الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي مقهي العشاق

ماجد صفوت استمالك

2016 / 3 / 6
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


علي مقهي العشاق جلس الصديقان ....
- أخبرني يا صديقي ، هل وطننا هذا مكان مناسب للحب ؟! أعني إذا كان الحب بذاراً فهل يجد في وطننا تربة صالحة له لينبت ؟

-;- دعنا نري ، ماذا يحتاج الحب لينشأ و لينمو و ليستمر ؟ قبل أن أجيبك أخبرني عن اي نوع من الحب نتحدث ؟

- لنتحدث بشكل عن عام عن الحب وطبيعته و لنأخذ مثالاً الحب العاطفي (الرومانسي) لنري هل مجتمعنا صالح له.

-;- حسناً الحب بشكل عام يحتاج الي جو من الثقة فهل الثقة متوفرة في وطننا ؟ هل يثق الشعب في حكامه وهل تثق الحكومة في شعبها ؟ وهل يثق المشتري في البائع وهل يثق العامل في رئيسه ؟ هل يثق الانسان في الانسان الذي يتعامل معه لمجرد أنه إنسان ؟ وفي الحب الرومانسي هل تجد الثقة بين الطرفين موجودة بالفطرة أم يجب أن تُنتَزع إنتزاعا ؟

- عامل الثقة مفقود بين المؤسسات وبعضها و أيضا بين الافراد ، علي المستويين الجماعي والفردي عامل الثقة ضعيف جداً و سوء النوايا هو الافتراض الاول ، وبين المحبين الفتاة تتوقع أنه سيخدعها ليسرق ما ليس حقه وما إلي ذلك وهو يتوجس من أن تكذب عليه و ... و ...

-;- بسبب نقص الثقة بين المحبين كثيراً ما يحدث فحص ميكروسكوبي معقد للكلمات المتبادلة بينهم و تحليل لردود الافعال والنظرات وبسبب الشكوك يبدأ البحث عن أي معلومات بين صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها.

- هل نبرر ذلك لعدم توافر عنصر الأمان وعدم استقرار واستمرار العلاقات ؟

-;- لا يمكن تبرير غياب الثقة ، في الواقع عدم استمرار واستقرار العلاقات ناتج عن الشك وليس العكس .

- حسناً فهمت إذا أردت الحب فعلي بالثقة أولاً ، وماذا أيضاً ؟

-;- يحتاج الحب ليتنفس الي الحرية فإن لم يكن هناك حرية إختنق الحب ومات.

- أما عن معوقات الحرية فمتوفرة وبكثرة ، ما بين حب التملك الناتج عن عقد النقص و حب السيطرة والتحكم في تصرفات وأقوال بل وأفكار من تحب ، ويكون المسيطر عادة من الذكور و يخلق هذا رد فعل عكسي فتنتهز الفتاة أي فرصة لفرض رأيها وتبدأ المعارك.

-;- بالضبط ، الحرية هنا هي حرية القلب من مشاعر سلبيه توجهه و حرية العقل من أفكار تعميه ، عندك مثلاً مبدأ تعامل العين بالعين والسن بالسن و موضوع "أخذ الحق منه/منها" فالتعامل بصورة انتقامية و أيضا الكبرياء كلها أشياء تخنق الحب وإن نما فإنه يبقي هزيلا مريضاً

- وعن الفكر السائد أن الفتاة يجب أن تتمنّع و إلا يُظًن انها لعوب و الفتي يجب أن يلح كثيراً وإلا يُظن انه غير راغب أو غير جاد ، تلك الارتباطات الشرطية ( يجب أن ... وإلا ... ) هي مدمرات للعقل والفكر فلا تؤذي فقط الحب وإنما تطفيء بهجة الحياة و نورها .

-;- ينقلنا الحديث هنا عن القيود المجتمعية المفروضة جبراً علي الحب ، فالمجتمع يعترف فقط ب (كتالوج) ثابت للعلاقات كيف يجب أن تنشأ وكيف يجب أن تستمر وعندما يفشل هذا الكتالوج في إنبات الحب لا يعترف المجتمع بخطأه بل يعطيك كتالوج أخر لتنهي به العلاقة.

- بالرغم من أن لكل حب قصة ولكل قصة ثناياها ولا توجد قصة كالأخري فالحب يبقي متفرداً في ذاته متنوعاً في تأثيره ، المجتمع بأعرافه بسياساته بقوانينه بحلاله بحرامه يفرض قيوده الغبية متجاهلا أن لكل علاقة سماتها .

-;- مابين كبير عيلة لرجل دين لقريب لبعيد هؤلاء أجازوا لنفسهم التدخل و ابداء الرأي بكثافة وتجعل من "كلام الناس" سوطاً يردع المحب في حبه.

- علي النقيض تماما من أي منطق سوي تستطيع أن تقف الان وتلعن بأعلي صوتك ويتقبل من حولك ذلك و لكنك لا تستطيع أن تقف وتعلن حبك ، يجب أن تهمس عندما تحب و إلا سيعاقبك المجتمع أو سيتدخل بكتالوجه ليفسد العلاقة .

-;- لذلك لاينجح في الحب إلا الشجعان من يعلنون الحب و بقوة ، ويرفضون أي تدخل ليكتبوا قصتهم حسبما أرادوا.

- أصبح الحب في هذه الحالة أمر مرهق وليس أمر ممتع كيفما قُدر له أن يكون.

-;- للحب قوة شافية مُغيرة إذا أردت لمجتمع أن ينصلح فعليك بالحب .

- أعدك يا صديقي ، سأفعل المستحيل و سأحب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا