الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوباما في أحضان هافانا

حسام أبو النصر

2016 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


بعد قطيعة دامت 88 عام كسر الرئيس الامريكي بارك اوباما حاجز الحرب الباردة ، ليقوم بزيارة اعتبرها بحجم زيارة السادات لإسرائيل ، وقد اكون جازما بان هناك لغة جمعت اخيرا بين الولايات المتحدة وكوبا ، فمن الجانب الامريكي ، اوباما فعليا لم يحقق أي انتصارات تحسب في زمنه ولم يترك احداث مهمة قد تذكر له في التاريخ حسب عادة رؤساء امريكا الذين تركوا بصمات سلبية او ايجابية ، بالمقابل الثوار لا يحبون السياسة وقد لا يجيدوها ، لكن كوبا وصلت لقناعة ان العالم يتغير من حولها ، والمصالح بدأت تغير كثيرا من المنطلقات ، حتى على مستوى الملف الايراني الذي تحقق فيه بعض الاختراق بعد سنوات طويلة من التحضير لمواجهة الأمريكيين ، واثبت النظرية أن لا عداء ولا سلم مطلق ، وقد يكون ما بعد هذه الزيارة كثيرا من السياسات الامريكية اتجاه كوبا منها رفع الحصار الاقتصادي كليا ، والانسحاب من بعض القواعد الموجودة على اراضيها ، ضمن مباحثات سرية اعتقد خاضها الطرفين مهدت لزيارة علنية لم تكن بالمطلق اعتباطية ، بل جاءت بعد سنوات من القطيعة حاولت فيها الادارة الامريكية مرارا الاطاحة بالنظام الكوبي ، فيما نصبت كوبا صواريخها السوفياتية ، ولم يكن للنظام الامريكي ان يقبل بنظام ثوري على حدوده ، وتحالف شيوعي دولي ضده ، كان له كبير التقارب مع روسيا المنافس الاول للولايات المتحدة الامريكية ، الاهم من ذلك هو موقف الكاسترويين المنتمين لثورة فيدل كاسترو ومنطلقاته ومبادئه الذي حارب النظام الامريكي واستبداده على مدار سنوات طويلة ، وما انزلته قواته من هزيمة ساحقة للأمريكيين في خليج الخنازير وبنظام باتيستا الامريكي ، ولم ينسى الشعب الكوبي سياسة التجويع والحصار الاقتصادي الذي ضرب عصب الحياة الكوبية والذي لم يبقي قدحا من الشاي حتى ليقدموه لاوباما ، وكثيرا من المتأثرين بالثورة الكوبية يترقبون هذه الحالة من التقارب الكوبي الامريكي ، وحالة الفوبيا التي تنتابهم من تحول اهم معسكر مناوئ للنظام الامريكي والمغذي للمنطلقات الثورية في العالم الى صديق لهذا النظام ، اما نحن لا يمكن ان نلوم كوبا على هذا التقارب ، إذا كان العرب انفسهم تخلو عن قضية فلسطين المركزية ولم تعد في اولوياتهم لكن المفارقة ان الثورة بدأت على يد كاسترو والتصالح على يد كاسترو .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار