الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبارك ... ثالثة الأثافى

هشام حتاته

2016 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


والاثافى هى قطع الحجارة او الزلطات الكبيرة التى توضع تحت قدر الطعام على شكل مثلث حتى تحفظ له توازنه
فكما قدس الاقدمون الرقم (12) العرب العاربة والمستعربه وقبائل بنى اسرائيل .... الخ معبرا عن الكمال وهو فى اصلة اكتمال علامة الزودياك او دائرة البروج الاثنى عشر ، فان الرقم ثلاثة دائما يحظى فى الفكر الانسانى والشرق اوسطى بالذات بمكانه خاصة ، واعتقد ان البداية كانت فى التعريف الفرعونى بالانسان وان يتكون من ( الكا – البا – النفس ) ، وان كانت المسيحية تؤمن بالتثليث على اساس ( الاب والابن والروح القدس ) فانا شحصيا اوؤمن بالتثليث الذى يقول ( الاله السماوى والانسان والكون ثلاثة فى واحد )
ويبدوان مبارك كان ثالثة الاثافى لنظام شاخ واكتملت دائرته وكان عليه ان يرحل
تفسيرات كثيرة حاولت ان تجيب على سؤال : لمذا اختار السادات نائبا له؟
السادات قال انه يسلم الامانه لجيل اكتوبر ، والحقيقة انه بهذا القول كان يقصد الغاء فعاليات ثورة 1952 التى قادها عبدالناصر والانتقال الى جيل آخر صنعه السادات
ساقص عليكم قصة قصيرة : جرى العرف – قبل الانفتاح – ان يتشترى البعض مايحتاجونه من الخارح ـ وكانت فرصة للعاملين فى رئاسة الجمهورية ان يطلبوا من سكرتارية الرئيس بعض المستروات من الخارج ، وكانوا يدفعوا الثمن وتقوم سكرتارية الرئيس بعمل كشف بالمشتريات وتحضرها معهم عند العودة علامة على مشترياتهم الشخصية
حطت الطائرة القادمة من امريكا فى مطار الماظة الحربى وفيها كل هذه المشتريات ، وكان مبارك ايامها قائدا لسلاح الطيران فاصر ان يتم دفع الرسوم الجمركية ، وذهب العاملون فى الرئاسة الى الهانم ( جيهان ) للشكوى فتحدثت مع السادات الذى اتصل بمبارك يرجوة ان يفرج عن هذه المشتريات دون جمرك على ان يتكرر هذا الامر – حكاها لى قائد حراسة الرئيس السادات شخصيا
ويعرف كل الذين عملوا فى الرئاسة ان مبارك كان بخيلا جدا وكان حريصا على اموال الدولة جدا
كل هذا بالاضافة الى ماقام به مبارك من اعادة سلاح الطيران الى لياقته بعد هزيمة 1967 ، كان دائب الحركة والتنقل بين المطارات الحربية وقواعد الطائرات للاشراف بنفسه على التدريبات والاستعدادات ، واستطاع ان يعيد الى هذا السلاح الثقة بالنفس والتدريب العالى
وكانت ضربة الطيران فى حرب اكتوبر رغم انها كانت استعراضية اكثر منها مؤثرة لان ضرب مراكز الاتصال للاسرائيليين فى سيناء كان يكفية عشرون طائرة فقط ، ولكن تم تضخيمها فى عهد مبارك وجعلها السبب فى الانتصار ... ماعلينا – الا ان تحليق اكثر من 200 طيارة فى بدء الهجوم كان له اثرة الفعال فى رفع الروح المعنوية للجنود
كان منضبطا ... كان نشيطا جدا .... كان ......
استطيع ان اقول عنه انه كانت موظف نشيط بدرحة رئيس جمهورية
تولى الرئاسة فى مصر فى وقت عصيب جدا بعد حادثة المنصة المأساوية
وانتشار الارهاب فى مصر بوجه عام والصعيد على وجه الخصوص
كانت البداية الاولى التى يعلن فيها السلفيين عن نفسهم فى مصر بعد ان اكتملت الطبخة
اذن .... المطلوب هو الاستقرار
وتم القضاء على الارهاب ونزلوا تحت الارض ، واوكل مهمة التعامل مع السلفيين والاخوان الى جهاز مباحثا امن الدولة الذى توغل شيئا فشيئا فى كل مناحى الحياة فى مصر بداية من اختيار اساتذه الجامعه الى رؤسائها ، ومن المدير العام حتى الوزير
لاشك انه ساعد على نمو القطاع الخاص وقام بتشجيعه وتعمير المدن الجديدة بالعديد من المصانع التى عمل بها الكثير جدا من المصريين بمرتبات مرتفعه
كان يصحو فى الخامسة صباحا ويقرا الجرائد ويتصل بالوزراء ويناقش معهم المكتوب ويصدر اوامرة وتوجيهاته ويتابعها بين الحين والاخر
كان يحترم احكام القضاء جدا ربما لان والده كان ( محضر ) فى المحاكم
كان له الفضل الاكبر فى انشاء مدينة شرم الشيخ لتصبح مدينة عالمية على خريطة السياحة كافضل المدن السياحية وكان مردودها السياحى اكبر من مردود سياحة الاثار بعدة مرات ، كما كان له الفضل فى متابعه التحكيم الدولة فى موضوع طابا واختار لفريق الدفاع اكبر العقول العلمية والقانونية فى مصر
تابع تسليح وتدريب الجيش وكان يختار قياداته بنفسه ، ويضعهم تحت الميكروسكوب حتى يقتح لهم مجال القيادة
ساحكى لكم عن الفريق مجدى حتاته من المقربين منه ، وكيف تم اختياره ليكون فى النهاية رئيس اركان حرب القوات المسلحة
كان العميد مجدى حتاته قائد لاحدى فرق الجيش فى الاسماعيلية ، قام بعمل تدريبات ليليه على الاضواء الكاشفة مما ازعج اسرائيل واعتقدت انها مناورة للبدء فى هجوم شامل ، وجرت الاتصالات وعرف مبارك العميد مجدى حتاته ، وقال لابو غزاله ( العميد مجدى حتاته عندما يرقى الى رتبة لواء ليكن قائد منطقة او اركان حرب احد الجيوش ) وتولى قائد المنطقة الغربية ثم الجيش الثانى حتى اختاره كبيرا للياوران حتى يكون تحت عينيه توطئة لتعيينة رئيسا لاركان حرب الجيش
وغيرة الكثير
وصل معدل التنمية الى حوالى 7% ولكن .... كانت المشكلة فى توزيع ناتح هذه التنمية لصالح الشعب وليبس لصالح رجال الاعمال
المشكلة الاولى كانت ان مفهوم الاستقرار اصبح عائقا امام اى اصلاح ديموقراطى حقيقى ولم يفهم ان الاصلاح الاقتصادى لابد له من اصلاح سياسى يتسم بالديمقراطية اهم معالمة هو الشفافية
وبدأ تغول رجال الاعمال
وظهر ابنه جمال والتف حولة بعض رجال الاعمال الانتهازيين ، عملت مع احدهم وهو الدكتور ابراهيم كامل وكان قمة الانتهازية واستطاع ان يلعب على كل الحبال وتمنى ان يكون رئيس وزراء وانتهى به الحال الى عضو بلجنة السياسات
لم يبذل اى مجهود فى محاربة الفكر السلفى الوهابى بل انه احاط العائلة المالكة السعودية بكل رعاية واهتمام وانشأ لهم فرع خاص فى السكرتارية الخاصة به ، وترك لمباحث امن الدولة مسئولية التعامل مع السلفيين والاخوان بالترغيب احيانا والترهيب فى معظم الاحيان
بعد اصدار كتابى الاول ( السلام بين التشدد البدوى والتسامح الزراعى ) فى العام 2007 توجهت الى فرع مباحث امن الدولة بالجيزة وقابلت الضابط المسئول عن النشاط الدينى ، ودار بيننا حوار لمدة نصف ساعه عن الخطر السلفى على مصر وان التعامل الامنى معهم لم يفيد بدون مواجهه الفكر بالفكر المضاد واعطيته نسخه من الكتاب وفيها ماتنبأت به من وصولهم الى الحكم بعد خمسة سنوات – وهو ماتحقق بالفعل لانى اعلم ان الشعب المصرى اصبح مجيش دينيا واى ثورة ستقوم سيركبها الاخوان الذين مهد له السلفيين الارض وزرعوها والبذور انبتت .

سعى مبارك حاهدا الى العودة لجامعه الدول العربية والغاء قرار تجميد عضويتها ، ومن اجل هذا اوقف التطبيع الرسمى مع اسرائيل بل قام بتشجيع المقاطعه الشعبية
ولم يزور اسرائيل الا مرة واحده لعدة ساعات معزيا فى وفاة رابين وبررها وكانه يعتذر عنها فى خطاب يقول ( العالم كله كان هناك فكان لابد وان اذهب )
وبهذا حصل على شهادة براءه من صدام حسين وصك وطنيه من ياسر عرفات وجهود خفيه من السعودية لتعود مصر الى الجامعه العربية
ولعب مع اسرائيل لعبه العصا والجذرة كما صرح اللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامه فى عهد حسنى مبارك
فكان يعطيها الغاز المصرى بسعر بخس حتى توافق على تقديم بعض التنازلات للفلسطينيين ، وفى نفس الوقت يغض الطرف عن الانفاق بين سيناء وغزة ، والتى توسعت وتعددت حتى وصلت الى المئات وكانت سببا رئيسيا فى تدفق عناصر حماس فى اول ثورة 25 يناير لدعم مرسى ، وهى العناصر التى هاجمت السجون ، وبعدها احتشدت مرة اخرى فى سيناء ليصل عددها الى 20 الف مهددين ومتوعدين بالدخول الى العاصمة وفصل الصعيد عن مصر واقامة الدولة الاسيلامية فيه ، مما اجبر المجلس العسكرى على اعلان فوز مرسى رغم ان الفائز كان شفيق ، ومازالت قضية الانفاق تسبب العديد من المشاكل
وعند محاكمة وزير البترول عن توريد الغاز بهذا السعر البخس اوضح للمحكمة انها ارادة سياسية من رئيس الدولة فتم الافراج عنه

** التوريث :
كانت قضية التوريث هى الضربة القاضية
كبر مبارك وشاخ وطبيعى ان يصاب بتصلب الشرايين ويصبح غير قادر على اتخاذ قرارات صائبة ، وهنا ظهر ابنه جمال وجمع حولة عدد من رجال الاعمال وبدا فى اختيار الوزراء واصبح رئيسا فى الظل ، واعتمد على وزير الداخلية فى حاله صعودة الى الحكم بانتخابات صورية تبدا بعد ولاية مبارك فى العام 2012 مما اثار عليه قادة القوات المسلحة وكانت من ضمن الاسباب التى ادت الى انحياز الجيش الى الشعب علاوة على اسباب اخرى
مبارك لم ينكر ابدا ، ولم يؤكد ايضا رغبته فى التوريث ن ولكنه قال اكثر من مره ان ابنه جمال يساعدة فى بعض الملفات ومن حقة ان يترشح لرئاسة الجمهورية كاى مواطن مصرى
من حقة فعلا ولكن ليس فى ولاية والده الذى ستسخر فيه اجهزة الدولة من اجل انجاحه وعلى رأسها وزارة الداخلية
ونظرا للتحالف بينه وبين وزير الداخلية ترك الحبل على الغارب لضباط هذه الوزارة بانتهاك حقوق الانسان والضرب والتعذيب ، علما ان مبارك قبل ان يشيخ وينزوى كان يحاسب هذا الوزير على التجاوزات التى تصل اليه ـ وتم بالفعل احالة عدد من الضباط الى المحاكمات
وحتى يتم تجهيز المسرح لجمال بقيت وظيفة نائب الرئيس خاليه ولم يشغلها احد لانه اصبح من العرف السائد ان نائب الرئيس يتم انتخابه بعد موت الرئيس كما حدث مع عبدالناصر والسادات وبين السادات ومبارك

ولاننسى ان ثورة 25 يناير كانت بدايتها هذه الممارسات والتى كانت قضية خالد سعيد ايقونتها ، وكان اختيار عيد الشرطة موعدا له دلالته
نجحت الثورة ولست هنا بصدد شرح الاسباب لانها كثيرة ولكن تاخر مبارك عن الاستجابه لمطالب الشباب كان من اهم الاسباب التى ادت الى سقوطة ـ وكان التاخير فى هذه الاستجابه هو رغبة جمال الايظهر نظام الحكم ضعيفا اعتقادا منه ان الشعب المصرى يثور ولكنه سرعان مايهدأ ، ولم يحسب حساب جماعه الاخوان التى كانت تشعل الثورة كلما هدأت وكان لمدينة السويس الباع الاكبر فى استمرار اشتعال الثورة ، وكان للشيخ حافظ سلامة الدور الكبير في استمرار شرارة الثورة لأيام قبل جمعة الغضب

** تكلفة الفرصة البديلة ( الضائعه ):
نعرف من علوم المحاسبة والاقتصاد مايعرف بتكلفة الفرصة البديلة او الفرصة الضائعه وهى منفعة تتعلق بالمستقبل كان يمكن الحصول عليها من البديل الذي تم التخلي عنه
وعندما ينتدب احد اعضاء مجلس الادارة لادارة المؤسسة او الشركة لمدة عام فعلية الا يدخر وسعا فى الاستفادة من كل الفرص المتاحة ، وفى حالة عجزة يتم تنحيته بعد نهاية العام
اضاع مبارك العديد من الفرص وكان جل اهتمامه بالبنية الاساسية ، كان اهم الفرص التى اضاعها مبارك هو الاهتمام بالصناعه على حساب الزراعه ، فكيف لنا ان ننافس صناعيا دول متقدمةعنا بمراحل وفى نفس الوقت نترك الزراعه التى يمكن باصلاح 2 مليون فدان فقط ان نحل كل مشاكل مصر الاقتصادية
وكنت ارى ان يتم محاسبة مبارك بدلا من تهمة قتل المتظاهرين - التى من الصعب اثباتها – الى الاكتفاء بعزلة لانه اضاع العديد من الفرص البديلة
كان حسنى مبارك موظفا بدرجة رئيس جمهورية بدون اى رغبة فى الابداع والتغيير مما ادى فى النهاية الى تنحيته

وفى النهاية ارجو ان اكون ادليت بدلوى فى الرؤساء الثلاثة ( عبدالناصر – السادات - مبارك ) بحيادية تامة لانها شهادتى كمواطن لم اتبوا اى منصب سياسى ولم اشارك فى صنع اى حدث خلال تلك العهود ولكنى كنت مجرد شاهد عيان
والى اللقاء فى مقال آخر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس