الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذا فويس كيدز وذائقتنا الفنية

احمد عبدول

2016 / 3 / 13
الادب والفن


البرامج التي تعنى بتنمية المواهب الفنية والغنائية ، والتي اخذنا نتابع فصولها عبر فضائية الـ 1mbc ، باتت تمثل للعائلة العربية عموما والعراقية على وجه الخصوص ، محطة استراحة وترويح عن ذاتها المثقلة بشتى انواع الهموم والابتلاءات.
برامج اعداد وتأهيل الاصوات ابتداء من برنامج آرب ايدول وذا فويس والتي استمعنا من خلالهما الى اصوات عراقية واعدة مثل صوت الفنان (ستار سعد ) و(علي حسن ) و(برواس حسين ) و(اسامة ناجي ) الذي اطلقت عليه الفنانة الكويتية (احلام ) لقب (مزمار ارب ايدول ) هؤلاء الموهوبين اعادوا الى ذاكرتنا الغناء العراقي بحلاوته وشجنه وايقاعاته وبستاته ، التي تجاوزت الحدود وطبقت الافاق ابان عقود اربعينيات وخمسينيات القرن الفائت ،لا سيما اغاني سفير الاغنية العراقية الراحل ( ناظم الغزالي) الذي غنت له تلك المواهب مجموعة من اروع مما قدم (طالعه من بيت ابوهه) و(فوك النه خل فوك) (احبك وحب كلمن يحبك)
برنامج ذا فويس كيدز ، الذي يعنى بمواهب الاطفال من مختلف البلدان العربية ، جعلنا وجها لوجه مع الطفلة العراقية (ميرنا حنا ) التي عززت مكانة العراق فنيا ،عبر صوتها المكتنز بالنغم ، والمترع بمستويات عليا من الاداء المتميز ، وهي تغني بصحبة السمراء ( تارة صلاح ) (ميحانة ميحانة) وسط هتاف الجماهير وتساقط دموع الاهل والاصدقاء.
(حلو حلو اهواي حلو اشكد حلو والله ) للراحلة (زهور حسين ) التي لحنها وكتب كلماتها الراحل (عباس جميل ) كانت حاضرة في ذا فويس كيدز ، وهي تعود بالذاكرة العراقية الى عقود من الزمن الجميل ، تلك الذاكرة التي شوهتها سنوات الحروب وعقود الموت والدم والبارود ،حتى خفنا ان تكون قد غادرت اخضرارها ، واذا بها اليوم تنتعش على وقع اصوات عراقية ، تنطوي على مساحات جمالية وذوقية واعدة .
ذا فويس كيدز كان له الفضل في ان نسمع ونرى اطفالنا يرددون لعمالقة الغناء العراقي بعد ان جهلوا تلك الاسماء ، جراء موجات الحرمان والاغتراب عن الروح العراقية والحس البغدادي الرفيع .
ما يحسب لـذا فويس كيدز كذلك ، توحيده للمجتمع العراقي على مختلف مكونات طيفه المذهبي والأثني ، وهو خلاف ما عودتنا عليه الطبقة السياسية في الاعم الاغلب منها ،والتي قدمت لنا مواد جعلتنا اكثر فرقة ، واشد اختلافا .
(ميرنا حنا ) التي خرجت من العراق هربا من دعاة الحقد ومنظري الشؤم ممن يكره الحب ويخاف الفنون ويحاذر من سماع الموسيقى التي تضبط ايقاع النفس، وتجعل من الحياة محطة امل واستراحة فؤاد ، اصرت على مواصلة مشوارها الفني المناهض لكل طروحات الكراهية ، لذلك كله يخاف الارهاب وجود اطفال على غرار ميرنا ، وامير ، وزين عبيد ، واخيرا ( لين الحايك ) التي صوت لها الجمهور، فحظيت بكأس ذا فويس كيدز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202


.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024




.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-


.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم




.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3