الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- آثار فلسطين - ... احتلال ، سرقة ، تدمير

حسام أبو النصر

2016 / 3 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


منذ فجر الاحتلال أخذت إسرائيل على عاتقها تدمير وسرقة وإخفاء كافة الآثار والمعالم التي تدل على عراقة الحضارة الكنعانية والتجذر العربي على ارض فلسطين ونستطيع القول أن عملية سرقة ونهب الآثار زادت بعد عام 1967 وهزيمة العرب واحتلال باقي الأراضي العربية وتجلى ذلك بعمليات التنقيب الغير شرعية والتي قامت بها السلطات الإسرائيلية في القدس بالاستعانة باحثين اثار يهود بذريعة البحث عن هيكل سليمان المزعوم ، إلا أن الموضوع لم يقف عند هذا الحد فقام موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك بالإشراف شخصيا على عمليات النهب فيما عرف بسرقة كبرى في موقع تل العجول " النصيرات " وهو موقع الملكة هيلانة الحالي وتم سرقة كافة الآثار المكتشفة منها آثار كنعانية ومجسمات وأواني فخارية ضخمة ، كما سرق منها فيما عرف بالآثار الفرعونية وتماثيل لملوك مصريين وآثار مصرين ( 1 ) دلت على عمق العلاقة بين الحضارة الكنعانية والمصرية آنذاك وقد اشتهرت في الأسرة الثانية عشر من خلال رسائل تل العمارنة التي اكتشفت في مصر وذكرت المدن والملوك الكنعانيون الفلسطينيين وعلاقة الفراعنة بهم وذكرت القدس عدة مرات فيها باسم اورسالم .وهنا اقسم وضع الآثار الفلسطينية الى مرحلتين مهمتين في الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين المرحلة الأولى مرحلة الحفر والتنقيب والسرقة والنهب بدأت منذ عام 1967 بشكل علني فقد نشرت صحيفة يديعوت احرنوت في 27/4/1986 ان سلطات الاثار اكتشفت الكثير من القبور في منطقتي نابلس والقدس الشرقية وهي غنية بالمواقع الاثرية ، فيما نقلت الصحف الاسرائيلية ان عن ظابط اثار انه تمت مصاردة قطع اثرية في نابلس ( 2 ) ، والمرحلة الثانية مرحلة التدمير وطمس ما تبقى من آثار فلسطين بدأت بشكل علني بعد اندلاع انتفاضة الأقصى 2000 وهذا لا يعني انه لم تحدث خلال هاتين الفترتين عمليات تدمير ولكن بشكل غير واضح وسري .
في المرحلة الأولى استطاعت إسرائيل ان تسرق من الآثار الفلسطينية الهامة والمخطوطات في غزة والضفة الغربية وحولت جزء كبير منها إلى المتاحف الإسرائيلية من أهمها آثار غزة ومخطوطات البحر الميت ومواقع أخرى في الضفة الغربية وقد قام باحثين فرنسيين خلال الأعوام السابقة بتسليط الضوء على المتحف الإسرائيلي في تل أبيب والذي يعرض هذه الآثار ، اما المرحلة الثانية بعد ان بدأت إسرائيل بقصف وتدمير كافة المنشات الفلسطينية فكان واضح من خلال أهدافها تدمير الآثار الفلسطينية فكان آخرها تدمير مسجد النصر الأثري والذي يعود بناءه لعام 637هـ كما دمرت مركز شرطة بلدية غزة الذي بني في ثلاثينات القرن الماضي ، كما استولت على عدة مواقع اثرية منها قبة راحيل ومسجد بلال بن رباح فيما ظلت أعمال التنقيب في القدس وما حولها حتى اليوم حيث اكتشفت مؤخرا " 2009 " قطع ذهبية نقدية يعود تاريخها لنهاية العصر البيزنطي عام 610 م ـ 614 م تحمل صور القيصر هيراكليوس وقامت إسرائيل بمصادرتها ، وشهد نيسان 2002 على اكبر عملية تدمير واعتداء على اثار فلسطين شملت اقتحام البلدة القديمة في نابلس وحي الياسمين الاثري وجامع الخضرا المملوكي ومصبنتي كنعان والنابلسي الاثريات ودير الروم الارثوذكس ( 1881 ) فيما تم اقتحام بلدة بيت لحم وأحدثت دبابات الاحتلال دمار هائل في الازقة القديمة واعتدت على كنسية المهد واحرقت غرفة سكن الرهبان اثناء ما عرف بحصار كنسية المهد لمناضلين ومدنين لجؤا الى الكنيسة احتماءا من غدر الاحتلال ، وفي عام 2005 قامت جرافات الاحتلال بهدم السور الخارجي للكنيسة البيزنطية في غزة التي بنيت عام 444 م فيما قامت الدبابات عام 2007 و 2009 بهدم 44 قبر انجليزي وكندي خلال اقتحام مقبرة الانجليز التي بينت عام 1914 ( 3 ) .

(1) ـ حسين عمر حمادة ،اثار فلسطين ، دمشق ، الطبعة الاولى ، 1983، ص 166
(2) ـ مجلة فلسطين الثورة ، نيقوسيا ، 1986 ، العدد 607 ، ص 22 ـ 23
(3) ـ تقرير اثار بعد الدمار ، بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية ، غزة ، 2009 ، ص1 ـ 3








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كفى اكاذيبا وتزييفا للحقائق فالواقع يكذبكم
سيلوس العراقي ( 2016 / 3 / 24 - 13:53 )
دعك من اكذوبة التجذر العربي في ارض اسرائيل
بالامكان الحديث عن آثار اسلامية بعد غزو الاسلام لأرض اسرائيل وعلينا أن نكون شرفاء بالقول بأنه لم يتم تدميرها كما تصور أنت في مقالك ولا زالت أغلبها بأيدي أوقاف المسلمين مع أن بعضها آثارا اسرائلية خالصة كأضرحة سارة ويعقوب واسحق وراحيل ووو
وان هناك الآثار المسيحية التي لا زالت بايدي واشراف كنيسة روما وغيرها من المسيحيين
وان اسرائيل ابدت وتبدي احتراما للاثار القديمة لشعوب عاشت على ارضها
اكثر بكثير من احترام الاثار والاماكن الاثرية اليهودية والمسيحية في البلدان الاسلامية التي صادرت كل الاثار اليهودية والمسيحية ولا تحترم عائديتها واصحابها الاصليين لا بل ما يزيد الطين بلة والاثم كفرا ان المسلمون يدعون ان الآثار اليهودية والمسيحية في البلدان الاسلامية ملكا اسلاميا
لا يمكنكم ان تخفوا الحقيقة وتوقفوا عن الاكاذيب
لان العرب والمسلملون هم المعتدون على آثار غيرهم
والسلام

اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع