الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة من سجن مازاس - كليمينت دوفال

مازن كم الماز

2016 / 4 / 8
أوراق كتبت في وعن السجن


رسالة من سجن مازاس - كليمينت دوفال

أيها الرفاق
رغم أنكم لا تعرفوني جيدا لكنكم تعرفون أني أناركي . أكتب إليكم هذه الرسالة لأحتج على الهراء الذي يقال عني خاصة و عن الأناركيين عموما في كل الصحف التي توحدت معا لتقول أنه قبل إلقاء القبض علي كنت محكوما في السابق بتهمة السرقة . كما لو أنه يمكنك أن تسمي شخصا ما لصا , شخصا كان عاملا لم يعرف إلا البؤس , بينما السرقة لا توجد بالنسبة لي إلا في استغلال الإنسان من قبل الإنسان , بكلمة , في وجود كل من يعيش على ظهر ( حساب ) الطبقة المنتجة . سأروي لكم هنا لماذا و كيف "ارتكبت" تلك "الجنحة" التي يسمونها سرقة . في عام 1870 كنت غبيا , مثل كثيرين غيري , بما يكفي , لكي أذهب و ادافع عن ملكية و امتيازات آخرين , كنت في العشرين يومها . عدت من الحرب بجرحين و بروماتيزم - و هو مرض فظيع اضطرني للبقاء أربع سنوات في المستشفى . بعد أن خدمت كملقم مدفع , خدمت كحيوان تجارب عند رجال العلم المحترمين . جعلوني أتناول أكثر من كيلوغرام من ساليسيلات الصوديوم , الذي أثر بشكل كبير على نظري . فأصبحت أرتدي النظارات في سن السادسة و الثلاثين , الأمر الذي لا يعجب أصحاب العمل . هكذا , بعد أن أمضيت ثلاثة شهور في المستشفى عام 1871 , عملت مرة أخرى لثمانية أيام ثم مرضت من جديد . بقيت لمدة شهر في المنزل . عندي طفلان , و كانت شريكتي مريضة أيضا . لا نقود و لا طعام في المنزل . رغم أني لم أكن يومها عضوا في الحركة الأناركية , التي لم تكن موجودة أو كانت صغيرة جدا في ذلك الوقت , ( لم تكن دراسة علم الاجتماع قد تقدمت و كان هذا العلم يوجد في شكله الجنيني فقط كما أنهم لم يكونوا قد قطعوا رؤوس الأناركيين بعد لينشروا الأناركية بين الناس ) , كنت بالفعل , قبل ذلك بوقت طويل , قد حررت نفسي من الأحكام المسبقة التي تخدر عقول الجماهير , العدو الحقيقي لكل سلطة . كنت أناركيا في قلبي , أحب كل ما هو جميل , رائع , كريم و متمرد ضد كل قمع و ظلم . من هذه الحقيقة أدركت الحق الذي منحته الطبيعة لكل إنسان : الحق في الوجود . ثم حانت فرصة ما . بضمير مرتاح مددت يدي إلى صندوق مدير محطة ثم أخرجتها و فيها 80 فرنكا . لا توجد صعوبة في إنفاق 80 فرنكا عندما لا تملك أي شيء - الدواء مكلف . لذلك قررت أن أعود لزيارة صندوق مدير المحطة , قلت لنفسي : ماذا في ذلك ؟ الشركة تسرق عمالها , لذلك أنا , الذي لا يملك شيئا , أستطيع أن آخذ بعضا من تلك الأرباح . كانت فكرة سيئة لأنني اعتقلت و حكم علي بالسجن لمدة سنة . لا يخجلني هذا الحكم . أنا أتحمل كامل المسؤولية عنه . عندما ينكر علي المجتمع حقي في الوجود هل علي أن أتقبل ذلك و ألا تقوم بأي شيء حياله , هذا جبن . هذه أيها الرفاق هي حقيقة ما أؤمن به . لا أحد يعرف ذلك لذلك فإني أتحمل كل المسؤولية عن أفعالي , أما أي إنسان يحاول استغلال الغباء البشري ليشوه سمعة فكرة عادلة و نبيلة كالتي يدافع عنها الأناركيون , أن يعمم أخطاء أحد المدافعين عنها ( إذا كانت تلك أخطاء بالفعل ) عليهم جيمعا , هو مجرد مخاتل يرتعد أمام الوضوح الساطع للفكرة الأناركية . اعتقدت أن هذه الإيضاحات ضرورية لرفاقي الأناركيين لذلك سأكون شاكرا إذا نشرتم رسالتي هذه في العدد القادم من جريدة الثورة .
كليمنت دوفال , سجن مازاس , 24 أكتوبر 1886


كليمنت دوفال 1850 - 1935 , أناركي فرنسي , كان جنديا في الحرب الفرنسية البروسية حيث جرح بقذيفة مورتر و قضى عشرة سنوات في المستشفى اضطره بعدها المرض إلى السرقة ليعيش . سجن أولا سنة بسبب سرقته 80 فرنكا . في 1886 قام بسرقة 15 ألف فرنك , اعتقل بعدها بأسبوعين , أثناء محاولة إلقاء القبض عليه طعن شرطيا عدة مرات ( الشرطي نجا من الحادثة ) . انتهت جلسة محاكمته بفوضى عارمة في قاعة المحكمة , حيث حضر عدد ممن كان يتعاطف معه و الذين اعترضوا على محاكمته و اضطر الحراس إلى جره خارجا و هو يصرخ "تحيا الأناركية" .. حكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة في جزيرة الشيطان في غويانا الفرنسية . قضى 14 عاما في ذلك السجن , حاول خلالها الهرب عشرين مرة على الأقل .. في أبريل 1901 نجح أخيرا في الهروب إلى نيويورك حيث عاش حتى الخامسة و الثمانين .. قال دوفال عن لحظة اعتقاله "أراد الشرطي أن يعتقلني باسم القانون , و ضربته أنا باسم الأناركية" ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيتو أمريكي ضد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم الم


.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية




.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال


.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال




.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان