الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استهدافات آل سعود من إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب

عليان عليان

2016 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


استهدافات آل سعود من إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب
بقلم : عليان عليان
ليس مفاجئا ً صدور قرار مجلس التعاون الخليجي الذي يصنف فيه حزب الله منظمة ارهابية ، وليس مفاجئا ً صدور ذات القرار من مجلس وزراء الداخلية العرب التابع لجامعة الدول العربية، لأن الجامعة العربية لم تعد جامعة عربية، منذ الخريف العربي الذي تحولت فيه الجامعة إلى أداة رخيصة وطيعة لتنفيذ التعليمات الأمريكية في ليبيا واليمن وتونس ومصر وغيرها ، ولتنفيذ هذه التعليمات ضد حلف المقاومة وفي القلب منه سورية العروبة ، حيث فشلت جراء تماسك القيادة والجيش بالاستناد إلى حاضنة شعبية كبيرة.
في بدايات الخريف العربي ، استلمت امبراطورية قطر دفة قيادة جامعة " المستعربين " ما مكن حكومة قطر من استدعاء التدخل الأجنبي " الناتو في ليبيا بقرار واضح وصريح من الجامعة، وما مكنها من تقديم التسهيلات الاعلامية والمادية لجماعة الأخوان المسلمين في مصر للسطو على ثورة 25 يناير.
وظلت الأداة الصهيو أميركية – حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها آنذاك – يصول ويجول بعباءته منفذاً التعليمات الأمريكية الصهيونية بدقة ، وفي الذاكرة دوره الخياني إبان اندلاع الأزمة السورية ، الذي انتهى بتجميد مقعدها في الجامعة.
وظلت امبراطورية قطر تمسك بمقود قيادة "جامعة المستعربين" حتى قيام المصالحة مع السعودية ، التي استلمت دفة قيادة الجامعة بدلاً منها، لتوظيف الجامعة ضد سورية، في إطار توزيع للأدوار بينها وبين قطر، لدعم قطعان الإرهاب في سورية عبر البوابة التركية ، حيث تعزز هذا الدور في عهد الملك السعودي سلمان وابنه محمد بن سلمان .
قرار مجلس وزراء الداخلية العرب المنسجم مع قرار مجلس التعاون الخليجي هو قرار سعودي بامتياز- كما وصفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله - تم فرضه بأكياس البترودولار وبتحرير الشيكات لهذا الوزير أو ذاك ، وإلا كيف نفسر موقف وزير الداخلية التونسي ، الذي وافق على القرار دون الرجوع للحكومة التونسية التي تبرأت منه ، وكذلك الحال بالنسبة للجزائر التي تبرأت بقوة من موافقة وزير داخليتها عليه ، في حين تبرأت منه حكومة سلطنة عمان علىى طريقتها عبر عدم نشر بيان الداخلية العرب والاكتفاء بمانشيتات صحفية حول مكافحة الارهاب. .
القراران الخيانيان المختومان بختم آل سعود ، شكلا في المحصلة تتويجاً لمسلسل اللقاءات الإسرائيلية السعودية في تل أبيب والرياض ، التي كشفت عنها القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائييلي ، وأسفرا وفق العديد من التسريبات الاعلامية عن اتفاق بينهما شمل ما يلي :
أولاً : الضغط على لبنان عبر ( أولاً) سحب منحة التسليح للجيش اللبناني والتي كانت ستتم من المخازن الفرنسية بتمويل سعودي ، وذلك بذريعة الخشية من انتقال السلاح من الجيش اللبناني لحزب الله ( وثانياً ) عبر سحب الودائع السعودية من البنك المركزي اللبناني ، وذلك في محاولة بائسة لتحريض الشارع اللبناني على حزب الله .
وفي هذا السياق ، حضر سعد الحريري من منفاه الاختياري، لينفذ المهمة السعودية الصهيو أميركية في التحريض على حزب الله عبر تحالف 14 آذار الانعزالي.
ثانيا: خلق بيئة إقليمية حاضنة لأي تحالف عدواني رجعي صهيو أميركي ضد حزب الله ، توطئة لشن عدوان عليه بالاعتماد أيضاً على الأدوات المحلية الانعزالية في لبنان وتسليحها ، ولعل توقيف السفينة التركية المحملة بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر من قبل البحرية اليونانية ، والتي كانت في طريقها إلى لبنان لمؤشر كبير على ذلك المخطط .
ثالثا : إرباك حلف المقاومة عشية استئناف انعقاد جنيف (3) واستثمار ذلك كورقة ضغط على المفاوض السوري.
لكن هذا المخطط لن يجد طريقه للتطبيق ، جراء (أولاً) خشية العدو الصهيوني من أية مواجهة مع حزب الله، في ضوء التطور الكمي والنوعي لسلاح وقدرات حزب الله ، التي ستصيب العدو في مقتل.
ولعل ما ورد في خطاب نصر الله عن قنبلة المقاومة التي ستضرب حاويات الأمونيا في ميناء حيفا ، وتقديرات العدو لامتلاك الحزب ما يزيد عن مائة ألف صاروخ موجه ، وكذلك امتلاكه لرادارات متطورة ومنظومة صواريخ أرض - جو سيجعل العدو يحسب ألف حساب في المواجهة مع الحزب، سواءً دخل الحرب للوحده أو في إطار تحالف مع السعودية وغيرها.
( وثانياً )لأن حكومة العدو الصهيوني تدرك أن الجيش السعودي لا يمكن الاعتماد عليه في أية مواجهات قادمة ، وأمام ناظريها فشل هذا الجيش في تحقيق انجازات على أرض اليمن بعد سنة من عدوان " عاصفة الحزم " عليه ، وأمام ناظريها أيضاً أن الحكومة السعودية اضطرت للاعتماد على الطيارين الإسرائيليين في قصف الشعب اليمني وبنيته التحتية نظراً لعدم كفاءة وقدرة طياريها .
( وثالثا) لأن حكومة العدو تدرك أن ما يسمى بالتحالف العربي والإسلامي الذي شكلته حكومة آل سعود لشن العدوان على اليمن ، هو تحالف شكلي وأن من يقاتل معها في اليمن مجاميع مرتزقة من أفريقيا ومن منظمة " بلاك ووتر " وغيرها.
ما يجب الإشارة إليه هنا ، إلى أن القرارين السعوديين (قراري مجلس التعاون ومجلس وزراء الداخلية العرب) يعودان أيضاً إلى عدة اعتبارات أبرزها :
أولاً : الانتصارات الإستراتجية التي حققها حلف المقاومة بدعم روسي غير مسبوق، ضد فصائل الإرهاب في سورية ، والتي حررت مساحات هائلة من أرض الوطن من قبضة الإرهابيين، وأجبرت الإدارة الأمريكية وبيادقها في السعودية وقطر وتركيا وأدواتها في سورية، على توسل قرار وقف إطلاق النار بعد أن كانت ترفضه ، متوعدةً النظام العروبي في سورية بالسقوط والويل والثبور.
ثانياً : لأن حزب الله – على وجه التحديد- لعب دوراً فاعلاً وهاماً في هزيمة الإرهاب في سورية ، منذ معركة القصير وصولاً لمعارك القلمون وما بعد القلمون وحتى اللحظة الراهنة، وشكل سنداً إستراتيجياً للجيش العربي السوري لتحرير المناطق السورية التي كانت تخضع لسيطرة الإرهابيين .
ثالثاً : لأن حزب الله – بالاستناد إلى قدراته القتالية وتحالفه مع سورية - خيب أمال آل سعود بانتصاره على الكيان الصهيوني عام 2006 ، وفي الذاكرة عندما توسلت الحكومة السعودية رئيس وزراء العدو آنذاك يهودا أولمرت ، في أن يستمر في الحرب ضد حزب الله ، وكان رده : بأنه لا يستطيع بحكم الخسائر البشرية والمادية الهائلة في صفوف(الجيش الإسرائيلي).
وأخيراً : وباختصار شديد - وفي ضوء ما تقدم – نجزم بأن حزب الله وسورية العروبة عصيان على الكسر ، وأن معسكر العدوان على سورية والمقاومة إلى فشل وهزيمة محققة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي