الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تحول من مشروع إسلامي نهضوي كبير الى فئوية ضيقة ومدللين من الدعاة والسياسيين ...!!

هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)

2016 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لا يخفى على كل متتبع بجد أن التيار الاسلامي الوسطي كان له الفضل في محاولة زرع بذور حقيقة الاسلام كدين جاء لينظم حياة البشر وجاء ليحل كل الاشكالات والازمات التي نتعرض لها وجسَّد مفهوم الاخوية النابعة من الايمان الصادق على أرض الواقع وبين أن العمل الخيري بمفهومه الواسع هوالمقصد والمغزى من هذا الدين العظيم وليس كما كنا نفهمه سابقاً انها مجرد طقوس عبادية لاأكثر ولا علاقة لها بالدنيا الفانية ؟؟
وكان له الفضل في ترسيخ قواعد التنوع الفكري وعقلية التعددية التي لم نكن قد عهدنا عليه كموروث ثقافي لا يقبل إلا صبغة وصيغة واحدة في الساحة الفكرية والسياسية ....
ولكن أقول ...
على ما يبدو انه لم يستطع أن ينفك عن عقلية الكتل الضيقة والفئوية المحصورة بين أفراد بيدهم زمام ألامور ولم يستطيعوا تجاوز العقم التاريخي الموروث داخل المنظومة الاسلامية ....ولو أن بعض من هؤلاء الذين بداخل تلك الكتل قد تركوها وأصبحو أبواق طعن وتجريح لهم -طبعاً بعد أن أستنفذت مصادر الطاقة المادية عنهم عندما كانت الابواب مفتوحة حيناًمن الدهر- وكأنهم كانوا مرتزقة يرتزقون عليها وليسوا دعاة وأصحاب أهداف سامية كانوا ينطقون بها لكن يبدوا أنها لم تمس شغاف قلوبهم ....
والعجيب رغم كل تلك النكبات لم تشتفد هذه الحركة من الاخطاء -وليس هناك مشروع بدون أخطاء طبعاً-....
ورغم كل تلك المسيرة الطويلة لم يستطيعوا أن يستثمروا كل تلك الطاقات الخيرية المخلصة من الشباب المعطاء ، وظلت الفئوية طاغية عليهم وظلت الابواب مقفلة واصبح المقربين في حضانات التدليل السياسي !
حتى تصاهروا فيما بينهم وأصبحت صلة القرابة تزيد من الارتباط واصبح المقاعد تتبادل فيما بينهم ، فالسابقون السابقون اولئك هم المقربون ........!!
واثمرت هذه العقلية :
1- الانكماش على الذات والفئة الذين اصبحوا بعد كل تلك السنين ذاتاً بحد ذاته !
2- عدم الاهتمام الى الآراء المعتبرة والموجهة إليهم واصبح حبراً على ورقةحرية الرأي ؟
3- انفصال كتل القاعدة العريضة عن القيادة تدريجياً بحيث لاتشعر هي بذلك ،،،،
بل كانوا يستخدمون الشباب المقدام كي يحطم الاسوار ويتحرك بكل شجاعة وإقدام وبلا مبالاة لأحد ولا لمستقبله في مقابل بعض القيادات التي كانت خلف الأسوار تحركهم من وراء الستار ولم يتجرؤا على مايفعلونه هؤلاء الشجعان !! بل كانوا يستثمرون طاقاتهم لمصالح خاصة أو كمايقال لمستقبل مشرق للدعوة ؟لكن في الحقيقة فقد كان مردود الاستثمار شخصانياً فقط مقابل مواجهة هؤلاء الشبان الشجعان لكل أنواع التشريد والتهميش والمحاربة السياسية والاقتصادية ....!

4- التفرغ للتجارة بحجة دعم الجانب المالي للمشروع ؟في حين أن الهم الاول والاخير هو ملء الجيوب ثم دعم الدعوة إن امكن (طبعاً حسب تعبيراتهم الفارغة من المضمون) ؟فلسان حال الجيوب قائلةٌ
(هــل من مزيــد !!) والذي يدخل التجارة في الشرق يعلم ذلك تماماً ؟؟ إحتمال ان يمُنَ ببعض الدولارات مِنَةً منه وكرماً ؟؟

5 - الانكماش الدعوي بحيث ترى من الذين لديهم هموم دعوية (طبعاً اغتزلت الدعوة في ألقاء محاضرات فقط ؟؟)يعملون بشكل فردي واصبحوا محاطين بكتل بشرية من المعجبين والمتفانيين في حبهم!!
ولا احديسأل عليهم ولا يجرء على ذلك لأن لديهم
حصانة جماهيرية وسياسية و تاريخية مع هالة القداسة الوهمية !!....واصبحو هم يفرضون آراءهم عليهم ؟
وأصبح بعض من هؤلاء الذين يقال عنهم الدعاة , يأنون ويزدرون من الواقع المرير ليس لكون عدم وجود حريات وليس لعدم وجود منابر إعلامية فالمنابر فارغة لهم ,,,ولكن لكون المردود المادي ضئيل جداً وسوق المتاجرة الدعوية لم يتم فتحها بعد كما هي في البلدان النامية !!!

6- أغلب من وصل من الساسة الأفاضل الى درجات الكمال الوظيفي في داخل المنظومة الحكومية الذين تسلقوها بجهود الشجعان والجنود المجهولين ! تنصلوا لمجهوداتهم بل تخلوّا عن مسيرتهم الدعوية أيضاً والحزبية والسياسية بحجج واهية ومبررات يقنعون أنفسهم بها بعد الترف المادي والكمال الوظيفي
والسبب هو عدم قيام كل من هؤلاء من إقرار الإنفصال أو الإنعزال قبل البلوغ لدرجات الكمال الوظيفي بل بعد ذلك ؟؟

أين المشروع الاسلامي النهضوي من كل هذا الذي قلته ؟
أين الطموح نحو البلوغ ؟
اين الرؤية المستقبلية ؟
أين الخطط الاستراتيجية لهذا المشروع ؟
أين الفقه الجمعي في العمل والتكتيك المرحلي الممنهج؟؟
أين روح الاخوة الايمانية الصادقة ؟
أين الاخلاص ؟
أين الكلمات التي تخرج من القلوب لتمس القلوب ؟
أين التضحية في المال والوقت في سبيل المشروع العام لا الخاص ؟
أين نكران الذات ؟ الصفة البارزة لمشروع ومنهج هؤلاء !

كان كلام البنـــــــــــــــــا في مكانه عندما قال:
( هناك من يدخل الدعوة لتحمله الدعوة او ليحمل هو الدعوة او ليركب عليها !)
ولكن هل من المعقول أن تصبح الدعوة مركباًفقط ليركب عليهاالفئويون والمدللون بحجة أنهم فقط من يستحقون حملها وهم فقط ورثتها وهم بعد ذلك أحرار في تركها أو حتى نكرانها .........................!!
نأمل ان يكون كلامنا صرخة وصحوة تتحول الى يقظة .........
وهو نقد لا قدح كما قلت في مقالات سابقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بنص القران وتصريح الصحابة الرسول كان أميا
عبد الله اغونان ( 2016 / 4 / 17 - 17:17 )
أولا مافائدة كتابة مقال مثير واختيار الكاتب منع التعليقات؟
فهذا اقصاء لحرية التعبير عن الرأي الاخر رأي الأغلبية المطلقة من المسلمين
واعتبار الرسول كان يعرف القراءة والكتابة اعتمادا على تأويل بعيد لاتسعفه النصوص والمعروف المصرح به من طرف صحابة عايشوه وامنوا به
القران سماه النبي الأمي العرب كان جلهم لايعرفون الكتابة والقراءة ودليل ذلك انه ليس لدينا
وثائق ثبت وجود مايدل على ذلك لكن الاسلام شجع تعلم القراءة والكتابة بدليل اشتراط تعليم أسرى
بدر ممن يعرفون القراءة لعشرة من المسلمين
في صلح الحديبية رفض على بن أبي طالب محو صفة رسول الله كما طلب مندوب قريش وطلب من علي أن يريها له فمحاها ولم يثبت أنه كتب بيده أو قرأ كتابا أورسالة
مفهوم الأمية في حق الرسول ليس قدحيا بل ميزة
والمعروف أن مشاهير وعلماء كانوا لايكتبون ولايخطون فهل بهذا المعنى يمكن أن نعتبر أن طه حسين والمعري كانا أميين؟

اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة