، وظل البريطانيون يحرضون الأثيوبيين للاستمرار في ادعاء ملكية دير السلطان بموجب الوثائق والحجج ، واستمرت المحاولات الأثيوبية فأوفدوا الأنبا متاوس مطران أثيوبيا المصري عام 1902 لمنحه لقب المطران والتفاوض بشان دير السلطان وإعطاءه للأثيوبيين ، وقد ذكر في هذا الموضوع ان تمسك الاثيوبين بالدير رغبة الإمبراطور طايطو في السكنى بيه متى انتهت حياة منليك ونزلت عن عرشها . وقد توجه وفد من مطارنة الكنيسة المصرية الى القدس وتقابلوا مع الوفد الايطالي الذي تأكد من ملكية الاقباط ، ووقعت الوفود من بينهم الانبا متاوس على افادة بملكة الاقباط للدير ، وهكذا تأكد حقوق ملكية الكنيسة للأقباط بشكل قاطع لا يقبل الطعن بأي حال من الأحوال ومن ضمنها دير السلطان .






المبحث الثالث
أهم الاعتداءات على الاوقاف والمقدسات الإسلامية والمسيحية

1 ـ الاعتداء على الأوقاف الإسلامية :
* الاعتداء على المسجد الاقصى :
، ويمكن تلخيص أهم الاعتداءات على المسجد الأقصى بالتالية :
-قرار ضم القدس في 27/6/1967 بعد احتلال 7/6/1967
14/8/1967-، قرار بمنح وزير الشؤون الدينية اليهودي الإشراف على الأماكن المقدسة
21/8/1969- اليهودي مايكل دينس روهن يحرق المسجد الأقصى وقد أتت النيران على كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين ، كما هدد الحريق قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة اللامعة . ويذكر ان إسرائيل لاحقا منعت دخول مواد وأجهزة الترميم للضفة الغربية وبقيت محتجزة في ميناء اسدود لعدة سنوات وكان من أهمها جهاز ترميم مخطوطات للقدس الشريف ومنبر صلاح الدين الأيوبي الذي اشرف على إعداده دول اسلامية.
-11/5/1980 تم اكتشاف مخزن للمتفجرات بالقرب من المسجد الأقصى والإعداد لنسفه على يد الحاخام مائير كاهانا وإطلاق النار على المصلين عدة مرات ، في عام 1982 كاهنا يبعت برسائل تهديد الى دائرة الاوقاف ممثلة بالشيخ سعد الدين العلمي ، على اثرها قام الشيخ بإرسال مناشدات دولية وعربية لإنقاذ القدس من هجمات المستوطنين والمتطرفين اليهود .
وكنموذج بسيط من العدوان على حرمات المساجد، قام سماحة رئيس مجلس الأوقاف في 12/4/1982 بتفقد مبنى قبة صخرة فوجد 3 طلقات في فسيفساء رواق المدخل الغربي وطلقة في شباك القاشاني العلوي فوق المدخل الغربي ، 4 طلقات في رخام المدخل واخرى في الباب الخشبي من نفس المدخل ، و 3 طلقات في بلاط القاشاني اطلقت من مكان أبعد من ساحات الحرم ، فيما شهدت الواجهة الغربية الجنوبية طلقات نارية وخلع باب الخشبي ، أما الغربية الشمالية شهدت طلقات في القوس الثالث من الغرب والشرق ، أما الباب الغربي من قبة الصخرة شهد 5 طلقات في العتبة العلوية النحاسية وتحطيم زجاج وطلقات اخرى شملت اعمدة وفسيفساء ودعامات واسقف مداخل المسجد .
ـ 28/6/1981 اكتشاف نفق اسفل المسجد الاقصى حفرته سلطة الاثار الاسرائيلية .
ـ 31/8/1981 تصدع الابنية الملاصقة للمسجد الاقصى بسبب الحفريات .
ـ 25/7/1982 يوئيل ليرنر من حركة كاخ يخطط لنسف المسجد الاقصى .
ـ 8/10/1990 مذبحة المسجد الاقصى التي استشهد فيها 23 مسلما وجرح 85 اخرين قام بها الجيش الاسرائيلي .
ـ 28/9/2000 انتفاضة الأقصى : كان السبب الرئيسي لإندلاعها هو الاعتداء على أهم مكان مقدس لدى المسلمين ، حيث اقتحم شارون باحات المسجد الأقصى مما أثار حفيظة الفلسطينيين بكافة أطيافهم ، وأدت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى بعد اندلاع انتفاضة الأقصى عقب صلاة الجمعة ، وشكلت هذه الخطوة نقطة تحول في الاعتداء على المقدسات والآثار الفلسطينية

* الاعتداء على حارة المغاربة :
- بعد احتلال المدينة القديمة في حزيران 1967م كان من الاعمال الاولى التي قامت بها القوات المسلحة الاسرائيلية حيال السكان الفلسطينيين هدم حارة المغاربة هدم ، وطرد السكان ، وقد انجز هذا الامر لإيجاد فناء واسع للمصلين اليهود امام الحائط الغربي للحرم الشريف . وكان ويضم أكثر من 600 بناء ومقامات دينية ومملوكية وأيوبية فيما هدم حوالي 135 مبنى باقي عام 1969 وشمل أيضا هدم حارتي الشرف والسلسلة بما فيهم من 595 عقار إسلامي و1000 بيت وجامعين وذلك في 18/4/1968 م ـ في14/6/1969 م تم هدمه بالكامل مع 14 اثر إسلامي جراء الحفريات ، اضافة إلى حفريات المدرسة التكنزية 1968 .

* أهم الحفريات الإسرائيلية في ساحات الحرم القدسي الشريف :
ان الحفريات في القدس وفلسطين جاءت قبل عام 1948 ، حيث كان الانجليز والفرنسيون يستثمرون موارد كبيرة في الاثار ، وشهد اواخر القرن التاسع عشر ( 1865 م ) انطلاقة صندوق استكشاف فلسطين البريطاني PEF والمدرسة الفرنسية للآثار التوراتية . في محاولة للتنقيب الاثري استغل فيما بعد من قبل الاحتلال الاسرائيلي ومنها حفريات القلق 1934 ـ 1948 أيام الانتداب البريطاني وجاء ايتان ( عالم اثار يهودي ) عام 1968 وحفر في نفس المكان .
ـ حفريات السور الغربي تم خلالها إزالة كافة المباني التي يعود تاريخها للقرن 12ـ 13 ميلادي وأدى إلى انهيار في المدرسة العثمانية والمدرسة الجوهرية ورباط الكرد .
ـ شهد حائط البراق أضخم حفريات عام 1968 م و1969 والمدرسة الجوهرية المملوكية ( 1440 م) .
ـ عام 1968 استمرت حفريات على امتداد 70 متر أسفل الحائط الجنوبي للحرم الإسلامي القدسي وضم جنوب المسجد الأقصى وأبنية الجامع والمتحف الإسلامي ومئذنة الفخرية .
ـ حفريات عام 1968 على امتداد 80 مترا من السور الإسلامي القدسي باتجاه الشمال حتى باب المغاربة مما أدى إلى تصدع 14 بناء إسلامي وزاوية الفخرية وتم وأزالتها إسرائيل في 14/6/1969 كاملا.
ـ حفريات 1970 م أسفل المحكمة الشرعية القديمة مرورا شمالا بـ 5 أبواب للحرم القدسي على امتداد 180 متر بعمق 10 إلى 14 متر ، فيما حولت اسرائيل جزء من المحكمة الشرعية إلى كنيس يهودي وادى الى تصدع الجامع العثماني .
واحتجت دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس في بيان لها بتاريخ 19/12/1975 الحفريات التي تقوم بها اسرائيل وادت الى انهيار جديد في المدرسة العثمانية .
ـ وشملت الحفريات رباط الكرد عام 1976 والزوايا المقدسية الصخرية والفخرية .
3ـ أهم الحفريات الإسرائيلية في القدس :
ـ حفريات القلق 1934 ـ 1948 أيام الانتداب البريطاني وجاء ايتان ( عالم اثار يهودي ) عام 1968 وحفر في نفس المكان
ـ حفريات السور الغربي تم خلالها إزالة كافة المباني التي يعود تاريخها للقرن 12ـ 13 ميلادي وأدى إلى انهيار في المدرسة العثمانية والمدرسة الجوهرية ورباط الكرد .
ـ في عام 1967 تم مصادرة 1100 هكتار و595 عقار إضافة إلى مباني أخرى في أراضي الحرم القدسي في الجزء الشرقي
ـ عام 1968 استمرت حفريات على امتداد 70 متر أسفل الحائط الجنوبي للحرم الإسلامي القدسي وضم جنوب المسجد الأقصى وأبنية الجامع والمتحف الإسلامي ومئذنة الفخرية .
ـ حفريات عام 1968 على امتداد 80 مترا من السور الإسلامي القدسي باتجاه الشمال حتى باب المغاربة مما أدى إلى تصدع 14 بناء إسلامي وزاوية الفخرية وتم وأزالتها إسرائيل في 14/6/1969 كاملا.
ـ حفريات 1970 م أسفل المحكمة الشرعية القديمة مرورا شمالا بـ 5 أبواب للحرم القدسي على امتداد 180 متر بعمق 10 إلى 14 متر ، فيما حولت اسرائيل جزء من المحكمة الشرعية إلى كنيس يهودي وادى الى تصدع الجامع العثماني .
ـ 1967 حي المغاربة الملاصق لحائط البراق تم إزالة جزء كبير منه لإقامة توسعة لليهود لإقامة شعائرهم ومعتقداتهم فيما دمر بالكامل عام 1969 وهو وقف للمغاربة منذ عام 1193م أوقفه صلاح الدين الأيوبي ويضم أكثر من 600 بناء ومقامات دينية ومملوكية وأيوبية فيما هدم حوالي 135 مبنى باقي عام 1969 وشمل أيضا هدم حارتي الشرف والسلسلة بما فيهم من 595 عقار إسلامي و1000 بيت وجامعين وذلك في 18/4/1968 .
ـ شملت الحفريات رباط الكرد عام 1976 والزوايا المقدسية الصخرية والفخرية في 14/6/1969 تم هدمه بالكامل مع 14 اثر إسلامي جراء الحفريات ، اضافة إلى المدرسة التكنزية 1968، فيما شهد حائط البراق أضخم حفريات عام 1968و 1969 والمدرسة الجوهرية المملوكية التي يرجع تاريخها إلى 1440 م .
كما عمدت إسرائيل على شق النفق الذي يمتد مسافة 400 متر تحت الحي الإسلامي العربي في المدينة، ويسير على طول أساسات حائط المسجد الأقصى، ويبدأ من حائط البراق أسفل الحرم حتى يصل إلى شمال الحي الإسلامي، وقد فتح جزء منه بعد عام 1967م وهو يمر بشبكة من الأقبية المعقودة أيام المماليك، وفتح الجزء الثاني منه بعد عام 1987م حيث كشفت وزارة الأديان ووزارة الآثار (الإسرائيليتين) عن مشروع النفق وهو طريق يعود للعهد الروماني ، وانتهت من أعمال تجهيزه وتجفيف المياه فيه وسد فتحاتها بكلفة ربع مليون دولار في أوائل عام 1995 م، ويعد هذا النفق الثالث تحت أسوار الحرم القدسي حيث تم وصله بنفق البراق الذي يبلغ طوله 500 متر ، ويتجه من الشرق إلى الغرب على طول المدينة. أما النفق الآخر الذي يعتبر نفقاً رئيسياً تحت البلدة فينطلق من مغارة سليمان في باب الساهرة، ويصل إلى وسط المدينة ويتفرع غرباً باتجاه باب الخليل وشرقاً تحت المسجد الأقصى باتجاه قرية سلوان . أما الجزء الأخير وطوله 10 أمتار فقد فتح حديثاً، ويهدف إلى بناء سلم يصل إلى أقرب خزان ماء من العهد الروماني على طريق الآلام، بالقرب من المدرسة العمرية في البلدة القديمة ، وكانت حكومة حزب العمل بزعامة إسحاق رابين قد سمحت بفتحه بتاريخ 24 يناير 1996م.
ونتيجة الحفريات ظهرت تشققات خطيرة في جدران مسجد عين سلوان التاريخي وحدوث انهيار في الجزء المضاف له ، وانهيارات في شارع الرئيس بحي وادي حلوة جنوب الاقصى ، ووضع اساسات لبناء جسر مشاة يصل الى المركز الاستيطاني بساحة البراق المسمى " مدينة داود "
* انتفاضة الأقصى : عام 2000 كان السبب الرئيسي لاندلاع انتفاضة الأقصى هو الاعتداء على أهم مكان مقدس لدى المسلمين حيث اقتحم شارون باحات المسجد الأقصى مما أثار حفيظة الفلسطينيين بكافة أطيافهم وشكلت هذه الخطوة نقطة تحول في الاعتداء على المقدسات والآثار الفلسطينية .
واستمرت الحفريات للإسرائيلية حتى يومنا هذا مما هدد المناطق المقدسة والأثرية في القدس بل والاستيلاء على المكتشفات الأثرية وكان أخرها في 9/2/2009 حيث تم الاستيلاء على 264 عملة نقدية ذهبية تعود للعصر البيزنطي 1300 سنة عليها صور القيصر هيراكليوس 610م . فيما استمر مسلسل بناء الكنس في القدس كان أهمها كنيس يهودي بني على أراضي وقف إسلامية في حمام العين بالقرب من المسجد الأقصى في أكتوبر2008 وأخرها كنيس الخراب وأعلن عنه في مارس2010 ويشير إلى بداية تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم .

*الاعتداء على المقابر الاسلامية في القدس بشطريها :
مقبرة مأمن الله ( ماملا ) :
ـ 21/1/ 2013 قامت السلطات الإسرائيلية بتجرف مقبرة مأمن الله بالقدس بعمق 15 متراً تمهيداً لإقامة “متحف التسامح” وإقامة مقهى على أرض المقبرة والعبث بمدافن جماعية وتكسير شواهد ، انتهاكا لحرمة المقبرة الإسلامية العريقة التي دفن فيها عدد من صحابة الرسول ( ص ) والتابعين وعدد كبير من العلماء والفقهاء والمجاهدين ، وسكان القدس على مدار نحو 1400 عام . وفي 25/1/2013م قامت المؤسسة الإسرائيلية ومنظمة “فيزنطال” الامريكية بتدمير كامل وشامل للمقبرة في الموقع المذكور على مساحة نحو 25 دونما. كما وقامت نفس الشركة بتحويل جزء آخر من المقبرة الى مخزن للمعدات والمواد الإنشائية .
ـ 27/1/2013 تبين ان اسرائيل تخفي عظام ورفات الأموات بصناديق في جهة مجهولة التي تحتوي على عظام ورفات أموات المسلمين ، نبشت خلال أعمال حفريات مؤخرا في مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدس، أن المؤسسة الإسرائيلية تتستر على هذه الصناديق في جهة مجهولة .كما قامت بتجريف تم خلالها وضع شبكات مياه ومجاري في عمق الأرض، وتم توثيق هذه الجريمة. وفي وسط المقبرة من الجهة الجنوبية ، حولته إلى متنزه وحديقة عامة ، وأقدمت على جرف وتدمير أغلب القبور في المقبرة، والتي كانت تبلغ مساحتها نحو 200 دونما.
ـ في 14/2/2013م قام متطرفين يهود بانتهاك حرمة مقبرة مأمن الله الإسلامية ، وقاموا بكتابة شعارات عنصرية بحق العرب والنبي الأكرم محمد ( ص ) وذلك على 30 قبر منها ” الموت للعرب” و”محمد مات ” و”كهانا صدق” و”كهانا حي” دفع الثمن”، والنجمة السداسية .
*مقبرة باب الرحمة الاسلامية :
خلال الثلاث سنوات السابقة تم نقل جثامين ورفات اكثر من 30 صحابيا من هذه المقبرة منهم الصحابيان الجليلان عبادة بن صامت وشداد بن اوس التميمي ، الى جهة مجهولة سرا ، وبعدها قامت الشاحنات الاسرائيلية بطم مكان القبور بالتراب الاحمر ، واعداد المقبرة لتكون حديقة تلمودية وتغيير اسمها .
*مقبرة عير كارم : التي تم تحويلها الى حديقة وممر للمشاة مكب لمياه الصرف الصحي .
* ومن المقابر الاخرى التي تعرضت للعدوان مقبرة باب الاسباط ومقابر بلدات المالحة والولجة وعكاشة ومقبرة النبي داود ومقابر قريتي البروة واجزم .

*الاعتداء على باب المغاربة وساحة البراق :
كان يتدفق من باب المغاربة 7% من ساكني القدس المسلمين للصلاة في المسجد الأقصى. وتعود قضيّة طريق المغاربة والجسر الخشبيّ المؤقّت إلى عام 2004 حين انهار جزءٌ من الطريق خلال عاصفةٍ ثلجيّة بفعل الحفريّات تحته والمنع المتواصل لترميمه، وإعادة بنائه. استمرّ الوضع حتى يوم 15/12/2006 حين أعلن مكتب مهندس بلديّة الاحتلال في القدس أنّ مدخل باب المغاربة المؤدي إلى الأقصى يوشك على الانهيار وأنّ الجسر الخشبيّ الذي نُصب قبل سنتيْن لن يصمد في الأشهر القادمة، داعياً إلى هدم طريق المغاربة بالكامل لإقامة جسرٍ معلّقٍ ، وشرعت إسرائيل في 6-2-2007 بهدم الطريق المؤدي لهذا الباب ، وهو طريق اثري يحتوي على آثار من العصر الأموي والأيوبي والمملوكي والعثماني وكان مصيره مكب النفايات وهو ما تسبب في وقوع مواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال ، أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى الفلسطينيين ، وقرر رئيس بلدية القدس المحتلة مساء السبت 11/2/2013 تعليق أعمال الحفر والهدم قرب الأقصى، لحين المصادقة على أعمال البناء الجديدة في طريق مؤد لباب المغاربة، مع استمرار البحث عن آثار. في13/2/2013 قامت سلطات الإحتلال بالتسريع من وتيرة عمليات التدمير لما تبقى من طريق باب المغاربة الملاصقة للمسجد الأقصى من الجهة الغربية ، حيث قامت "عشرات الحفّارين يشاركون في عمليات الهدم والخلع للحجارة الأثرية الإسلامية العريقة، وكذلك ينفذّون عمليات تفريغ ترابي، ويضعونها بأكياس كبيرة، كما ونصب الاحتلال تقويات خشبية لتعميق عمليات الحفر والتدمير . وقد رصدت قوات الاحتلال مبلغ 5.4 مليون شيقل لتنفيذ عمليات الهدم والتهويد لطريق باب المغاربة ، من ضمنها إقامة كنيس يهودي للنساء في تجويفات ما تبقى من طريق المغاربة .
ساحة البراق : في 7 فبراير 2013 بدأت سُلطات الإحتلال بهدم أجزاء من واجهة تاريخية في ساحة البُراق لمبنى تاريخي بهدف إقامة مركز اُطلق عليه إسم بيت شتراوس وهو عبارة عن مجمع مكون من أربعة مساحته 900 متر مربع، منوي إقامته في الجهة الشمالية لحائط البراق وسيستخدم كمدخل رئيسي للأنفاق الموجودة أسفل المسجد الأقصى ، سيضم كنسياً يهودياً ومركزاً للشُرطة ومكاتب دينية، إضافة إلى حمامات وقاعة ضخمة لعرض الأفلام التهويدية عن مدينة القدس المُحتلة. والمبنى يبعد 50 متر هوائي عن المسجد الاقصى وسيرتفع 15 متراً ليصبح مُطل على باحات المسجد .
في 13/2/2013 كثفت سلطات الاحتلال أعمال الهدم أسفل تلة المغاربة ، حيث العمال المستجلبين، أقاموا جدارا خشبيا على امتداد تلة المغاربة، وبدأوا بالعمل أسفل التلة الترابية، ما يشير إلى بدء المرحلة النهائية لإزالة هذه التلة بصورة كلية، تمهيدا لبناء جسر ضخم بديل، وبمواصفات أمنية تتيح اقتحام جنود وشرطة الاحتلال والمستوطنين باحات الأقصى .
. وكانت قد أغلقت قوات الاحتلال في 11/12/2011 جمعيّة "الحفاظ على تراث الحائط الغربيّ" شبه الحكوميّة - المسئولة بحكم الأمر الواقع عن إدارة ساحة البراق- والجسر الخشبيّ المؤقّت المؤدّي للمسجد الأقصى عبر باب المغاربة، مستندةً إلى تقريرٍ من مهندس بلديّة الاحتلال في القدس صدر في 23/5/2011 يعتبر فيه الجسر آيلاً للسقوط ويُشكّل خطرًا على السلامة العامّة كونه مصنوعًا من موادّ قابلةٍ للاشتعال .
ومن جهتها كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت " الإسرائيلية عن مخطط يستهدف توسيع منطقة حائط البراق بمئات الأمتار لفض النزاع القائم بين اليهود المتطرفين ويهود الولايات المتحدة الأمريكية حول اختلاط النساء مع الرجال في المكان.
6/1/ 2013 احصت مؤسسة التضامن ما يزيد عن 27 انتهاكًا مختلفًا توزعت بين الاعتداء على المساجد وكتابة شعارات بذيئة بحق الرموز الدينية الإسلامية والمسيحية وتدمير وتجريف القبور الإسلامية، هذا عدا عن الانتهاكات المختلفة التي يتعرض لها المسجد الأقصى ومدينة القدس من اقتحامات يومية وحفريات متواصلة وخطط ممنهجة لتغيير معالم المدينة المقدسة والسعي لعبرنتها واستخدام مواد كيميائية خطيرة لإذابة أساسات المسجد الأقصى.
هذا بالإضافة إلى القرار الذي صدر عن المستشار القانوني لحكومة الاحتلال في 30 تموز (يوليو) من العام الماضي، باعتبار المسجد الأقصى وساحاته أماكن عامة تابعة لبلدية القدس.
*مساجد تم الاستيلاء عليها في شطري القدس :
لقد قامت اسرائيل بإغلاق العديد من المساجد وتحويلها إلى كنس ومرافق يهودية ، ومتاحف ومرابض ابل واغنام وحانات ، ودنست حرمة المساجد وقدسيتها ، وهدم اجزاء منها ، ومن أهمها : المسجد العمري القديم في قرية ام طوبا ، ومسجد بلدة عين كارم ، ومسجد قرية المالحة ، ومسجد عبد الله بن عمر ( المسجد العمري الصغير ) ، ومسجد الديسي في حارة الشرف جنوب غربي المسجد الاقصى ، ومسجد القلعة بمنطقة باب الخليل والمؤدي الى المسجد الاقصى من الجهة الغربية ، ومسجد قرية لفتا ، ومسجد بلدة النبي صموئيل ، ومصلى الغرباوي بقرية المِدية

*الكنس اليهودية في القدس على انقاض الاملاك العربية :
استمر مسلسل بناء الكنس في القدس كان أهمها كنيس يهودي بني على أراضي وقف إسلامية في حمام العين بالقرب من المسجد الأقصى في أكتوبر2008 وكنيس الخراب وأعلن عنه في مارس2010 في البلدة القديمة من القدس الشرقية ، مقابل المسجد الاقصى وقبة الصخرة في محاولة لإظهار المعلم اليهودي كطابع للمدينة ، كشكل نهائي للوصول إلى مرحلة خراب القدس والمسجد الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه، والذي لم يثبت وجوده طوال أكثر من 60 عاما من عمليات التنقيب والحفر تحت الحرم وفي جنباته. واليوم نشهد بداية الفصل الأخير من سلسة تدمير الهوية الوطنية، فبناء كنيس الخراب ، المرحلة أخيرة لإخفاء الجريمة التاريخية من سرقة مادية ومعنوية حتى للأسماء من خلال عبرنة التاريخ وكل ما يمت لفلسطين بصلة .
ـ كنس أخرى : لقد قامت اسرائيل ببناء 65 كنيسا يهوديا في محيط المسجد الاقصى على انقاض املاك المقدسيين ، وافتتح كنيس يهودي كبير يقع في حي الواد غرب الصخرة المشرفة بنحو 93 متر بالقرب من المدرسة التكنزية ، والشروع في بناء كنيس " فخر اسرائيل " كأكبر كنيس يهودي في العالم في منطقة حائط البراق الذي سيوسع شرقا ليدخل اسفل المسجد الاقصى من الغرب وكنيس الهيكل في الغرب بنحو 200 متر ، قد انتهت السلطات الاسرائيلية من بناء مدينة سياحية اسفل منطقة المتوضأ ( الكأس ) قبة الصخرة المشرفة لتضم كنيس يهودي فيه مجسم للهيكل المزعوم وتضم متحفا ومعبدا يهوديا.
* آثار واملاك اخرى تم الاعتداء عليها :
قامت سلطات الاحتلال بتجريف بناية المجلس الاسلامي الاعلى غرب المسجد الاقصى بادعاء انها املاك غائبين ، وهي البناية التي تم بناؤها في عام 1929 بتوجيه من سماحة الشيخ امين الحسيني مفتي فلسطين ورئيس الهيئة الاسلامية العليا ، وتعد وقف اسلامي في القدس بنى على النمط المعماري الاندلسي . قام الاحتلال بمحاولة تغيير معالم اثرية هامة في البلدة القديمة منها باب الزاهرة في شمال البلدة القديمة ، حيث وضعوا صورة مجسمة للهيكل المزعوم ، واغلقت سلطات الاحتلال باب العامود بحجة ترميم الباب تم خلالها زرع رموز يهودية لنجمة داود . وجرفت منطقة القصور الاموية في حي البستان ، وهدمت بناية مسجد الافضلية الاثري الذي يعود تاريخه للأيوبيين ، واستمرت الحفريات للإسرائيلية حتى يومنا هذا مما هدد المناطق المقدسة والأثرية في القدس بل والاستيلاء على المكتشفات الأثرية وكان أخرها في 9/2/2009 حيث تم الاستيلاء على 264 عملة نقدية ذهبية تعود للعصر البيزنطي 1300 سنة عليها صور القيصر هيراكليوس 610 م .
كما تم اغلاق بيت الشرق ومؤسسات مقدسية اخرى ، وقد نجم عند ذلك مصادرة كثير من الوثائق والصور والخرائط وغيرها من المواد الوثائقية .

2 ـ الاعتداءات على المقدسات المسيحية :
*كنيسة القيامة وما تضم من كنائس :
ـ بعد منتصف ليلة عيد القيامة المجيد في 20 أبريل 1970م ، احتل المئات من قوات الاحتلال بكافة أسلحتهم مقر البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقدس ، مدّعين كعاداتهم إنها مجرد إجراءات أمنية لحماية الاحتفالات بعيد القيامة ، وقام الجنود الصهاينة بضرب رهبان الدير ، وفي منتصف ليلة العيد ، وخلال الاحتفال قامت سلطات الاحتلال بتغير أقفال الأبواب الأربعة المؤدية إلى كنيسة وتغيّر أقفال باب كنيسة الملاك ميخائيل الموصل إلى ساحة القيامة ، كما قاموا بوضع الحواجز الحديدية أمام أبواب الدير، ومنعوا الأقباط من الاقتراب من الدير أو الذهاب إلى مقر البطريركية عبر الطريق المؤدي إليها منه ، مما أثار الفزع والرعب في قلوب الأقباط ـ في حين تمكن يهودي من التسلل إلى كنيسة القيامة ليحطم قناديل الزيت والشموع الموضوعة فوق القبر المقدس وحاول عدد من الصهاينة سرقة أكاليل مرصعة بالماس ، قائمة قرب صليب الجلجلة داخل كنيسة القيامة ، وذلك بعد أن اعتدوا على راهب فرنسيكاني ، حاول منعهم من تنفيذ السرقة .
ـ دير السلطان : وفي نفس الليلة أقاموا المتاريس ومنعوا المطران القبطي من الدخول للدير بعد انتهائه من الصلاة ، حتى استولى عليها الرهبان الأحباش في 25 ابريل 1970 وطرد الرهبان الأقباط - المصريين - بمعاونة وتواطؤ من الأمن الإسرائيلي . وفي صباح اليوم التالي وبالتحديد 26 أبريل 1970م قامت سلطات الاحتلال بتسليم كافة مفاتيح الدير إلى الأحباش . ودير الأقباط تعرض لاعتداءين حيث ضرب الجنود الصهاينة رهبان الدير وسرقوا أشياء ثمينة من ممتلكاته وإعتدوا بالضرب على المطران فاسيليوس وهو الشخصية الثانية في البطريركية الأرثوذكسية.
ـ وفي يوم 24/1/1971 دخل يهودي أمريكي كنيسة القيامة متظاهراً بالزيارة وأخذ يطوف في أرجائها واغتنم فرصة خلو القبر المقدس من الزوار فأقدم بكل حقد على تحطيم قناديل الزيت والشموع المقامة على القبر وداسها برجليه.
ـ في 6/2/1973 قام إسرائيليين المتعصبين بإحراق مركز للكتاب المقدس على جبل الزيتون.
ـ تحطيم قناديل الزيت والشموع التي فوق القبر المقدس في مدخل الكنيسة بتاريخ 24/3/1971.
ـ محاولة سرقة إكليل مرصع بالماس قرب صليب الجلجلة داخل القيامة من قبل 3 إسرائيليين.

* أهم الاعتداءات على الكنائس في باقي مدينة القدس :
ـ كنيسة مار يوحنا : وهي تقع خارج كنيسة القيامة بين سوقية علوان والطريق الذي يوصل لحارة النصارى ويرى الزائر لهذا الدير كنيسة تحت الأرض ويرجع تاريخها إلى عام 450 م، والأخرى فوق الأرض وهي أحدث عهداَ وقد شيدت عام 1048م، خلال العصر الفاطمي وهو من منشآت طائفة الروم الأرثوذكس .في عام 1989 استولى مجموعة من اليهود على دير مار يوحنا وهو ملاصق لكنيسة القيامة بالقوة ، بتشجيع وتمويل من وزارة الإسكان الاسرائيلية. وخرجت المظاهرات ضد هذا العمل وتعرض أثناءها البطريرك ثيوذورس الأول للاعتداء من قبل الجنود "الإسرائيليين" ، وبقيت مجموعة من المستوطنين تحتل جزء من الدير .
ـ كنيسة دير الروم الأرثوذكس : واقعة على جبل الطور (جبل الزيتون) المطل على المدينة المقدسة ، في عام 1967 حضر جنود صهاينة إلى سطح كنيسة القيامة ودير الروم الأرثوذكس ،واعتدوا على رجال الدين المسيحي، بالقرب من كنيسة القديس قسطنطين وحاولوا لاحقاً سرقة صليب وأيقونة من سيارة مطران الروم الأرثوذكس في القدس المطران تيودروس ، وهدمت أجزاء منها بتاريخ 23/7/1992، بحجة عدم إكمال الترخيص.
ـ دير الطليان : قامت عصابة يهودية بسرقة تمثال السيد المسيح من الدير وذلك بتاريخ 20 /5/1995.
ـ كنيسة السيدة مريم: تقع الكنيسة في وادي قدرون في مكان متوسط بين سلوان وجبل الزيتون وباب الأسباط ، وتحتوي الكنيسة على قبور "مريم البتول" ووالديها وكذلك قبر يوسف النجار(مربي السيد المسيح)، وقد بنيت بين عامي 450- 457 م قامت سلطات الاحتلال بتجريف قبور في ساحة كنيسة السيدة مريم، وذلك لتعبيد طريق فوقها ، وقد تم هذا الإجراء دون إعلام ذوي لموتى ليقوموا بنقل رفات موتاهم.
ـ الكنيسة المعمدانية : قامت عصابة يهودية بحرقها بما فيها مكتبتها وذلك سنة 1982. وفي ساعة متأخرة من ليلة 23/10/ 2007 أضرم المستوطنون النار فيها ما تسبب بأحداث أضرار.
ـ كنيسة الجثمانية : عبر وادي قدرون من ناحية الشرق تقع إحدى المناطق المقدسة المزارات الدينية المسيحية والمعروفة باسم الجثمانية أي معصرة الزيت ويبدو من أوصاف القديسين أنها كانت ضيعة أو بستانا يجري في ملكية أحد تلاميذ السيد المسيح عليه السلام الذي كان يتردد على هذا المكان ويقضي الليالي الطويلة في الصلاة ، وقد دفنت السيدة العذراء مريم فيها وألقى القبض على السيد المسيح ليلاً في الجثمانية وأهم مزاراتها ، بنيت هذه الكنيسة فوق صخرة الآلام، التي يعتقد أن المسيح صلى وبكى عليها، قبل أن يعتقله الجنود الرومان، وهي أيضاً المكان الذي اختبأ المسيح وتلاميذه في حديقتها قبل اعتقاله وأخذه إلى القدس. وفي 18أيار1995م قام مستوطنون إسرائيليون بمحاولة إضرام النار داخل كنيسة الجثمانية ، فيما دخل جندي صهيوني إلى الكنيسة عام 1998م ، وأطلق النار على المصلين فيها . وفي 20/1/2010 عقدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات مؤتمراً صحافياً، كشفت خلاله قيام سلطات الاحتلال واذرعه المختلفة ،بحفريات جديدة تمتد من قمة جبل الزيتون حتى كنيسة الجثمانية ، بما يهدد بانهيارات كبيرة في أماكن الحفريات.
ـ الكنيسة الروسية : تقع في قرية عين كارم الواقعة جنوب غربي مدينة القدس، تمت مصادرة أرض وأوقاف تابعة لها، شيدت عليها فيما بعد عدة وزارات ودوائر حكومية إسرائيلية كتسجيل الأراضي والمالية والزراعة بالإضافة إلى مستشفى "هداسا".
ـ دير الروح : الواقعة في قرية العيزرية شرق مدينة القدس ، حيث قامت جماعات يهودية متطرفة بتفجير قنبلة داخل الدير.
ـ كنيسة القديس جيورجيوس : الواقعة في بركة السلطان بالقدس، تم تدنيس وتشويه معالم وتحولت فيما بعد إلى نادٍ ليليّ، ونقل جرس الكنيسة إلى ما يسمّى (حديقة الحرية) ،القائمة على أراضي وقف دير الروم المستولى عليها.
ـ كنيسة القديس بولس الأسقفية : قامت جماعة يهودية متطرفة بإشعال النار فيها ما تسبب في احتراق أحد أبوابها، والعديد من الكتب الموجودة بالكنيسة .
ـ كنيسة عمواس : في 5/2/2010 اقتحمت قوات الاحتلال الكنيسة الواقعة في بلدة القبيبة شمال غرب المدينة المقدسة ، بعد أن حاصرتها سيارات عسكرية ، وقام عدد من عناصر الجيش "الإسرائيلي" بالاقتحام ملزمين حراسها على فتح أبوابها دون مراعاة لحرمة المكان المقدس، إضافة إلى إطلاقها القذائف في المكان.
ـ رفضت بلدية الاحتلال في القدس أي ترخيص لبناء كنائس داخل البلدة القديمة ، وشعفاط وبيت حنينا ومار إلياس ، ووضعت إشارة منطقة خضراء على أراضي الوقف في جبل صهيون لمنع استغلالها ، وحولت بنايات الوقف في شارع الأنبياء إلى متحف ومركز للأدوات الصحية ، وقامت بالمصادرة والاستيلاء على الأراضي الوقفية المسيحية من أبرزها:
ـ الاستيلاء على مساحة من الأراضي الملاصقة للدير في السامرية عام 1979.
ـ الاستيلاء ومصادرة الأراضي الوقفية في حي الطالبية ودير أبي طور وأبي غوش ودير الصليب.
ـ كما تعرض رجال الدين المسيحيين للاعتداءات الجسدية بشكل وحشي، ما يضيف شكلاً آخراً من الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق المكان المقدس ومشاعر المصلين:
ـ في عام 1998م قتل "الإسرائيليون" الراهب اللاتيني في كنيسة الشياح على جبل الزيتون .
ـ في عام 1999م عمد الصهاينة إلى قتل والدة الراهب الأرثوذكسي يواكيم رئيس دير المصعد على جبل الزيتون في القدس.
كما تعرض عدد من رجال الدين المسيحي للنفي خارج البلاد، واعتقال عدد آخر منهم ، وكان على رأس المعتقلين المطران كبوشي الذي كان بطريرك القدس للطائفة الأرثوذكسية الذي نُفي من فلسطين، ولكنه ظل يواصل نضاله في المنفى من بطريرك في البرازيل ثم انتقل الى فاتيكان.
الكنيسة الأرمنية للقديس المنقذ :
من الكنائس التي تعرضت لاعتداءات وحشية ، تعتبر هذه الكنيسة تاريخية ، بنيت في القرن الخامس عشر الميلادي ، وتخص البطركية الأرمنية في القدس . وقعت الكنيسة تحت الاحتلال عام 1948 ، ولم يتمكن رجال الدين المسيحي من زيارتها . وفي عام 1967 استخدمها الاحتلال كحصن للرشاشات ، ودمروا في ساحاتها قبور أربعة عشر من بطاركة الأرمن . وقد مزقت الصور الزيتية على الجدران ، ونزع من الحيطان البلاط المحضر من قبل زوار الكنيسة في القرن التاسع عشر ، وتحويل جزء من ساحة الكنيسة إلى ملهى ليلي .
ـ وفي عين كارم ، حطم الصهاينة أبواب ونوافذ كنيسة القديس يوحنا القديمة، وسرقوا محتوياتها ، وكتبوا على جدرانها عبارات نابية ، كما عمدوا إلى تغيرات في لوحة كان رسمها الرسام الإيطالي المعروف روفائيل للسيدة العذراء والطفل يسوع.
ـ وعام 1989 م ، وقع رؤساء كنائس الروم الكاثوليك والأرثوذكس والكنائس الانغليكانية والأرمنية في القدس بيانا احتجوا فيه على عمليات إطلاق النار التي يقوم بها الجنود الاحتلال اتجاه الأماكن المقدسة ، وطالبوا اسرائيل احترام حق المؤمنين في التمتع بدخولهم الحر إلى جميع أماكن العبادة في الأيام المقدسة لدى جميع الأديان ، وغالبا ترفع وتيرة العدوان في الأعياد المسيحية ، وقد قامت الحاخامية اليهودية بالضغط على أصحاب الفنادق لإلغاء الاحتفالات بحلول العام الميلادي الجديد 1999م بحجة أنه صادف يوم السبت اليهودي ، أما الكنيسة الكاثوليكية إعتبرته انتهاكا لحقوق المسيحيين في القدس، وانها نظرة العدائية من قبل اليهود إلى هذه المقدسات المسيحية ما أدى إلى تناقص أعدادهم في القدس على نحو مطرد، ولذلك تكررت دعوة البطريرك صباح : "لا تهجروا أرضكم ..أبقوا هنا في الأرض المقدسة " .












قائمة المصادر
1 ـ ابو النصر ، عبد الحميد : اقباط بيت المقدس ، نابلس ، جامعة النجاح ، 2014 ، ط 1.
2 ـ ابو النصر واخرون ، عبد الحميد : تاريخ ضد العدوان ، بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية ، غزة ، 2010 ، ط 1 .
3 ـ التماري ، سليم : القدس عام 1948 ، بيروت ، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، 2002 ، ط 1 .
4 ـ العلمي ، سعد الدين : وثائق الهيئة الإسلامية العليا 1967 ـ 1984 ج 2 ، القدس ، دار الطباعة العربية ، 1984 ، ط 1 .
5 ـ دمبر ، مايكل : سياسة اسرائيل تجاه الاوقاف الاسلامية في فلسطين ، بيروت ، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، 1992 ، ط 2.
6 ـ حمادة ، حسين : اثار فلسطين بين الهياكل العظمية والتوراتية اليهودية ووثائق الاستكشافات الاثرية العلمية والادانة الدولية ، دمشق ، دار قتيبة ، 1983 ، ط1 .
7 ـ عبد السيد ، انتوني : مشكلة دير السلطان ، القاهرة ، مكتبة مدبولي ، 1991 ، ط 1 .
دوريات وصحف :
1 ـ القدس العربي : اسرائيل تشرع بحفريات في ساحة البراق ، وليد العوض ، 10 ابريل 2013
2 ـ القدس العربي : خراب غزة ، خراب القدس ، خراب مالطا ، عبد الحميد ابو النصر ، العدد 6462 ، 19/3/2010 .
3 ـ حوليات القدس : صور من الماضي ، عصام نصار ، القدس ، العدد الاول ، ربيع 2003 4 ـ حوليات القدس : حادثة الحرم الشريف سنة 1911 ، لويس فشمان ، القدس ، العدد الثامن ، شتاء - ربيع 2009 – 2010 .
مواقع الكترونية :
http://www.arabs48.com/?mod=articles&ID=87569 1-
مؤسسة الاقصى للوقف والتراث ، 6/1/2013 ، http://www.iaqsa.com - 2
http://ar.wikipedia.org- 3








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة