الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب بين ديمقراطية الدراما واستبداد في الواقع

ميثم مرتضى الكناني

2016 / 4 / 13
الادب والفن


انتهجت النظم العربية وسائل مبتكرة للتنصل من الاستحقاقات الديمقراطية وحق المواطنين بالممارسة الحقيقية للحكم الرشيد وذلك باتباع اسلوب المحاكاة الدرامية للواقع واستدراج اللاوعي الشعبي الى منطقة يسهل فيها التعامل مع المشكلات والازمات المزمنة التي يقاسيها رجل الشارع العربي من دون ادنى تكلفة للحكومات وذلك من خلال السماح للدراما والصحافة والقنوات المسيطر على فضائها بنقل مشاكل المواطنين على شكل اعمال فنية او مقالات صحفية تحكي وتجسم الازمات وتقترح حلولا لاترى الضوء في الحياة الفعلية ,
في مصر انتجت افلام مثل البرئ وضد الحكومة او طباخ الريس ...الخ لتلقي الضوء على مواقع حساسة من الحياة اليومية فضلا عن مسحها على خارطة الوجع اليومي للانسان العادي بسبب السلطة او اصحاب النفوذ المتحالفين معها , اما في سوريا فقد اشتهرت بعض الاعمال الدرامية مثل مسلسل مرايا اوالولادة من الخاصرة بتعاملها بهامش من الحرية النسبية مع مشكلات الفساد وسوء استغلال النفوذ والابتزاز الاجتماعي ..الخ ,ولقد مثل سماح النظام بانتاج اعمال درامية على درجة عالية من الجراة تنتقد السلطة ورموزها من الخط الثاني(الوزراء ومادونهم) دون الوصول الى راس النظام جزءا من استراتيجية الخفض المقصود لمعدلات الرفض والكراهية الشعبية لفساد الحكم ,كانت تلك محاولات من اجهزة السلطة للتنفيس عن المواطن ومنحه فرصة لاخراج كبته اليومي ونفث فوراته المعيشية على شكل كوميدي تارة او بمنحه املا افتراضيا بتحقق العدالة او منح السلطة تبريرا بعدم وصول الحقائق كاملة لها او تبرئتها باتهام من هم ضمن جسمها العام من الاحجام الوسطى والصغيرة ,اذ تحاول بعض الحكومات ان تصنع جوا افتراضيا لمناخ حر يفتقده المواطن في حياته الحقيقية يمارس فيه النقد للظواهر السلبية التي يعاني منها , في عراق صدام حسين كان المشهد اكثر تعقيدا اذ ان النظام وصل الى مرحلة تاليه صدام مع رفض اي اساءة للنظام او التشكيك بعدالته وصوابيته ولكن في سنوات الحصار الاقتصادي الدولي بعد حرب الكويت 1991 دخلت السلطة في ازمة تاكيد الشرعية واعادة بعث السلطة بصورة ابناء الرئيس عدي وقصي اللذان مارسا صلاحيات استثنائية فوق دستورية بعلم القائد ومباركته , والتزم الابن الاكبر عدي خطا مراوغا مباركا من قبل راس النظام في محاولة نقد بعض الوزراء او كشف تلاعباتهم من خلال قناته الخاصة (تلفزيون الشباب )او صحيفته (بابل) وبنفس النسق الذي اتبعته النظم العربية الاخرى لتوجيه الشارع نحو الامل الافتراضي بالتغيير من داخل السلطة وهو الامل الذي لم يتحقق لانه يتعارض مع ثوابت النظام التي تحرم النقد والمكاشفة
اما عراق مابعد 2003 فقد شهد نمطا اخر من الملهاة الاعلامية الموجهة ضد المواطن المسحوق بين فساد الاحزاب وتغول قوى الارهاب ,اذ مارست قنوات الاعلام ذات الدور واغلبها صحافة واعلام حزبي اذ شغلت المواطن بحرب الفضائح والتهم والتهم المضادة والكل يتبرا عن ازمة المواطن اليومية التي يشترك فيها الجميع , ويبقى المواطن العربي نهبا لهذا التزوير الفكري مادام لم يتحرر في اعماقه من وثنية الاتباع الاعمى للرموز التي يرى من عيونها ولايجرؤ على ابصار عاهاتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با