الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفكير البسطية

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)

2016 / 4 / 14
كتابات ساخرة


منذ ان حلت نعمة الـ (ديمقراطية ) على بلاد مابين الامرين قبل ثلاثة عشر من السنين العجم وسيطرة التيارات الهزلية والمرجعية على المشهد السياسي الكوميدي المخلوط بتراجيديا وراثية منذ زمن القاسمية مرورا بالعفلقية وصولا الى الدينوقراطية, لم يسبق لها مثيل في الدول اللازرق ورقية على گولة الحافظ لمدينة بغداد وضواحيها العارف بالخمط والخُمس المُش مهندس عبعوب حفظه نسبه الحزبي من النزاهة ولجنتها الغير نزيهة منذ ذلك الحين وهؤلاء الاشاوس احفاد البسطية والعربانة لم يستطيعوا ان يقفزوا بمخيلتهم خارج نطاق تفكير البسطية ولم يستطيعوا ان يضعوا اي طبخة سياسية تقي العراق الشرور او العراقي اي محنة خدمية او داعشية واكتفوا بوضع طبخة التمن والقيمة واتبعوها بالزردة فكانت خير عونٍ في الانتخابات فهي اقدس طريق الى معدة المغيبين عقليا والمندسين في خاصرة البلاد دس الخنجرِ في الغمدِ. فكان في كل مناسبة يمر بها العراق وبرلمانه بحالة عسر لاتشبه عسر الولادة انما عسر الهضم ياتون لنا بحلول ترقيعية ستنتهي يوما باحظان مخترع عملية الشلع قلع القيصرية بعد ان تكالبت وكثرت عمليات التجميل القبيحة واخرها (لستة) المرشحين للاصلاحات الحيدر عبادية التي لم يكن للعبادي اي يد فيها غير غلق المظروف والتلويح به امام كاميرات البرلمان المجهزة من قبل شركة باعتها للبرلمان بعشرة اضعاف اسعارها الحقيقية تلبية لنداء المراجع العليا في دعم العملية السياسية في العراق. فكانت (لستة) ارخص من (لستة) اسعار الاكلات المفززة في مطعم طرق خارجية ولها نفس التاثير الاسهالي الذي إذا لم تستعجل فيه الوصول الى ال(خلاء) الغير صحي او مستشفى مملوك للتيار الصدعي فانك ستظطر لشراء سيت ملابس داخلية زائدا بنطرون واحتمال جواريب من اقرب ابو بسطية.
نرجع الى (لستة) العبادي الحجرية التي القاها في غياهب جب البرلمان بلا اي رجوع الى دستور ولا حتى الى ماخور فعم اللغط والهرج فكلٌ يلطم على ليلاه فذاك المرشح لايمثلني وهذا المرشح ليس بكفوء وذاك المرشح لانعرفه وكأن اصحاب البسطيات وعربانات العتيگ يعرفون اصلا مامعنى تكنوقراط فتحول المشهد البرلماني الى مايشبه (هدة الخيل) في بداية سباق الخيل في حلبات (الريسز) سيئة الصيت التي كانت تجمع العراقين سنة وشيعة عربا وكوردا تركمان ومسيحين فكان يجب تحريمها والاكتفاء بعمل (ريسز) جديد ينتخبه الشعب وايضا يجتمع تحته السني والشيعي والعربي والكوردي والتركماني والمسيحي واصحاب السبي الازيدي الذين بكوا على انفسهم ومابكوا على احد. فكان من مميزات هذا (الريسز) انه يؤمن بمبدأ لا غالب ولامغلوب إلا من رحمت المرجعية امره او باس الايادي او فخخ السايبات وجعل الشعب في مهب التايهات. خرج الشعب فجأة بعد ان يأس من البرلمان والمرجعية فصرخوا " باسم الدين باگونا الحرامية " فكانت تظاهرات جعلت المرجعية في نجفكان (على وزن فاتيكان) تتظاهر بتاييد مطالب الشعب الذي بنفسه اصرَّ على انتخاب اصحاب السبي الازيدي الاول واصحاب فكر البسطية ومنظري المواكب وسليلي آل البيت وتابعي دول الجوار باحسان الى يوم السحل الكبير الذي لاريب فيه فتم الاتفاق بين الاحزاب بمشورة ساسانية بان يقدموا الاضاحي كي يهدأ الشعب فراح الاعرجي بالرجلين وتبعه ثلة من الاولين وثلة من الاخرين لكن الشعب بدأ يبرد مع برودة الجو وتوفر ال (وطنية) وانخفاض سعر (الامبير) فباتت التظاهرات على مستوى (ترميشه ) ثم العودة الى البيت حتى جاء الحر وزهق البرد وظهر تفكير البسطية فهبت الجموع ثانية وعبرت جسر (الجملوكية ) (مشاطرة بين الملوكية والجمهورية ) وذاب التيار المدني العلماني تحت عمامة الشلع قلع واختفى " باسم الدين باكونا الحرامية " وصرنا نبحث عن اليسارين والعلمانين حول خيمة سليل آل البيت مخترع الببسي ومكتشف سرايا الاوهام فنام وتدثر علَّ الواي فاي ينزل من جديد ويصيح " إقرأ أقرأ أقرأ " فيرتجف لكن الظاهر ان (الصوبة) كانت (مطفية) فرجف وصاح " كلا كلا كلا " فقال الواي فاي " اقرأ (اللستة) اقرأ والعبادي لامرك قد امتثل ولمن نام بالمنطقة الخضراء جنتان عفى الله عما سرق ولكَ من (اللستة) ماتشاء وانك من النزاهة بعيد وعليها مكين, فرجع بتسع واربعين (لاندكروز) الى " الحنانة " راضيا مرضيا تاركا عباده يلعقون الخيمة ويتبركون بال( دوشك) ولانعلم الى اين ذهبت (الصوبة) ولا (البطانية) فعلمها عند الحرس وقائد عمليات بغداد الذي لايفرق بين التحية العسكرية هل هي بالقدم واليد اليمنى ام بتقبيل اليد اليمنى ! ولم ينسى ان يخطب باتباعه خطبة مومساء بان النصر كان حليفه وقد نزل عليه الواي فاي وهو يشكرهم لانهم باتوا في العراء وان المستقبل سيكون (بمبي) وروح سعاد حسني شهيدة البالكون اللندني. ثم فات على المهلة ايام فدب النقاش في برلمان اصحاب البسطيات وعربات (العتيگ) فوصلت الديمقراطية حد التطبيق بالايدي كي نكون اول دولة فيها برلمان رئيسهُ لايعرف الفرق بين المبتدأ والخبر ولا الجر والرفع إلا فوق سرير النائبات اللاتي من سوق الثلاثاء تائبات والباقين يملكون شهاداتٍ عِلمُها عند مريدي لكنهم تخرجوا بمعدل (56) بنجاح منقطع الشخير فخرج الى الملصوم لصما والمعينِ مُحاصصةً رئيس القطيع علّهُ يُهدد بحل البرلمان فيتذكر اصحاب فكر (البسطية ) انهم بلا برلمان رواتبهم مفقود مفقود مفقود يا مولاي وامتيازاتهم في هباء. فاعتصموا بحبل الكُتل والاحزاب (يبچون) على (الهريسة) مو على الحسين فالاصلاحات هي معركة كراسي وليست معركة قوت الشعب الفضائي. هذا هو محور تفكير (البسطية) فهو لايتعدى المترين X مترين ولايدري ماذا ينتظره غدا واذا امطرت فينام في البيت وقتها ولايخرج ابدا وليذهب الزبائن الى الجحيم.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي


.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و




.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من


.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا




.. كل يوم - -الجول بمليون دولار- .. تفاصيل وقف القيد بالزمالك .