الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الفيروس المصري
بيتر ابيلارد
2005 / 11 / 18كتابات ساخرة
لم استطع لفترة استساغة أشهر مقولات البابا شنودة مقولة "مصر ليست وطن نعيش فيه ولكنها وطن يعيش فينا" فقد كنت دائما أشعر أن هناك خلالا ما في هذه العبارة. ولكن في الفترة الأخيرة أفهم هذه المقولة بصورة مختلفة. فبالفعل مصر و طن يعيش فينا، ولكن هذه الحياة التي يعيشها فينا الوطن تشبه إلى حد بعيد الفيروسات أو الكائنات الميكروبية، لفترة طويلة تمتعتنا بنظم تمتص دمنا ولا تكتفي، إبتلينا بمن لا يكتفي بمجرد الإتيان كالجراد على كل ما هو أخضر بل يحرق البقايا. فبداية من الزعيم الملهم إلى الزعيم الأهبل ونحن في نفس المكان لا نتحرك إلا للخلف. وكلما ساءت حالة المريض يُوضع على أجهزة الإنعاش لا لمساعدته على الشفاء ولكن لمساعدة الفيروسات على الحياة. كل ما أرجوه هو أن لا يصل الأمر بنا جميعا إلى مرحلة البتر. فبالفعل وصل كثير من المصريين وأنا أحدهم إلى الرغبة الأكيدة في الخلاص من هذا الفيروس الذي يعيش فينا، فلم نعد نحتمل أن نرى أجيال منا تُهدر وتُستهلك من أجل بقاء أصحاب الكروش في مناصبهم. وفي أخر إنتخابات يبدو أن الفيروس لم يكن كافيا فابتلينا بسرطان جديد أتى لنا بلحية ومسبحة، رافعا شعار "وأعدوا" و "الإسلام هو الحل". وطبعا السؤال الذي لم يسأله أحد في شعارهم "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" هو من هم هؤلاء الذين تعدون لهم القوة؟ طبعا أنتم لا تعدون العدة للأمريكان، ولا لإسرائيل، ولا للنظام الحاكم، ولا للفساد، بل كل القوة التي تُعد هي لهذا الشعب المسكين الذي بين ليلة وضحاها وجد من يعد القوة ويقول له الإسلام هو الحل. وطبعا أي إختلاف مع المقولة الثانية تضع المختلف في خانة عدو الله وبالتالي فهناك قوة مُعدة للقضاء عليه. وعلى ما يبدو ستبقى مصر وطنا يعيش فينا كأي فيروس أو ميكروب، وعلى ما يبدو لن نشفى من هذا المرض إلا بالقضاء على مسبباته؛ وأعني بها العناصر الفعالة لهذا الميكروب. وقتها ووقتها فقط ستتحول مصر إلى وطن نعيش فيه جميعا وليس وطن يعيش على دمانا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان
.. حلقت شعرها عالهوا وشبيهة خالتها الفنانة #إلهام شاهين تفاصي
.. لما أم كلثوم من زمن الفن الجميل احنا نتصنف ايه؟! تصريحات م
.. الموسيقى التصويرية لتتر نهاية مسلسل #جودر بطولة النجم #ياسر_
.. علمونا يا أهل غزة... الشاعر التونسي -أنيس شوشان-