الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرات الصدر ... الغاية والهدف ؟!!

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2016 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لا يختلف اثنان على أن الفساد داعش آخر ، وهو ارهاب داخلي يمزق شريان الدولة الاقتصادي ، ويسرق بنيتها ويحطم هيكليتها السياسية ، كما يتفق الجميع على ودود الفساد ، وربما نختلف فقط على حجمه ، ومن وراءه والمعالجات التي تقيد حركة الفاسدين وتنهي وجوده ، ويمكن الوقوف على أسباب الفساد في العراق والتي من اهمها :-
1) ضعف التشريعات القانونية والإدارية في هذا المجال ، من خلال وجود قسم قانوني وقضائي يتابع سير العملية المالية ، ويراقب حركة الاموال سواء في السوق الداخلي او تهريبها .
2) كما ان ضبابية الانظمة المعمول بها في مجلس الوزراء وعدم وضوحها ، والتي في الغالب تكون مطاطية ، وبالتالي تفقد رصانتها وقوتها في كبح جماح عمليات السرقة اليومية .
3) كما أن ضعف البنية القانونية في العراق عموماً ، واعتمادها على القوانين البعثية ، ووجود رؤوس الفساد في السلطة القضائية ، جعل عمليات السرقة تسير بسرقة وانسيابية عالية ، وتكون في الغالب مؤمنة .
4) هيئة النزاهة بحد ذاتها هي غير نزيهة ، وتحتاج الى تنزيه ، وعلى مدى اكثر من 13 عام لم تستطع أن تحاسب مسؤول واحد ، وما اكتفت به ، هو تحول اجندتها من ملاحقة الفساد ، الى ملاحقة السياسيين ولأهداف سياسية بحتة .
من هنا أقول ان التظاهرات التي دعا لها السيد مقتدى الصدر وعلى مدى اسبوعين هي الاخرى تحتاج الى وقفة وتأمل ، كون الصدر هو أحد اركان العملية السياسية ، ويمتلك 7 وزراء ، و40 نائباً في مجلس النواب ، وان نوابه هم مشتركون في اغلب اللجان البرلمانية (المالية ، النزاهة ، وغيرها من اللجان ) ، وكان الاولى ان يكون التحرك من داخل قبة البرلمان ، خصوصاً وان الجميع متفق على ضرورة محاربة الارهاب الداخلي "الفساد" ، وكان الاجدر بالصدر ان يبدأ بنوابه ووزراءه ليكون قدوة للآخرين في تنفيذ الاصلاحات .
حضور بهاء الاعرجي الى ساحة التظاهرات أعطى رسائل سيئة جداً ، وعكس صورة سوداوية عن حرب الصدر على الفساد ، كون الاخير يمتلك أكبر شبكة لبيع العملة في بغداد ، وهو مسؤول عن اغلب شركات الصيرفة في بغداد عموماً ، كما انه متهم في ابتزاز الناس وشراء منازلهم في الكاظمية تحت التهديد ، وغيرها من ملفات الفساد والتي جعلت السيد الصدر يوعز بحجز الاعرجي على ذمة التحقيق في هذه الملفات .
خطاب الصدر هو الآخر لم يكن واضحاً ، أذ أشار الى ضرورة تغيير الكابينة الوزارية وبحسب قوله " شلع قلع " وهذا يعني خلط الصالح بالطالح ، فأين التقييم وأين المتابعة ، وأين اليات العمل الحكومي في إثابة النزيهة وطرد السارق ، وإيجاد آلية قانونية في تقييم عمل الوزراء بعيداً عن الاستهداف السياسي ، والنيل من الخصوم ، والبدء بسلسة إصلاحات جوهرية على العمل الحكومي ، والتي من اهمها أيجاد برنامج حكومي ، وخطة خمسية ، ووضع الموارد اللازمة لهذه الخطة ، والاستعانة بالشركات الرصينة في عملية بناء البنى التحتية للبلاد .
اعتقد كان الاولى بالسيد الصدر تقديم ورقة عمل ، وخارطة طريق مستقبلية ، وعدم الركون الى التظاهرات التي سوف لن تأتي بثمارها سوى ارباك الوضع الداخلي ، وهذا ما يستفيد منه داعش والخلايا النائمة في بغداد والمحافظات الامنة ، وأستحصال موافقة الكتل السياسية بدل العمل الفردي ، لان ربما يسلط الضوء قليلا على شخص الصدر ، ويجعله بطلاً في نظر جمهوره وعموم المواطنين ، إلا انه من جانب آخر لا يملك اي ايجابية من الجانب السياسي ، بل بالعكس يخلق جواً متوتراً ، وزيادة في الشرخ سواء في داخل التحالف الوطني أو مع باقي القوى السياسية التي تعمل على أصلاح الحقيبة الوزارية والذهاب الى الانتخابات المبكرة .
لايمكن القاء منظومة الفساد على شخص بعينه أو مجموعة أشخاص ، ولا على موقع ، ولكن يبقى الفساد منظومة وشبكة متجذرة ، تحتاج الى انظمة تمزقها ، وتشريع قوانين تحد من عمليات السرقة اليومية التي تمارس من الاموال العامة ، وإيجاد جهاز رقابي ومحاسبي لجميع مسؤولي الدولة العراقية ومنذ 2003 ووفق شعار " من أين لك هذا" ، و البدء فوراً بإجراءات رقابية على عمليات التهريب المنظمة ، وغسيل الاموال التي يمارسها رموز النظام البعثي عبر وسطاء متنفذين في العملية السياسية ، من بيع وشراء للمنازل ، وتحويل الاموال الى دعم شبكة داعش الارهابية ، لان تغيير الفاسد لا يعني القضاء على الفساد لان هناك منظومة قائمة وتعمل ، وربما بعضها يسرق بصورة قانونية وتحت غطاء القانون .
تبقى اي تظاهرات لا قيمة لها ، ما لم تحمل برنامجاً واضحاً في الاهداف ، وتبقى مجرد شعارات ربما الغاية منها سياسي ، أو ربما تأتي لإعادة السيد الصدر الى الواجهة بعد اعتزاله السياسية ، كما يجب على التيار الصدري ان يكون واضحاً في موقفه من العمل الحكومي عموماً والبدء بسحب وزراءه من الحكومة ، وتشكيل لجنة داخلية للمساءلة للوزراء الصدريين ، وإيجاد البدلاء النزيهين وبما يحقق نجاح العمل الحكومي من جهة ، وتقدم في رؤية الصدر الاصلاحية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير