الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تحتاج حضارتنا: الهدم أم البناء!!

ساكري البشير

2016 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الهدم أم البناء، قصة توأم يتلازمان بتلازم الزمان والمكان، فإن لم تتحقق الثانية في المجتمع تحققت الأولى، وهكذا يقع المتغيرين في مسارين متوازيين في العلوم الرياضية لأنهما يسيران في نفس الإتجاه ولكن لا يلتقيان مهما كلف الأمر، أما في العلوم الإجتماعية فنقول بأنهما متناقضين تماما.
ولو حاولنا الإلمام بمقصدنا من هذا العنصر وحسب إستعراض العنوان لقلنا بأننا نسعى للبناء، إلا أننا نعيش في عالم تم هدمه منذ القرن الثالث عشر، ثم أتت محاولات لإعادة بنائه من جديد في القرن التاسع عشر، ولكن سرعان ما باءت بالفشل، لهذا أؤكد بأن مجتمعنا العربي والإسلامي يحتاج لترميم فقط، من أجل مواصلة تلك النهضة أو الحركة التي صنعها أمجاد القرن التاسع عشر.
وأول شيء يجب أن نحاول القيام به هو هجر أولئك الذين خدعونا لطيلة هذه السنين، الذي يتظاهرون بأنهم يملكون الحقيقة بين أيديهم، وأن إنتسابهم لرأي معين وقناعتهم بصحتها ما هو في نظري إلا مسايرة الرياح فقط وتقليدا لأسيادهم، وليس لهم من الحقيقة ما يقنع فردا واحدا، ولا يبني عمودا واحدا.
يجب علينا دراسة موروثنا الفكري من أجل تنقيته من الشوائب التي أصابته مع التناقل من جيل لجيل، ولا بد أن نعي أن من يقوم بهذا سيلقى في ثنايا خُطاه إعاقات، وقد تكون تهديدات لشخصه وفكره من قبل أولئك الذي يتعصبون لأحد الآراء المعارضة لذلك، كما تم مهاجمة الدكتور عدنان إبراهيم، حين أعلن للناس عامة أن صحيح مسلم يحتاج لمراجعة لأنه يؤكد مثلما أكد غيره من كبار مفكرينا أن فيه أحاديث ضعيفة مثلما أكده الشيخ لألباني رحمة الهر عليه.
يجب أن لا تبحث عن الشهرة والمال بإلتزامك بأحد القضايا العالمية، أو أن تدافع عن قضية ما بدافع المصلحة، بل حاول أن تتبرأ من ذلك في أول خطوة لك، لأنه حالما تسير في هذا الطريق ستجد الكثير من الإغراءات التي ستعرض عليك بين الحين والآخر، إما لتصمت، أو لتدافع عن باطل، فتكون ممن يخدم الآخر لهلاك نفسه وأمته، أو أن تخاطر بمواجهة السلطة إبتغاءا لمنصب، أو شهرة لأنك خضت معركة مع من لا يقوى أي مفكر أو مثقف على الخوض فيها، بل إسعى لبناء المجتمع فكريا بدلا من البحث عن السلبيات وتعريتها فقط، دون طرح البديل.
وإن فعلت ذلك، فأنظر لنفسك أمام مرآة وستكون وحدها كافية لتخبرك حقيقتك، وتُدلي على خيانتك، لأنّ الصمت وعدم الإكتراث بقضايا المجتمع وحدها كافية لتصنفك ضمن خانة الخونة، فما بالك بالتعامل مع أعداء الأمة لمساعدتهم على نشر الطائفية، وتحريض فئة على فئة أخرى؛ لذلك أنت مطالب -كما يقول باسكال بونيفاس- " بوضع موهبتك وشهرتك في خدمة قضايا أكثر عمومية، والإلتزام بالنضال ضد المظالم".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء