الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البروتستانت الإنجليز و (البروتستانت) الأعراب

محمد بن زكري

2016 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


البروتستانت الانجليز ، المعروفون في تاريخ الغزو الهمجي الأوربي لبلاد الهنود الحمر (العالم الجديد) باسم البيوريتانيين أو الحُجّاج ، ارتكبوا أفظع جرائم التصفية العرقية في تاريخ الجنس البشري ، باسم الديانة البروتستانتية .
و كم هو الشبه كبير بين ما ارتكبه البروتستانت الإنجليز من جرائم إبادة و نهب ، بحق سكان (العالم الجديد) الأصليين من الهنود الحمر ، في القرن السابع عشر ، و بين ما ارتكبه المسلمون العرب من قتل جماعي و نهب ، بحق سكان شمال أفريقيا الأصليين من الأمازيغ ، في القرن السابع ، باسم الإسلام .
و " الحجّاج " أو القديسون ، هو مصطلح يطلقه الأمريكان - بكل التقدير والتبجيل - على المستعمِرين الإنجليز الأوائل (البيض الانجلوساكسون البروتستانت) ، الذين أسسوا المستعمرات الانجليزية على أنقاض مستوطنات شعوب الهنود الحمر . (على خِلاف المسلمين العرب ، الذين هدموا و خرّبوا و لم يعمّروا) .
و أصل التسمية (الحُجّاج / القديسون) أنّ المستعمِرين الانجليز البروتستانت ، كانوا يعتبرون بلاد الهنود الحمر ، هي أرض (كنعان) الجديدة ، التي منحها الرب للانجليز ، كما كان قد منح أرض (كنعان) التاريخية لليهود . وأن الرب (ثلاثيّ الأقانيم) قد أباح للبيض الانجلوساكسون البروتستانت أن يقتلوا الهنود الحمر (الكنعانيون الجدد) ، مثلما كان رب اليهود (يهوَه) ، قد أباح لشعبه المختار بني إسرائيل ، أن يقتلوا (الكنعانيين) في أرض (كنعان) التاريخية ، ليحلوا فيها محلهم . تماما كما أباح رب العرب المسلمين (الله) لـ (الأشراف) أن يقتلوا (الموالي البربر) و يستوطنوا بلادهم ، تنفيذا للمشيئة الربانية .
وبهذا التبرير (الديني) البروتستانتي ، تم إحلال شعب بدل شعب وثقافة بدل ثقافة - كما عبر منير العكش في مقدمة كتابه : أميركا و الإبادات الثقافية - وتاريخ مزور بدل تاريخ أصيل ، في الأرض التي صارت تُعرف باسم أميركا . تماما كما حاول العرب الحلول محل الأمازيغ في بلاد الشمال الأفريقي ، غير أنهم لم يفلحوا إلا بقدر بالغ الضآلة ، لكنهم أفلحوا تماما في إحلال ثقافة أجنبية وافدة بدل ثقافة محلية أصيلة ، و إحلال تاريخ عربي مزور بدل تاريخ ليبي أصيل .
و كما اعتبر المسلمون العرب ، أن قتل (البربر) الكفار، هو تقرب لربهم (الله) ، فكذلك اعتبر البروتستانت الإنجليز ، أن قتل الهنود الحمر (أو الكنعانيون الجدد) هو تحقيق لمشيئة الرب ، و أن أرض الهنود الحمر (أميركا الآن) هي أرض كنعان الجديدة ، التي وهبها الرب لشعبه المختار من البيض الأنجلوساكسون
. فما ارتكبه الغزاة البروتستانت (الكالفينيون بالأساس) من مجازر إبادة جماعية بحق الهنود الحمر ، يفوق في بشاعته الدموية كل ما ارتكبه الكاثوليك في حروبهم الصليبية . و لا يشبهه غير ما ارتكبه المسلمون العرب بحق الشعب الأمازيغي في شمال أفريقيا .
و استطرادا ؛ فإن أتباع العقيدة الدينية البروتستانتية ، هم إحدى الطوائف المسيحية ، التي تُعرف في الأدبيات اللاهوتية - و السياسية أيضا - باسم المسيحية الصهيونية ، و تقوم في إحدى ركائزها على الإيمان ، بنزول المسيح من السماء في آخر الزمان ، ليقود معركة (هرمجدون) الفاصلة في أرض الميعاد ضد الكفار (كل من لا يؤمن بالعقيدة الصهيو مسيحية) ليلقي بهم الرب في بحيرة النار بهاوية جهنم .
و الخلاصة .. كل الغزاة المستعمرين ، باسم الدين ، هم في تاريخ الكراهية و العنف و الإرهاب و الخرافة سواء ؛ فتلك هي طبيعة الاستعمار الاستيطاني الإلغائي .. في كل زمان ومكان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى