الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحذف لن يُغير من الحقيقة شئ

يسرا محمد سلامة

2016 / 3 / 24
مقابلات و حوارات


يُعد التاريخ واحدًا من أفضل الدروس التي لا غنى عنها للانسان، إذا أراد أنْ يتعلم حقًا، فالشخوص التي تعتبر المكون الأساسي والرئيس في الأحداث هم من يجعلون منه خير فائدة للعِظة والعِبرة، وبدون هؤلاء لا يمكن وصف أى حدث تمَّ "بالتاريخي"؛ لأنَّ الحدث قائم على صراع الأفراد، وما يقومون به من أعمال.
ونتيجة لما سبق لا يمكننا بأى حال من الأحوال، فصل الفرد عن الحدث، مهما كان ما قام به شائنًا؟، فهتلر مثلا رُغم ما قام به من أفعال مُشينة، رُكن مُهم في سياق التاريخ، وعاملاً فاعلاً لحدثٍ صعب نسيانه، ألا وهو الحرب العالمية الثانية، وغيره من قادة وزعماء أساؤوا بأفعالهم لبلدانهم، لكنهم سيظلون تاريخًا في حياة شعوبهم، وشعوب العالم أجمع.
لكن وزارة التربية والتعليم المصرية، لها رأى آخر في مناهج التاريخ التي تُدرس للطلبة في المراحل السنية المختلفة، فلا يكفي المسئولين، وضع بعض الحقائق التاريخية المغلوطة في هذه المناهج، بل يتعمدوا حذف شخصيات كان لها دور في الحياة المصرية في فترة من الفترات، أو عصر من العصور!!، لمجرد أنَّ هؤلاء الأشخاص تمَّ استبعادهم من الحياة السياسية أو الثقافية، ففي وقت سابق حذفت من المناهج الرئيس محمد نجيب كأول رئيس للجمهورية بعد عهد الملكية، وبعد ثورة يناير 2011، طالعنا في الصحف خبر حذف الرئيس الأسبق مبارك من المناهج كرئيس لمصر طيلة ثلاثين عامًا متتالية، لمجرد أنَّه قامت ضده ثورة لخلعه، فتنحى، وحوكم، وفي هذه الأيام كان الحذف من نصيب دكتور محمد البرادعي، والدكتور عصام حجي، ولا أدري على من الدور بعد ذلك في الحذف.
وأقول للمسئولين في الوزارة، أيها السادة الكرام شئتم أم أبيتم من تقومون بحذفهم تاريخ لا يمكن حذفه أو نسيانه، فهؤلاء الأشخاص كان لهم أثر بالغ في حياة كل مواطن مصري، وساهموا في المجتمع الدولي إمَّا سلبًا أو إيجابًا، وتحدث عنهم القاصي والداني، فمن منَّا لا يعلم د. البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقتِ الهجوم الأمريكي على العراق؟!، ومن منَّا لا يعرف د. عصام حجي بإسهاماته المُتميزة في وكالة الفضاء الدولية "ناسا"؟!!، ومن منَّا ينكر أنه كان لنا رئيس يُدعى محمد حسني مبارك ظل في سُدة الحكم طوال العشرين سنة الأخيرة من القرن العشرين، والعِقد الأول من القرن الواحد والعشرين؟!!.
إذا أردتم حذفهم، لا تزيفوا التاريخ، لكن احذفوا زمنًا، أو مجالاً علميًا بأكمله، إن استطعتم، وأنتم لن تقدروا بالطبع، لكن الاختلاف السياسي لا يمكن جعله سببًا رئيسًا فيما تقومون به من فعل هو عار بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فأخطائهم الشخصية لن تكون مانعًا من كونهم تاريخًا لهذا البلد، ولأنهم تاريخ يجب على الطلاب دراستهم والاستفادة من أخطائهم وعثراتهم قبل الإيجابيات التي كانت في عهدهم أو مجالهم، فإنّ كل شخص مسئول له ما له وعليه ما عليه، لكن تزييف التاريخ لن يُغير من الحقيقة شئ، وإلا فلماذا يذكر التاريخ من كبدوا البشرية خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات، وكانوا دمارًا على من حولهم؟!!، إنها العِظة والعِبرة يا سادة، اجعلوها منهجًا في حياتكم، فبها ومعها يصبح للتاريخ قيمة كبيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في