الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن اتنازل عن لقبي!

طه رشيد

2016 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


عاد إلى بغداد بعد غربة امتدت الى اربعة عقود تنقل حينها بين عواصم مختلفة بعد ان قضى وطرا مهما من حياته في اليمن ( حين كان سعيدا، وقبل ان تمتد ايادي جيش عبدالله صالح لتخريبه بحجة الوحدة!).. ترك عدن التي اسس فيها فرقا فنية وغنائية عديدة والتي اجبرت تحت القصف المتنوع لتكون البندقية قيثارتها التي تعزف عليها دما في دوامة قتل يشترك به ابناء الوطن الواحد باصابع خارجية لم تعد خفية على متتبع الحدث!
ما اشبه عدن ببغداد!
اكمل في بغداد دراسته الفنية ليدخل الاذاعة والتلفزيون، في منتصف الستينيات من القرن الماضي، عازفا وملحنا ومغنيا، وسرعان ما ذاع صيته، بعد حصول انفراج ضئيل في الحياة السياسية، ليصبح مع منتصف السبعينيات، واحدا من رواد الاغنية السياسية. حاملا قيثارته على كتفه مثل صليب. وامام عينيه رفاقه المتوزعين في ارجاء المعمورة ، فيكتور جارا الذي استشهد في تشيلي على ايدي " الحرس القومي" للفاشي "بينوشيت" ، المغنية "ماريام ماكيبا" وهي تغني للسود وللبيض ضد العنصرية، "مارسيل خليفة" يغني للمقاومة اللبنانية ويضطر بعد ذلك للهجرة خارج وطنه، الشيخ امام وزميله احمد فؤاد نجم اللذان اصبحا زبونين دائمين للسجون في مصرعلى مختلف مراحل الانظمة المصرية. كل هؤلاء يتراؤون له وهو يغني في بغداد للعمال والفلاحين، للشبيبة والطلبة، يغني للمرأة وللفكر والحزب الذي رباه وتربى فيه، حزبه الشيوعي الذي علمه ان يحترم العلماء والادباء والفنانين، الحزب الذي اوصاه ان يصون لقب " رفيق" من كل شائبة.
استدعي في منتصف السبعينيات، اكثر من مرة، للتحقيق في مخافر ومراكز تعذيب النظام السابق، وطرد من الاذاعة والتلفزيون ومنعت اغانيه من البث ليومنا هذا!
ولم تكلف نفسها اليوم ، لا اذاعة جمهورية العراق، ولا مديرية الشؤون الموسيقية بتكريمه باعتباره واحدا من المؤسسين لتشكيلات عديدة في الاذاعة وباعتباره احد اهم اعمدة الاغنية السياسية.
عاد قبل ايام الى بغداد ليساهم في فرح الشيوعيين واصدقائهم بحفل تأسيس حزبهم الذي اقيم مؤخرا في صالة سينما سميرا ميس . ما إن ظهر على المسرح حتى وقفت القاعة فرحا وتصفيقا بظهوره، القاعة تغص بالمئات من شيب وشبيبة واطفال ونساء، وهم يطالبوه بهذه الاغنية او تلك. انهم لم ينسون مغنيهم الذي غنى لهم ولهمومهم، لم يستطع حبس دموعه وهو يرى القاعة تردد معه كل اغانيه حتى بدا له وكانه في مقتبل عمرهّ! اعادوه لشبابه واعادهم لشبابهم.
لم يكن له قبل الحفلة سوى طلبا واحدا: لا اتنازل عن لقبي، لقبي الذي منحني اياه الحزب.
فقدمه عريف الحفل: انه الفنان الرفيق جعفر حسن!
ما اجمل اغانيك يا رفيق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة