الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق المرأة والتطرف

صبيحة شبر

2016 / 2 / 28
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي


حقوق المرأة والتطرف
يكمن اضطهاد المرأة في عدد من العوامل ، اهمها الأعراف البالية والتقاليد القديمة التي تسلب المرأة انسانيتها ، كذلك التطرف الديني الذي يجرد الدين من القيم الانسانية التي ناضل من اجلها الانسان ، وأصبحت الأديان مجرد اوامر ونواهي بعيدة عن التعاون والتآلف ، ومحبة الناس كذلك الجهل المهيمن على الغالبية من الناس جعلهم ينظرون بدونية الى المرأة ، وانها آلة للامتاع والانجاب ..كما ان سكوت النساء ، وعدم معارضتهن للظلم الواقع عليهن عامل كبير، في بقاء النساء في حالتهن السيئة من اجحاف وغمط حقوق، وتعدي من قبل بعض الرجال بالفعل او القول الجارح..
وتلعب القوى المحافظة والمتعصبة دورا خطيرا في تأخر المجتمعات وتفككها ، وتحرض المجتمع على انتهاك حقوق النساء ومحاربة كل من يدعو الى انتصار القيم الانسانية مثل العدالة والمساواة ، وتسعى القوى المتطرفة الى تعزيز دور الرجعية والاقطاع اللذين يعملان من اجل الهيمنة على مقدرات الشعوب...
تسعى القوى التقدمية الى فصل الدين عن الدولة لاحراز التقدم وتحقيق المساواة بين الناس ، والتكافؤ في الفرص على أساس المواطنة ، وانه لافرق بين مواطن وآخر الا بما يقدمه لوطنه من خدمات وخبرات وكفاءات ، فالدين مسألة شخصية ، لايعرف درجة الايمان لدى الأشخاص الا الله،كما ان الدين ليس عبادات فقط ، وانما هو مساعدة الناس والوقوف بجانبهم وقت الأزمات. والحث على التعليم الالزامي المجاني وتحقيق حق المواطنين في المحافظة على صحتهم ضد الأمراض ، والتمتع بما حبانا الله من خيرات ، نجدها اليوم تتبدد بأيدي الفاسدين ، دون وجود قوانين رادعة ، تمنح اصحاب الحق حقوقهم ، وتكف اذى المتنفذين عن عباد الله الصالحين.
يمكن ان يكون الجهل وعدم فهم الدين فهما صحيحا ،وراء انخراط بعض النساء في صفوف القوى الارهابية ، كما ان الخوف من عقاب الرجل المسيطر على مقاليد الامور والمتحكم في حيوات النساء ، او ان الرغبة في الحصول على رضا ذلك الرجل ، قد يكون دافعا لبعض النساء ان يكن متطرفات...والبيئة تساعد على انتشار الظلم في أحيان كثيرة..
لن تتحقق المساواة الكاملة بين الجنسين الا عن طريق النضال الدائب والمستمر ، والمرأة وحدها لايمكن ان تحرز الانتصار في هذا الطريق ، وقد وقف الرجل اخا وأبا وحبيبا وزوجا بجانب المرأة يشد أزرها ويساعدها من اجل نيل حقوقها ، والتي هي حقوق مشتركة ، وامام الحركة التقدمية مهام كبيرة في هذا الوقت الذي تكثر فيه القوى الرجعية الساعية لاعادة البلاد الى عهود التأخر ، وقد أحرزت تلك القوى تقدما كبيرا وجعلت الشعب مفككا وزرعت بذور الطائفية والعنصرية ، لتتمكن من تحقيق مآربها ، فعلى القوى التقدمية ان توحد صفوفها ، وان تثق بقدرتها على أخذ زمام المبادرة ان هي توحدت وغلبت القضايا الجوهرية على القضايا الهامشية ووثقت بقدرتها ، صحيح ان هذا الكلام يبدو متفائلا اكثر مما ينبغي ، في وقت استطاعت فيه القوى الرجعية والطائفية والعنصرية ان تحقق الانتصارات الكبيرة ،ولكن نضالات الشعوب علمتنا انه لاشيء مستحيل امام اصرار الجماهير على تحقيق الحياة المزدهرة.
في العراق يوجد الكثير من المنظمات والاتحادات النسوية، كل منظمة لها جمهورها من النساء يحملن نفس افكارها ومنطلقاتها الفكرية ، فهذه المنظمات لم تعمل لكسب جيوش النساء اللاتي يعانين من الاضطهاد المجتمعي ، ويرغمن على الصمت وعدم القدرة على ابداء الرفض لطريقة الحياة التي لاتناسبهن ، كثير من النساء يعشن صامتات خائفات من ردة الفعل العنيفة ان تكلمن ، وعلى المنظمات ان تسعى لجعل النساء الصامتات خوفا ينطقن معبرات عن رفضهن للخنوع المفروض عليهن باحدى الوسائل التعبيرية المعروفة ، فالصمت لن يوصلنا للسعادة ، والسكون يعتبر غالبا جريمة بحق النفس والمجتمع.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة