الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاداء الحكومى الهزيل فى الدولة المصرية

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2016 / 3 / 30
المجتمع المدني


فى البداية احب ان اوضح ان هذا العنوان ليس مقصودا به الحكومة الحالية او السابقة وانما الحكومات المتعاقبة خلال عشرات السنين الماضية لان الحالة المصرية مازالت تسير من سئ لاسوأ.
ان الفرق بين الدول المتخلفة التى تسمى تأدبا دولا نامية والدول المتقدمة يرجع لعدة عوامل من اهمها الاداء الحكومى . ففى السنوات الاخيرة استطاعت عدة دول ناميه تحقيق قفزات اقتصادية كبيرة من خلال اصلاحات حكومية كبيرة مثل الصين وتلاها سنغافورة وماليزيا والبرازيل .
ويظهر مظاهر الاداء الحكومى المصرى السئ فى الظواهر الاتية
*العشوائيات . يتراوح نسبة البناء العشوائى بمصر بين 70% و 80% من الاسكان بمصر وهى نسبة ضخمة جدا وتؤدى الى اهدار كبير للثروة المصرية نظرا لان البناء العشوائى تكون مواصفاته الهندسية متدنية كما ان عمرة الافتراضى اقل بالاضافة الى سوء التخطيط وما يتبعة من عشوائية ادخال المرافق وهذه العشوائية تمثل وجه قبيح بالشارع المصرى وضعف اداء حكومى حيث ان فرض الامر الواقع يمتهن قوه الحكومة فى اى دولة . ولا يستطيع اى مواطن فى الدول المتقدمة بناء عشه فراخ بدون تصريح من الدولة .. فما بالك بعمارات شاهقة ترتفع يوميا فى كل مدن مصر!ان المنظومة الحالية لاداء المحليات هى السبب الرئيسى لاستمرار هذه العشوائيا ومطلوب تغير جذرى فى القوانين والمنظومة لوقف هذه المهزله .
*اشغالات الطرق والارصفة . اكثر من 90% من شوارع وارصفة مصر بها اشغالات تعوق الحياه اليومية للمواطن المصرى وتساهم كثيرا فى زيادة حده ازمة المرور ,الا ان الجهود المبذولة لحل هذه المشكلة عبثية ومتواضعة بالمقارنة بحجم المشكلة وتسنزف المليارات من الجنيهات سنويا نظرا لتعطل المركبات والناس نظرا لهذه الاشعالات بالاضافة الى قيام نشاط تجارى غير خاضع للسيطرة الحكومية من ناحية الضرائب او الجودة وتلوث البيئة الناشئ عن هذه الاشغالات .مرة اخرى تكون المحليات هى السبب فى هذا الاداء السئ لاستمرار اشغالات الطرق والارصفة بمصر ومطلوب سرعة تغير هذه المنظومة جذريا .
*القمامة والمخلفات . اصبحت معظم شوارع مصر ترتفع بها تلال القمامة سواء مدن او قرى واصبحت الناس تتعايش مع هذه المشكلة البيئية الخطيرة وقد احاط بهم اليأس والاستسلام وهذه المشكلة هى احدى اوجه القباحة الاخرى لسوء الادارة بالمحليات وقد استطاعت بعض دول شرق اسيا مثل سنغافورة بفرض غراما ماليه كبيرة لمن يبصق بالشارع او يرمى حتى ورقة صغير واستطاعت بالتفيذ الحازم والفورى لهذا القانون من تحول سنغافورة الى بلد نظيف اسوه بدول العالم المتقدم .. ان تلال القمامة فى مصر تؤدى الى وضع صحى سئ جدا بالاضافة الى ان مصر من المفترض انها بلد سياحى ووضع القمامة بشوارعها يعطى انطباع سئ جدا عنها .
*القضايا المتراكمة بالمحاكم . قالوا قديما ان العدل البطئ مثل الظلم تماما , والمحاكم المصرية متخمة بمئات الاف من القضايا , والقضاه عليهم عبء ضخم يومى وهذا يؤدى الى تأخير كبير جدا فى الفصل بين المنازعات وعندما تبطئ العدالة ويبطئ الحق فى الرجوع لاصحابه يغيب شعور المواطن بالعدالة وبالتالى يغيب شعوره بالانتماء لوطنه ويتحول لانسان ساخط متبرم على الحياه والمجتمع .. ويصبح الحصول على حقه بالقوة وباليد وسيلة منطقية عند البعض ويضعف ذلك من هيبة الدولة كثيرا بل يلغى الدولة تماما من قاموس المواطن ... لماذا لا تستدرك الدوله وتقوم بتعيين قضاه يتناسب عددهم مع القضايا الموجوده على ارض الواقع لتقوى الدولة من هيبتها ويعود الاستقرار النفسى للمواطن فى حصوله على حقه فى الوقت المناسب .
*الحد الادنى لمعاملة المسجونيين . الحد الادنى لمعامله المسجونيين هى احدى المعاهدات الدولية التى اقرتها الامم المتحدة والتى تتضمن الحد الادنى الادمى للمواطن المسجون الذى يقضى فترة عقوبته بالسحن لان عدم تطبيق هذه المعاهدة يحول السجين من انسان يقضى فترة عقوبة الى انسان فاقد الادامية والانسانية والى وحش ناقم على المجتمع ليعود بعد خروجة من السجن الى مجرم اشد اجراما .. ومن ضمن العوامل المؤدية لارتفاع نسبة الجريمة بالمجتمع المصرى .. كل ما هو مطلوب هو وضع اليات لتفيذ رقابة حازمة وشفافة بوزارة العدل لمراقبة كيفية التعامل مع المسجونيين والمحجوزين باقسام الشرطة والسجون .
*التأمين الصحى . مازالت مصر تعانى من وضع متدنى للرعاية الصحية ومنظومة التامين الصحى مهترئة جدا حاليا .. وقد تم عمل دراسات كثيرة لاصلاحها وبعضها جيد ولكن للاسف انه من المعروف ان العلاج مكلف وغالى ووجدت اعتراضات من جهات معروفة بانتماءتها اليسارية فى نقابة الاطباء بمعارضة هذه الدراسات بحجة ان تنفيذ هذه المنظومة سيؤدى اى اغلاق كثير من المستشفيات ذات المستوى الضعيف طبيا ... اى ان الوضع السئ جدا الحالى افضل عندهم من تطبيق منظومة طبية عالية المستوى تليق بادامية المواطن المصرى حتى وان كان ذلك على حساب اغلاق بعض المستشفيات الفقيره فى المهارة الطبية ,. واصبح الحصول على سرير فى غرفة الانعاش فى مصر يحتاج الى واسطة كبيرة رغم الاسعار الهائله التى يدفعها المواطن ,,لقد اصبح العلاج احد المهازل المصرية المريرة نتيجة زيادة سوء الادارة والسياسات المتعاقبة المتخاذلة فى هذا الموضوع .
*الفوضى المرورية .فى الدول المتقدمة لا تجد شرطى مرور واحد بالشارع الا مصر بها مئات الاف من رجال المرور والمرور فى اسوأ حالاته . المرة الوحيدة التى رايت فيها الشرطة باحد الول المتقدمة تنظم المرور عندما تلفت احدى اشارات المرور باحد التقاطعات الهامة نزل رجال المرور لتنظيمه فى الوقت الذى كان يتم فيه اصلاح اشارة المرور ,, والفوضى المرورية ناتجه عن سوء ادارة بوزارة الداخليه وسوء وعى جماهيرى ... ولكن تعليم المواطن باحترام قوانين المرور والاشارات المروريه يبدأ من تعليم الطفل بالمدرسة عن مدى اهمية احترام اشارات وقوانيين المرور الى درجة ان ضابط المرور يحضر للمدرسة لشرح هذه القونيين بنفسه وياخذ التلاميذ فى جوله ميدانيه بالشارع ليتعرفوا على ارض الواقع بمدى اهميه الوعى المرورى .ان وسائل الاعلام المصرى تفتقر كثيرا الى هذه البرامج الخاصة بتوعية المواطن بالوعى المرورى بطريقة مباشرة وغير مباشرة .
*قانون اذراء الاديان . انه احد القوانيين التى يستطيع اى انسان ان يدعى ان الاخر قد اذدرى دينه وبالتالى يمكن الحكم على اى راى مخالف لمن حوله بانه يذدرى الدين واصبح هذا القانون من القوانيين السيئة السمعه التى تضر مصر ومجالا لمصادرة اى راى مخالف ويجب اسبداله بقانون افضل هو قانون معاقبة اذدراء الانسان .
*الدستور المتناقض . الدستور المصرى من المفروض انه دستور مؤسس لدوله مدنيه حديثه ولكن جاءت المادة الثانية والثالثة لتنسف اى توجهات مدنية وجعلت الاديان هى المرجع الرئيسى لكل القوانيين ونسفت بذلك اى مدنية للدولة وحولتها الى دوله دينية وهذا التناقض والذى وضعه السادات جعل مصر تدور فى حلقة مفرغة بين الدولة المدنية والدوله الدينية من ساعتها واصبح اى رئيس لا يجرؤ من بعده على تصحيح هذا الوضع المتناقض بالدولة المصرية .
* ربط التعليم باحتياجات السوق .ان وجود تعليم حكومى وتعليم خاص وتعليم دينى ( الازهر ) وكل هذه الشعب الثلاث مغيبة تماما عن احياجات السوق والنتيجة اهدار مليلرات الجنيهات سنويا لتخريج عاطلين عن العمل واستنزاف ضخم لموارد دولة يعانى اقتصادها من مشاكل جمة ... والحكومات المتعاقبة مازالت تلعب دور المتفرج على هذه المليارات الضائعة .
ملحوظة اخيرة صغيرة . هل تعلمون ان معظم الدول المتقدمة تفرض ضريبة على من يقتنى راديو او تلفزيون بمنزله ومن يقوم بمبيت سيارته بالشارع !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا


.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر




.. اعتقال مصور قناة -فوكس 7- الأميركية أثناء تغطيته مظاهرات مؤي