الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جزيرتان اهم من آلاف المعتقلين ! عن احمد فؤاد

محمود ابوحديد

2016 / 4 / 13
أوراق كتبت في وعن السجن


قطعتي ارض اهم من مئات اللآلاف من المواطنين المعتقلين – سياسيين وجنائيين – والذين يُجرى تعذيبهم ليل نهار؟؟ اكيد شيئا ما خطأ !
هذا المقال لا يُقلل من حقارة بيع الجزيرتين خاصة ان المستفيد الاكبر من هكذا قرار هو الجيش الصهيوني الحليف الاستراتيجي للحكومات السعودية طبقا لبيانات الحكومات السعودية نفسها ! فبيع الجزيرتين زاد من المياه الدولية 4 كيلومتر في خليج العقبة المؤدي لميناء ايلات ذات السيادة الصهيونية. لكن يهدف هذا المقال لدفع قضية واحوال المعتقلين المصريين لتصبح النقاش الاساسي والغالب لكل من يقرأ هذا المقال.

احمد فؤاد – صحفي وطالب بكلية العلوم بالاسكندرية - قضى اكثر من 27 شهر في السجن بتهم ملفقة – منها الانضمام للاخوان المسلمين بينما هو يساري الهوية - وقد تأجلت قضيته منذ ايام لمدة شهرين للنطق بالحكم ومن المتوقع صدور حكم ضده (بسبب تلفيقات النيابة العامة وتواطؤ القضاة). وفي نفس يوم تأجيل قضيته اذاعت قنوات الاعلام خبر بيع رئيس جمهورية مصر لملك السعودية جزيرتين من الارض. وحتى الان مازال مواطني مصر يتناقشوا عن الجزيرتين ليل نهار – بدفع من قنوات التليفزيون - بينما يتناسى الجميع الاف المسجونين في مصر !! هل قطعتين من الارض اهم من معتقلي مصر؟

بدءا ، فان احوال السجون في مصر حقيرة حقيرة وتشبه في مجملها وتفاصيلها سجون العبيد في القرون الدائية والوسطى، فالعشرات يُكدسوا في غرفة لاتزيد مساحتها عن 40 متر - بينما تنص مبادئ الصحة العامة على احقية كل انسان في 3 متر مكعب من الهواء ليتنفس بشكل صحي ! – ولا يسمح لهم بالخروج من الغرفة سوى ل4 ساعات في الاسبوع، والطعام يُلقى امام ابواب الغرف وهو اردأ من ان تاكله القطط الساكنة للسجن! اما العقاب من الضباط فجماعي ويرقى في مجمله وتفصيله ايضا الى جرائم تعذيب لا تسقط بالتقادم. المقصود ان وزارة "ظلم وقمع المواطنين" المسماة كذبا بالداخلية المصرية تمارس التعذيب الممنهج في سجون تنتشر في جميع انحاء الجمهورية وبكثافة عملاقة فمقرات الشرطة -كثيرة العدد في كل محافظة- تعتبر السلخانات الاساسية لمواطني مصر ويحوي كل مقر منها مالايقل عن 100 مسجون. لكن لماذا يصمت المصريون ؟ هل المعتقلين اقلية وسط ملايين الشعب المصري؟؟

تقريبا ، تتسع دائرة معارف الانسان العادي ل200 شخص. وهناك مايقرب من مائة الف معتقل سياسي – خرجوا ودخلوا السجن منذ يوليو 2013– بخلاف المعتقلين الجنائيين. واذا كان سكان مصر 100 مليون مواطن. نحصل على واقع ان فردا من كل خمسة مواطنين كان معتقلا او يعرف شخصا تم اعتقاله. هذا يعني ان خُمس مواطني مصر يعرفوا الكثير عن احوال السجون التي يشرحها المقطع السابق. لكن جميعنا - حتى اهالي المعتقلين- يضطروا بمرور الوقت لنسيان مسجونهم في اغلب نقاشاتهم. والسؤال لماذا ؟

"لينين" الثوري الروسي لم يكن مخطئا حين تحدث عن "قوة العادة"بصفتها اقوى القوى المحركة في العالم ! انها القوة الناعمة او "ايدلوجية الاغلبية" - التي هي السبب في دفع استقرار الانظمة الجمهورية حول العالم الى اقصى مددها. وفي القرن الحالي، يُشكل الاعلام المرئي بالذات اقوى العناصر المكونة لايدلوجية الاغلبية، والتلفاز هو العمود الرئيسي للاعلام المرئي حول العالم، ويُعد من المكونات الرئيسية للعصر الحالي بحيث لا يوجد مواطن لا يشاهده او منزل يخلو منه !! حتى سكان السجون توجد في غرفهم شاشات تليفزيون إلهائهم وهي لاتذيع سوى القنوات الرسمية لتغييبهم عما بالخارج . وحتى القنوات الخاصة والمملوكة بشكل اساسي وعام لرجال اعمال يخدموا بالنهاية النظام الجمهوري – نظام حمايتهم - لا تذيع بالذات بشكل مكثف ودائم سوى ماتمليه قرارات الحكومة الجمهورية او ستُغلق القناة فورا ، وحتى لو تداولت قنواتهم اخبار عن المعتقلين او حتى عن اي من جرائم الحكومة الجمهورية فان الاعلام الراسمالي ابدا لن يطرح اي حل ضد النظام الجمهوري.

لهذا بالضبط يُصرف نظر مواطني مصر عن معتقليهم ويُشغلوا بتفاصيل ومعارك ومسلسلات وافلام عن الحب والعشق والمثالية وبكلمة واحدة يُشغلوا بنمط حياة لا يخصهم ولا علاقة لهم به على الاطلاق، لحين يضطر الانسان ان ينفصل عن واقعه وحياته وينسى مآسيها ومآسي علاقاته واصدقائه وينشغل بالتليفزيون والقضايا المذاعة خلاله . مممممم ليس باليد حيلة، ستظل هذه السمة الرئيسية والدائمة للنظم الراسمالية: اقصد انفصال الانسان عن حياته وطبيعته. ولهذا بالضبط نعادي نحن الماركسيين الراسمالية في كامل خطاها. ولهذا بالضبط يتناسى مواطني مصر كل شئ عن المعتقلين في اغلب حياتهم اليومية.

اصلا، اي مصري واعي لا تهمه على الاطلاق قصة بيع رئيس مصر لملك السعودية جزيرتين او حتى ثلاثة !! اي مصري واعي طبعا يرفض سيادة كلاهما على الجزيرتين كما اي من الاراضي المصرية والسعودية لسبب بسيط : هو قمعهم لسكان مصر والسعودية على حد سواء، كما سيعتبر بحق انه يجب ان تنظم الثورات وجماهيرها لكليهما محاكمات شعبية عادلة سيُصوت فيها الاغلبية لاعدام الملكين "السيسي وسلمان". هذا اذا لم نذكر ضرورة رفض حدود سايكس بيكو التي تقسم الكرة الارضية لقوميات يرأسها رجال اعمال يجب ان يُظهروا العداء لبعضهم الاخر بينما تتناسب في الواقع مصالحهم العامة والدليل دعمهم جميعا لوجود الدولة الصهيونية "اقصد دعم قرار الامم المتحدة بتقسيم فلسطين".

اننا نرفض كامل قرارات الحكومات الجمهورية الحالية وتحالفاتها وندعم حق تحرير معتقلينا بكل الطرق . واؤكد ان الانتفاضة المنتصرة والتي لن يستطيع النظام الجمهوري اعادة تثبيت نفسه بهزيمتها ، ستنتصر وتقتص لحقوق معتقلينا.

لحين ذلك ، فان الحل الرئيسي لقضية معتقلي مصر هو نفسه حل قضية الاسرى الفلسطينين في السجون الصهيونية – وبالنهاية فان نظام السيسي ووزراءه جميعا صهاينة داعمين لوجود مايسمى بدولة اسرائيل - هو نفسه الحل لتحرير جميع اسرى هزيمة الربيع العربي في سوريا والعراق واليمن وليبيا والبحرين اقول ، ان المسؤولية الاساسية لمسألة المعتقلين السياسيين تقع على كاهل الاحزاب السياسية - خاصة الجماهيرية منها - والتي يجب ان تبذل مافي وسعها لتحريك الطبقات الشعبية والفئات المجتمعية للافراج عن المعتقلين – تلك الفئات التي ولاشك حاقدة وحانقة من الان على نظام السيسي حتى لو تفوهوا بالعكس فكما ذكرت فان خمس الشعب المصري على الاقل يدعم قضية المعتقلين لكن يضطر للسكوت والخضوع بل ونسيانهم لعدم وجود اي طريق لتحريرهم. اين اذا الاحزاب المصرية؟

لانه جرى انزال هزائم ثقيلة وعديدة منذ الحرب العالمية الثانية بحق الطبقات العاملة والشعبية حول العالم باكمله وجرى اغراق اغلب تحركاتهم في الدم ، اضطرت الجماهير والطبقات العاملة للابتعاد عن الاحزاب العميلة التي تقرب قادتها في كل مد ثوري من النظام الجمهوري مبتعدين عن مطالب الجماهير الحقيقية ، لهذا فان اغلب الاحزاب الحالية داعمة للنظام الجمهوري - نظام قمع وظلم المواطنين - وبالتالي لا ينتمي اليها اكثر من 3% من مواطني العالم. لهذا بالضبط فان قادة الاحزاب المصرية جميعهم داعمين للنظام الجمهوري وسياسات البوليس الحقيرة – حتى لو شجبوها باللفظ – ولهذا بالضبط فان قضية المعتقلين في وطننا معقدة لما لاحد له ومؤجلة لفترة طويلة من الان ! بالضبط لحين بناء حزب جماهيري .. وهنا بالضبط تقع مهمة الاشتراكيون الثوريون حول العالم .

لا يعني ماسبق التقليل من كل مهام رفض وادانة ومحاولة وقف قرارات النظام الجمهوري الحاكم في مصر، لكن مايعنيه السابق ، ان المهمة الاساسية لكل ثوري - والحق لكل من له شرف في مصر – هي ان يدافع عن المعتقلين في كل يوم وليلة بصفتهم القضية الاساسية والاولية والاهم على الاطلاق في عصرنا الحالي، عصر 2016 السيسي. اقول : يجب تقديم كل الدعم والطاقة لمسجوني مصر، فلا احد يستحق ان يُحبس في السجون المصرية الحالية سوى ضباط الشرطة المصريين – وحتى هؤلاء لن تعذبهم سلطة ثورية عمالية كما اعتادوا ان يفعلوا مع مواطنينا !

اخيرا، فان الحديث عن المعتقلين وقضيتهم هو الغالب في نقاشاتي حتى في الايام الاخيرة وابدا لم تكن جزيرتي العقبة! اتمنى ان يجد صديقي المعتقل "احمدفؤاد" اي عزاء في هذا.

الشفاء للمصابيين والمجد للشهداء والحرية للمعتقلين والنصر للثورة.
الثورات تظل دائمة.
تسقط حكومة رجال الأعمال.
الموت للبوليس والقضاء والجيش.
لا حل سوى الثورة الإشتراكية والحكومة العمالية لإنتصار الثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا


.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة




.. كلمة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة عقب الفيتو الأميركي


.. -فيتو- أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. عاجل.. مجلس الأمن الدولي يفشل في منح العضوية الكاملة لفلسطين