الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاتر الاسئلة-5- القصاب المقدس في شرعنّة ذبح العقل.

وليد عبدالله حسن

2016 / 3 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


-هل يمكن القول اليوم بعد كل هذا العنف والحروب الداخلية والطائفية، وعشرات الالاف من القتلى والانتحاريين من كل العالم، يتوافدون من اجل قتل انفسهم والاخر ، والذهاب الى العشاء الاخروي مع النبي، بأن الدين الاسلامي في تكويناته المعاصرة متمثلا في الاصوليات الحزبية الدينية ،والتكوينات العسكرية العقائدية العنفية-هي عبارة نتائج طبيعية للثقافة الاسلامية الدينية بكل مصادرها التاريخية والواقعية؟ -أم ان هذه التشكيلات الجهادية والعنفية والحزبية والسياسية هي دخيلة عليه، ام انها تستمد حضورها من المواثيق المقدسة الاولى لرحلة النبي والائمة والصالحين والصديقيين والخلفاء والتابعين لهم باحسان؟، ام ان هذه الممارسات والتشكيلات الجهادية المقدسة هي عبارة عن تقليد شرعي واصولي و تعبّدي (يحذوا حذو النعل بالنعل) للسلف الصالح وويطيع خليفة المسلمين وولي الامر والملك كونه ظل الله على الارض والزعيم الديني المقدس والولي الفقيه والقائد العسكري منهم على وجه التحديد؟ هل هذا هو وجه الاسلام الحقيقي ولم لا؟
- لماذا طرق التعذيب والتشويه والتسافل والفساد النفسي والاقتصادي والاخلاقي ،والتي ابتكرت في معمل الربوبية الاسلامية العسكرية قديما وحديثا، والتّدين بكل تشكيلاتة العقائدية والتشريعية والسلوكية، هي دائمة التطور والابداع والحضور، وتستولي على زمن الإنسان منذ 1400 الى يومنا هذا؟؟
-كيف لنا ان نعيد تقيم تأريخ التّدين والسلوك الديني، والايمان والعبودية الدينية ،والطاعة والتبعية والتلقيد من جهه، و البحث عن طرق الكشف عن خبايا العنف وتدمير الحياة في النصوص التوثيقة الاولى  (حتى لو ادى ذلك على خدش مشاعر الممؤمنيين)ومن جهه اخرى .
وكذلك مرورا بتراكم التراث وتضخم تأريخ الحروب المقدسة وصولا الى التكوينات الحزبية والمليشات التي تعّنون نفسها بأسم الدين الاسلامي الحق، والتي تشارك في دعم كثير من الممارسات التوحشية ،والتي وفرت  لها النصوص المقدسة غطاءا شرعيا و مساحة تبريرية مقدسة لاي فعل عنفي وسلطوي تدميري ،من اجل ازاحة الاخر المختلف، حتى لو كان من نفس الدين الواحد، والعقيدة الواحدة ،وصولا الى البيت الطائفي الواحد، وهذه الممارسة قديمة وجديدة في تاريخنا الديني، وليس لها تفسير واضح لحد الان؟  
-هل الاعلان عن موت الله العكسري هي تقنية حديثة ظهرت في عصر التنوير؟ وهل هي طريقة تعتمد على العقلانية في الطرح والتفسير النفعي والانساني والاعتماد على طرق العلوم واساليب الاعلان والاعتراف والتصريح بدون خوف او تردد او حسابات ردود الافعال عن مشاكل ومصائب الاديان والارباب ،وما أصاب الحياة والمجتمعات و تأريخ الانسان من كوراث تدميرية بسبب الدين والتّدين والاعتقاد الغيبي؟
-هل من المعقول ان تمر كل هذة الحوادث التي حلت بالانسان والحياة والعالم عبر تاريخنا القديم والحديث ،والتي اكثرها مفزعه وقاسية من الازمات والحروب والحصارات ،وهدر الثروات، وهوس شراء الاسلحة و اقامة الحروب العقائدية ،وظهور كل التشكيلات الاصولية الدينية التي تحتكر الحياة العمومية للانسان المسلم ،وترهب الغرب المسيحي او العلماني، وتعاقب الانسان العربي والاسلامي بشكل خاص وتسبي نساء اليزيدين والشيعية والمسيحيين وتقتل اطفالهم وتنهب بيوتهم وتخرب المدن والدول الامنة ،وبدون ان نتسائل او نتاثر او نستفز او على الاقل نحاول اعادة قراءة انفسنا بوضوح اكثر ونقول- لماذا حل بنا كل هذا الخراب؟ ومن هو المسؤول عنه؟ وبدون ان نعلق الاجوبة على مصادر اخرى خارج عنا وعن اعتقادنا وثقافتنا وايماننا ؟
-ام ان الديانات بالحقيقة تبني على اساس تاثرها بالبنى الفكرية والحضارية واللغوية للمجتمع وكذلك في المناخ والمزاج وجغرافية المكان والطبيعة وثقافة المجتمع ووحسابات الزمن الظهوري للدين نفسه في زمن ما، وليس هناك علاقة لله او النبي او النصوص المقدسة بكل هذا العنف والارهاب الديني؟
-السؤال المحير الذي لم يجد له الانسان القديم والحديث من جواب واقعي محايد-لماذا امر و صادق ووافق( الله، النبي في القران والسنة) من خلال كثير من النصوص المقدسة ،على ديمومة انظمة الحرب والعسكرة باسمه، وشرع لوجودها ونمذجتها، كقوة سماوية وغيبة، واظهرها كقدرة وعبادة وواجب تشريعي كالجهاد المقدس ،واعطائها بعدا مستقبليا في الدنيا والاخرة؟
- اليس هذه الاوامر العسكرية مرتبطة بزمن النص وظروفه التي تحيط به، ام هي تشريعات طارئه ويجب وضع نهاية لها؟او بالحقيقة يردد كثير من المتدينين والعقائدين مقولات تبرأت الاسلام وعلى سبيل المقال:- ان الدين الاسلامي بريئ من كل تهم العنف والحرب والارهاب والقتل والذبح ،وان النص المقدس شي وتطبيقه شي اخر، وان الدين شي والمتدين شي اخر، وان المشكلة في التطبيق الذي تم العمل عليه، وليس في النظرية الاسلامية، وان حياة وسيرة النبي والائمة والصحابة والخلفاء حرفت لاسباب سياسية ، وان الدين الاسلامي دين تسامح وسلام ومحبة؟
-أم ان كل هذة الاقوال هي عبارة عن تبريرات وتاؤيلات وحلول فكرية ليس لها علاقة بالواقع الديني والحقيقة الماساوية للتدين اليوم ومن قبل، وهي عبارة عن هوس انشائي ودفاعي خالي من القمية العقلانية والعلمية، ولاتريد ان تقترب من من مس الاصل الديني وعدم مواجهة الحقيقة المرة والمخيفة والموحشه في الدين الاسلامي؟
-هل الديانات بالاصل ديانات عسكرية والانبياء لديهم نزوع عسكري بالاصل ؟وهل النصوص الالهية تاثرت بمزاج وتوجه الانبياء كونهم بلاصل ينتمون نفسيا وعقليا لهدف واحد وهو عسكرة الارض والسماء؟
-لماذا صادق الله على قوة وفعالية السلطة العسكرية في الدين من خلال النصوص والاحاديث المقدسة؟ اليس الله شارك في حروب المسلمين وبعث الملائكة مسومين بساعدون النبي في حروبه مع قريش والجميع خلقه وابناءه؟ اليس الله ينصر المسلمين على الكفار في اكثر من مرة ويخذل المؤمنين في مرات عدة لعدم طاعتهم له وكان اللهه يمارس دكتاتورية عسكرية واضحة ؟ اليس يمكننا القول ان الله في الاسلام هو ربا عسكربا وحربيا ودكتاتورا بامتياز؟ وان النبي نبيا عسكريا وحسب النصو التاريخية مارس كل انوع العنف مع معارضية وفي غزوات عديدة؟ وان الائمة والخلفاء والتباعين الي يوم الدين هم رجال جهاد مقدس وحرب وغزو وعنف وقوة وليس هناك اي شس يشير على شكل الحياة في الاسلام على انها يمكن تؤمن بحياة مسالمة وهادئة مع الاخر المختلف؟ وهذا مانحن فيها منذ 1400 سنة الى يومنا هذا؟
- هل هذا شعور الهي غيبي ام انه احساس نبوي بالواقع والتاريخ ام انها قراءة غيبية لرحلة الانسان وضرورة القوة العسكرانية في حياته وتطوره التاريخي، وبدون هذة القوة يبقى الدين عبارة عن حكاية اسطورية وقصة انشائية محفوظة في صدور المؤمنيين بها و ليس لها واقع فعلي؟
- وهل فعلا يمكن النظر بطريقة إنسانية على توفر مساحات في الدين، فها من العدالة الالهية الواقعية ،وطرق سلوكية في تطوير وجدان المؤمنين، وبناء روحانية ناضجة للإنسان، مقابل مايعانية من ثقل الوجود المادي وفراغ الحياة والمصير والموت المخيف؟ فكيف نرى وجه الرب السلمي والجميل والحقيقي وفعالية الدين المدني الخالي من الحروب المقدسة، وعلى ان الدين تحقق اخلاقي في بناء الحياة والانسان والمجتمع؟
-اليس من حقنا ان ندعوا الى الاعلان عن موت الله العسكري في الحياة وازاحته من ذاكرتنا للابد وعلينا ان نعجل بدفن جثته خارج عقولنا واورحنا ونفوسنا، فكما هو معروف في كتب ومرويات التّدين الاسلامي -اكرام الميت التعجيل في دفنه ؟
-لماذا نحن نتواصل مع هذا الشكل الحربي والعسكري للرب والدين ؟ هل هو نتيجة الخوف والفزع والجبن والتخفي والتستر والخنوع والاذلال والتمسكن والاستلاب ومن من ياترى؟
-كيف نحن مؤمنون بكل هذا الالم والوجع والقتل والذبح والسبي والقلق والخوف والاضطراب العقلي والنفسي- ولماذا؟ ام نحن مستعبدون وعشاق لارباب وسيودية تعتاش على القربنه والعنف والتدمير واصبحت هذه السلوكياتوالطقوس والممارسات هي محل حبنا ومتعتنا فرحنا وحياتنا وابدعنها في تعذيب انفسنا والاخرين على حد سواء؟
-لماذا استطاع بعض الاديان وخصوصا الديانة المسيحية في نسختها الرسمية اليوم، ان تزيح عسكرة المسيح عن الحياة ورجعت لاصل الوصايا العشرة ،او بدأت تطبق كثير من المبادئ الاخلاقية والقيم الانسانية منها المحبة والسلام والخدمة والعطاء، وبناء الحياة الايمانية المتسامحة على لو بشكل شكلاني واعلامي لكنه نافع وغير ضار لاحد ؟
-كيف استطاعت المسيحية ان تزيج من الحرب والجهاد بأسم المسيح عن عقول مؤمنيها، وعدم الاعتراف مجددا في اي دعوه لاستثمار الدين والربوبية في اي حرب مقدسة؟ هل هي بسبب وجود عقول فلسفية وعلمية كبيرة، ومفكرين ثوريين وناضلوا من اجل الدفاع عن العقلانة والانسان الحياة ؟ هل هو بسبب الايمان بالتنوير وثورته ؟ هل هو بسبب التصديق بالعلمانيية وعطأتها وحصاد ثمراتها اليوم؟ هل الايمان بطرق المكاشفة والاعتراف التي حلت في كثير من مفاصل االحياة الدينية والسياسية والثقافية والفنية والجمالية؟ هل الايمان بالنقد والمراجعة والتقيم واعادة التفكير النفعي؟ ام كل هذه الانطشة العظيمة ساهمت في تطوير العقل الديني المسيحي والعقل الغربي المدني عموما؟
-هل الاعتماد على النصوص الانسانية في الاسلام اصبحت ضرورة عقلية وفكرية ، واصبح العمل على تهذيب العقائد من نصوص الحرب والتدمير والتسلط والعنف شرط ضروري لعدم انقراض الانسان من الحياة؟
- ماهي المشاكل التي تقف امام المتّدين بعد كل هذه المعاناة من الاعلان الرسمي وبشكل واضح عن موت الرب العسكري والتخلي عن الدين الحربي من اجل البحث عن فرص للحياة الامنة والمتطورة ومسقبل منتج للجميع؟
-وهل تكون البداية في الاعلان عن موت ربك العسكري وتصفية ذاكرتك من كل متعلقات الدين الحربي وتحرير الرموز المقدسة من ثياب العسكر والغاء رتبهم الحربية ومدارسهم والتفاخر باسماء وعدد ضحاياهم وطرق براعاتهم في تصفية الاخر؟
- هل نحن نحرر الله من سجن  النفوس والعقول التافهه والمريضه بامرض الحروب والعنف والتدمير والازاحة والاستلاب والفساد والتجويع واستثمار الانسان على انه ضحيه دائمة لديمومة الرب العسكري ام الله يحررنا من ذواتنا وباي طريقة؟
- هل بامكاننا حقا نحن المسلمون ان نحرر ربنا من قسوة التاريخ المقدس ومن متاحف الموت والعنف والتدمير والقهارية التوهمية والاستلابية للوجود والحياة والانسان؟
- هل الاعلان صوتا وفعلا وحقيقة وسلوكا عن موت ربك العسكري تفتح للانسان ابواب العقلانية والنفعية والاستمثار المنتج للحياة والتساؤل الحر، والبحث عن حلول حقيقة و والاعلان على ان العقل المرجع الانساني ، فتح الابواب للبحث عن روحانية ذكية خالية من عقد الازاحة والتدمير والانتقاص والتسفية والاستلاب والعنف غير المبرر والجهل المحفز على قتل كل فكرة انسانية قابلة للتطوير والتحديث ،وتعلم فن الحياة وفن الاختلاف والتنوع والتعايش وممارسة السلام والامان كسلوك انساني غير مشروط بتاريخ التقديس والاشتراط الوجوبي الخالي من القيم الانسانية والنتائج الواضحة كما في بعض احكام الشريعه التي ليس لم يعد لها واقع حقيقي ،بل من المعيب حضورها كشرط وجوبي مؤجل لحين توفير ظروف ظهورها يوم ما- كاحكام الغنائم والسبي العبيد والجواري والجهاد المقدس .... الخ؟
-هل حان الوقت لانهاء الاحكام العرفية وقانون الطوارئ الربوبي في الحياة الدينية والعقائدية للمسلمين ؟ واهمها احكام الجهاد المقدس ضد الاخر المختلف ؟.
-هل مرت او ممكن ان تمر كل هذه المصائب والكواارث الدينية من (حروب مقدسة مدمرة، حرب العقائد، اصوليات ارهابية جهادية، حكومات دينية دكتاتورية، مؤسسات مافوية دينية، ارباب عسكرية ،و وارهاب مدمر وشخصيات جهادية جاءت من كل العالم الى العراق وسوريا ودول اخرى من اجل ممارسة لذتها الجهادية المقدسة في الانتحار والذبح والحرب- وكأن الذي يحصل اليوم بالانسان الاسلامي وغير الاسلامي من دمار وحرب وتشوية لكل قيم الانسانية باسم الله العسكري هي عبارة عن  اقدار الزامية وجبريات توثيقية منزلة نبحث عن مغزاها في كتب التاريخ الاسلامي ومصادر الفقه والاصول و تفاسير القران و ومساند السنة النبوبة ،واقوال الائمة والخلف الصالح الي يومنا هذا؟ ماذا يمكن ان نعثر عليه؟ ماهي الحقيقة؟
-اذن ماذا على الانسان الديني او اللاديني او الملحد او اللادري او الروحاني او الكوني او الصوفي او العرفاني او المثقف او الانسان البسيط او المفكر او المثقف او العلماني او المدني او اي تسمية تحلق بالانسان ان يفعل امام كل هذا التراكم العنفي والظهور العسكري لله والعبيد في الدين الاسلامي بكل عقائدة وبالاخص اليوم؟
-هل عليه الهروب او التهرب او التراجع او الاستسلام او التخلي عن عقلة وحياته ومستقبلة ووجوده الانساني؟
-ام التمسك بكل ما في مصادر الشريعة ووالرسائل العلمية في الفقه والاصول وبكل مايقوله الكهنوت ورجاله من اجل الحفاظ على الهوية الدينية والطائفية وعدم التفريط بها حتى لو دفع المتّدين ثمن حياته وحياة عائلته ؟
-ام ان طريق الخوف والخنوع والاستكانه والصمت من اجل عدم التورط مع الجهادي العنيف وهو خيار الاغلبية الصامتة؟
-او المشاركة في كل مايفعله التّدين الحربي والرب العسكري في الحياة من اجل الحفاظ على  بيضة العقائد لو الحفاظ على نفسه من الموت والقتل الطائفي؟
-او اعلان الحرب والدخول في اصولية عنفيه مضادة، لان بدون ان تدافع عن نفسك وعرضك ووطنك يستبيحك الجهادي الاخر ،وبمارس عليك كل مايؤمن به من ذبح مقدس وسبي وحرق وتدمير وهي كذلك تدعوا الى استمرا الحرب المقدسة وبدوافع اخرى؟
-او العمل على الحلول الترقيعية في البحث عن ماهو انساني في عقائد وديانات توحشت في كل شي ولم تعد صالحة للحياة الانسانية ؟
-او الصمت النفعي الخاص؟
-او ممارسة النقد الموضوعي والتحليل العلمي والكشف عن الاخطاء والمشاكل الفكرية والثقافية في الاديان والعقائد، ومشاكل السلوك الايماني والديني، وماصلت اليه الاديان من كوارث تدميرية للمجتمعات والانسان والحياة عموما- وهذه احدى اهم مسؤوليات المثقف والانسان الواعي والنخب المنتجة في اي بلد، وهو ربما عمل شاق وصعب ومحفوف بالمخاطر والاثمان الباهضة ؟



















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لم يقل لنا المسيح إن العين بالعين-.. -أسقف سيدني- يسامح مها


.. رحيل أبو السباع .. 40 عاماً من إطعام زوار المسجد النبوي




.. بعد 40 عاماً من تقديم الطعام والشراب لزوار المسجد النبوي بال


.. الميدانية | عملية نوعية للمقاومة الإسلامية في عرب العرامشة..




.. حاخام إسرائيلي يؤدي صلاة تلمودية في المسجد الأقصى بعد اقتحام