الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يصلح العبادي ما افسدته المحاصصة ؟

احمد عبدول

2016 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


لا يخفى على احد منا ، ما تشهده العملية السياسية ، منذ عام 2003 حتى كتابة تلك السطور ، من مشاكل وازمات اخذت تتراكم مع مرور الايام ، حتى تكلست وتصلبت، فلم يعد من السهل اجتيازها ، والتخلص من افرازاتها وتداعياتها ، فقد اضحت تلك المشاكل عصية على الحل ،لا سيما وان طبقتنا السياسية ، لم تتصد لها بشىء من الموضوعية والعقلانية والحيادية، بل انها كانت تذهب في كثير من الاحيان ، الى تسطيح الامور، وعدم تقديرها بشكل واف ودقيق ، فلو امعنا النظر وعلى امتداد السنوات الفائتة ، لوجدنا ان اغلب الكتل السياسية ، انما كانت تكتفي بتقديم الاطر، ووضع الصيغ السياسية النظرية الجاهزة ، لمختلف الازمات التي اعترضت سير العملية السياسية ، دون الغوص في صلب تلك الازمات ، التي يراد لها الحل ويبتغى الاصلاح .
لقد بات القاموس السياسي العراقي اليوم متخما ، بشتى المصطلحات ، التي تطفو بين الحين والاخر للسطح( السياسي والاعلامي) ،ابتداءا من المصالحة والاصلاح مرورا بأطروحة الطاولة المستديرة وحكومتي تصريف الاعمال والطوارئ ، انتهاءا بحكومة التكنوقراط ، الى اخر تلك الصيغ التي باتت قاصرة عن تحقيق الحد الادنى مما تنشده الجماهير .
ان كل تلك المسميات المجردة قد اثبتت فشلها الذريع ، ذلك لأننا اليوم لا نحتاج الى هذا الكم الهائل من هكذا صيغ ومفردات ، بقدر ما نحتاج الى عمل سياسي متوازن ، تغلفه الرغبة الصادقة ، في بناء ما تم تخريبه على امتداد ثلاثة عقود عجاف ، غلفها نظام البعث بطابع الحروب والغزوات العبثية والبربرية .
العراق اليوم محتاج الى تكتل تجمعه روح الفريق المتجانس ،الذي يقدم الولاء للوطن على ما سواه من ولاءات فرعية وجانبية .
العراق اليوم بحاجة ماسة الى ان يكون خارج اطر المحاصصة ، التي ضيقت الخناق على شخص رئيس الوزراء ؛ حتى اصبح ارفع منصب ينص عليه الدستور العراقي مقيدا مصفدا ، لنصبح امام رئيس للوزراء لا يقوى على الحراك الا ضمن محيط ضيق ومحدد ، بسبب سطوة الاحزاب وقوة الفرقاء .
للمحاصصة الحزبية والسياسية والفئوية، تاريخ طويل مع العمل السياسي داخل العراق ، منذ عقود من الزمن، حيث كانت تلك العقبة، احدى اهم اسباب عدم استمرار تجربة الزعيم الوطني الراحل (عبد الكريم قاسم) (رحمه الله ).
اليوم تقف المحاصصة بأعنف صورها، واوضح تجلياتها ، بوجه السيد رئيس الوزراء ، فهل يستطيع السيد حيدر العبادي ان يذلل هذه العقبة ،ويجتاز تلك المفازة ، التي اصبحت سببا من اسباب فشل تجربتنا السياسية ،وتردي واقعنا الامني والاقتصادي والاجتماعي ، يبدو ان الجواب ليس سهلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س