الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثائر ... من يكون ؟

نبيل تومي
(Nabil Tomi)

2016 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



غريبة هذه الكتل والأحزاب الحاكمة في العراق فمنذو سقوط جرذ الجرذان صدام ولليوم لم يشهد الشعب العراقي منها سوى الصراع من أجل الحصول على مكاسب وتحشيد أعضائهـا ومؤازريهـا ضد الآخر ، من أجل بقائهـا وصيرورتهـا ، والأغرب أن أغلبهـا مشاركة في تقاسم السلطة والمكاسب والنهب واللصوصية والفساد وهي ماتزال على نفس النهج سائرة .
وحين حانت ساعة المحاسبة والمحاكمة تبارت كلهـا في مواجهة الفساد وطالبت بالتغير ، وأني رغم دراساتي الكثيرة والمتشعبة في التأريخ لم يمر عليةّ يومـاً أو أعرف شخصية فاسدة حاكـمت فاسد ، إلا في العراق بلد الألف حرامي وحرامي وألاف الفاسدين .
وثبت بالمطلق هذا منذو وقع الوطن في معادلة المحاصصة والطائفية والكتل والأحزاب الكارتونية ، و لهذا السبب جاء أنطلاق تظاهرات الشعب العراقي الرافضة لواقعه المريرالذي أوصلتهُ اليه هذه الكتل والأحزاب المافيوية دون أستثناء وليس لأحد منهـا الحق في أن يبرء نفسه ، الكل سرق والكل أجرم بحق الشعب وبحق الدين وبحق الأنسانية ، أن الجميع متهمون ولكن متى يكون الحساب فوالله لن يكون ذلك ممكنـا مـا دام الشعب مؤمن بأن خلاصهُ بين يدي العمائم أو بين المقابر والأضرحة فسيبقى سلطان الطواغي المتخلفين واقع عليهم كسيف الدواعش على رقبة الكفار، والعجب العِجاب أن الجميع يـنـتقـد الفساد ويبرئ كتلته .... فمن ياترى هو المدان .
من الممكن أن تخرج علينـا الحكومة بتظاهرات ضد الشعب العراقي قريبـاً تدينهُ بالتواطئ مع الأجنبي ضد العراق وتتهمه بأنه السبب في أنهيار الاقتصاد وتردئ الأوضاع وتفشي الفساد والبطالة وموت الصناعة والخدمات، ويشيرون على الشعب بالخيانة العظمى ، وهذا أحد أختيارات العبادي ومن معه من المتربعين على الكراسي ، أن جميع الكتل تحكم العراق وتتقاسم المناصب في الوزارة والبرلمـان وفي مجالس المحافضات والأقضية والنواحي ناهيك عن كل شراين الدولة على سبيل المثال الكتلة الصدرية التي شاركت منذو أول وزارة ولحد اليوم بمجموعة من الوزارات والأن لهـا ستة وزارات خدمية وأربعين نائب في البرلمـان وغيرهـا من المناصب كمدراء العامين ووكلاء وزارات ومفتشين و.. و... إلخ من المناصب !!
فياترى أين كانت طوال هذه السنين لتتذكراليوم أن الشعب يعيش كارثة الفقر والجوع والقتل ، وتلك المهازل والفضائح والسرقات تنهش به ، ليآتي البعض اليوم ويطلق عليهـا وعلى قائدهـا بالثائر، آولم يشاهد أو يشعر هذا الثائر بكل هذه المآسي طوال هذه السنوات، أين كانت هذه الكتلة الثائرة اليوم بقوة من حالة البوؤس التي وصل أليهـا شعبنـا ، على الاقل في مدينة الفقراء ( الثورة ، صدام ، الصدر) لمـاذا الجميع يستغل هؤلاء المساكين الفقراء الطيبين من أبناء هذه المدينة الباسلة ، وبتالي لم يقدم لهم يد العون بل لم يقدم ولو مستوصف واحد ... لم نرى منذو التغير لحد اليوم بنـاء مدرسة واحدة أو مركز ثقافي أو مكتبة أو ...أو ،هل عمرت شوارعهـا أو مجاريهـا آولم تكن هذه الكتلة على طوال هذه السنوات هي السنتر والقائد في هذه المدينة المنكوبة التي أعطت أعداداً كبيرة من شهداء وضحايـا في كل العهود مـا لم يعطية كل العراق مجتمعاً . فأين الأنصاف ورد الجميل لأبنائهـا وهي مدينة لثورة وستبقى كذلك .
أن الثائر الصدر ثار من أجل أسم عائلته خوفـاً من تلطيخه بالخزي والعار ولم يثور من أجل أبناء هذه المدينة المستباحة والمقـتولة والمغتصبة حقوقها ، كل يوم هي المغدور بها ، كل يوم والعشرات من أبنائهـا يتحولون إلى أشلاء متناثرة في الحرية والشعلة والثورة الخامسة وسوق مريدي وغيرهـا من مناطق الفقراء والجياع أصحاب المروؤة والغيرة والشرف والتضحيات الجسام ، فمن المعيب أن يأتي أي أحد ليزايد عليهم ، فهم أكبر من المزايدات وأكبر من الضحك عليهم .
عجبي أيهـا الثائر .... اين أنت من الثورة الحسين التي قامت ضد الظلم منذو 1400 عام ولا زالت حية في قلوب الملايين ... أتمنى أن تأخذ منها الدروس الحقيقية والعـِبَـر ، لأن ثورة الحسين لم تكن من أجل أكتناز الثروات وتكديس الأموال وشراء العقارات أو الوزارات ولم تكن من أجل تحشيد الولاءات ، بل كانت ثورة من أجل الفقراء والمعوزين والمحرومين ، فإن كنت ثائراً فقم لأجل هؤلاء فقط ، وحين تصبح ثائرعليك أن تخرج دون حمايات أو مسلحين فالشعب هو الحامي والقادر على تحقيق الثورات ، كان غاندي حافيـا ولا يملك شيئ حينمـا أعلن ثورتهُ البيضاء وسار حتى أنتصرت بقوة الشعب وليس بقوة المال المنهوب أو السلاح ،لم تنجح ثورته بلملمة الأنتهازيين والأفاقين والراقصين على مختلف الأنغام والحبال .
سيدي أن ترغب في أن تكون ثائراً فألحق بأرنستو جي فارا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجرذان
سيلوس العراقي ( 2016 / 3 / 11 - 17:59 )
ان الجرذان خرجت من المجاري القذرة
من بعد سقوط بغداد عام 2003
وسوف تظل تقضم بالعراق وثروته
الى أن تجعل منه هيكلا عظميا جافا أجردا فارسيا
هذه كانت امنيتكم قبل 2003
وحققتموها
مبروك عليكم انتصارات وحكم الجرذان
هذا ما يقوله الواقع من دون رتوش
وهذه الحقيقة التي لا يمكنكم أن تفهمونها
حتى الاميريكان اعترفوا بها

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي