الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عازف المزمار و الاطفال (1)

الياس ديلمي

2016 / 3 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في ليلة من الليالي الشتوية فتحت كتابا يحتوي على اروع القصص العالمية فاخترت من بينها قصة ( عازف المزمار و اطفال هاملن ) ...
ملخص تفاصيل الحكاية التي تدور أحداثها في مدينة صغيرة في ألمانيا وأسمها هاملن تتمثل في الكثير من الدروس والخبايا و باختصار فإنها تتحدث عن مدينة هاملن الألمانية الواقعة على ضفاف نهر فيسر والتي غزتها الجرذان فجأة بأعداد كبيرة حتى ضاق السكان ذرعًا بها وأوشكوا بسببها على ترك منازلهم والهجرة إلى مدن أخرى بعد أن فشلت جميع محاولاتهم في التخلص منها. وفي مسعى أخير لإنقاذ المدينة أعلن رئيس بلديتها عن مكافأة قدرها 1000 قطعة ذهبية تقدمها المدينة فورًا لكل من يستطيع تخليصها من أسراب الجرذان الغازية. ولم يمض وقت طويل على هذا الإعلان السخي حتى ظهر عازف مزمار غريب يرتدي ملابس المهرجين زعم بأنه قادر على تخليص المدينة من جرذانها بواسطة ألحان مزماره السحري، وفعلًا عندما بدأ بالعزف على مزماره السحري تبعته كل جرذان المدينة بشكل عجيب حتى قادهم إلى خارج المدينة وعندما وصل إلى النهر بدأت الجرذان بإلقاء نفسها في النهر .
وعندما أخلف سكان البلدة بوعدهم ولم ينفذوا الإتفاق قرر عازف المزمار أن ينتقم منهم شر انتقام، فعاد في صباح اليوم التالي بينما كان جميع الرجال والنساء مجتمعين معًا في دور العبادة احتفالًا بأحد الأعياد الدينية، وقف عند بوابة المدينة وبدأ يعزف ألحانه السحرية من جديد، وهذه المرة كان لتلك الألحان وقعًا وأثرًا سحريًا عجيبًا على أطفال هاملن الذين ما إن التقطت آذانهم الصغيرة تلك الموسيقى الشجية حتى تركوا منازلهم وهرولوا نحو عازف المزمار لا يلوون على شيء.. وتمامًا كما حدث مع الجرذان، فقد قاد عازف المزمار الأطفال إلى خارج المدينة، لكنه لم يلقي بهم في النهر بالطبع، وإنما أخذهم معه إلى داخل جبل كبير يقع عند أطراف مدينة هاملن واختفى هناك مع الأطفال إلى الأبد ..
و هكذا قمت بإنهاء هذه القصة المثيرة بعد رحلة عقلية خيالية جعلتني اتوقف في محطاتها الرائعة و قمت بختام الرحلة بوضع راسي على وسادتي و قبل ان ادق ابواب النوم و الراحة طرقت عدة تساؤلات باب تفكيري فلم اتورع عن فتحه و استقبالها للمبيت بتحضير عجل حنيذ فلما رأيت ايديهم لا تصل اوجست منهم خيفة و ظننت ان الشياطين قد حضرتني فقالوا لا تخف انا ارسلنا الى عقلك ..
ما ان ولجت التساؤلات دائرة تفكيري حتى بدأت الة العقل في العمل و و انتاج هذه التساؤلات في في شكلها النهائي ..
+ كيف و من اين اتت هذه الجرذان بهذه الاعداد الكبيرة و اين ذهبت كل هذه الحيوانات من قطط و كلاب و ثعابين و مخلوقات اخرى تقوم بردع تلك المخلوقات المفسدة ؟
+ الم يكن في البلدة رجل رشيد يقوم بإيجاد حلول للقضاء على هذه الجرذان من خلال الخروج للبلدات المجاورة و شراء مواد تساعد في القضاء على هذه القوارض ؟
+ ما السر في عازف المزمار؟ هل في مزماره ام في شخصه ام في نوتات لحنه ؟
+ هل كانت من الحكمة توجيه الجرذان الى النهر و القائهم فيه ؟ ام ان لهذا الفعل نتائج وخيمة ؟
+ لماذ لم يلق العازف بالأطفال في النهر كما فعل مع الجرذان ؟
+ ما فائدة اخذ اطفال اهل البلدة جميعا مع الحفاظ على حياتهم ؟
+ ترى هل قام بالتخلص منهم فيما بعد ؟
+ هل انتقام العازف مشروع ام لا ؟
+ لماذا لم يقم العازف بالانتقام من اهالي البلدة بإلقاء سحر مزماره عليهم مباشرة ؟
كل هذه التساؤلات الليلية المضحكة كانت ضيفا ثقيلا جعلتني ادخل ابواب النوم عنوة دون استئذان عسى ان افوز بنصيب من الراحة فيرتاح من قام باستقبال الضيوف و التفاعل معهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق


.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون




.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع


.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف




.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية