الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابلة عمل

ماري مارديني

2016 / 4 / 9
المجتمع المدني


من اهم ما يعبر عن مستوى حضارة اصحاب العمل، و ثقافة المشرفين عليه، و احترامهم للمتقدمين له، وحسن الاختيار للموظف هو مقابلة العمل، و التي تمثل مرحلة هامة من مراحل اختيار شركة ما او دائرة ما للموظفين الخاصين بها و المناسبين دون غيرهم للعمل المطلوب.
.
عندما تتقدم لمقابلة عمل و تشعر برقي الخطوات المتبعة، وبرقي اسلوب من يتعامل معك اثناء المقابلة ، و كذلك اعطائك وقتك الذي تحتاجه ، و تلحظ حرص من يقابلك على تجنبه ان يظلمك بأحكامه ، او ان لا يعطيك مجال لفكرة ما تريد ان تضيفها اثناء المقابلة ليستمع لها بكل رحابة صدر و شكر لكل ما تضيفه ، و تقدير لكل معلومة تعطيها ،و عندما يكون لك وقت مقابلة محدد هو وقت مخصص لك وحدك، و بمكان مناسب مهيأ لذلك ، و تكون مسبقا على علم كم من الوقت ستستغرق المقابلة فإنك تلمس مدى الحضارة، و التقديس للعمل ، و للوقت معا، و الاحترام المُعطى لمن يتقدم لطلب العمل، مما يعطي صورة عن اهمية التنظيم و التنسيق في الدوائر و الشركات ، و امعانهم و تدقيقهم لاختيار الشخص المناسب اكثر من غيره. كما إنك بذات الوقت تشعر بقيمة المجتمع الذي يقدر الانسان و فكره، و رأيه ، و وقته، و جهوده ، و تعبه على نفسه، و كذلك تعرف بعض من اسباب تقدم تلك المجتمعات و نجاحها ، و بالطبع هذا ما يحصل بالمجتمعات الغربية عندما تتقدم لعمل ما بها . و لكن ربما تتذكر و تقارن ذلك مع ما كان يحصل معك عندما كنت تتقدم لعمل ما في مجتمعك و مدينتك .. كالمثال الآتي الذي مر مسرعا بذاكرتي و ها هو سأكتبه هنا : حيث كنت قد تقدمت لعمل تدريسي في احد المعاهد و كانت صديقتي قد تقدمت لذات العمل و لم نكن كلانا نعرف اننا قدمنا طلب لذات العمل ، و عرفنا فيما بعد و كان موعد المقابلة الذي حصلت عليه و الذي حصلت عليه صديقتي سيتم في ذات المكان و بذات الوقت ، و تحدثنا انا و هي و فكرنا كيف ستتم المقابلة لشخصين متقدمين لذات العمل بذات الوقت! .. و مع ذلك ذهبنا للمقابلة، و في المكان المحدد للمقابلة وجدنا ليس فقط عشرات من الافراد انما مئات من الافراد في قاعة جامعية ينتظرون ان يأتي دورهم للمقابلة ... و التي كانت تحدث وسط جو من الضوضاء الصادرة عن تلك الاعداد من المتقدمين، و لاحظنا وجود ثلاثة اشخاص كانوا " يجرون المقابلات الشكلية لذلك العدد الكبير من المتقدمين للعمل في ذات القاعة!" .. فهذه ايضا صورة تعكس ثقافة و روتين المكان و اصحاب العمل و المشرفين عليه ، و هذه طريقة بالتعامل مع الشخص المتقدم للعمل، و طريقة تعامل مع وقته و عقله و انسانيته ! جلسنا ننتظر ..و ننتظر .. و بعدما عرفنا بعد اكثر من ساعتين انهم يريدون شخص واحد او اثنين لا اكثر تركنا القاعة انا و صديقتي و ذهبنا فلا وقتنا للهدر و لا عقولنا . فالشخصين اللذين سيحصلان على العمل اكيد لم يكونا معنا ينتظران دورهما بالمقابلة، و ربما لم يحتاجا الى كل تلك المقابلة، لان المقابلة روتين و اجراءات لتعينهم بشكل قانوني و روتيني على اساس ان المقابلة و الاختيار قد تما حسب الكفاءة و دون تمييز . وهذا احد الاسباب من مجموعة اسباب اخرى توضح اسباب تخلف بعض المجتمعات . و من حسن حظنا انا و هي اننا تركنا القاعة و ذهبنا كي لا نضيع المزيد من الوقت لاجراء مقابلة عمل وهمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال


.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال




.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ