الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سالفة ام جبار

احمد عبدول

2016 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ما زلت اتذكر جارتنا ام جبار، صاحبة الصوت المتهدج ، والقامة الفارعة ، والملامح الحادة ، والتي كانت دارها تشهد بين اونة واخرى ،عراكا بالأيدي والارجل بينها وبين زوجها المسكين(ابو جبار )،كنا صغارا وقتها ونحن نتراكض على وقع صيحات جارتنا ، وصراخ زوجها المصحوب بكلمات نابية (من ضيم كلبه ) كنا نسمع ام جبار وهي تحشم اهل الطرف بقولها (الحكولي هذا المخبل راح ايموتني ) ليتدخل الجيران بعد ذلك . اما نحن فكنا نريد ان نعرف ( منو الكاتل ومنو المكتول ) لا سيما وان شجار الزوجين كان لا يحسم لاحدهما ، فقد كانت ام جبار تظهر علينا بوجه (مزورك ) اما وجه زوجها فكانت تظهر عليه شتى (الشراميخ) .
ام جبار كعادتها وبعد نهاية كل شجار، كانت تسارع لعقد اجتماع طارىء لنساء الطرف ، تشرح فيه اسباب عراكها المزمن مع (ابو العويل) ، والحل كما تذهب ام جبار ، لا يكون الا عندما يكبر الاولاد فيأخذوا بحقها من هذا (المو خوش ادمي ) فيمتنع عن ضربها ويتوقف عن اذاها .
مرت الايام وتعاقبت الاعوام ، الا ان شكوى (ام جبار) لم تنتهي ، وظلامتها لم ترفع ، على الرغم من ان زوجها اصبح لا يفارق فراش المرض ، مرت الايام وتعاقبت الاعوام ، وكبر الاولاد ،الا ان الامور اخذت تسوء اكثر ، فقد تحولت المشاكل مع اولادها الذين راهنت عليهم من قبل ، فصرنا نسمع الصياح والصراخ بين الام والابناء ، ومرة اخرى اخذت ام جبار تجتمع بنساء الطرف ، لتسهب في تبيان طبيعة مشاكلها الجديدة مع (جبار وستار وعقيل).
ام جبار هذه المرة كانت تذهب الى ان الخلاص من مشاكل الاولاد ، لا يكون الا بزواجهم حتى يلتهي كل منهم (بمرته ) وما يدور (مكسرات ) .مرت الايام وتعاقبت الاعوام ، وتزوج الاولاد وخلفوا ما شاء الله من بنين وبنات ، الا ان مشاكل ام جبار لم تتوقف ، فقد اخذنا نستمع الى صياح من نوع اخر كان صياحها مع زوجات اولادها (الجناين) ومرة اخرى اخذت اجهزة اعلام جارتنا تبث على مدار اليوم، ان مشاكلها لن تنتهي الا اذا اخذ اولادها بزوجاتهم بعيدا عنها ، فهن على حد قولها (عكارب صفر) .مشاكل ام جبار لم ولن تنتهي ، والسبب في ذلك ان المشكلة ليس في الزوج او الاولاد او( الجناين) بقدر ما هي في (ام جبار) نفسها ، لكنها لا تريد الاعتراف بذلك .
يذكرني حال جارتنا هذه بحال الكثير من ساستنا اليوم الذين (يعرفونهه ويحرفونهه ) من سياسي الصدفة ، الذي كنا نأمل ان تكون صدفة امل وخير وعطاء ، الا انها كانت صدفة نكوص وتراجع ، على شتى الصعد ومختلف المستويات . فهؤلاء السياسيون لا يريدون الاعتراف بانهم جذر ما نعانيه من مشاكل ، وما نشهده من ازمات ،لذلك تراهم يختلقون الاعذار ، ويقدمون التبريرات ، التي لا تعدو كونها ، حجج وذرائع اشد سخفا ، من حجج وذرائع جارتنا ام جبار الله يذكرهه بالخير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س